ملامح عامة عن المؤامرة التي تصدى لها معاوية بن أبي سفيان
د. طه حامد الدليمي
لا يدرك الدور الخطير والعظيم لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما على وجهه، وأنه رجل المرحلة حقاً.. من لم يُحطْ بأمرين:
الأول: التركة الثقيلة التي سقطت على كاهله من العهد السابق، متمثلة في (11) سنة من الاضطراب والتفكك الذي شاع أثناء حكم الخليفتين اللذين سبقاه عثمان وعلي رضي الله عنهما. وكيف تصدى لها وعالجها، رغم تعدد وجوه تلك التركة، فمنها السياسي ومنها الإداري والاجتماعي والأمني والعسكري والمدني والحضاري!
الثاني: خريطة المؤامرة الفارسية وصورتها المعبرة عنها، ولو بعناصرها الأساسية.
خريطة المؤامرة
1. بدأت الخطوات الأولى على طريق المؤامرة الفارسية بعد معركة (نهاوند سنة 21هـ) مباشرة، التي سميت (فتح الفتوح)؛ لأنها المعركة لأنها المعركة التي أنهت الوجود السياسي للإمبراطورية الفارسية وفتحت أبواب الشرق أمام الفتح العربي الإسلامي.
2. انعقاد (مؤتمر نهاوند) على إثر المعركة بقيادة يزدجرد واتخاذ مقررات خطيرة تتعلق باستراتيجية جديدة تعتمد نخر دولة الإسلام من الداخل.
3. مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد المؤتمر بسنتين.. آخر سنة 23هـ.
4. الانقلاب على عثمان بن عفان وقتله آخر سنة 35هـ، وإحداث أول (فوضى خلاقة) في تاريخ الأمة، ومحاولة السيطرة على مصدر القوة والقرار في الدولة الجديدة بقيادة علي بن أبي طالب. بدأ الاضطراب في النصف الثاني من عهد عثمان، واستمر دون أن يتمكن من معالجته… ليتفاقم في عهد خلفه بحيث لم يستطع وضع أي حل تجاه أي تحدٍّ وقف في وجهه. وانشطرت الأمة، وصار بعضها في مواجهة بعضها الآخر، حتى طمع فيها الروم لولا حكمة معاوية وتحذيره إياهم. وتوفي علي ووضع الدولة على هذه الحال المزرية!
5.إحداث فتنة بين القادة الكبار للأمة (علي وطلحة والزبير وعائشة ومعاوية وغيرهم) جرياً على قاعدة (ضرب الكبار بالكبار) بلغت حد الاقتتال.
6. محاولة توسيع أسباب (الفوضى الخلاقة) وتجذيرها بالسعي إلى قتل قادة الأمة الثلاثة: علي ومعاوية وعمرو بن العاص، في أمصارها الرئيسة الثلاثة: العراق والشام ومصر. واستثمارها لإعادة الدولة الفارسية إلى الوجود. لكن قتل علي، وسلم معاوية وعمرو؛ ففاتت الفرصة.
7. عاد الفرس يجربون حظهم مع الحسن بتحريضه على قيادة أهل العراق ومن معهم لقتال أهل الشام ومن معهم بقيادة معاوية، فتصطلم الأمة ببعضها. لكن الحسن فوّت عليهم الفرصة بمبايعة معاوية.
8. ما زالت المؤامرة الفارسية تخطط وتتربص حتى أفلحت في استدراج الحسين – إن صحّت الرواية الشائعة – في محاولة كان مصيرها الفشل، لكن اتخذوا منها ذريعة لشحن النفوس وبث الأحقاد وتهييج رؤوس أهل بيت علي للخروج مثل زيد بن علي وابنه يحيى، وعبد الله بن الحسن وإخوته وأبنائه وغيرهم، في محاولات باءت جميعاً بالفشل.
9. في الوقت نفسه دفعوا رؤوس البيت العباسي لتكوين حزب سري كان دعاته فرساً يقودهم أمثال أبي سلمة الخلال وأبي مسلم الخراساني، وهو من أبناء ملوك فارس. تمكن هذا الحزب العربي بالتعاون مع الجهد الفارسي المنظم العلني والسري من اجتثاث الدولة الأموية سنة 132هـ، وتأسيس دولة عربية في خلافتها ورئاستها، فارسية في وزارتها وإدارتها وكثير من مظاهر وجوانب ثقافتها والبنية التحتية لها (إطار عربي ومضمون مخلّط بالفارسي).
لاحظوا كيف أن الدولة الأموية في الشرق لم تعمر أكثر من (90) عاماً، بينما دامت في الأندلس في أوربا ثمانية قرون! لتدركوا خطر الفرس نسبةً إلى خطر الروم!
10. تكللت جهود الفرس بعد خمسة قرون وربع من اقتلاع الدولة العباسية، وذلك سنة 656هـ/ 1258م، وإنهاء آخر رسم للخلافة العربية في تاريخ العرب باستقدام المغول إلى بغداد، وكان الدور الأكبر لوزير الدولة الفارسي مؤيد الدين ابن العلقمي، يسانده من فارس نصير الدين الطوسي.
ولاحظوا أيضاً أن الدولة الأموية في الأندلس استمرت بعد زوال الدولة العباسية إلى أكثر من قرنين!
11. بعد قرنين ونصف من ذلك نجحت المؤامرة الفارسية لأول مرة في تاريخها في إزالة الصبغة السنية لبلاد فارس وتأسيس دولة شيعية الصبغة هي الدولة الصفوية سنة 1500م.
12. اتخذت المؤامرة منحى أخطر بعد هذا التاريخ إذ تحالفوا علناً مع الصليبيين: البرتغاليين أولاً، ثم تسلم الإنجليز زمام المؤامرة المزدوجة من بعدهم. وكان الهدف من هذا التعاون المزدوج تمكين الشيعة بقيادة الفرس من الأمة كي يتخلص الغرب الصليبي من خطر الفتح الإسلامي، على قاعدة جديدة متطورة للمؤامرة، هي (الدفاع عن الغرب يبدأ من الشرق).
13. للمؤامرة جوانب أُخرى في حاجة إلى استحضار، يأتي على رأسها الجهد العلمي والثقافي الذي اجتاح فيه الموالي حلقات العلم ومجالسها، وضعت أسسه الأولى في (مؤتمر نهاوند). أفصح هذا الجهد عن نشاط خطير قادته الحركة (الشعوبية) التي ظهرت واضحة منذ الأيام الأولى للدولة العباسية. وكان الإمام أحمد بن حنبل – في رأيي
– واحداً من الذين نصبوا أنفسهم لمقاومتها في جهد كبير اشترك فيه كثير من الساسة وقادة الدولة وعلماء القرآن والحديث والفقه واللغة والأدب لمواجهة الجهد المنظم الحادث في الأمة والذي تسلق جهاز الدولة نفسه وأمسى مدعوماً من قبل مؤسسات الدولة نفسها!
14. وما زالت المؤامرة الفارسية تعمل على هذا الأساس حتى اليوم، وهي في أطوارها الأخيرة، كلما سقط قرن نبت قرن آخر.
في ضوء هذا الاستعراض السريع نفهم الدور الخطير الذي كان يضطلع به سيدنا معاوية في الوقوف ضد المؤامرة الفارسية، وفي وسط هذا السلم المتسلسل لحلقات المؤامرة نعرف على أي درجة خطيرة كان يقف هذا الرجل العظيم معاوية بن أبي سفيان. وما هو سر تشويه سيرته والجذور الخفية الكامنة وراء تشويه الصورة الناصعة للدولة الأموية العظيمة؟
ضعف حديث ( فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعدها )
جاء في حديث شاع حتى أُخذ مأخذ المسلَّمات: (فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعدها. والروم ذات قرون كلما سقط قرن ظهر غيره)! والحديث لا يصح: لا متناً ولا سنداً.
أمامن حيث المتن.. فالتاريخ والواقع يشهدان على أن إيران هي ذات القرون! نعم الروم ذات قرون لكن شتان بين قرون هذه وهذه!
وأما من حيث السند.. فالحديث ضعيف وعلته الإرسال. روي من طريق إبي محيريز عبد الله بن محيريز المكي. وهو تابعي لم يدرك النبي. وضعف العلماء الحديث بهذه العلة ومنهم الألباني في (الضعيفة). ومما قاله: وأما من قال بأن الحديث يشهد له الواقع بالصحة، فهذا غريب جداً.
2020/1/20
السلام عليكم
لدي بعض الملاحظات بخصوص التصوير والانتاج المرئي للشيخ
ارجو من القائمين على الموقع مراسلتي على البريد التالي
modokary@hushmail.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالة بينة في دور الفرس ومكرهم الدائم على العرب
وتخفيهم وراء الروم وغيرهم
لغزو تاريخنا وثقفتنا وارضنا وهذا ما نراه اليوم
وفقكم الله لفضح هذآ العدو الأجتثاثي الخبيث
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية من عقلي وقلبي للمفكر المجدد الدكتور الدليمي حفظه الله
يا له من قائد عملاق، إنه الصحابي القائد معاوية بن أبي سفيان.
اندثرت قامته تحت خزعبلات المطبلين حتى لا نعرف عنه في ضجة التطبيل إلا معركة صفين وبنسختها المشوهة، وأدعوا الاخوة من حملة المشروع السني بالاطلاع على بحث كتبه الدكتور الدليمي بعنوان (المعالم الأساسية للتجديد الذي أحدثه معاوية بن أبي سفيان)، وهو منشور على المقع تحت عنوان بحوث ودراسات.
لو أن سيدنا معاوية بن ابي سفيان في تاريخ بلد أجنبي لكان واحد من مفاخر تلك الدولة، ولكن الثقافة الشيعية التي التي لوثت ثقافتنا السنية جعلتنا ننظر إلى هذا الرجل العملاق بنظر قاصر عن حقيقته، فجزى الله شيخنا الدكتور طه الدليمي الذي عرفنا بحقيقة هذا الصحابي الذي كنا نجهل هذه الشخصية الفريدة المجددة.
الاصعب في هذه المؤامرة هي الولاء العشائري البدوي في قبائل تميم وكندة و تجيبوا مصر واهل اليمن ممن اشغلتهم العصبية ولما يدخل الايمان في قلوبهم ويحسبون الامر امر سلطة بلا ربانية هادخلوا الموالي الفرس في صفوفهم فتعاظمت الدخالة تحت شعار (وما انا الا من غزية ان غوت غزية غزيت وان ترشد غزية ارشد ) وحسب هؤلاء الاعراب انها حمية الانتماء وما عرفوا انها عقدة الدخيل وويل للاصيل من الدخيل اذا تمكن ولولا فهم سيدنا معاوية لهؤلاء الاعراب والموالي لما بقي للعرب قوة وسيادة .