مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

رحلتي العجائبية مع مقولة ( لولا علي لهلك عمر)

د. طه حامد الدليمي

C:\Users\DR\Desktop\5.jpg عند ظهر اليوم وجدت على الهاتف رسالة من صديق يعرض عليّ كتابة بحث في إبطال المقولة المنسوبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : (لولا علي لهلك عمر).

مقولة شائعة تكاد تكون على كل لسان. أقصد لسان السنة، قبل الشيعة.

وانظر فأرى المقولة تدخل في ذلك السياق الخطير نفسه.. تكريس التشيع الثقافي تمهيداً للتشيع العقائدي، عن طريق التركيز على شخص علي ومن آل إليه وجعله على كل لسان.

وإليكم رحلتي مع هذه المقولة خطوة خطوة دون أن أدري حتى الآن شيئاً ذا بال عما سأجده من تفاصيل، أنقل خطواتها بأمانة:

الخطوة الأولى :

أول ما صادفني في طريق البحث سؤال يوجه إلى (لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية)، عمن قالها؟ ويأتي الجواب عن (المفتي) الذي لم تفصح عنه (الشبكة): (إن هذه المقولة قالها أمير المؤمنين عمر ). هكذا بأسلوب التوكيد والجزم (إن هذه المقولة قالها أمير المؤمنين عمر ). طيب، وما الدليل؟ يكمل (المفتي): (كما نقله ابن عبد البر في الاستيعاب). ويختم بقوله: (والله أعلم)([1]). طيب.. وأنت! ألا تعلم؟ أو بالحري: ألا تفهم؟!

الخطوة الثانية :

وعدت أبحث عن تاريخ وفاة ابن عبد البر فإذا هو سنة (463 هـ). وحسبت.. إن بينه وبين وفاة عمر بن الخطاب (441) سنة. قلت: لعل هناك سنداً يعتذر به الرجل عما نقله، و(من أسند فقد برئت ذمته) كما يقولون! وذهبت إلى كتاب (الاستيعاب) لعلني أستوعب ولو شيئاً من هذا العبث الفكري بعقول أبناء السنة.

(أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه)! كان أول ما صدمت به في الصفحة المجاورة للصفحة التي نقش فيها ابن عبد البر تلك المقولة. ما هذا؟! مذيلة بمقولة أخرى: (وقال عمر بن الخطاب: علي أقضانا، وأُبَي أقرأُنا، وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي). هل انتبهت إلى اللغم الكامن في آخرها: (وإنا لنترك أشياء من قراءة أُبَي)! طيب وأقضية علي، ألا تتركون منها شيئاً؟ كيف تتركون أشياء من قراءة أُبَي وهو صحابي لا ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي شيئاً برأيه؟ ولا تتركون من أقضية علي وهي اجتهاد بشري يجوز عليه الصواب والخطأ؟ إلا أن يكون معصوماً، وهذا ليس من ديننا. وإن قيل: المقصود بالقراءة قراءة القارئ/أُبي مما يصدر عنه تبعاً للهجته، لا بالمقروء الذي هو القرآن. قلنا ليس هذا هو المهم عند من صنع هذه المقولة. هو يبني على المتبادر أو المفهوم الذهني لدى القارئ؛ فينصرف معنى (قراءة) عملياً في ذهن القارئ إلى القراءة والمقروء كليهما. وهو المطلوب عند (الصانع)!

في طريق البحث صادفني قطار من الخزعبلات من مثل: روى أبو داود الطيالسي عن ابن عباس أن رسول الله قال لعلي بن أبي طالب: أنت ولي كل مؤمن بعدي. وعن سلمان الفارسي عن النبي أنه قال: أول هذه الأمة وروداً على الحوض أولها إسلاماً: علي بن أبي طالب.

وعادت إلى ذهني أطياف جلسة بمطعم في دمشق صيف 2005، وبقايا مقولة أنكرها عليّ بعض الحضور: (التشيع صناعة سنية).

حركت نظري قليلاً إلى الأسفل.. الحمد لله؛ هذا هو السند الذي أبحث عنه: قال أحمد بن زهير: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن. فكان عمر يقول: لولا علي لهلك عمر.

سند المقولة

وقبل كل شيء تلقفت شبكتي واحداً منهم: (مؤمل بن إسماعيل)! أحد رواة حديث (خلافة نبوة ثلاثين عاماً ثم يؤتي الله الملك من يشاء). فمن هو مؤمل بن إسماعيل؟

قال الحافظ ابن حجر (تهذيب التهذيب:10/381): قال البخاري: (أما ابنه فقال: نحن من صليبة كنانة، قال وحدثني من أثق به أنه مولى لبني بكر. وقال عنه البخاري: منكر الحديث). فهو مولى، وابنه كذاب يزعم الانتساب إلى أصل كنانة. قال عنه البخاري: منكر الحديث. ومن وصمه البخاري بهذه السمة لا يبرأ منها. فكفى بها تضعيفاً. لكن دعونا نتزيد مما قاله ابن حجر:

(وقال سليمان بن حرب: كان مشيختنا يوصون به إلا أن حديثه لا يشبه حديث أصحابه، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه فإنه يروي المناكير عن ثقات شيوخه، وهذا أشد فلو كانت هذه المناكير عن الضعفاء لكنا نجعل له عذراً.

وقال الساجي: صدوق كثير الخطأ وله أوهام يطول ذكرها. وقال ابن سعد: ثقة كثير الغلط. وقال ابن قانع: صالح يخطئ. وقال الدارقطني: ثقة كثير الخطأ. وقال محمد بن نصر المروزي: المؤمل إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويثبت فيه لأنه كان سيئ الحفظ كثير الغلط. وثقه ابن معين وإسحاق بن راهويه. وقال ابن حبان في الثقات: ربما أخطأ. وقال أبو حاتم: صدوق شديد في السنة كثير الخطأ). وأترك التعليق لكم.

وهذا يكفي في هدم أساس المقولة. لكن عجائب الرحلة تغريني بالاستمرار فيها:

الخطوة الثالثة :

صحيح أن رواية ابن عبد البر عن أحمد بن زهير أول المذكورين في السند جاءت بلفظ (قال) فمست نفسي بشييء من الشك، لكنني تناسيته استبعاداً لكون ابن عبد البر يمكن أن يرتكب مثل هذا التدليس من أجل أن يمرر ما أراد روايته عن علي. وبينما أنا أكتب الكلمات السابقة أثارني قلة عدد الرواة بين عمر بن الخطاب وابن عبد البر! فقررت أن أحسب معدل الفترات الفاصلة بين كل راوٍ وراوٍ حتى تصل المقولة إلى ابن عبد البر فقسمتها على عدد الرواة فإذا هي (73) سنة! أي إن الراوي يحتاج كي يوصل المقولة إلى من بعده (73) سنة. كما يعني أن الرواة جميعاً لا ينبغي أن يكون عمر أحدهم أقل من هذا العدد من السنين. وهذا غريب؛ والتحقيق كاشف. ولا أدري هل سأفلح في التحقيق أم لا؟

الخطوة الرابعة :

على أنني منذ البداية – كما أخبرتكم آنفاً – انتبهت إلى أن ابن عبد البر لم يصرح بسماعه من الراوي الأول إنما قال: (قال أحمد بن زهير)، فلو كان قد سمعه منه مباشرة لصرح فقال: (حدثني)، كما هي عادته، ولم يلجأ إلى لفظ محتمل.

توكلت على الله وقلت لأبحث عسى أن أقع على شيء. وفتحت موسوعة (سِيَر أعلام النبلاء). لا أدري لم أخطأت فكتبت في محرك البحث اسم عبيد الله بن عمر القواريري، ولم أبدأ بأحمد بن زهير! قلت: لا يُهم؛ أين يذهب مني؛ سأعود إليه. ومن أول وهلة كانت الصدمة! يقول الذهبي (11/442): القواريري عبيد الله بن عمر بن ميسرة ولد سنة 152 تقريباً! فإذا تذكرنا وفاة ابن عبد البر قضي الأمر، وتحقق الشك؛ فالرجل إنما جنح إلى التورية دون التصريح؛ لأنه لم يدرك أحمد بن زهير. وضحكت؛ ويحك يا ابن عبد البر إن بينك وبين الرجل (311) سنة!

لم أكتف بهذا حتى عدت أبحث عن سنة وفاة أحمد بن زهير. لكنني وجدت ما يغنيني عن عناء البحث عنها. إن الرجل يُكثر من قوله: (سمعت يحيى بن معين). إذن هو من تلاميذ ابن معين، وابن معين توفي سنة (233 هـ). لقد قضي الأمر حقاً، وتم التحقق من انقطاع السند بين ابن عبد البر وأحمد بن زهير.

وبحثت فوجدت ابن تيمية يقول (منهاج السنة النبوية:6/45): قال الرافضي: وأمر برجم مجنونة، فقال له علي : إن القلم رفع عن المجنون حتى يفيق، فأمسك، وقال: لولا علي لهلك عمر. والجواب: أن هذه الزيادة ليست معروفة في هذا الحديث.

الخطوة الخامسة :

وقبل أن أكمل الخوض في هذه الظلمات الشائكة، تذكرت – حين وجدت الأمر قد آل إلى ابن عبد البر – أن الرجل موصوم بالتشيع. وها أنا أعود إلى مدوناتي السابقة لأرى في أي كتاب أودعت هذه المعلومة؟ فوجدتني قد أثبتّها في كتابي (شقوق في جدار السنة) عن شيخ الإسلام ابن تيمية إذ وصفه (منهاج السنة النبوية:2/373) بالتشيع.

إذن هذا هو السبب الذي دفع ابن عبد البر لأن يقفز مئات السنين قفزة واحدة نحو أحمد بن زهير متجاوزاً تلك الهوة العريضة التي تفصل بينهما دون أن يقوم بردمها! ولإن كان هو قد نجا منها بعلمه فلم يترفض فلقد سقط فيها الملايين فتشيعوا ذلك التشيع الذي يمهد للرفض والخروج من الملة. والله وحده يعلم كم من الأمة ترفضوا بسبب هذه المقولات التالفة، التي يكتبها المحدثون والفقهاء دون أن ينتبهوا إلى خطورتها البالغة.

غفر الله لك يا ابن عبد البر؛ لماذا أتعبتني بمثل هذه الترهات؟! لقد سرقت مني ست ساعات من عمري بين البحث والتدقيق والتنقيح، وإعداد ما كتبت كمقالة صالحة للنشر بعد أن أودعتها كتاب الذي تحت التأليف (شقوق في جدار السنة). لكن لا بأس؛ السنة وأهل السنة يستحقون أكثر من ذلك. وصدق أخي أبو محمد الجنابي يوم قال: مهمتنا ليست تسنين الشيعة، إنما تخليص السنة مما دخلهم من تشيع.

وغفر الله لك يا صديقي!

5 نيسان 20 20

…………………………………………………………………………………………………

  1. – فتاوى الشبكة الإسلامية، 8/307، لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية. http://www.islamweb.net.
اظهر المزيد

‫20 تعليقات

  1. طريق المشروع شائك، ولزامًا ان نشمّر لنتقي عوالق الأشواك.
    وإن لم نتقيها فستعلق في مشروعنا وهو الذي يريد التخلص منها..
    يا أيها السُّني المقدام صاحب المشروع هذه كلمات تخد لك الأرض، وما من مشروع ينشد هذا المقصود إلا وكان أعدى الناس له اقربهم له هوية واسرعهم له مخالفة، جبهة تنافسه.. تعرقله.. تفتح ألسِنة لهب حِداد تسلقنا بغير معرفة لمقصود المشروع، فهاك هذا التأصيل.
    أما ابن عبد البر فقد عزف كثير عن كتابه لأنه كان مغاليا مرةً، مجافيًا مرةً أخرى بسبب ما تسرَّب إليه من لوث حط من قدر الكتاب، فلقد ثلم صحابة حطوا رحالهم في الجنة قبل أن يولد بأربعمائة سنة!
    نعم نحن في مشروع لا نقع بما وقع به ابن عبد البر، ولسنا نهضم حقوق آل البيت وعترتهم، أو الصحابة ومكانتهم، فنعتقد بهم ونلقى الله ونحن نقر لهم بخير ما أوصانا به القرآن والسُنة…
    فهم سادات الأمة وخيارها.
    وفي الوقت نفسه فتهذيبنا وتشذيبنا للروايات إنما هو متن فهم صحيح لمنطوق قطعي الثبوت والدلالة: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.

    1. أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم..
      في معركة أحد لو لم يبرح المسلمون مكانهم لما انهزموا.
      وفي حنين لو لم تعجبهم كثرتم لما ولو مدبرين..
      الأمة انشغلت بذا وكان الوحي يعدل مسارها وسياط القدر تردها لجادة رشدها..
      ولما أنقطع الوحي بوفاة نبيها أخترق شيطان خداع النصر وعجب الكثرة حتى ظنت الامة أنهم لن يخرقوا أو ينخدعوا.
      فدخل أفواج العجم غنما وكثرة..
      وكرم العرب لم ينتهي بإسكانهم في ديارهم بل أكرموهم بنسبهم وأضحت ديارنا وأفكارنا بيد الأعاجم وصرنا نحن الضيوف وهم رب المنزل.!
      فصالوا وجالوا (بجال خؤولة النسب والمصاهرة والتتلمذ والتزكي باسم علماء العرب) . فبيضوا وفرخوا كيفما تشتهي أهوائهم.
      وهذه التي كتبها جناكم إحدى شهودها.
      لكن الله جعل أمثالكم صقرا لطرد غربان خرابهم.

    2. العترة مفهوم شيعي ففخر اقارب النبي صلى الله عليه وسلم ان يكونوا صحابة وبغيرها فلا فخر ولا شان الا من سار على منهجهم وهو من الناس يصيب فيحمد ويسيئ فيذم ولس في ديننا جناح خاص بالعوائل .

    3. المشروع السني لا يوجد فيه اشواك
      واضح الخطوة والهدف والقضية
      ليزيل لوثة فارسية طمغة في كتب وتاريخ
      اهل السنة وثقافتهم الملأية
      رواية مكذوبة مشبوهةيجب تسقيطها لدا اهل السنة
      وانتها امرها

  2. آمين ، تربيتك شيخي وأبي ..أول معلومة جعلتني قريبا من القرآن سمعتها من حضرتك ، (القرآن مصدر الهداية الوحيد في أساسيات الدين)نعم القرآن…
    من هنا تساقطت شبهات الشيعة وخرج ألمس
    الشيعي من دماغي كما عْبر عنها السامرائي
    في مقاله السُنة والرقية الفكرية … اعانك الباري لماتقوم به من جهاد انت ومن كان معك من انصارالمشروع السني .

  3. هذه مقولة واحدة فعلت بالكثير ما فعلت!
    فكيف وقد امتلئت بها الكتب؟
    فعلاً طريق التغيير طويل فلو كل مقولة أخذت ست ساعات وأكثر لنفد عمر الإنسان دون أن يكمل.
    ولذا نقول إن الأمر لا يقوم بفرد بل لابد من مؤسسة جامعة ومنظومات متخصصة تأخذ على عاتقها تصحيح ما علق بالأذهان وخالط ثقافتنا

  4. لو بحث مشايخ ودعاة اهل السنة من هكذا مقولات
    وتحققو من رواتها وعن مسندها
    كما بحثت شيخنا الفاضل لما تشيع اهل السنة
    واصبح التشيع الفارسي دين ومذهب ينتمي الى الاسلام
    جزاك الله خير الجزاء

  5. ١- المعلوم أنه لا يمكن الاعتماد على كتب السيَر والتراجم في إثبات رواية أو نفي صحتها لأن كتب التراجم لا تعنى بضبط الأسانيد كما تفعل جاهدةً كتب ( الحديث ) خصوصا تلك المصادر التي لم تخضع للمراجعة والتحقيق (الدقيق) من قبل المختصين بعلم الحديث
    ٢- لم يتفرد الإمام ( ابن عبد البر ) برواية قصة المرأة المجنونة التي حوَتْ في ذيلها زيادة ( لو لا عليّ لهلك عمر ) وانما رواها ايضاً الامام ابو داود في سننه حديث رقم ٤٣٩٩ كتاب الحدود باب في المجنون يسرق او يصيب حداً، جاء في اخر الرواية ( قال فأرسلها، قال فجعل يكبّر ) وليس فيها هذه الزيادة ( لولا عليّ لهلك عمر) على أن رواية ابو داود صححها الشيخ الالباني رحمه الله
    ٣- بالنظر الى متن الرواية عند ابي داود جاء فيها ( أُتيَ عمرُ بمجنونة قد زنتْ، فاستشار فيها أناساً، فأمر بها عمر أن تُرجم …) فهنا يظهر أن سيدنا عمر قد استشار في أمر المرأة فأين الهلكة التي تدّعيها الزيادة مع أن سيدنا عمر كان مجتهداً فإنّ اخطأ فله اجر وليس ثمة مهلكة في الخطأ المغفور غير المقصود بعد استيفاء الاستشارة
    ٤- الامر النبوي غاب عن عدد من الصحابة وليس فقط غاب عن سيدنا عمر، وهذا ليس فيه مطعن عليهم، فإن ذلك حصل ويحصل ان لا يبلغ الحديث لواحد او عدد من الصحابة او ينساه الصحابي بحكم طبيعته البشرية، فيذكّر ويُراجع ممن سمع حديث رسول الله، فاذا سمع قول رسول الله رجع عن رأيه، وهذا ما قاله سيدنا عمر حين ذكّره سيدنا علي (قال: لا بأس ..)
    ٥- هذه الرواية ايضاً لا تقدح في علم سيدنا عمر، بل تظهر حرص الصحابة على إصابة الحق والعدل في أقضيتهم، فبمجرد ان وضحت المسألة عند سيدنا عمر تراجع وأرسل المرأة
    ٦- ايضاً تظهر الرواية الأدب الجم بين الصحابة كما حصل من سيدنا علي مع سيدنا عمر بقوله ( يا أمير المؤمنين، أما علمتَ أن القلم قد رفع عن ثلاثة …. )؟
    اذن يظهر من كل ذلك ضرورة تنقيح كتب التاريخ والتراجم والسير من الروايات الفاسدة وهذا يتطلب جهداً علميًا تنوء به مجموعة من العلماء وطلاب العلم المختصين ينطلقون من مؤسسة علمية بحثية، عسى الله ان يهيأ لنا هذا الجهد ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل

    1. مشكلتنا ليس في تصحيح الالباني ولا رواية ابي داوود وليس مشكلتنا في انها تقدح في عمر او انها تظهر الادب انما علة الرواية ما فيها من كذابين في السند و اباطيل في المتن مع حبي واحترامي .

      1. اخي المجهول !
        هذه الزيادة رويت ايضاً عن معاذ بن جبل ( لولا معاذ بن جبل لهلك عمر ) رواها البيهقي في السنن الكبرى
        وقد ضعفها علماء الحديث لان فيها مجاهيل
        فالأمر لا يختص بسيدنا علي فقط، إذ أن وضع الروايات والزيادات والتحريف والكذب شأن معروف في كتب الحديث والتاريخ فهو لا يختص بصحابي دون آخر!
        المشكلة أننا لا نقرأ !!

        1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          بما انها زيادة وشبه يجب ازلتها
          واسقاطها وفضحها
          لانها اصبحت تردد على لسان مشايخ ودعاة
          اهل السنة وعلى المنابر وفي دروس العلم
          حتى شيعة اهل السنة وطغت على عقولهم
          من رواي كذاب لذلك يجب فضحها والطعن بمن رواها وكتبها

  6. فائدة :
    في كتاب فضائل الصحابة ( ٢ / ٩٧٣ ) للإمام احمد – رحمه الله –
    برقم ١٩١٣ :
    عن عبيد الله بن عبدالله قال: كان عمر بن الخطاب، اذا جاءته الأقضية المعضلة يقول لابن عباس ( يا أبا العباس قد طرأت علينا أقضيةٌ عُضَلٌ وأنت لها ولأمثالها ) ثم يأخذ برأيه وقوله، وما كان يدعو لذلك أحداً سواه إذا كانت العُضَل.
    فهذه طريقة سيدنا عمر في إدارة شؤون الحكم والقضاء، يستوفي الاستشارة مع علماء الصحابة – وهو منهم – ثم ياخذ برأيهم ومشورتهم وأقوالهم

  7. عند مطالعتنا لهذه المقولات التي ” تغذّي” ثقافتنا السنية بالتشيع نجد أنها ما كانت لتولد وتتكاثر لولا غض الطرف عن :
    “فيه تشيع” ، ” سيئ الحفظ” ، ” له أغلاط وكان غاليا” ، ” صدوق يتشيع” و و و
    وهذا يعني أن جدار السنة غُزي بالشقوق منذ لحظة بنائه..!!
    إن هذه المقالات والدراسات العظيمة كالمصل الذي يقوي مناعة السنة، وهي أيضا عامل حفاّز سيثير أولئك “الجامدين” و”المقلدين” و”المهزومين فكريا” لأنها ستعصف بمنطقة الراحة التي يرتعون فيها بعيدا عن هموم الجمهور ومشكلات الواقع، ستثيرهم وتحركهم – ولكن بخلاف المعادلة الكيميائية-سيكون انفعالهم وتفاعلهم في الإتجاه المعاكس:)

  8. أعانك الله شيخنا الفاضل بما تقدمه للأمة السنية من مفاهیم واضحه بين المفهوم الدعوي في القرآن من سورة آل عمران المحكم والمتشابة لتضع مفتاح القرآن بين أيدينا ، واليوم المفهوم الواضح في الأحاديث الواردة من كتب أهل السنة هو النضر إلى متن الحديث قبل السند ليتبين لنا صحة الحديث ، تسلل الموالي أحفاد الفرس ليضعوا هذه الروايات والأحاديث والمصادرالتي صنعوها في كتبنا بالثقافة الشيعية المسمومة التي غزة عقول أهل السنة حتى دخلت بجسد هذه الأمة وسادة المشرق العربي ليتحول إلى ثقافة شيعية خطيره للغاية تقف مع الفكر الشيعي الفارسي

  9. هذه غلطة الثقة وهذا ابن عبد البر على جلالة قدره فكيف بمن دونه ؟!
    والسؤال هل المحدث لم يكتشفوا ها الخلل أم انها من علل التربية الابنوية في الثقافة على قاعدة المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي المغسل وفي كل هذه القرون الم نجد من يحل الخيط ام ان الاسلاموية المتحزبة للدولة ترجم من يعارض بالتبديع والتكفير والنصب وغيرها من التهم التي تسكت الناقد ؟!
    وهذا يذكر نا كيف اخرجت جامعات ومؤسسات التعليم كالمستنصرية والمشيخة الامام الغزالي والشيخ الكيلاني وابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب وبقي كل مجدد وناقد في دائرة التهم وأمة الدين النصيحة متخلفة في النقد .
    واليوم التيار السني يقف موقف النقد بلا مجاملة وتخليص الامة من هذه الثقافة الشيعية ولا تبالي في الله لومة لائم فجزاكم الله ويشملكم بقوله صلى الله عليه وسلم (فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس ) فيصلحون ما أفسد المحدثون في العقل السني الذي يتشيع بهذا الموروث الموبوء

  10. الجندي المجهول!
    جاء في لسان العرب لإبن منظور : وعِتْرةُ الرجل: أَقْرِباؤه من ولدٍ وغيرهِ، وقيل: هم قومُهُ دِنْياً، وقيل: هم رهطه وعشيرته الأَدْنَون مَنْ مَضى منهم ومَن غَبَر؛ ومنه قول أَبي بكر، رضي الله عنه: نحن عِتْرةُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، التي خرج منها وبَيْضَتُه التي تَفَقَأَتْ عنه، وإِنما جِيبَت العرَبُ عنّا كما جِيَبت الرحى عن قُطْبها؛ قال ابن الأَثير: لأَنهم من قريش؛ والعامة تَظُنُّ أَنها ولدُ الرجل خاصة وأَن عترة رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ولدُ فاطمة، رضي الله عنها؛ هذا قول ابن سيده، وقال الأَزهري، رحمه الله، وفي حديث زيد بن ثابت قال: قال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، إِني تارك فيكم الثَّقَلَينِ خَلْفي: كتابَ الله وعتْرتي فإِنهما لن يتفرّقا حتى يَرِدا عليّ الحوض؛ وقال: قال محمد بن إِسحق وهذا حديث صحيح ورفعَه نحوَه زيدُ بن أَرقم وأَبو سعيد الخدري، وفي بعضها: إِنِّي تاركٌ فيكم الثَّقَلْين: كتابَ الله وعِتْرَتي أَهلَ بيتي، فجعل العترة أَهلَ البيت.

    وقال أَبو عبيد وغيره: عِتْرةُ الرجل وأُسْرَتُه وفَصِيلتُه رهطه الأَدْنَون. ابن الأَثير: عِتْرةُ الرجل أَخَصُّ أَقارِبه.
    وقال ابن الأَعرابي: العِتْرة ولدُ الرجل وذريته وعِقُبُه من صُلْبه، قال: فعِتْرةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، وولدُ فاطمة البَتُول، عليها السلام.

    وروي عن أَبي سعيد قال: العِتْرةُ ساقُ الشجرة، قال: وعِتْرةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، عبدُ المطلب ولده، وقيل: عِتْرتُه أَهل بيته الأَقربون وهم أَولاده وعليٌّ وأَولاده، وقيل: عِتْرتُه الأَقربون والأَبعدون منهم، وقيل: عِتْرةُ الرجل أَقرباؤُه من ولد عمه دِنْياً؛ ومنه حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، حين شاوَرَ أَصحابَه في أَسَارَى بدر: عتْرتُك وقَوْمُك؛ أَراد بِعِتْرتِه العباسَ ومن كان فيهم من بني هاشم، وبقومه قُرَيشاً.
    وعترة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيهم الأفاضل كأبي بكر وعمر وفيهم الأقل من ذلك وليسوا سواء
    وإن جئنا على ان العترة هم الاقرباء فأقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم هم ال العباس وال عقيل وال علي وال جعفر.
    أما هند!
    فقربي وسددي.
    طريقنا شائك وليس مشروعنا،
    فقد حكمتِ على كلام لم تتصوريه، ومعلوم ان الحكم على الشيء فرع عن تصوره.

  11. جزاك الله خيراً شيخنا، دائماً تقدم لنا البحوث على طبقٍ من ذهب، يكفيك فخراً انك فتحت لنا باباً كبيراً امام المراجعات والتنقيب للثقافة السُنيّة اولاً، فهي مَن تحتاج الى (غربلة).

  12. جزاك الله عنا خير الجزاء شيخنا الجليل
    وتحياتنا لكم ولجميع المعلقين أعلاه
    هذا المقولة إلى الآن تطرق من السنة قبل الشيعة وكأنما آية قرآنية واضحة الدلالة
    الحمدالله أمد الله بعمرك واعمارنا ونحن نرى ونسمع ونقرا الحقيقة بثقافة سنية خالصة !
    مستمرون وبيدنا فأس نبينا وحبيبنا ابراهيم عليه السلام
    لنحطم الثقافة الشعوبيه التي أخذت من عقولنا واعمارنا
    والله الموفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى