مقالاتمقالات أخرى

نحو وعي سُني منشود

عبد الغني شيت الموصلي

منظومة الفقيه القائد/ التَّيًّار السُّني في العراق

عند مشاهدتي الشيخ الدكتور طه الدليمي في لقاءه الأخير على قناة اليو تيوب للتَّيَّار السُّني في العراق والذي كان بعنوان: إيش يعني المشروع؟!

نعم: أي شيءٍ يعني (المشروع)؟!

إنَّه نحت كلمة في استفهام يشحذ الفكر ليتحفَّز!

هنا تنافست الأفكار… وزاحمت الكلمات بعضها بعضًا، مَن منهم يتقَّدم ليصوغ عقدًا يُحلي جمال اللقاء، ويجلِّي نوازع النفس ممَّا خرجت به، فالأمر لا يقف عند السَّماع وإعطاء (الآيك) الإعجاب.

لقد انتهت المشاهدة ولكنَّ الأفكار تتحضَّر لتلسط الأضواء على أفكار اللقاء، ولمَّا أكن قد استكملتها حتى خشيت من تفلُّتِها فأمسكت قلمي لأشرع …

تذكَّرت شيئًا لم يكن إلا عنوانًا لطالما قرأته متصدَّرًا مجلة كانت تأتينا منذ السبعينات إنَّها: الوعي الإسلامي.

 

الوعي السُّني أم الإسلامي؟!

ألا يدعوني ما سمعت لإعمال الفرض الأولى في يومنا هذا؟

فهل بعد أفول السُّنة من عالم القوى الحاضرة إسلام؟

هو أصلًا الإسلام سُني، ومن أقحم الرافضة في هذه الأمة لا يستحق عليه وصف: الوعي الإسلامي.

 

فمن أين نشرع؟

من نقطة الانطلاق الأولى، تريد إسلامًا، تريد أمة، تريد تمكينًا؟

لن يكون بغير سُنة أقحاح.

وتريد سُنةً مُمكَّنين؟

فلن يكون إلا بمشروع.

تريد مشروعًا؟

لن يكون إلا بإيمان به ونصرةً له، وهذا يحقِّقُ لك مفهوم التمكين القائم على نظرية السبب والمانع.

سبب التمكين: الإيمان والنصرة.

مانع التمكين: التَّيه والعجز.

وهذا يجعلك مستبصرًا لحقيقة: ماذا أريد، وكيف أحقق ما أريد.

 

مخرجات من اللقاء

تتوارد بنات أفكاري وأنَّا ألقي السَّمع – لكلمات الشيخ الدكتور – وعليه شهيد، فأخرج بعنوان: التأزم السُّني.

وهذه حقيقة يواجهها كل من يبتغي الدواء، فالمريض يحتاج لمعرفة مرضه كي يسارع في علاج نفسه، وإلا فمكابرته وانطراحه في الفراش ليس دواءً له، بل عجز منه.

فنحن أيُّها السَّادة نرى تأزُّمًا سُنيًّا وليس إسلاميًا فقط.

وها هنا لن أتكلم عن التأزم الإسلامي فكرًا وواقعًا، فإنَّه ما عاد يهمني الإسلاميون، ولكنني مهتمٌّ بالسُّني.

قد تعترض عليَّ فتقول: كيف لم يعد الهمَّ الإسلامي يهمُّك؟!

نعم، ولا أريد أن أخرج من متن المقالة فكرةً وكلماتٍ ولكن سأجيبك بحقيقة: الإسلامي الذي أنت تنكر عليَّ عدم الاكتراث به أحد ثلاثة:

1.إسلامي متحزِّب مُسيَّس لصالح التشيُّع وطهران.

2.سلفي يرى أنَّ الشيعي إن حكم فهو ولي أمر، أو هو علماني بلحية وسواك وقصر ثوب.

3.أو خرف تتعكز الشيعة عليه تصديرًا لعقيدتها وتشيُّعها من مسربته.

فعلام أُشغل وقتي بهم؟!

 

أنا صاحب مشروع

أنا يا أخي ويقينًا قد التقطتُّ جهدًا منفردًا وبروح القضية المنبطة، وفكرًا متجددًا انتشلني من رُكام الأفكار التي شبَّ عليها الصغير وشاب عليها الكبير، أفلا أكون عبدًا شكورًا لهذه النعمة الخاصة، فأشكرها إيمانًا بها ونصرةً لها؟

فمن المشروع ننطلق…

سُنة.. بقضية وهوية ننبثق…

 

 

 

اظهر المزيد

‫8 تعليقات

  1. احسنتم اخي الكريم.
    وتعليقاً على ما تفضلتم به فان لفظة الاسلامي اصبحت كلمة شاملة تضم بين جوانبها مسميات واذرع كثيرة؛ لكنا هنا نقصد بالخصوصية الاسلامية بمفهومها الرباني الذي يتمثل بالسُنيّة السنيّة لا غير، وهذه السنية لا تتحقق الا بمشروع رباني ايضا.

  2. كل مشروع لا يواجه إلابمشروع يغيره وكل هوية يجب أن تكون ضد هوية تنقضها
    وكل قضية أمام قضية تبطلها هذه حقيقة المواجهة
    أما مشروع سياسي
    وهوية إسلامية
    قضية وطنية هذه احلام وردية لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة للمشروع الشيعي الإيراني الفارسي،
    بارك الله فيك على هذه الكلمات الجميلة والاداء الرائع أستاذ

  3. أن ترى ملايين من أهل السُّنة يعيشون الضياع بلا قضية أو هوية
    بينما أنت تحمل قضية وترفع هوية.. هذا فضل ونعمة كبيرة من الله

    عندما تعيش الدنيا بلا قضية سامية هدفها رباني.. هدفها رفع الجور عن نفسك وقومك فأنت قد خسرت الكثير..
    وهذا ما خسره أهل السُّنة!
    ضياع وتيه.. بلا قضية ولا هوية!

  4. بسم الله الرحمن الرحيم
    جزى الله الاستاذ الموصلي خيرا
    نعم.. فبالسنية أعزل الشيعي المختبئ تحت خيمة الإسلام زوراً بزاوية ضيقة وصولا إلى إخراجه من تحت هذه الخيمة الطاهرة، فشتان بين أمّة (لبيك اللهم لبيك) وبين قطيع (لبيك يا حسين) من انعدام صلتهم بالحسين عقيدة وسلوك.

  5. التمييز بين العناوين وهو أحد أسباب والتكوين والتمكين هويه سنية لاسلامة ولاوطنية أمام الهوية الشيعية وكذلك القضية السنية أمام المد الشيعي في المشرق العربي
    ومشروع رباني ضد المشروع الاإيراني غير هذه العناوين لا يجدي نفعاً وكل التجارب بائت بالفشل منذه سقط الدولة العباسية ولحد الأن ، وجزاك الله خير أستاذ

  6. دوما تثير في طراوة الأسئلة على طاولة العقل فتشعل الافكار وتنير العقل بوركت على هذه المقالة التحفيزية الرائعة.

  7. دوما تثير فينا بطراوة أسئلتك وتضعنا على طاولة الأسئلة فتشعل فينا الافكار وتنير العقل فبوركت على هذه المقالة التحفيزية الرائعة.

  8. بوركت أستاذ
    مقال رائع ومحفز يبين الفرق بين من يحمل
    قضية سنية لنصرة دينه وإنقاذ قومه في زمان التيه
    الذي يعاني منه أهل السنة في هذا الوقت
    وبين من يعيش تحت فكر ملوث ومخداع بإسم الإسلامية
    الذي لوثته الأفكار الفارسية
    نعم
    ((فمن المشروع ننطلق…

    سُنة.. بقضية وهوية ننبثق…))
    جزآك الله خيرا

اترك رداً على عبد الله معتصم السامرائي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى