مقالات أخرى

ما بعد الحدث .. إيران الهرم المقلوب

جار الله الملا خضر/منظومة الفقيه القائد/ التَّيار السُّني في العراق

 

من كان ناظرًا للحدث – أيَّ حدث – فحسب، هذا قاصر الاعتبار.

وما وراء الحدث في سوق الأحداث اليوم هي إيران، والتي أقامت ذلك الهرم المقلوب، وقد كتبتُ قبل سنتين أو يزيد عليهما على موقع القادسية – موقع التَّيار السُّني في العراق – على الشبكة العنكبوتية، مقالًا بعنوان: الشيعة الهرم المقلوب.

وأرجوا ويرجو كل من حمل همَّ القضية السُّنية، أن نرى خرَّ ذلك الهرم الذي شارف على هذا – بمكر الله الذي هو فوق مكر المجوس والشيعة -.

*****************

 

أقسام الناس في التفكير

قلتُ: سوق الأحداث اليوم هو إيران.

وتختلف العقول، وذا أمر جبليٌّ، وتختلف طريقتها في التعامل مع الحدث، بين من يحرِّكه الهوى أو التعصب أو التبعية.

فالقدرة الإدراكية تعتمد في تَفاوتها على سرعة الانتقال ما بين المُقدمات، الوصول إلى النتائج، وعليه فهناك صنف يهتم بالأشخاص وصنف يهتم بالأحداث وصنف يهتم بالأفكار وصنف يستثمرها كلها.

فيعي ويستثمر الكمَّ الوارد من الأحداث ليدخلها مختبرًا، ثم يودع تحليله بنك الاستثمار.

وهكذا تنمو العقلية وتبدأ مهارة (التعامل مع الحدث)

*****************

 

الخبرة اليوم ليست كالأمس

ومع وفور الأخبار على اختلاف مصادرها ومناصَّاتها، تجد الخبرات اليوم ليست كأمسها، فلو كانت هذه المواقع والصفحات والفضاتيات موجودةً عام 2003 لتوصلنا إلى حقيقة الحدث وما وراءه.

من جهة أخرى وفي هذا اليوم أخيرًا وصلنا إلى تقييمها في مصداقيتها، فقد كنَّا سماعيين حسِّيِّين، أما اليوم فلا نسلِّم لا لأخبار الفيس بوك، ولا الجرائد ولا الفضائيات.

فقد نمت ووصلت فنون التعامل مع الخبر وبالتجربة أنها مصادر الخبر، وهو ذاته يحتمل الصدق والكذب بغض النظر عن قائله.

 

المقصود والمراد

المقصود من كل هذا الكلام، أننا أمام حدث وهو تأزم الحالة بين إيران الشيعية من جهة، وأمريكا والخليج السُّني من جهة أخرى.

اللهم إلا من شذَّ.

ولستُ بصدد أن نفترض وقوع الحرب، ولكنَّني أركِّز على ما وراء زوال حكم الولي الصفيق الحاكم في إيران.

***************

 

ماذا لو سقط هذا النظام الصفيق!

يقينًا سيسقط – على إثره ومن غير تدخل لأي يد سُنية، بل بصبِّ الله سوطًا من سياطه على إيران ذلك هو ترامب، فقد وقع بعضهم ببعض بعد مكر دُبِّر بليل – المتساقطون:

١.الفصائل المقاتلة السُّنية المرتبطة بإيران، والتي سخَّرتها إيران لعقد ونصف في العراق، واستنزفت هذه الفصائل الموارد البشرية والمالية السُّنية وأهدرت مستقبلهم، وأضاعتهم في ظلمات وراء القضبان أو في قبورهم أو هم مشرَّدين في ديار شتَّى.

طبعًا أقصد بهذه الفصائل، الفصائل المسلحة السُّنية، والتي ليست في العراق فقط، بل حتى من كان تنظيمًا عالميًا، ومنهم من اشتغل باسم قضية فلسطين وتاجر بها.

لذا فإيران حقًا تزعزع السِّلم والأمن المجتمعي.

٢.الأحزاب السُّنية الإسلامية بكل مسمَّياتها، وإن كانت كلها من منبع وفكر واحد!

لكنَّها أثبتت على طول تاريخها الحركي أنها بإمرة إيران، ولم يعد الأمر خافيًا والتهمة تخابرية، بل جِهارًا نهارًا بغير خجل.

٣.الشخوص الطارئون الذين ارتموا بحضن إيران منذ احتلال العراق، وتسلَّموا مناصب وزارية ونيابية، وأغلب هؤلآء سُّنة قبل أن يكونوا شيعة!

٤.الأحزاب الشيعية وحركاتهم ومؤسساتهم فكل يوجَّهون (بالكرباج) الإيراني.

٥.المؤسسات المصرفية والبنوك، وهذه معروفة ومن تموِّل، وعمليات غسيل أموالها على مدار الساعة، ونهب الخزينة العراقية تتم عبر هذه المصارف والبنوك بمعاملات مالية مفضوحة.

٦.المؤسسات التعليمية والتثقفية، وهذه أيضًا مرصودة، وداخلة في الجرد للمهتمين بها.

٧.المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، وهذا تشكل العصب المحرِّك لإيران دولة، وللشيعة دينًا، وهي العصب الذي إن شُلَّ لم يبقَ شئ للشيعة.

**************

 

شهادة الله أعلى شهادة

ومن باب تتمَّة القول لما وراء الحدث: شهادة الله أعلى شهادة.

ألمْ يقل الله تعالى – عندما غلب الرومُ الفرسَ – : {ويومئذٍ يفرح المؤمنون} فهذا التوصيف نص عليه القرآن، وبه سيمتاز الموالون لإيران… للشيعة، عن أصحاب القضية والهوية الذين لم يبدِّلوا تبديلًا حتى يشفى الله صدورهم بنصرهم ومحق الباطل.. إيران والشيعة.

فأكرم بها شهادة (المؤمنون) وكفى بالله شهيدًا.

اظهر المزيد

‫7 تعليقات

  1. بين آونة واخرى يطل علينا المفكر جار الله الملا خضر/منظومة الفقيه القائد/ التَّيار السُّني في العراق بروائع الاستنتاج ودقة القراءة وعلو الفهم وهذه سمة اعتدنا على كتاب التياار السني ان يبرزها لنا بوضوح وجلية .
    قال الصالحون لابنائهم يا بني اقرأ القرآن وكأنه عليك انزل هذه اهم ما يميز التيار السني في كتاباته اقرأ الاحداث واسمع روائع التحليل السياسي والاستشراف المستقبلي فاجده فاقد للرؤية الربانية في جانبيها سنن الشرع وسنن الكون وفاقد من يبدأ في وضع نقطة حركته فضلا ان يحدد مساره وهدفه وقضيته في ظل هذه الصراعات .
    لقد ابدع كاتبنا في تنزيل سورة الروم على الاحداث وكأنه يقرأ القران على انه عليه انزل وابدع في قراءة البوصلة والمسار والحركة في ظل حركة مضطربة تموج بالشبهات فشكر له وجزاه الله عنا خيرا .

    1. ستطراد ومفهوم واضح بالحداث التي تجري على أرض الواقع من أستاذنا الفاضل هذه هي الفطنة التي تتركز على فهم وأدرك المشكلة بين العقل والواقع .وتبا للصنمية والجمود على النص. وربط الأحداث السابق بين الروم والفرس والأحداث اللاحقة بين أمريكا وإيران هذا مفهوم الرباني واضح للقرآن العظيم .كان القرآن يتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحداث في وقتها ونحن اليوم ننزل القرآن على الأحداث التي تدور حولنا لحل المشكلة في زماننا هكذا فهمَ الصحابه القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولهم أبا بكر رضي عنه هذه هي غاية الفهم. وجزاءالله خير الجزاء أستاذنا الفاضل جار الله الملا خضر

  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    جزى الله الاستاذ جار الله خيرا
    التفاتة جميلة من سورة الروم

  3. عنوان ومضمون جميل وهو ما عودنا عليه الملا جزاه الله خيراً وزاده علما

اترك رداً على عبد الله معتصم السامرائي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى