حسنين عبدالله الأموي/ التيار السُنّي في العراق- المنظومة السياسية
كل فكر ينتجه العقل البشري لا بد أن يكون لحاجة يستدعيها الواقع، لأنه إما أن يكون حلاً لمشكلة قائمة، أو علاجاً لواقع منحرف يحتاج لتصحيح. بهذا يأتي الفكر كالدليل الذي يسير بالناس نحو طريق الخلاص، وإلا كان الفكر عبئاً.. وعبثاً لا يليق بإنسان يحترم عقله أن ينتج ما لا ينفع.
لقد أنتج العقل العربي فكراً قومياً لحالة سادت المنطقة العربية بعد زوال الدولة العثمانية، فصار لزاماً على مفكري ذلك الزمان أن ينتجوا فكراً يكون أصلاً للواقع الذي ينشدون تغييره.
أما الإسلاميون فقد أنتجوا فكراً يعالج الفراغ الذي خلفته زوال الامبراطورية العثمانية – التي كانت تمثل آخر صورة للحكم الإسلامي- وهذا الفكر يراد به إيجاد خلافة إسلامية تحكم المنطقة.
وبغض النظر عن مدى صوابية كلا الفكرين، فإنهما انطلقا من حاجة كانت تتطلبها المرحلة، فجاءا رد فعل طبيعياً لما هو موجود في الواقع، ومعلوم أن كل مفكر يستند إلى عقيدة يؤمن بها، ومن خلالها جاء فكره كناتج طبيعي لما يؤمن به وما يشكله من حل من وجهة نظره طبقاً للأصول التي يستمد منها.
الفكر القومي والحلم الكبير
لقد جاء الفكر القومي العربي بحلم كبير، سعت الأحزاب إلى تحقيقه من خلال إيجاد وطن عربي من المحيط إلى الخليج. وتمكنت عدد من الأحزاب القومية من جذب كثير من الجماهير الحالمة لتشكل لها قاعدة جماهيرية عريضة، واستطاعت الوصول إلى سدة الحكم في عدد من الدول العربية، وشهدت تشكيل تحالفات (الوحدة العربية) والتي باءت جميعها بالفشل لأسباب عديدة كان أبرزها هو الانطلاق من الدولية (خارج الوطن) بدل الانطلاق من المحلية (داخل الوطن) الأمر الذي أدى إلى قتل الحلم العربي في مهده قبل أن يرى النور، بل إلى تشظي الدول العربية وتعميق حجم الخلافات البينية والتي وصل بعضها إلى التآمر والاقتتال!
الفكر الإسلامي والحلم الأكبر
يختلف الفكر الإسلامي كثيراً عن الفكر القومي في جملة أمور ولكنه يتشابه معه في أخرى، بل إن الفكر القومي ومفكريه أكثر منطقية من الفكر الإسلامي ومفكريه؛ لأنهم كانوا ينادون بإيجاد وطن عربي واحد يجمع شعوب عربية تشترك باللغة والتاريخ والأهداف والمصالح المشتركة.
أما الفكر الإسلامي فهو يسعى لإقامة خلافةٍ تمتد من الصين شرقاً إلى الأندلس غرباً، يجمع شعوباً من مختلف الدول تحت مسمى الدين، وتفصل بينهم فواصل كثيرة تحول بينهم وبين اجتماعهم على هدف دون ذلك بكثير.
وقد سعت جميع الأحزاب الإسلامية انطلاقاً من العالمية وليس المحلية، دون أن تقدر على إيجاد مجتمع واحد أو تحكم دولة!
العيش في الأحلام وخسارة الواقع
لم تكن النتيجة أن يعيش أصحاب الفكرين في الحلم، بل عاشوا الحلم كواقع!
بل إنَّ الأدهى والأمَر هو النهايات التي انتهوا إليها، والنتائج المأساوية التي وصلوا إليها.
فبدل أن يكونوا ساعين بعلاج لواقع أصبحوا مشاكل لواقع يعج أصلاً بالمشاكل، وصاروا سائرين في طريق عدوهم بعد أن كان بعضهم متصدياً له، وآخر ساكتاً عنه.
فبعد أن كان القوميون متصدين لإيران ومشروعها في المنطقة – في الوقت الذي سكت عنها الإسلاميون؛ إذ يعدونها جزءاً من المنظومة الاسلامية – صاروا تبعاً لها.. يسيرون في ركابها ويخطبون ودها. والأسباب متنوعة.. تتراوح بين القناعة واللعاعة. أعني أن الخلل والعلة ليس في الفكر العقيم فحسب.. وإنما في حملته على حد سواء.
نحن نعيش اليوم حقبة تاريخية جديدة، اختفت فيها اصوات الامم المتحدة ومجلس الامن واوربا وروسيا والصين، فكلها اليوم تخشى مواجهة امريكا، امريكا اليوم تفوق الجميع اقتصاديا وعسكريا، وهي المسؤولة عن امن العالم الذي تربطه بامنها القومي، وهذا من الذكاء الفائق، اختلافنا مع امريكا او توافقنا معها لن يغير من الواقع، فكل من يقف ضدها اليوم، وضد مشاريعها سيدفع الثمن باهضا، فان كان الاخوان وغيرهم من الحركات اسلامية كانت ام قومية ام عروبية لاتدرك ان صفقة القرن جزء من مشروع الحملة ضد ايران، وجزء من مشروع اقامة تحالف دولي ضد ايران، فعليه ان يتحمل النتائج الكارثية، وارجو من الله ان تصيبه هو وحزبه وحركته، لكن الاحداث تثبت ان الشعوب دوما تدفع ثمن اخطاء الحمقى الذين يتحملون مسؤولية لاقبل لهم بها، وعند الله تجتمع الخصوم.
أحسنت فهم دقيق لمجريات الأحداث
أحسنت استاذ حسنين على هذا الموضوع الرائع
أحسن الله إليك أخي الفاضل
أصبح اليوم القوميين أو نسميهم العلمانيون آمن علينا من المتأ سلمين
لأن ولاأهم إلى إيران أكثر من العرب وبهذا إيران وشيعتها تمكنت في بلداننا العربية السنية
جزآك آلله خيرا مقاله قيمه لواقعنا اليوم
كل المشاريع التي تقدمة أمام المد الشيعي فهي مشاريع بتراء مجردة عن الربانية والقضية والهوية ، القوميين العلمانيين الإسلاميون مشاريع انحرفت عن السكة وسقطة أرضاً وأدنها هم الإسلاميون الذين قدمو أهل السنة قرابين لإيران وشيعتها بالجملة ، أما القوميين فكانت لهم بصمة أفي مواجهة إيران والإسلاميون أدخلو إيران مستبشرين بدولة الخميني الإ سلامية على زعمهم واليوم يا أهل السنة لا مجال لتجربة هذه المشاريع الخائبة مرتاً أخرى ونحن نقول لكم مشروعنا رباني واقعي لهو الهوية السنية و القضية للحلول الجذرية بقيادة الدكتور طه الدليمي …ومع كل الشكر والتقدير للستاذ حسنين
ردت الافعال من غير فكرة ربانية يراعى بها نواميس الشرع ونواميس الكون ترجع على اصحابها بالثبور وعلى الواقع بالبوار وتجعل حملة هذه الافكار مصابين بمرض التوحد والتوجس من المجتمع ويذهب الى اعداء اهله يتملق لهم ويربط مصيره بمصيرهم فقط كي يجد عملا يلهي به الفراغ القاتل الذي يعيشه وحاله كحال ابن زيدون حين يقول :-
سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ، يا مَنْ يُصِحّ، بمُقْلَتَيهِ، وَيُسقِمُ
أصْبحتَ تُسخِطُني، فأمنحُكَ الرّضَى مَحْضَاً، وَتَظلِمُني، فَلا أتَظَلَّمُ
يَا مَنْ تَآلَفَ لَيلُهُ وَنَهارُهُ، فالحُسنُ بَيْنَهُمَا مُضِيءٌ، مُظْلِمُ
قد كان، في شكوى الصّبابة ِ، راحة ٌ، لوْ أنّني أشكو إلى مَنْ يرحَمُ
لكنه فاق ابن زيدون انه فقد الاحساس بالظلم بل تحول الى عشق سادي بولاء للعدو ونحول الى عربي مستعجم يصعب اصلاحه .
الأحزاب الإسلامية هي مجرد منتج يحمل كل الأمراض البدعية طوال تاريخ المبتدعة في العقيدة والتاريخ والرواية والثقافة
وهو إنتاج أعجمي في مواصفاته وبنيته
وكذلك ما يطلق عليها القومية العربية هي مجرد غطاء لفكر اشتراكي شيوعي تقدمي ، وأمة عربية واحدة
والنتيجة اسقاط ممالك وإمارات العرب في تلك الفترة
بل كان دينهم التقدمي هو قتل العرب بحجة محاربة الرجعية العربية
وتسنم زمامها جراجمة من سياسيين ومثقفين
ليصنعوا سردية جرجمية شعارها العروبة بمواصفاتهم هم فقط.
والنتيجة شتم العرب وربط سلوك الخيانة بهم
وشتم منهجهم في الحكم وشتم تاريخهم “الرجعي” والمطالبة بإسقاط استقرارهم
وتحقير ملوك العرب ولمزهم كما لمز أسلافهم ملوكنا ومناداتهم بملوك الجواري
نفس الخدعة وما زلت تنطلي جيل على جيل ومواقع التواصل مليئة بهذا.