بين الحمار والاستحمار
الأستاذ/ عبد الله معتصم السامرائي/ التيار السُنيّ في العراق-المنظومة السياسية
اسمه لامع بين عالم الحيوان، فبعض الحيوانات قد تعرفها بعض الشعوب وتجهلها الاخرى إلا الحمار فهو علم على رأسه نار، ولعل اسمه من أبرز المفردات التي علقت في أذهاننا ونحن نتعلم اللغة الإنكليزية في مرحلة الابتدائية فمن لا يعرف معنى (DONKEY)؟!، لكنه وقع عليه ظلم كثير من بني البشر فمتى ما أردنا أن نحقر شخصا لغبائه وصفناه بالحمار مع أن بعض الدراسات العلمية أثبتت أنه على قدر من الذكاء ما يرفعه فوق تلك التهمة الظالمة، ولو كان له لسانا ناطقا لكان أولى من الشيعة في رفع شعار المظلومية.
حضور الحمار:-
ذكر القرآن الحمار في أكثر من موضع، فمرة في تشبيه طائفة من اليهود به إذ حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها، وأخرى مع عُزير إذ يمر على قرية. ولم يكن الحمار بعيدا عن عالم السياسة فقد اتخذه الحزب الديمقراطي الأمريكي شعارا له أمام الفيل الجمهوري، بل ذهب بعض أكراد العراق بعيدا ليؤسسوا حزبا سياسيا باسم (حزب الحمير) . وما التشيع عن عالم الحمير ببعيد حيث تحدثنا رواياتهم عن (عفير)، ذلك الحمار الناطق المعمر الذي ركبه رسول الله بزعمهم ولا تفصله عن زمن نبي الله نوح سوى حياة أبيه وجده، وللحمار دور فاعل في انتاج البغل، وإن كان البغل مستحقرا لأصله فقد ورد في الموروث الشعبي أن أحدا سأل البغل مَن أبوك؟ فقال خالي الحصان.
كفاحه ورعايته:-
لم أكن بعيدا عن دور الحمار وكفاحه في الحياة حيث عشت في ذلك الريف الجميل وأدركت بعض تخصصاته، فالبعض متخصص بحمل الأثقال من حطب وغيرها والآخر متدرب على فتل عجلة الناعور حول محورها حيث الدلاء لسقي المزارع ومنها من يسحب العربة بجهد متواصل بلا كلل ولا ملل ومن غير منّة، لكنه بالمقابل يلق رعاية من صاحبه حيث( المعلف) لتناول الطعام ومنهل للماء مع سقيفة متواضعة من سعف النخيل يستضل بها أحيانا من أشعة الشمس وهطول المطر، فرعاية مقابل جهد.
أكداس من البشر
لم أجد أكداسا بشرية تصلح للاستحمار أو الاستعمار مثل الشيعة، الذين استحمرهم الشرق واستعمرهم الغرب. ولم أجد منهاجا يُروض على ذلك مثل منهاج التشيع، وبهذا وجد الفرس ضالتهم. فبالتشيع امتطوا تلك الكتل البشرية ممن يسمون بالشيعة العرب، يقاتلون بهم ويقتلونهم متى شاءوا، فأصبحوا يحملون على ظهورهم طائعين المشروع الفارسي ويبذلون من أجله قصارى جهدهم، بل زادوا استحمارا فبذلوا من أجله أرواحهم ودماءهم، وانسلخوا من انتماءهم الإسلامي بل وانتماءهم القومي والوطني، فابتدعوا لهم دينا ما أنزل الله به من سلطان، ولا عداء لهم فيه إلا ملة الإسلام وأهله، وليس لهم عداوة مع قوم كعداوتهم لأمة العرب، بل وقاتلوا أبناء وطنهم إبان حرب القادسية الثانية بين العراق وإيران. ومن قاتل منهم ضد إيران فتحت ضغط الخوف ومن وراء (لجنة الإعدامات) في (خلفيات) الجيش العراقي.
والأعجب ما يحصل اليوم إذ يخرج شباب الشيعة بمظاهرات يطالبون بفتات من أجل عيشهم وكرامتهم فيطعنهم ابناء جلدتهم من اخوانهم أنفسهم وعشائرهم ومناطقهم ودينهم بحراب الغدر الفارسية.
مشهد يستحق الوقفة والتأمل وأول من يجب عليه فعل ذلك هو ذلك الشيعي المقتول.
الشيعي والخلاص:-
تأمل أيها الشيعي
إنك لم تفعل شيء سوى أنك طالبت بجزء بسيط من حقوقك الشرعية المسروقة.
إنك لم تفعل شيء سوى أنك اعلنت عن مظلوميتك بعد عناء طويل.
لكنهم قتلوك
قتلك من حملت مشروعه الفارسي على ظهرك وبذلت من أجله التضحيات.
قتلك من يدعي الدفاع عن المظلومين.
قتلك من يدعي نصرة مذهب أهل البيت.
قتلك بيده ويد أخيك وابن عشيرتك.
بل قتلتك المرجعية
نعم المرجعية التي طالما قدستها وقدمت لها المال بالأخماس.
المرجعية التي لم يكلف زعيمها نفسه ليخرج على الملأ يدافع عن مظلمتك.
المرجعية التي ترسل ناطقها على رأس الاسبوع ليقيء بضع كلمات فارغات بدم بارد.
تتفرج على دماءك اسبوعا لمنحك بضع دقائق بعبارات لا تسمن ولا تغني من جوع.
تأمل أيها الشيعي
لا خلاص لك إلا بالعودة لحضن أمتك الإسلامية التي سلخوك منها.
لا خلاص لك إلا بالتخلص من البدع والخرافات التي أغرقوك بها.
لا خلاص لك إلا أن تلعن دين الفرس الذي امتطوك به.
لا خلاص لك إلا أن تبصق على تلك العمائم العفنة التي تقتات على أموالك وكرامتك.
تأمل أيه الشيعي والتحق بأمتك.
في مؤثورنا الشعبي ان احمقا رأى حمارا يتمرغ بالتراب فقال لاصحابه لقد وجد هذا الحمار لذة في هذا العمل ولاعملن مثله فاتمرغ بالتراب وهذا ما قام به المنتسبون لاهل السنة وهم يصرخون بنا لا بد ان تكون لنا مرجعية كمرجعية الشيعة ونسوا وتناسوا قول الله : ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًاۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ التوبة (31). وقوله تعالى : ﴿۞يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ التوبة (34).
واليوم أجيالا تكون حمير للحمير وقد صدق بهم قول الشاعر :
لو أنصف الدهر كنت أركب لأنني ** جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب
مقالة ممتازة اتخذت من الحمار عنواناً وموضوعاً لتصل إلى غاية أجاد الكاتب عرضها وقد أحسن في ذلك
مقاله رائعه جدا فيها مثال قيم لما يجري للشيعه اليوم
من قبل الفرس واعوانهم
جزاك الله خيرا وزادكم من فضله