مقالاتمقالات أخرى

الهلال الشيعي من البدر إلى المحاق

الأستاذ حسنين عبدالله الأموي/ التيار السُنّي في العراق ـ المنظومة السياسية

 

مقدمة

منذ أن انطلقت الثورة الخمينية وبروز مصطلح تصدير الثورة وهي تسعى للتمدد في الدول العربية إلا أن البوابة الشرقية كانت مغلقة في وجوههم وأُرغِمَتْ أنوفهم في الوحل طيلة ثمانية أعوام، وتجرعوا السم الزعاف.

وما أن انكسرت البوابة الشرقية على يد الأمريكان ومن معهم حتى انساحت زمر الخراب وعصابات الحقد الفارسي لتعيث في أرض العراق الخراب، وتنثر الدم والدمار، وتتفتح شهيتها باتجاه سوريا ليتصل هلالها بلبنان شمالاً، ويلتف نزولاً إلى الجنوب وصولاً إلى اليمن، ليتغير الشكل والمصطلح من الهلال إلى البدر الشيعي.

 

بين الهلال الشيعي والبدر

كان أول الكلام والتحذير من هلال إيراني شيعي يمتد من إيران والعراق مروراً بسوريا وصولاً إلى لبنان ويبتلع الأردن ليطوق السعودية من الشمال، ثم تطور الأمر ليتندر الشيعة على مصطلح الهلال الشيعي ويقول قائلهم: أن الهلال الشيعي سيصبح بدراً.

وفعلاً انطلق الهلال الشيعي ليخترق البحرين واليمن ويطوق السعودية من الجنوب ليكمل دورته بمزيد من الخيلاء والتبجح بغلق الممرات المائية في مضيق هرمز وباب المندب، ولكن لم يحصل لهم ما يتمنون.

 

المشروع الشيعي بين التمدد والسقوط

إيران تتمدد أفقياً وستسقط عمودياً عبارة لطالما سمعتها من شيخنا الدكتور طه حامد الدليمي وفي أكثر من مناسبة.

نعم، إيران تمددت خارج حدودها كثيراً وتمادت وظنت أن تمددها لا نهاية له، ولكن المفاجآت كانت بانتظارها فمن درع الجزيرة لمنع اختراقها للبحرين، وعاصفة الحزم لمنع احتلالها لليمن، ووصول ترامب للحكم وغيرها من العوامل التي فاجأت إيران وجعلها تتوقف بل وتنكمش شيئاً فشيئاً ويضعها أمام خيارات أحلاها مر.

إن التوقف لن يستمر لأن الدولة التي لا تستمر ستنكمش وتنكمش حتى تصل لداخلها ثم تسقط وألمانيا هتلر وغيرها من الدول شاهد على مانقول.

 

أمريكا وسياسة النفس الطويل

أنظر بعيون أمريكا لا بعينك فأمريكا تعمل لمصلحتها أولاً وهي تخطط للأمر تبعاً لذلك وهذا ليس اكتشافاً جديداً حتى نسمعه كل مرة، بل هو الواقع الذي ينبغي أن يحكم الدول.

لذا تجد أمريكا تستخدم سياسة انهاك الخصم بالعقوبات تارة وتارة بدعم الارهاب وممارسته وأخرى بالحصار وربما بالضربات المحدودة ثم الانقضاض عليه بعد أن وصل الخصم إلى مرحلة الإعياء فتوجه له الضربة القاضية تسقطه أرضاً بلا حراك.

والخطوات التي اتخذتها أمريكا ضد العراق قبل عام 2003 خير شاهد ودليل، وما تخطوه الآن من خطوات ضد إيران هو في نفس السياق وإن اختلفت الآليات ولكن النتيجة ستكون مماثلة ولوبعد حين.

نسمع البعض يردد: أمريكا لم تأتِ من أجل العرب والسُنّة!

ونحن نقول: وهل جاءت أمريكا لتعمل بدلاً عنهم؟

كلا

فأمريكا لا تعمل أجيرةً عند أحد لا يعمل لنفسه!

لذا فإن العاقل من يستثمر تحركات الآخرين إن كانت تصب في مصلحته أو أن يعمل على ذلك وإلا أن تقف متفرجاً ليعمل بدلاً عن الآخرين فهذه قمة الخيبة والفشل.

 

البدر الشيعي إلى المحاق

بعد هذه الخطوات الحكيمة والشجاعة التي قامت بهد المملكة العربية السعودية ومن تحالف معها من العرب والسُنّة من جهة وأمريكا من جهة أخرى ضد إيران وشيعتها الذين عاثوا في الأرض الفساد، نستطيع القول ثقة بالله تعالى: أن الهلال الشيعي لن يكتمل ليصبح بدراً بل هو سائر إلى المحاق ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)) (البقرة:251).

 

اظهر المزيد

‫6 تعليقات

  1. نعم سعت إيران لحتلال أهل السنة فكريا بصناعة دين مزيف هو التشيع العربي بإسم أهل البيت لتدمير أهل السنة والقضاء عليهم وحتلال بلداننا السنيه العربيه ونجحت بذلك لأنها محدده هدفها
    لكن السعودية السنية كشفت زيغها وتأ مرها فقلبت الطاولة عليها
    بتحالف مع دول الغرب لزوال دولة الكفر والشرك من جذورها
    وبمشروعنا السني العظيم نسعى لتحصين أهل السنة وتمكينهم من التشيع العربي وإيران
    وهذا بفضل شيخنا الجليل طه الدليمي الذي أنار طريقنا بفكره القيم
    وفقك الله أستاذ وزادك من فضله

  2. استهانة العرب بعدوهم وتخاذلهم وسوء تقدير الموقف منح ايران فرصة ذهبية استغلتها ايران افضل استغلال لتصل ماكانت تحلم ان تصل لأقل منه.
    لكن صحوة العرب وعلى رأسهم السعودية وان كانت متأخرة بدأت تؤتي ثمارها وأنا لغد لناظرون.

  3. إيران لها مشروعها الخاص بها استحواذ دول العربية وخاصتاً العراق وهي الخطه الخمسينية التي رسمها الخمئني و كشف زيغها شيخنا الفاضل الدكتور طه الدليمي ولاكن لم يستجيبوا أهل السنة بما قاله الدكتور فكانت الكارثة التفريق بين الحاكم والعالم وسط الجمهور السني في الخطب والمحاضرات والندوات بيد شيعية سنية نجحت فكرياً .توسعت إيران وسيطرة على ستت عواصم عربية حتى وصلت الى دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية فشلت إيران لتفكيك الدولة وجرها إلى الهاوية عندما فعلت بالدول العربية الاخرى على حساب الخطباء والعلماءأهل السنة وهذا يدل على هيبت الملك في وسط الجمهور بين الدين والنسب والعشيرة والعصبة في شريان الدولة للحفاظ عليها من الشعوبين إيران وشيعتها وهذا ما ذكرة شيخنا الفاضل .د. طه الدليمي عن فائدة الملك في قناه التيار السني.وهنا نقول السعودية فرقت الأعداء وجمعة الاصدقاء فريحة المعركة ضد إيران فنقلب السحر على الساحر وإيران اليوم في الهاوية . مع شكري وتقديري اللأستاذ حسنين عبد الله الأموي على هذا التفصيل والكلام الوافي

  4. لا يحيق المكر السيء الا باهله ولنا افراحنا بغلبة امريكيا على الفرس والتشيع الذين اورثوا ارضنا وارضهم دار البوار بشائر محاقهم تحدثنا بها مجالسهم الا ان اخطر ما نعانيه واعلى ما تربو له عيوننا هو اشعاع شمس للفكر السني العربي الاسلامي ضد الفرس ووضع جبل النار بينا وبينهم ويكون اجماعا لمراكز الفتوى الاسلامية ان التشيع والفرس صنوان دينهم محو اهل السنة وقتل العرب او تشيعهم ليركبوا عليهم الى نشر الفوضى الخلاقة في الوطن العربي .

  5. نسال الله العظيم ان يأفل بدرهم وهلالهم
    وصدق شيخنا حين قال (الشيعة يتمددون افقياً ويسقطون عمودياً) وتكون نهايتهم بغباوتهم. ويومئذ يفرحون المؤمنون بنصر الله.
    احسنت اخي العزيز حسنين

اترك رداً على حارث الشمري إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى