مقالات أخرى

إيران والمصير المجهول

حسنين عبدالله الأموي/ التيار السُنّي في العراق/المنظومة السياسية

في خضم الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط والتوتر المتصاعد من قبل أمريكا تجاه إيران فإن الأمور تتسارع بشكل كبير وتتجه نحو الذروة وتجعل الخيارات التي كانت متعددة محصورة في خيارين إثنين لا غير، إما تدارك الأمر والرضوخ لشروط مهينة ومذلة لإيران

ونهاية لا تحمد عقباها أو مواجهة لا يعرف عواقبها ولا تداعياتها.

إيران وتصدير الثورة

منذ وصول الخميني إلى سدة الحكم رفعت إيران شعار تصدير الثورة وبدأت بالعراق ولكنها واجهت مقاومة شرسة دامت ثمان سنين كسرت بها شوكة إيران وشهد توقف لمشروع تصدير ثورتها.

فما كان من إيران إلا أن غيرت أساليبها في تصدير الثورة من استخدام القوة المسلحة إلى أسلوب الاختراق بصور متعددة منها دينية أو اقتصادية أو ثقافية وغيرها وآتت هذه الأساليب أُكلها في لبنان ثم العراق الأمر الذي جعل شهيتها تنفتح أكثر لتصل إلى اليمن وسوريا، بل كانت البحرين في طريقها للوقوع لولا التحرك السريع لدرع الجزيرة الذي حال دون ذلك، ولم يتوقف المد الإيراني عند حد ولم يكن ينوي التوقف بل كان المشرق العربي بكل دوله تحت ضوء الهلال الشيعي لتحويله إلى بدر يحيل المنطقة إلى ظلام دامس!

السعودية والمشروع الإيراني

مرت العلاقات السعودية الإيرانية بتوترات وتقطعات متعددة أبرزها عام 1943 وعام 1987 وآخرها عام 2016 بعد أن هاجم الإيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، وهذا هو ديدن السياسة الإيرانية تجاه الدول العربية التي كانت ولا تزال متوترة بسبب التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية والاسلامية.

لقد تحولت السعودية من المدافع إلى المهاجم بعد أن حركت إيران أتباعها من الحوثيين في اليمن ليهددوا الحدود الجنوبية للمملكة الأمر الذي جعل السعودية تطلق عاصفة الحزم لتوقف التمدد الشيعي الإيراني المهدد لحدودها وجيرانها من الدول العربية.

كما قامت بخطوات استباقية تمثلت بجمع كل دول العالم الاسلامي ماعدا –إيران وسوريا- وعقد ثلاث قمم كبرى مع أمريكا.

إضافة لخطوات اقتصادية وتجارية مع دول لها وزنها في المجتمع الدولي كروسيا والصين وباكستان والهند.

بل وهددت بنقل المعركة إلى داخل إيران وجعل إيران تدافع عن نفسها بدل أن تبقى المملكة بوضع الدفاع، فكان لهذه الخطوات ثمارها التي بدأت تجنى هذه الأيام.

أمريكا وخيارات إيران

منذ تولي إدارة ترامب رئاسة أمريكا وهو يصعد بموقفه وإدارته ضد إيران تارة بحزم العقوبات الاقتصادية أو بالشروط القاسية أو بالقوانين التجريمية وآخرها التحركات العسكرية الأمر الذي جعل الخيارات تتقلص أمام إيران لتجد نفسها أما خيارين أحلاهما مر.

أحدهما: القبول بشروط بومبيو الإثني عشر، ويعني القبول بشروط تنهي إيران ومشروعها وإرجاعها داخل حدودها وبالتالي إزالة نظامها.

وثانيهما: المواجهة العسكرية غير المتكافئة الذي سيجعل خسارة إيران كبيرة ربما يصل بها إلى أسوء الاحتمالات من اعتقال لرموز النظام ومحاكمات وتجريم وغيرها من الممارسات المهينة.

والنتيجة فإن كلا الخيارين يسيران بإيران إلى نهاية لا تحمد عقباها.

الخلاصة

أن الأيام القادمة ستتسارع بها الأحداث وأن الأسابيع والشهور القليلة ربما تشهد زوال نظام إيران وبروز نظام جديد موضوع حسب المواصفات الأمريكية ويدور ضمن الفلك الأمريكي، وتكون إيران بلا نظام ولاية الفقيه لأول مرة منذ أربعين عاماً.

استثمار الحدث أهم من الحدث: ومن هذا المنطلق فلابد لأهل السُنّة من التحضير لاستثمار ما ستؤول إليه أمور في صالحهم كالعمل على إنشاء إقليم سني على غرار إقليم كردستان بعد عام 1991 وسلوك نفس الخطوات الكردية في بناء الإقليم السني والابتعاد عن السرطان الشيعي الذي كاد أن يقضي على الجسد السُني برمته.

اظهر المزيد

‫4 تعليقات

  1. بارك الله فيك أستاذ الفاضل وسددخطاك مقالة تبعث الأمل في سقوط إيران .وهذا ماقاله الدكتورطه الدليمي حفظه الله. إيران تتمدد أفقياُ ثم تسقط عاموداً

  2. بارك ألله فيك أستاذ مقال قيم بخصوص هذه الأحداث المتسارعة الإسقاط دولة الكفر والشرك ومن شايعها على يد دولة التوحيد السعودية السنية التي أصبحت اليوم من أقوى الدول العربية السنية في قوة فكرها ونظامها ضد الشيعة وايران
    وتحفيز أهل السنة الاظهار أنفسهم واتخاذ إقليم لهم لتكوين أنفسهم من هذا الضياع الذي هم فيه
    جزاك لله خيرا وحفظ ألله شيخنا الجليل طه الدليمي

  3. احسنت بارك الله فيك
    بالفعل مقال ممتاز ومعانيه قيمه وأحداثه واضحه
    نتمنى زوال إيران القريب ومسحها من الوجود أملنا بالله كبير وبكم
    بنصر اهل السنه وأخذ الحق ممن سلبه
    بالتوفيق للجميع والشكر الجزيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى