مقالاتمقالات أخرى

جُرفُ الصَخر.. ثقب الإنسانية الأسود

الحقوقي عمر سامي العبيدي/ منظومة الفقيه القائد/ التَّيار السُّني في العراق

على بعد 60 كم جنوب غرب بغداد تقع ناحية جرف الصخر المنطقة السُّنية التي تبلغ مساحتها 50كم، يسكنها نحو 120,000 نسمة من أهل السُّنة، كذلك ترتبط جرف الصخر بجغرافيا منبسطة مفتوحة مع مدينتي الفلوجة وعامرية الفلوجة في

محافظة الأنبار ومع العديد من مناطق الأنبار وتشكل

الجناح الشرقي لقضاء الفلوجة وتتصل أيضًا بمدن الإسكندرية واللطيفية واليوسفية والمحمودية التي تشكل حزام بغداد من ناحيتها الجنوبية.

وكانت لجرف الصخر صولات وجولات في مقاومة المحتل الأمريكي، وكذلك كانت حاجزًا لمنع الزحف الشيعي من جنوب العراق.

لماذا الجرف؟
نظراً لموقعها الاستراتيجي المهم لضرب الخارطة الجغرافية السُّنية عَمدت الحكومة المركزية في بغداد ومن وراءها الحرس الثوري الإيراني على إبقاء هذه الناحية تحت سيطرة (الحشد الشيعي) وذلك بعد إخراج تنظيم الدولة منها بعد العملية العسكرية التي أطلقوا عليها (عاشوراء)، وبعد هذا عملت فصائل الحشد الشيعي والجيش على اعتقال قسم كبير من أهالي هذه المنطقة وتهجير القسم الآخر قسرًا حيث أبعدت السُّكان من مناطقهم التي يسكنونها بصفة مشروعة، أبعدتهم قسرًا، وإبعاد السكان قسرًا يُعد جريمة ضد الإنسانية وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ١٩٩٨، التابعة للأمم المتحدة.
وبعد مماطلة طويلة من قبل الفصائل الشيعية المسلحة المسيطرة على المنطقة واختلاق غريب لتبرير عدم إرجاع أهلها إليها، وجدوا حيلًا وتبريراتٍ قانونيةً لسحب الأراضي من أهلها ولإبقاءها تحت سيطرتهم تمهيدًا لتشييعها وتغيير ديموغرافيتها، وهذه الحيل والتبريرات تمثلت بنظام (المُساطحة)، وحقيقة هذا الإجراء تعسف في إستخدام القانون بل والتحايل عليه، وذلك لتغيير ديموغرافية المدن العراقية بسحب الأراضي من أصحابها الأصليين وهم أهل السُّنة، وإسكان الشيعة فيها بإعطائها لهم.

جرف الصخر… والمهجَّرون ملف بيد كوثراني

صرَّح أياد علاوي قائلًا: لقد كلَّمت المسؤولين في طهران عن جرف الصخر، فأجابوني بأنَّ ملف جرف الصخر والمهجَّرين بيد محمد كوثراني!

 

فمن هذا؟

إنه أحد قادة حزب الشيطان اللبناني، وقد أُنيط ملف المهجَّرين وجرف الصخر بيده من قِبل خامينئي.

وهذا الشخص قد شوهِد حاضرًا في اجتماعات مجلس الوزراء جالسًا عن يمين رئيس المجلس!

ولك أن تقدِّر أهمية هذا الرجل.

 

جريمة الصخر.. جريمة العصر!
في الأيَّام القليلة الماضية تم الكشف عن عشرات الجثث حسب الرواية الحكومية -والحقيقة هي مئات الجثث – وهذه الجثث تعود لأهل السُّنة، لا كما يقولون إنَّها مجهولة الهوية، بل هويتها سُّنية.
ليس فقط هويات المجني عليهم معلومة بل حتى الجناة معلومون فمن قام بعمليات إعدامهم وتصفيتهم والمتاجرة بأعضائهم هم فصائل الحشد الشيعي والجيش المسيطر على منطقة جرف الصخر التي تُعد حاليًا سجنًا كبيرًا.
فكانت علامات الإعدام والنحر والتقطيع ظاهرة على الجثث فبعضها عليها علامات اطلاقات نارية والأخرى اعدمت نحرًا وبعضها مقطَّعة أوصالها، كما وجدت جثث بلا أعضاء، حيث تم استئصال الأعضاء وبيعها، وهذه باعترافات مثبَّتة من دائرة الطب العدلي في بابل.
وبعد هذا فقد دفن معظمها بلا تشريح عدلي أو أية إجراءات أو تقارير طبية أخرى، وذلك لكي لا يتم كشف حقيقة الجاني ولطمس الحقيقة.
والعجيب أنَّ جثث أطفال ونساء مقطعة الأوصال وموضوعة في صناديق الفواكه، وذلك حسب شهادة (تحالف القرار) المشارك في الحكومة، وكذلك بإعتراف مسئولين حكوميين وبرلمانيين.
شيء ذو أهمية كبيرة لا بد من الإشارة إليه.. إن هذه الجثث تعود كذلك لبعض مختطفي الرزازة والصقلاوية المغيبين منذ عام ٢٠١٤، وكذلك معتقلي بقية المحافظات السُّنية منذ العام ٢٠١٤ إلى يومنا هذا.

 

الجرف والمحكمة الجنائية الدولية
أهل السُّنة في العراق يتعرَّضون لكل أنواع التعذيب والاضطهاد والتقتيل والإخفاء القسري، ومورست بحقهم كل أنواع الجرائم الدولية.
فهناك أكثر من ٥٠ ألف سُني تم اخفائهم قسريًا هذا فقط من العام ٢٠١٤-٢٠١٩، بينهم عوائل من نساء وأطفال وكبار سن، وذلك من محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين والتأميم وديالى ومناطق حزام بغداد، وفي هذا السياق اتهمت (هيومن رايتس ووتش) الحشد الشيعي بممارسة الاختفاء القسري.
في محافظات العرب السَّنة ومنها منطقة جرف الصخر ارتكبت كل أنواع الجرائم الدولية منها الإبادة الجماعية، والاختفاء القسري وعمليات إعدام خارج القضاء والقانون وعدم عرض الجثث للطب العدلي لمعرفة أسباب الوفاة وكذلك هناك عملية اتجار وحشية بالأعضاء البشرية. هنا أشير إلى خمس جرائم دولية كلها من اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، فلا بد أن تكون لهذه المحكمة وللمنظمات الحقوقية الدولية كلمة وموقف في جريمة العصر جريمة جرف الصخر، ولا بد من تدويل قضيتها، وإلا سيبقى جرف الصخر ثقب الإنسانية الأسود.

 

قضية الجرف أُقفلت بقانون
أصدرت حكومة محافظة بابل قرارًا في آب من العام ٢٠١٧ بخصوص جرف الصخر يقضي برفع دعوى قضائية على كل سياسي يطالب بعودة أهلها إليها. وإن سأل سائل: لماذا؟ والجواب: لأن أهل السُّنة في العراق ليس لهم حقوق في دولة أصبحت ولاية إيرانية.
وهذا القرار باطل دستوريًا وقانونيًا، ولكن كيف نحتج بالقانون وهو قانونهم؟!
والحقيقة المرَّة أن مشكلة الجرف هذه هي مشكلة كل المناطق والمحافظات السُّنية، فكل المناطق السُّنية أصبحت جرفًا!

 

رعد الشوك السَّفاح الملائكي

هذا الرجل أظهر نفسه بالمسيح المخلِّص، وهو يفبرك مقطعًا بالصوت والصورة بأنه يدفن الجثث بعمل خيري!

وتبيَّن من بعد أنه من مليشا الطفوف التابع للحشد الشيعي، وهذه المليشيا تابعة للعتبة الحُسينية وبإمرة عبد المهدي الكربلائي، وقد وثَّق راصدون صوره بأنه أحد أفراد الحشد.

 

أمن السعودية على جرف الجرف

منطقة جرف الصخر أمست خطرًا على أمن المنطقة فضلًا عن أمن العراق، حيث تنطلق من هذه المنطقة المُسيطرة عليها إيرانيًا كل عمليات الإرهاب في المنطقة العربية وهي التي انطلقت منها الطائرات المسيرة التي قصفت المنشأت النفطية في السعودية منذ زمن وذلك حسب شهادة بعض السياسيين والمحللين العراقيين، فلا بد أن تدرك السعودية خطر وجود منطقة مغلقة مُقلِقة مثل جرف الصخر التي أمست تحت قبضة إيران، وصارت معسكر تدريب إيراني، فهي اليوم تهدد أمنها وبقوة، وتهديدها يوازي تهديد الحوثي للحد الجنوبي، كيف لا والحشد الشيعي في العراق يجاور الحد الشمالي!

فالجرف اليوم مركز قيادة العمليات المشتركة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة العربية، ففيها معسكرات تدريب للحوثيين وكذلك للمعارضة البحرينية والسعودية والإماراتية، وفيها خبراء من حزب الشيطان اللبناني.
وأخيرا أقول: إن مشكلة جرف الصخر أوضح من أن أوضحها في مقال، فالجرائم التي ترتكب فيها أمام مرأى ومسمع المنظمات الدولية والإعلام العالمي، فلماذا السكوت؟!
ألا تستحق جرف الصخر أن تكون لها قضية توازي قضية فلسطين أو الأحواز من قبلها، قضية تتحرك لها المنظمات الحقوقية والمنظومات الدولية والعربية، أم إن الدم السُّني العراقي لهذه الدرجة رخيص؟!

اظهر المزيد

‫10 تعليقات

  1. من هنا أهيب بأفراد التيار السني ان ينشطوا ويكتبوا ويوثقوا.
    فالموقن بالتغيير ثم التمكين يكتب كما كتب الاخ العبيدي.

  2. يا ليت شعري اين المتباكون على اوصال جمال خاشقجي عندما جعلوا منه قضية رأي عام وهم يرون اوصال سنة العراق واعضاؤهم تباع وتشترى ؟ .. واين تغطيتهم المباشرة للحدث عبر منصاتهم الاخبارية العربية منها والاجنبية كما فعلوا مع لطمية خاشقجي ؟!.
    اغنانا الله عنكم وعن اعلامكم يا دجالي القرن الحادي والعشرين..
    لأِن اعدم صدام رحمه الله بقضية تجريف بساتين الدجيل بعد ان اراد َالغوغاء الاخلال بامن وسيادة الدولة .. فبعون واحد احد سيدفع من قام بتجريف البشر في جرف الصخر وغيرها اضعاف ذلك ولو بعد حين ..
    فلنصنع قضيتنا باعلامنا.. ولنكتب تاريخنا بايدينا .. فما حك جلدك مثل ضفرك .. وما ضاع حق وراءه مطالب .. وان نهايتكم يا شيعة علي بابا على الابواب .. وسنقتص منكم القصاص العادل .. فدماؤنا ليست رخيصة علينا وان هانت على الاخرين .. بل هي اغلى من دماء المتنكرين لبلدانهم المتآمرين عليها كالخاشقجيين ومن عاشقهم..
    شكرا لك اخ عمر على هذا المقال الذي اديت فيه فرض الكفاية
    عنا وفاءً لتلك الارواح الزكية الطاهرة.

  3. أن أشد ما يؤلم في مأساة الجرف هو اتفاق عشيرةالجنابين الشيعة مع ابي مهدي المهندس وسليماني فكانوا أشد فتكا بنا خاصة المدعو حسن فدعم الجنابي الديوث الذي كشف عن عورات نسائه للفرس وللشروكية مقابل بحيرات الاسماك وأذكر ان وفد من عشائر الجنابيين السنة توسلوا بابناء عمومتهم من الشيعة للتخلص من سجون بابل فكان الرد ( حيل وابو زايد ) زهي طلمة تعني أشد واقذع كلمة الشماته وهم لم تغسل أيديهم من ماعون اهل السنة ولا زال من اراد صدام حسين اعدامه منهم حي ممريم الماهود وصدق رسول الله في فراسته وهو يوصينا ( لا تجالس الا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقي)

  4. أحسنت وتحياتي لك استاذ عمر العبيدي
    وعلى حملة المشروع السني أن لا ينظروا الى أحد بعد الله
    وان نعمل على قضيتنا بايدينا ونحن لها بأذن الله

  5. يجب على أهل السنة التركيز على هكذا جرائم فعلها الشيعة وإيران
    ونشرها على أعلى المستويات حتى يشهدها العالم وكشف حقائق اخفيت من قبل الإعلام وكل متخاذل لشيعة وإيران
    جزآك آلله خير موضوع قيم وذا اهمية كبيرة
    وفقكم الله وزادكم من فضله

  6. بدأت المشكلة والكارثة من البصرة قتل وتهجير أهل السنة هي الفكرة التي عمل بها الشيعة البداية من الجنوب لنظرة رد فعل أهل السنة أتجاه خوانهم سنة الجنوب ولكن الصمت مستمر عليهم وفي نفس الوقت كان أهل السنة لهم القوة والعزة والإرادة .ودليل أن الشيعة كان اختيارهم للأقليم خوفاً من تمكين أهل السنة عليهم وستمرة القتل والتهجير لسنة الجنوب وصمت مستمر والأخبار تصل إلى العلماء و المشايخ وبعض الجهات من أهل السنة ولكن لاحياة لمن تنادي هنا علموا الشيعة أن أهل السنة ليس لهم قضية ولاهوية ولامشروع ضدهم هنا بدأت مأساة أهل السنة الموقف الذي جعلني أذكر السبب ولم أتطرق لغير تعلق عندما رأيت شهداء وأشلاء سنة جرف الصخر بيد الكفرة والمجرمين من الشيعة هم الذين قتلوهم وهم الذين دفنوهم وفي نفس الوقت هم الذين فعلوا الخير أستخفاف بأهل السنة

  7. ستبقى الجرف وسيبقى اهل السنه ويبقى الدين الى قيام الساعه اما هولاء فهم كلاب ارسلهم الله الينا لنرجع اليه وسوف يولون الادبار ان رجعنا الى الله لن الله من باع وسلم ونصر الله عباده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى