د. طه حامد الدليمي
الثقافة والمصلحة .. أعظم ما يجمع ويفرق بين الشعوب
أعقد المشكلات قد تعود إلى معادلة ذات عوامل فكرية بسيطة!
الثقافة والمصلحة أعظم عاملين في معادلة الوحدة.. يستوي في ذلك الفرد والمجتمع. ولنأخذ البيت أو الأسرة مثالاً.
إذا توفرت المعادلة على كلا العاملين، أي تشابهت ثقافة الزوجين والتقت مصلحتهما وجدتَ البيت الذي يجمعهما عادة ما ينعم بالاستقرار والراحة والنمو والبركة. وإذا توفر أحد العاملين وفقدت المعادلة العامل الآخر اضطرب البيت وأصبحت وحدته مهددة بالانفصام. أما إذا تنافر العاملان كلاهما، فالنهاية الطبيعية لمثل هذا البيت هو الانفصال بين الزوجين و(يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) (النساء:130).. ما لم يقتحم المعادلة من خارجها عامل يقهر وحدة البيت على الاستمرار، وهو القوة في غالب الأحوال. وهنا تكون المرأة هي الضحية. وهي الطرف الذي يبحث عن الانعتاق من ربقة الزوجية الجامعة بأي ثمن ولو بالطلاق.. ولتذهب وحدة البيت الجامع إلى الجحيم.
هذه أربعة احتمالات تنظمها أربع معادلات ينتج عنها أربع أنواع من البيوت: الأول: مستقر، والثاني والثالث: قلق لسببين مختلفين، والرابع مضطرب حتى يتم الانفصال. وعلينا هنا أن نسأل: أي الصور الأربع من المعادلة تنتظم جنوب اليمن وشمال العراق السنيين في علاقة كلٍّ منهما بالمركز المسيطر على البلد؟ وعلينا أن نجيب بحيادية بعيداً عن السوابق الفكرية فيكون الجواب بداية للحل.. الحل الذي لا ولن يروق لذوي السوابق الفكرية أو العقول المبرمجة على فكرة معينة. هؤلاء ليس لهم من حل إلا مطارق القدر التي تنهال على رؤوسهم.. ورؤوسنا أيضاً. وأجيب إجابة مباشرة واضحة: إن المعادلة التي تنتظم جنوب اليمن وشمال العراق هي المعادلة الرابعة.
عندما ينفصم الفكر عن الواقع
مشكلة المجتمعات التي خرجت من تحت عباءة الدولة العثمانية بعد سقوطها أنها معبأة بثقافة أممية لا تأبه للواقع الجديد الذي جعل المتبنين لها معرضين لدفع فاتورة باهضة الثمن، ما عادوا قادرين على تحمل كلفتها.
هناك طرفان يبرزان نتيجة اختلاف النظر تجاه الثقافة الأممية: الطرف الأول: تمثله الاتجاهات الفكرية الإسلامية والقومية وحتى الليبرالية بنسبة أو بأخرى. والطرف الثاني: يمثله المتضررون بهذا الثقافة .. الذين صحتهم ضربات المطارق ليجدوا أنفسهم ضحايا فكر غائب عن الواقع.
كلنا نؤمن بالوحدة والجماعة كمبدأ: منا من يسوقه دينه، ومنا من يجذبه شعوره، وآخر يدفعه عقله. لكنْ هناك أمر عظيم هو أثر الواقع وعلاقته بالمبدأ.. ذلك الأثر وهذه العلاقة لا بد من مراعاتهما عند الحركة. وقد يختلف هنالك الموقف إلى الضد: لا من حيث الإيمان، وإنما من حيث الفعل. ذلك أمر اعترف به الدين واحترمه ورتب عليه آثاره. ولهذا قال المنظّرون العظماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية (قاعدة في المحبة ص119): (من لم يعرف الواقع في الخلق، والواجب في الدين.. لم يعرف أحكام الله في عباده. وإذا لم يعرف ذلك كان قوله وعمله بجهل. ومن عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح).
هنا المشكلة! مراعاة الواقع ضعيفة أو معدومة في الفكر الأممي: إسلامياً كان أم قومياً. وهذا جهل خطير يجعل العامل يفسد أكثر مما يصلح!
حين يصبح العمل بالمبدأ رجساً من عمل الشيطان
هذه قاعدة شرعية مذكورة في القرآن الكريم صراحة في نصوص كثيرة، أشهرها: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة:286). تعالوا لنرى مصداقها في واقعنا العراقي.
حين يجد السني العراقي الوحدة الوطنية تعني واقعاً هدم المسجد وسب الصحابة واتهام زوجات النبي صلى الله عليه وسلم صراحة وعلناً بالزنا والخنا.. تصبح الوحدة بالنسبة لي تحت الحذاء.
وحين يجد الوحدة الوطنية تعني هتك العرض واغتصاب المرأة أمام سمع وبصر أهلها تصبح الوحدة بالنسبة لي أنجس من حظيرة خنزير، ومدّعيها أقبح من شيطان.
وحين أجد الوحدة الوطنية تعني الدعس على الكرامة تحت حذاء أراذل الخلق يصبح الحذاء الغاطس في النجس أطهر عندي من الوحدة ودعاتها بلا استثناء.
وحين أفقد بيتي لأمسي مشرداً في وطني أو خارجه تحت رحمة حر الصيف وقر الشتاء، وقوانين الهجرة وسكب ماء الوجه على أعتاب السفارات.. هذا يردني وهذا يتشرط علي، بحيث يصبح استحصال جواز سفر حلماً يأبى أن يزورني حتى في المنام.. تكون نقطة حبر في ورقة ممرغة في الوحل أعز عندي من وحدة لم أجن منها سوى الهوان وتحكم الشيطان.. أقصد إيران وشيعتها.
وحين… وحين… وحين… هذا وحلقات السلسلة ما زالت في بدايتها!
أما الوضع في اليمن.. فحتى لا يقول اليمني الشمالي: لماذا أنت أيها العراقي تحشر نفسك بيننا نحن اليمنيين؟ أحيل الجميع إلى أهل (اليمن الجنوبي أو الجنوب العربي)؛ فهم أعلم بحالهم وأولى ببيانه. لكن يمكنني أن أقول: إن هناك اختلافاً ثقافياً لا يخفى بين اليمنين، وأن اليمني الجنوبي يشكو كثيراً من تسلط الشمالي، وتضرره البالغ بالوحدة الطارئة عليه. وأنا أرى أن هناك اختلافاً وتناشزاً ثقافياً بين مكونات اليمن الشمالي نفسه بين حوثي جارودي وزيدي وشافعي وقومي وإسلامي. فضلاً عن اختلافه مع ثقافة اليمن الجنوبي، الذي أراه أكثر تجانساً مع نفسه؛ إذ تتكون غالبيته من السنة الشافعية.
وأرى قصور باع الشمالي عن حفظ يمنه من تسلط الحوثي عليها واحتلال عاصمتها، بينما الجنوبي حرر عاصمته وجنبها خطر الاحتلال الحوثي والتحكم الإيراني. فأولى بالشمالي إذن، وقبل كل شيء، أن يثبت نفسه أولاً في صنعاء فيحررها من الحوثي كما حرر الجنوبي عدن. ويثبت للجنوبي أن مصلحته بالوحدة لا بالتقسيم. ثم بعد ذلك يطالبه بالتوحد معه على أساس المصلحة المتبادلة، وليس المبادئ الجافة والأحلام التي ليست هي أكثر من أضغاث في قحوف بغاث. وأولى به أيضاً أن يستثمر وجود أخيه السعودي فيتحرر من وصمة الحوثي. لكنني حين أنظر فأرى خمس سنين مرت وهو عاجز عن التخلص من الاحتلال الحوثي، مع وجود الإسناد السعودي.. لهذا وهذا أجد من حقي أن أسأل: كم من السنين دون وجود السعودية يحتاج الشمالي لكي يحرر نفسه من هذا الاحتلال؟!
الحقيقة أنا لا أدري ما الذي يحمل اليمني الجنوبي على أن يشارك اليمني الشمالي فاتورة التسلط الحوثي والتحكم الفارسي! ولا أستوعب لمَ يشغلُ الشمالي نفسه بمقاتلة الجنوب بدل تحرير الشمال؟!
إذا اختلفت الثقافات، أو المصالح فالشعوب أمامها أحد طريقين: إما الاتحاد الفدرالي أو التقسيم. وإلا فالحرب والتهشيم. وما دامت الشعوب العربية تنظر إلى الفدرالية على أنها تقسيم.. وإلى الوحدة على أنه يكفي في قيامها واستقرارها مجرد صحة المبدأ سواء كانت منفعته أكثر أم مضرته. ويضعون المتضرر بين خيارين: أن تقبل بالوحدة مع الضرر وإلا فليس أمامك إلا الموت.. ما داموا كذلك فإن النتيجة الوحيدة هي المزيد والمزيد من التشرذم والتقسيم! وأرى أن دولة (الجنوب العربي) قادمة لا محالة، وأن الفدرالية السنية في العراق قادمة لا محالة أيضاً.
ما بالحلم وحده تتوحد الدول وتنسجم المجتمعات.
ألا وإن من عاش الحلم واقعاً انقلب واقعه الذي ما كان يرضاه.. يوماً.. حلماً يتمناه ولا يراه!
وسيعلم الحالمون أي منقلب ينقلبون.
28 آب 2019
نعم… نعم… لما تنضبط المعادلة، تصح النتيجة.
إننا صراخنا نقلت الجبال صداه، ولم يسمعه من سام السُّنة بفكره الطاغي الموروث إلى أسوء المراتع.
وما انفك كثيرون من الإسلاميين من معتَّقات فكرية اكتسبوا فيها (الجحشنولوجيا).
لله در شيخنا الكاتب وهو ينزل المدرسة الواقعية على الفكر المرجو أن يكون عليه المثقَّف السُّني.
إنَّها الأُسس لثقافة سُنية.
فارفعوا قواعدها..
عندما فقدت الامة الغواصين المنقذين و الذين يستخرجون كنوز البحر من قاعه … غرقت بزبد جهلها واعترى ضميرها فقر فكري واوهام حالمة ..
ادام الله علينا هذه الدرر واللآلئ وبارك الله بغواصتك التي تقودها لتمخر لنا بها عباب بحار الفكر والسياسة والتاريخ والجغرافية والاجتماع فنكتشف اسرارها المغيبة عنا .
لا زالت تشرق مصابيح الكوفة والبصرة وواسط حين ترى القائد الذي يمزج السياسة بالثقافة وينتبه لخطرها كما فعل الصحابي الجليل زياد بن ابي سفيان وهو يرى مولى من الموالي يلحن في القران فيضع جهده في آليات حفظ على أمن الامة الثقافة من اللحن بالقران وسار على منهجه الحجاج بن يوسف الثقفي حتى قال الفرس له ( قطع الله أصلك كما قطعت اصل الفارسية ) .
لكن ابى الله الا ان يسير الفراهيدي وتلامذته على نهج الحزم في حفظ ثقافة الامة خاصة في لغتها ومن ثم الامام احمد الشيباني في اثبات الهوية السنية .
لكن بعد الامام احمد انشغلت الامة عن الثقافة فاذا بيوت الفقه هدت على راس اهلها بتكفير على الفروع وفتاوى تحرم زواج الشافعي للحنفي او الحنبلي او المالكي وهكذا .
ومبتدعة من الخوارج والشيعة يتكاثرون في التلمذة والحصول على الاجازات العلمية فاذا بهم يوثقون من الثقاة على قاعدة ان رفضنا الكل فلن نجد من نروي عنه .
وتحول البيت السني الى فروعي يحمل منه وهن العنكبوت ومكتبة لا تحمل الا الصراخ الفرعي في المتشابهات ونسيت محكمات القران و لا زال بيوتنا يخر عليها السقف من فوقها وقبائل تفرست لتسحق ابناء عمومتها باتعس من يد الفرس المخربة عويل بالخراب لا تسكته الا ثقافة اعلى من صوتا ولا تسكت حتى يسكت .
عقليتنا متشابهة اذا نظرنا للاسرة او المجتمع، ولو ادرك الرجل ان العلاقة الزوجية ان لم تقم على الثقافة المتشابهة، او المتقاربة والمصلحة فلن يكون هناك بيت زوجية، لأدرك ايضا بدونهما لايكون هناك مجتمع، ويصبح هشيما تذروه الرياح كما يجري اليوم في المناطق السنية العربية في العراق، فثقافتنا في الغالب تجبر الزوجة في العيش تحت سقفه رغم بعد الثقافة، وانعدام المصلحة المشتركة، ويقوم الزوج باصلاح بعض ما انعدم وذلك بالزواج من اخرى ولايطلق الاولى، فهو متفضل عليها بالبقاء عنده معلقة، يدعم ذلك بما قال به النبي صلى الله عليه وسلم عندما ترك احدى زوجاته ولم يطلقها بناءا على رغبتها. المرأة تبقى مرغمة، محطمة نفسيا واجتماعيا، ولو كانت مخيرة لن تبقى معلقة لحظة واحدة، وهكذا هو المجتمع السني اليوم،في العراق، الطلاق هو الحل، أما بالفدرالية أو الانفصال، واذا كنا نريد حل جذري ابدي فالانفصال هو الخيار الافضل.
التاريخ يعيد نفسه فهل من معتبر السودان سبقكم بها فقد عاش حروبا ودمار ثم ماهي النتيجة الانفصال ولو كان من البداية لما زهقت انفس وحل خراب لقد فرضت الاختلافات الثقافية والمصالح قرارها ، الْيَوْمَ يحتاج اليمن بشقيه آلى من يقرا الواقع ولا يضع على عينيه البراقع .
اعتقد انه يجب على الجمهور السني اليوم ان يتنبه لما سيقوم به دعاة الوحدة -من اي صنف كانوا- ويحذروا من الحرب النفسية و التلاعب بالوعي عن الاسس الصحيحة للوحدة؛ عن طريق استذكار و سرد النصوص الدينية التي تدعوا الى التوحد ضاربين بقوانين التوحد و مبادئه عرض الحائط..
وسيعملون بكل جهدهم و يجيشون كل طاقاتهم في محاصرة الوعي الجديد بل و محاربته بشتى الوسائل المشروعة و غير المشروعة.
فعلى السني اليوم أن يفطن لهذا التخدير قبل ان يحقن به و يحذر كل دعوى و دعاية للوحدة و التوحد لا تقوم على وحدة (الثقافة و المصلحة)
تحليل منفصل عن تعقيدات الواقع في اليمن اذا انفصل الجنوب اليمني عن الشمال ضعفت الشرعية اكثر وربما يهزمها الحوثي و يكون حوثي في الشمال و الانتقالي في الجنوب ولم تحل المشكلة بالانفصال ثم إن التحالف هو السبب الرئيسي لتحرير الجنوب و هدفه إعادة الشرعيه و هزيمة الحوثي فما حصل انقلاب على التحالف و أخيرا الامارات تدعم الانتقالي و ينما ذهبت الامارات تجدها في خندق أعداء المسلمين وسياستها خبيثه والسياسيين السعوديين كتبو وتكلمو محذرين من خطر الامارات على السعودية بالأدلة.
قال تعالى.( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ) مع الأسف أهل السنة الذين
غيبوا كتاب الله ولم يستفيدوا بالمفاهيم القرآنية التي تضع أهل السنة على السكة الصحيحة أتخذوا القرآن للأجر والحفظ والتلاوة وهذا ليس مكمل للدين .والغاية هو التدبر .والتفكر بالقرآن العظيم الانه الدستور الذي يجعلك على جادة الصواب ولذلك وضع الله عز وجل فيه الحلول التي تناسب المشكلة…وفي هذه الآية الكريمة التي ذكرناها آنفاً توأسس مشروع أنقاذ للشعوب المظلومة من قبل الظالمين والطغاة والمفسدين والقتل والمجرمين الان الدين والحرية والعدل والمساواة بين الناس وحقوق الآخرين وحفظ النسل والكرامة والاخلاق وعدم ظلم الأخرين أفضل من الوطن الذي تعيش فيه مضطهد في جميع مجالات الحياة من قبل الشيعة أقذر ناس مجرمين لا يؤمنون بالتعايش مع غيرهم إلا القتل وأقصاء الأخرين أتخذوا من النفسية الفارسية منهجاً ودينناً لهم ..وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ضاقت دعوته واستهداف المسلمين من قبل المشركين خرج رسول الله من مكة وهي اطهر بقعه على وجه الأرض وقريش أفضل من الشيعة اليوم شرفاً وخلقاً وأخلاقاً ومرؤةً الان الشيعة ثقافة وعقلية فارسية فاسدة من كل الاتجاهات. ثم أتجه إلى المدينة ليتخذ منها أقليماً يؤأسس دولةً ربانيةً تقيم شرع الله ثم تنطلق نحو العلم وهذه ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ياهل السنة لأن الدين فوق كل شىء.