مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

الفرس .. أمة حرب وخباثة لا أمة علم وحضارة

د. طه حامد الدليمي

إذا أردت أن تعرف حاضر أمة.. فاقرأ ماضيها. وإذا أردت أن تعرف ماضي أمة.. فاقرأ حاضرها. وهذه إحدى نقاط تلاقي التاريخ والجغرافيا.

وأقصد بالقراءة، القراءة الصائبة أو الأقرب إلى الصواب. وهنا نحتاج إلى ضوابط القراءة الصائبة. وذلك موضوع آخر.

طبائع الأمم تتناسل كما يتناسل أجيالها. فتُولد الأجيال وفي داخل كل جيل خريطة فيها معلمان بارزان:

1. نسخة طبق الأصل لطبيعة الأمة وشخصيتها.

2. ونسخة طبق الأصل للخطوط العامة لتاريخها.

ما يقال عن حضارة الفرس المزعومة هو ما تراه بعينك اليوم مما فعلته وتفعله إيران في الدول الخمس التي غزتها (الأحواز، العراق، سوريا، لبنان، اليمن).. ليس سوى الخرافة والهرطقة والتخلف والخراب والقتل والرعب والاضطهاد بأجلى صوره وأعلى مستوياته. لهذا لم يترك الفرس للعالم أثراً حضارياً واحداً طوال اثني عشر قرناً كانت مدة حكمهم قبل الإسلام، تلك المدة التي امتازت بما يمكن تسميته بـ(التوقف الحضاري)!

الفرس .. إمبراطورية عسكرية أمنية بحتة

يمكن تلخيص أسس الحضارة في جملة أمور أهمها: الأخلاق والعدل والفكر واللغة والأدب والفن والنُّظم والعمران. ولا تكون الحضارة حضارة ما لم يتوفر فيها ركن الأخلاق. وإلا فغاية أمرها أن تسمى (مدنية). و(الحضارة) الفارسية تفتقر إلى هذه الأسس، وأولها الأخلاق. وما بقي من أسس فبين مفقود من الأصل أو مستورد أو مزيف أو مجرد دعوى.

فيما يتعلق بإقامة الدولة لم يهتم الفرس إلا بثلاثة أمور.. تلك التي تحقق للدولة إدامة السيطرة على الشعوب وترسيخها:

1. العسكرية

2. الإعلام

3. نفسية الجماهير

فعالجوا رعاياهم بالأمية والخرافة والإيحاء وتأليه الملوك، وضخموا لديهم هاجس الخوف والتوجس من الآخرين، ونموا لديهم غريزة الحقد، وغيرها من القوى السلبية والإيجابية التي ترسخت فتحولت إلى عقد جمعية تحولت بها الشعوب إلى عبيد يجترون العبودية كمنتج ذاتي يغذون به أنفسهم، ويغذون آلية الاستعباد التي بها سيطر الفرس عليهم.

دعوني أقف عند الأخلاق والعدل والنظام العسكري والقانوني في دولة (أهل بيت النار)، أقصد دولة فارس. وأكتفي بما أورده ويل ديورانت في موسوعته (قصة الحضارة):

يقول ويل ديورانت عن دولة فارس([1]): (كان للمَلك من الوجهة النظرية سلطة مطلقة؛ فكانت كلمة تصدر من فمه تكفي لإعدام من يشاء من غير محاكمة ولا بيان للأسباب، على الطريقة التي يتبعها الحكام الطغاة في هذه الأيام. وكان في بعض الأحيان يمنح أمه أو كبيرة زوجاته حق القتل القائم على النزعات والأهواء. وقلما كان أحد من الأهلين، ومن بينهم كبار الأعيان، يجرؤ على انتقاد الملك أو لومه.

كما كان الرأي العام عاجزاً عجزاً مصدره الحيطة والحذر، فكان ما يفعله الذي يرى الملك يقتل ابنه البريء أمام عينيه رمياً بالسهام أن يُثني على مهارة الملك العظيمة في الرماية. وكان المذنبون الذين يلهب السياط أجسادهم بأمر الملك يشكرون له تفضله بأنه لم يغفل عن ذكرهم. ولو أن ملوك الفرس كان لهم من النشاط ما لقورش ودارا الأول لكان لهم أن يملكوا ويحكموا؛ ولكن الملوك المتأخرين كانوا يعهدون بأكثر شؤون الحكم إلى الأشراف الخاضعين لسلطانهم، أو إلى خصيان قصورهم. أما هم فكانوا يقضون أوقاتهم في الحب أو لعب النرد أو الصيد.

وكان القصر يموج بالخصيان يسرحون فيه ويمرحون، يحرسون النساء ويعلمون الأمراء، وقد استخدموا ما تخولهم هذه الأعمال من ميزة وسلطان في حبك الدسائس وتدبير المؤامرات في عهد كل ملك من الملوك. وكان من حق الملك أن يختار خلفه من بين أبنائه، ولكن وراثة العرش كانت تقرر في العادة بالاغتيال والثورة.

غير أن سلطة الملك كانت تقيدها من الوجهة العملية قوة الأعيان، وكانوا هم الواسطة بين الشعب والعرش… وكان لهؤلاء الأشراف في إقطاعاتهم سلطان لا يكاد يحده شيء، فكانوا يجبون الضرائب ويسنون القوانين وينفذون أحكام القضاء ويحتفظون بقواتهم المسلحة.

وكان الجيش العماد الحقيقي لسلطان الملك والحكومة الإمبراطورية… وكان يفرض على كل رجل صحيح الجسم بين الخامسة عشرة والخمسين من عمره أن ينضم إلى القوات العسكرية كلما أعلنت الحرب. وحدث مرة أن طلب والد ثلاثة أبناء أن يُعفى واحد منهم من الخدمة العسكرية فما كان من الملك إلا أن أمر بقتل الثلاثة. وأرسل والد آخر أربعة من أبنائه إلى ميدان القتال، ثم رجا خشيارشاي أن يسمح ببقاء أخيهم الخامس ليشرف على ضيعة الأسرة فقطع جسم هذا الابن نصفين بأمر من الملك، ووضع كل نصف على أحد جانبي الطريق الذي سيمر منه الجيش. وكان الجنود يسيرون إلى الحرب وسط دوي الموسيقى العسكرية وهتاف الجماهير التي تجاوزت سن التجنيد.

أما القوات الحربية الكاملة فكانت تتألف من فرق تجند من جميع الأمم الخاضعة لسلطان الفرس. وكانت كل فرقة تتكلم بلغتها، وتقاتل بأسلحتها وتتبع أساليبها الحربية الخاصة، ولم يكن عتادها وأتباعها أقل اختلافا من أصولها: فهناك القسي والسهام، والسيوف والحراب، والخناجر والرماح، والمقاليع والمُدي، والتروس والخوذ، والمجنات المتخذة من الجلد، والزرد. وكانوا يركبون الجياد والفيلة، ويصحبهم المنادون، والكتبة، والخصيان، والعاهرات، والسراري، ومعهم العربات التي سلح كل جزء من عجلاتها بمناجل الصلب الكبيرة.

وهذه الجحافل الجرارة التي بلغت عدتها في حملة خشيارشاي (1.800.000) مقاتل لم تتألف منها قط وحدة كاملة؛ ومن أجل ذلك فإن أول بادرة من بوادر الهزيمة كانت تحيلها إلى جموع من الغوغاء العديمة النظام. وكانت تهزم أعداءها بقوة عددها لا غير، وبمقدرتها على استيعاب قتلاها، فإذا ما لاقاها جيش حسن التنظيم يتكلم أفراده لغة واحدة ويخضعون لنظام واحد حاقت بها الهزيمة). قلت: ولكم أن تلاحظوا حتى اليوم اعتماد إيران على العدد أكثر من النوع. وقد رأينا ذلك في حربها العبثية ضد العراق (1980-1988).

القانون ( دولة القانون أو اللاقانون )

يقول ديورانت: (ولم يكن يوجد في مثل هذه الدولة قانون غير إرادة الملك وقوة الجيش. ولم تكن فيها حقوق مقدسة تستطيع الوقوف أمام هاتين القوتين، كما أن التقاليد والسوابق لم تُجد نفعاً إلا إذا كانت مستمدة من أمر ملكي سابق؛ ذلك أن الفرس كانوا يفتخرون بأن قوانينهم لا تبديل لها، وأن الوعد أو المرسوم الملكي لا ينقض بحال من الأحوال، فقد كان اعتقادهم أن قرارات الملك وأحكامه إنما يوحيها إليهم الإله أهورامزدا نفسه.

وعلى هذا الأساس كان قانون المملكة مستمداً من الإرادة الإلهية، وكان كل خروج على هذا القانون يعد خروجاً على إرادة الإله. فكان الملك صاحب السلطة القضائية العليا… وكان مما عمله قمبيز لضمان القضاة أن أمر بأن يسلخ جلد القاضي الظالم حياً وأن يستخدم جلده لتنجيد مقاعد القضاة، ثم كان يعين ابن القاضي القتيل بدلاً منه… .

وكان المذنب في هذه الحالات يعدم إما بإرغامه على تجرع السم، أو خزقه أو صلبه، أو شنقه (وكان المجرم يشنق ورأسه عادة إلى الأسفل)، أو رجمه بالحجارة أو دفن الجسم إلى ما دون الرأس، أو تهشيم رأسه بين حجرين كبيرين، أو خنقه في رماد ساخن، أو بتوقيع ذلك العقاب الذي لا يصدقه العقل والمعروف باسم عقاب (الزورقين).

جاء في الهامش شرح لطريقة (عقاب الزورقين): “يؤخذ قاربان صنعا بحيث ينطبق أحدهما على الآخر تمام الانطباق. ثم يوضع المذنب الذي يراد تعذيبه على ظهره في أحدهما، ويغطى بالقارب الثاني بحيث يترك رأسه ويداه وقدماه في خارج القاربين، أما سائر جسمه فيكون بينهما. ثم يقدم له الطعام فإذا أبى أن يطعمه أرغموه على ذلك بوخز عينيه. وبعد تناوله يسقونه مزيجاً من اللبن والعسل يصبونه في فمه وعلى وجهه بأكمله. ويظل وجهه في هذه الأثناء موجها نحو الشمس على الدوام، فلا يلبث أن تغطيه عن آخره أسراب الذباب الذي يحط عليه. ولما كان هو في القارب يفعل ما لابد أن يفعله كل من يأكلون ويشربون، فإن الحشرات والديدان تتولد من البراز والأقذار، وتتسرب إلي أمعائه فيتآكل جسمه. فإذا اتضح لهم أن الرجل قد مات بلا ريب، ورفع أعلى القاربين، ظهر جسمه وقد تآكل لحمه، وشوهدت هذه الحشرات الكريهة تنهشه، كأنها قد توالدت في أحشائه. وبهذه الطريقة قضى مثرداتس في آخر الأمر نحبه بعد عذاب دام سبعة عشر يوماً”. ومثرداتس جندي حكم عليه بالموت على طريقة (الزورقين).

ويستطيع كل قارئ مطلع أن يسقط هذا الماضي ببساطة على حاضر إيران وشيعتها.

بهذه الأفكار الخرافية وهذه الوحشية والتسلط والظلم والاضطهاد واستعباد الشعوب حكم الفرس المنطقة اثني عشر قرناً. وكل من قرأ التاريخ القراءة الحقة يعرف أن الحقبة الفارسية قبل الإسلام – وكذلك الرومية – امتازت بالتوقف الحضاري، الذي كانت عجلته تدور بأيدي العرب. ولهذا كان المؤرخ الإيراني المعاصر ناصر بوربيرار مصيباً كل الإصابة حين وصف الحقبة التي سيطر فيها الفرس على المنطقة بحقبة الصمت الحضاري، وألف في ذلك كتاباً أسماه (اثنا عشر قرناً من الصمت).

2019/8/4

………………………………………………

  1. – قصة الحضارة، 2/415-420.
اظهر المزيد

‫8 تعليقات

  1. تذكرت وانا اقرأ هذه السطور حلقة كنت قد شاهدتها للمنشد محمد العزاوي حينما سأله المقدم عن سبب تسمية المقامات العراقية باسماء ك ( السيكاه والراست والنهاوند …الخ) فكان اجابته بان اصل هذه المقامات هو فارسي .. هنا يجب على السني ان يقف الف وقفة ووقفة .. اذا ان من المستحيل ان يكون هذا الفن الجميل من نتاج امة لا تتقن سوى فنون القتل والسلب والتعذيب .. وانا على يقين بان اي بحث او دراسة حول تاريخ بداية ظهور فن المقام سيقدم ادلة لا تدع مجالا للشك بان اصل وموطن هذه المقامات هو عراقي عربي اصيل وان هذه الاسماء وما تتضمنه من مسحات الحزن ولمسات الالم والاحساس بالوجدان انما ظهرت في عصر الاحتلال الفارسي للعراق قبل الاسلام الذي دام مئات السنين والذي مورس خلاله سياسة تفريس اللغة مع كم هائل من الظلم والقتل بحق العراقيين قادة وشعبا.. مما جعلهم يسمون الحان آلامهم ونغمات جراحاتهم بهذه الاسماء التي تنسب مسمياتها زورا لامة لا تعرف الفن والحضارة بل تبرع في الحرب والخباثة ..

  2. طبائع الأمم تتناسل كما يتناسل أجيالها. فتُولد الأجيال وفي داخل كل جيل خريطة فيها معلمان بارزان:

    1. نسخة طبق الأصل لطبيعة الأمة وشخصيتها.

    2. ونسخة طبق الأصل للخطوط العامة لتاريخها.
    على القارئ ان يضع هذه القواعد منهجا للفهم للحكم على الامم والاشخاص .
    ثانيا : اعجبتني التفاتة الاستاذ القزاز عن علم المقامات والموسيقى وكيف سرقت والقيثارة لا زالت توقع بانامل عراقية وبآهات الحزن الذي تخلفه غربان الخراب الفارسي في المجتمع العراقي ,

  3. جمييييل يا دكتور الله يحفظك…
    نعم هي الحقيقة الفارسية التي غفل عنها الجميع حتى الصحابة انطلت عليهم خدع الفرس وتمسكنهم حتى تمكنوا منا ومن خيرة الأمة سيدنا عمر رض….

  4. اهتمام الفرس بـالإعلام و نفسية الجماهير يقابله اهمال وتجاهل وعدم ادراك لاهمية هذين الامرين لدى العرب!!
    وهذه المفارقة كلفت العرب خسارة بحجم (ما يتبجح به الفرس من مسروقات ابتدعها العقل العربي و الحضارة العربية في كل عهودها )
    الفرس سراق حضارة ..
    حقيقة لا جدال فيها لمن قرأ التاريخ بوعي و حياد..
    لكن هل يعلم الجمهور هذه الحقيقة ، وهل يصدقها
    -إن سمعها- وهي تقدم له في قالب علمي جامد بينما تقدم له المزاعم الفارسية في قالب ثقافي يلمس المشاعر و يثير العواطف و بشكل مستمر يتمكن من خلالها السارق التغلب على التكذيب و الشك والحيرة التي قد تعتمل في نفسية الجمهور ثم لا يلبث الزعم ان يصبح امرا مسلماً لا نقاش فيه..
    علينا أن نعترف أن الضحية ساعدت السارق لترسيخ هذه الأباطيل حتى غدت من المسلمات لدى جمهور الأمة

  5. الغرب لاسيما اوروبا مخدوع ومشدوه بالحضارة الفارسية الساحرة والامة الايرانية المنتجة للعلوم والفن، التي قضى عليها العرب الاجلاف ، لااشك في ان هذا مايدور خلف الكواليس وتحت الطاولة من زريف واعوانه الذي قضوا فترات من اعمارهم في امريكا ..
    كان هذا تصوري لطبيعة علاقة ايران (الفرس) بأوروبا(الروم) خاصة في الاجيال السياسية الاوروبية المعاصرة التي لاتفقه شيء.. وحين علمت بأن امر اهتمام الفرس بالاعلام ونفسية الجماهير متوارث كابر عن كابر علمت سر نجاحهم في خداع الامم بأنهم اهل حضارة وهم اهل خساسه

    1. طبعا دعم اوروبا لهم له اسباب اساسية اخرى الا اني متأكد ان من اقوى الاسباب تصورهم ان الفرس اهل حضارة .. حتى لا تجد خطاب لهم موجه للداخل الايراني او للساسة الايرانيين او للمعارضة اي للشعوب الايرانيه الا ويذكرون ‘حضارة الفرس والنيروز’ وبلغ خداع الفرس ان الامم نسوا او تناسوا من قضى على اعظم حضارة انسانية كانت جديرة يأن تكون بداية للتقدم البشري نحو مستقبل افضل لولا قضاؤهم عليها وهي بابل للاسف اننا متهمون ولن يرحمنا التاريخ في تقصيرنا بالاعلام والاعلان بانهم مبيدو الحضارات

  6. عن أي حضارة يتكلمون وهذا تاريخهم الأسود مليء بالقتل والجهل والفساد
    على مر الزمان إلى أن تمكنو من احتلال تاريخنا وثقافتنا وانتماهم إلى الإسلام بإسم أهل البيت ورأينا منهم ما رأيناه من واقعنا اليوم
    من احتلالهم لبلداننا العربية السنية
    فعلا الفرس .. أمة حرب وخباثة لا أمة علم وحضارة

  7. قال تعالى .( إِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ۘ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ) الفرس عُباد ألأوثان وأهل مكر وخديعة وطغات الأرض الله عز وجل لم يشرفهم بحمل الرسالة السماوية والله هو العليم الخبير ليس لهم تاريخ يهدف للحرية مع الآخرين أنهم سراق الحضارات فكرهم يعمل للتخريب والأبادة والأنانية والغلبة والسلطة والحسد والقوة بعضهم على بعض فماذا يفعلون بالعرب . وهذا ماشهد به التاريخ الماضي من سرقة العلم والطب والثقافة والقلم والعمران ورموز التراث العربي نسبوها لهم زوراً وبهتانا .. وفي تاريخنا الحاضر ماذا فعلوا بأهل السنة على يد التشيع الفارسي الخبيث القتل والتخريب والتهجير والدمار واليوم الواقع يشهد على ذلك

اترك رداً على أحمد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى