سياحة في قوانين واروقة العتبات الهندسية
المهندس حسن القزاز
عندما قرات مقالة (على سفح جبل .. قانون كوني واحد ومظاهر متعددة) لمهندس التيار السني الدكتور طه الدليمي.. تمنيت أن أساهم في بقية الحديث حينما ختم مقالته بـ(للحديث بقية)، وان اضيف بعض القوانين التي تلتقي والسنن الربانية في مشروعنا الرائد .. فليسمح لي الدكتور بهذه الكلمات.
كان مما تفضل به فضيلة الشيخ هو ذكره لبعض القوانين الفيزياوية (كالقوة في ذراعها تساوي المقاومة في ذراعها, لكل فعل رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه, اذا أضيفت كميات متساوية إلى أُخرى متساوية تبقى النتائج متساوية)، وكيف نجد تطبيقاتها العملية وفوائدها الفعلية في حل المشكلات والمعضلات الاجتماعية وتذليل العقبات التي تواجهنا ونحن نغذ الخطى في (الطريق الى بغداد) واعيننا مشرئبة الى ما وراء ذلك من اهداف ليس اقلها ان نحتسي كأس الشاي في طهران باذن الله تعالى.
ان هذه القوانين تتعامل مع العوامل والمؤثرات الخارجية عن (العتلة) او (العتبة) من قوى او ردود افعال, ولكن ما هي القوانين الداخلية التي تحكم تلك العتلة, وكيف نطبقها على مجتمعنا السني الداخلي لنحقق مصلحته، ويتناغم عملنا مع السنن الربانية والقوانين التي اودعها الله في مخلوقاته من الجمادات كهذه (العتبة) البسيطة؟
السنة وعزم القصور الذاتي
عزم القصور الذاتي (Of Inertia The Moment) او العزم الثاني للمساحة في العتبات الانشائية المستخدمة في الجسور والابنية تمثل قيمة مقدارية يمكن من خلالها معرفة التوزيع الامثل لمادة هذه المقاطع عبر مقطعها لتتحمل اكبر عزم ممكن بالنسبة لاتجاه القوة المسلطة عليها.
وللتوضيح نأخذ مقطع الـ(I-Beam) او الشيلمان مثالاً..
ونسال: لماذا يتم استخدامه دوما باتجاهه العمودي الموجود في الصورة ولا يتم استخدامه ابدا اذا ما تم تدويره 90 درجة ليصبح مع الاتجاه الافقي؟ مع العلم بان المقطع الحديدي هو نفسه ولم يطرأ تغيير على مادته او وزنه .. والجواب يكمن في ان قيمة عزم القصور الذاتي في الحالة الاولى اكبر بكثير عما هو عليه في الحالة الثانية.
لنترك الشلمان ولنتوجه الى الانسان .. فالقصور الواضح لدى اهل السنة في مواقفهم وضعف عزمهم الذاتي الذي ادى بهم الى انهيار بنيتهم ومدنهم وخسارتهم للأموال والانفس.. إنما سببه انقلاب مفاهيمهم ودوارنها بزاوية 90 درجة تجاه اعدائهم الحقيقيين .. فعندما ينادي السنة – مثلاً – بعدم وجود فرق بينهم وبين الشيعة هنا ينقلب الشيلمان ويصبح في اضعف حالاته فيخر عليهم السقف من فوقهم ويأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون.
ان عامل البناء البسيط لهو افقه بهذا القانون بكثير من (عالم) حرم انشاء اقليم سني او(داعية) لا تأخذه الحمية عندما يسب الصحابة ويعتبر الاعتراض على ذلك طائفية مقيتة او (سياسي) جلس يقدم فروض الطاعة لدى السفير الايراني.
الشيعة ومركز الثقل.
مركز الثقل او الـ(Centroid) يمكن تعريفه على انه تلك النقطة التي يبدو كأن وزن المقطع متجمع فيها فمركز ثقل المقطع الدائري هو مركز الدائرة ومركز ثقل المستطيل هو نقطة تقاطع قطريه ومركز ثقل المثلث هو في ثلث ارتفاعه وهكذا فان لكل شكل من الاشكال مركز ثقل خاص به. ويختلف موقع هذا المركز ويتحرك من موقع الاصلي اذا كان هناك اكثر من شكل متحد او كانت هناك اشكال مركبة.
لندع الاشكال الهندسية ولنمثل كل من الشيعة والسنة بمستطيلين مختلفين في الاتجاه بل ومتعامدين على بعضهما البعض لنعبر عن الاختلاف الحقيقي في التوجهات والعقائد والسلوك لكل من الفريقين على ارض الواقع .. ونرى ما يحدث لمركز الثقل الخاص بهما في حالة تم ربطهما كجسم واحد , حيث نلاحظ تحرك مركز ثقلنا نحن السنة الى المستطيل الشيعي لنفقد القدرة على صناعة القرار او التحكم في امننا ومستقبلنا. وهذا ما دأب عليه الوطنيون من قوميين او اسلاميين بدعوى ان في الاتحاد قوة !.. ولا يهتم هؤلاء المساكين بمركز الثقل المتولد عن التحام كهذا غير متجانس او مدروس.
لقد كان التيار السني اول من نطق بهذه المعادلة التي تتناغم والقوانين الكونية ودعا الى تشكيل اقليم سني يحافظ على كينونة اهل السنة في العراق في وقت كان من ينطق بكلمة السنة كمن ينطق بكلمة الكفر , كما حث على الاستفادة من التجربة الكردية عندما انحاز الكرد باقليم حافظ على مركز ثقلهم في داخل كيانهم واصبحوا متحكمين بانفسهم صانعين لقراراتهم التي لا يمليها عليهم غيرهم.
ولذلك وفي ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة لا بد لنا من ان نراعي هذا القانون وان نثقف اهلنا بضورة الاقليم السني لنستغل الظرف الاقليمي ونختصر الجهد والوقت في مسيرتنا الطويلة التي لم نجاوز بداياتها بعد.
وللحديث بقية بعون الله.
2019/5/14
بارك الله في الأخ المهندس على هذه المقالة القيمة والتي توضح وحدة القوانين التي يمكن أن يتنبه له كل عالم وعامل لو أمعن النظر وعرف كيف تسير وتعمل هذه القوانين.
بارك الله فيك اخي المهندس على هذا المقال القيم
في العادة ومنذ تعلمت الخط كان بيني وبين درس الرياضيات علاقة الفاليوم بالدماغ لا اهضم درسه ولا استهوي الدروس العلمية ولكن ينطلق لساني حين يكون الدرس ادبيا او تاريخيا قصصيا .
منذ قرات عيني للتيار اعطى للمادة علمية روح تزاوج عشقي تبث به الروح بين الجمادات وتتراقص لهاالعقول كان هذه المعادلات الرياضية عتلة لها اسنان تعشقت بالعقل كي توجهه بمسارها نحو الهدف السامي .
نعم شكرا للاستاذ المهندس لقد قرات مقاله الذي كانت الامثال فيه كالات الموسيقى الكونية التي تبث بين اجوائها خطوات الامل الموعود وتريك بانورها رسمةلخطوات النصر المنشود.
جزاك الله خير الجزاء أخي المهندس على هذة المقالة القيمة .وأنا أتذكر قصة ذوالقرنيين القائد المهندس البارع الذي بنا السد العملاق بالمواد العضيمة وأنقذهم من يأجوج ومأجوج
بسم الله الرحمن الرحيم
رائع جدا السيد المهندس
لابد من استرجاع مركز ثقلنا والاقليم خير ما يوصل لذلك