مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

لماذا كتب حسن العلوي كتابه ( عمر والتشيع ) ؟

يضطهدوننا طائفياً .. ويكلموننا وطنياً

د. طه حامد الدليمي

C:\Users\DR\Desktop\حسن.jpg وأنا أعد هذا المقال تذكرت مجلساً عند أحد الأصدقاء سنة 2010 بمناسبة يوم عيد، كان أحد شهوده نائب عن التيار الصدري (أي أحد أعضاء جيش المهدي المجرم)، وبقية الحاضرين كانوا جميعاً من السنة. وتكلم ذلك الصدري فإذا كلامه يقطر وطنية، وأنه ينبغي أن ننسى الماضي ونضمد جراحنا ونبدأ من جديد. وكان مما قلته: من مصلحة الجلاد أن يتصالح مع الضحية بعد تنفيذ جريمته. لاسيما إذا كان الكلام هو كل ما يبذله لأجل التصالح!

نعم.. يسفحون دماءنا هدراً، ويعوضوننا عنها قبضة ريح!

يضطهدوننا طائفياً ويكلموننا وطنياً!

كل شيء فيهم طائفي.. فعالهم.. أفكارهم.. كلامهم.. إعلامهم.. شوارعهم.. مدارسهم.. سياستهم.. قانونهم.. قضاتهم.. عقوباتهم.. سجونهم.. مليشياتهم.. كل شيء… كل شيء! كل هذا ويريدونك وطنياً.. كل شيء فيك ينبغي أن يكون وطنياً… كل شيء!

باختصار ……… يريدونها حرباً غير معلنة ضد السنة!

ضع هذا في بالك.. ثم تعال معي.

**

الخطر المستقبلي المحدق بالشيعة ..!

يدرك بعض عقلاء الشيعة الخطر المستقبلي المحدق بهم، جراء عزلتهم ومعاداتهم للأغلبية السنية الكاسحة التي يعيشون في وسطها، ويتوجسون منها خيفة. أحد هؤلاء الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام الأول لـ”حزب الله” اللبناني. صرح في 7/2/2004 لصحيفة الشرق الأوسط فقال مجيباً على سؤال أتقول إن هناك خطراً على التشيع من إيران؟

“نعم؛ لأنه يمكن أن بعض القوى تريد أن تثبت سلطانها. وأنا مطمإن إلى أنه سيأتي اليوم الذي يُهزم فيه الأميركي، وعندها سيكون هناك غضب على كل من سار في مشروعه. وقد تجري انتقامات وتصفيات يذهب ضحيتها شيعة الأقليات، لأن إيران دولة قوية تستطيع أن تحمي نفسها”.

ويكاد العلوي يردد نص كلام الطفيلي حين يقول (ص209-210 من كتابه عمر والتشيع) تحت عنوان (القطيعة ستحاصر الشيعة العرب): (فعسى أن نلملم شتاتنا لقيام مدرسة لوحدة المشاركة بأساتذتها وأتباعها وإنتاجها الفكري والإعلامي، وبهذا قد نصون وحدة التاريخ العربي، ونصون قبل ذلك حياة المنتمين لمدرسة أهل البيت، ونتسامى من حمأة الكراهية والدماء إلى رحاب السلم الأهلي، لاسيما وأهل التشيع هم الأقلية في محيطهم العربي، ومثل ذلك في عالمهم الإسلامي، بدل المواجهة الإعلامية التي طالما تقود في مرحلة تالية أصحابها إلى سكاكين الذبح.

إن دعاة القطيعة لا يقتصر أداؤهم السلبي على مرحلة في التاريخ الإسلامي فحسب، بل أيضاً على قطيعة اجتماعية وسياسية وحياتية بشكل عام مع مجتمعنا العربي.

ومع ارتفاع وتيرة التحريض في خطاب القطيعة ترتفع إجراءات القطيعة العربية لحاملي هوية التشيع، فيصبح الوسط الشيعي هو المقاطَع والمركون في حجر العزلة.

ظهور الشيعة مكشوفة خارج حدود إيران

وإذا كانت نظرية القطيعة قد أقامت في إيران إمبراطوريات كبرى، وساهمت في إيجاد وحدة تقوم على التمذهب القومي، فلأن إيران عالم خاص يعيش في شبه قارة، لها عناصر قوة لا تتوفر لأهل التشيع في بلد آخر. وليس لإيران مجال حيوي غير بلاد فارس، فيما المجال الحيوي للشيعة العرب مفتوح على عالم يمتد من ثراء الخليج وينتهي بثراء المحيطات. وسيحول بين أبنائنا وحق الحياة في امتدادهم العربي، قول آبائهم بنظرية القطيعة مما يدفعني إلى التصريح أن نظرية المشاركة لا تقف عند اندماج الإمام علي مع الدولة والمحيط في التاريخ الإسلامي الأول، وإنما تدعو إلى اندماج بشري وقومي وإنساني واندماج المصالح للمنحدرين من سلالات شيعية مع مجتمعهم العربي، ومن دون ذلك فسيكون عبور شيعي عراقي إلى الخليج كعبور الخليجي السني إلى جنوب العراق في هذه الأيام من أواخر عام 2006. وهكذا يتحد الحرص على المصالحة التاريخية بالحرص على الصلح الاجتماعي مع الماضي والحاضر).

ومن بداية الكتاب يفصح عن هذا المقصود، في أكثر من موضع.

ويظل هذا الهاجس يطارده حتى النهاية. ليصل به (ص221-222) حد الرعب فيقول: (وكان مما عجل في إصدار هذا الكتاب على سوء صحة كاتبه أن الفضائيات العربية صارت تنقل شهادات لعلماء دين من الشيعة يتنافسون على مسبة عمر بن الخطاب وأبي بكر، وكأنهم بهذا يوفرون (الدليل الشرعي)، والمسوغ الفقهي للانتحاريين الذين يستهدفون المدن والبلدات الشيعية بالسيارات المفخخة (نكالاً) لهم على شتمهم عمر وتشهيرهم بعائشة!! ألا يعني هذا أن السلم الأهلي في العراق يرتبط بالكتابة التاريخية ابتداء من العصر النبوي وإبطال المناهج والوسائل والمستحدثات التي قدمها الشيخ علي الكركي ومدرسته؟ دون أن نغفل المدرسة الأموية التي سبقت السلطان طهماسب في أسلوب السب وشتم الإمام علي بأكثر من عشرة قرون).

إذن – وبصرف النظر عن التزوير الذي دسه في ثنايا الكلام عن الكركي والأمويين – هذا الهاجس هو الدافع الأكبر الذي جعل العلوي يكتب كتابه هذا. يدعو فيه الشيعة إلى الاندماج والمشاركة في المحيط السني. ويحثهم فيه على شاشات القنوات الفضائية.

انظر إلى العلوي كيف يخاطب الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية بدافع من هذا الهاجس قائلاً: (أيها الملك! الشيعة في السعودية يحبونك. وهم يختلفون عن شيعة العراق في علاقتهم بصدام. شيعة العراق تعرضوا للاضطهاد؛ ولذلك كانوا ضد صدام. أما الشيعة في الخليج فغير مضطهدين).

إذن ما هذه الضجة التي يثيرها شيعة السعودية بقيادة حسن الصفار؟ ومطالبته برفع (الظلم) عنهم، وتلويحه وتهديده المبطن – بل والصريح – بما لا يحمد عقباه إذا بقيت الأمور على ما هي عليه؟! أين الحب؟ وعلام هذه الضجة إن لم يكن ثمت دعوى اضطهاد؟! وما هذا الذي يفعله شيعة البحرين والكويت؟

عقدة الطائفية تنبع من داخل المريض لا من المحيط

لا يا حسن!

إن الشيعة يعانون من عقدة الاضطهاد والمحرومية. وصاحب هذه العقدة يشعر أنه مضطهد محروم مهما كان منعماً ومتمتعاً بحقوقه كاملة؛ لأنه مريض. ولا ينفع معه الإنصاف والعدل والإكرام والرحمة. ولذلك تجد الشيعة ناقمين على السلطة والمجتمع في جميع أدوار التاريخ، وجميع البلدان التي يتواجدون فيها.

وعند أول خطوة يخفق العلوي أيما إخفاق، حين يبحث عن قدوات ورموز يستشهد بها لمشروعه المعارض للقطيعة، فيأتي بثلة من الرموز الشيعية الطائفية: موسى الصدر، ومحمد باقر الحكيم ومحمد باقر الصدر والخميني مشبهاً إياه بعمر وعلي! وآخرين أمثالهم.

2 مايس 2020

 

اظهر المزيد

‫11 تعليقات

  1. عجبني مرادفاتك يا دكتور مع الدكتور النفيسي ، فيما يخص وصف ( الشبعه ) فأنت قلت (عقدة نقص لا عقيده) وصدقت والله يا دكتورنا ، والنفيسي وصفهم كذالك وصف دقيق في أنهم فئه تعاني من عُزله ثقافيه وإجتماعيه ،،،، و فعلاً،،،، لا علاج لبهم جنوب العراق الا بترك التشيع،،،

    واقبل تحياتي اخوك من الكويت

  2. الله الله. يا.د. طه الدليمي!
    الصياد الماهر والراعي الائمين الذي لاتعبره ثعالب المكر والخديعة التي ضحكت على كثير من المغيبة عقولهم ممن تقدموا صفوف أهل السنة ونامو في وسط الطريق وسدلو قبعات الرأس على وجوههم فغابت عنهم الحقائق الجلية وهاجمتهم الأقلام الخبيثةالخفية والثعابين، والسحالي، والثعالب ،والواوية ،فعاثو فالأرض الفساد ومزقو أهل السنة إلى أشلاء متناثرة أمثال العلوي وعلي الأمين والصرخي و الخ….وهائولاء أخطر من السلاح النووي على أهلنا؟!
    حتى إذا فاق الحراس من نومهم العميق ووجدو كل شيءقد هلك قالت لهم الثعالب الوطن فوق الجميع ؟؟؟وفق الله الشيخ وأنصار المشروع السني على اكتشاف هذه الفيروسات الخبيثة

  3. جزاك الله خيرا وحفظك من كل سوء وجعلك بلسما لكل داء يادكتور طه.
    الشيعي خارج إيران لاوطنية عنده ولا وطن. ولايملك سوى الولاء الذي يعيشه خيالا لا واقعا.. أما الإيراني أو الفارسي تحديداً فهذا يدمر كل شيء من أجل إيران.
    فالشيعة من غير الإيرانيين يعيشون حالة نفسية مضطربة حاقدة على كل شيء لاتفكر بشء سوى الإنتقام والدمار..
    والسبب وراء ذلك أنهم مواطنون لغير أوطانهم لكن ذلك الغير لايعاملهم كما يعامل مواطني بلده.. بل يعتبرهم خونة يعتاشون على فتاة موائدهم..
    يقول المالكي :عشت في إيران سنين ليس لي سكن سوى غرفة اعيش بها انا وجميع عائلتي ولم ألبس بدلة كاملة(طقم سترة وبنطال ) إلا بعد رجوعي للعراق..
    ويقول آخر وهو عزت الشاهبندر.:
    حين كنا في إيران يعطى للايراني بطاقة مميزة تختلف لما تعطى لغير الإيراني وهي أقل درجة وأدنى منزلة ليستلم بها مواد غذائية.. ولايعين سوى الإيراني بأي وظية حتى منظف بلدية..!
    هذه الحالة المضطربة والقلقة تجعل من هؤلاء مخلوقات كالقردة يشبه الإنسان من جهة ويتصرف كحيوان من الجهة الأخرى..
    فتراهم حتى حين سيطروا على حكم العراق مارسوا ذات الدور الذي عاشوه وتروضوا فأوسعوا الوطن نهبا وسلبا وظلما حتى مع شيعتهم ناهيك عن المخالفين لهم لأنهم أناس منزوعوا الهوية الدينية والوطنية.
    الدين مجموعة أوهام والوطن خيالي ينتظرونه بخروج مهدي لا هدى عنده ولا اهتدى إليه.
    فهم في حيرة لا نهاية لها.
    لذاهو يعيش عقدة الانتقام من كل شيء حتى من نفسه. فتراه يجلد نفسه بجرم لم يرتكبه.بأنواع الإنتقام.. لطما وتطبيرا ومشيا وزحفا حتى صاروا ينبحون كالكلاب عسى يجدي ذلك في إيجاد هويتهم الضائعة.
    فامثال حسن العلوي والطفيلي هؤلاء وأشباههم يبحثون عن ملاذ لهم ولشيعتهم وسط العالم السني الذي خربو كل شيء يربطهم بمحيطهم.
    لايمكن الإطمئنان لهؤلاء مهما ادعوا الوطنية أو حب الصحابة حتى ينزعوا جلود أفعى التشيع ويغسلون من عقائدهم الفارسية حينها ممكن أن يكونوا الاطمئنان لهم.. لاتأمن الأفعى حتى تنزع سمهاويكسر سنها. والله أعلم.

  4. يقولون من رأى ليس كمن سمع
    وانا اقول من عاين وعايش ليس كمن قرأ
    رأينا بأم اعيننا وطنية الشيعي”العربي” حين يتمكن ويتحكم ويسيطر ، تختفي شعارات الوطنية والاخوة والتعايش عند اولى لحظات تمكنه من السني

  5. كلهم سواء.. كلهم سواء
    كما قلت شيخنا المجدد
    مثقفهم وعالمهم وجاهلهم
    وكبيرهم وصغيرهم
    نسائهم ورجالهم
    يحملون قضية واحدة
    القضاء على اهل السنة
    ودمار بلدانناالسنية العربية
    وتمكين ايران🇮🇷 منها
    هكذا صنعتهم ايران الخبيثة
    الشيعةهم لايقدرون على تحرير انفسهم
    من ايران لانها صنعت لهم اقفال بدين التشيع

  6. التشيع عقدة نفسية فارسية تعاني من النقص فيها هاجس الخوف والحقد والمكر والطغيان…….. ولاتتعايش مع المجتمعات الباقية وخاصتاً العرب حتى تفرض نفسها بطائفيتها وعقيدتها المسمومة المعقدة من تكفير الغير وأخذ ماله وستحلال عرضه والأمثال كثيرة على ذلك ماذا فعلة في العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز غير القتل والسرقة واغتصاب اعراض أهل السنة وسبب تمكنها على أرض العرب هو غياب أهل السنة عن المنهج القرآني وهويتهم السنية وقضيتهم المركزية أمام مواجهة التشيع

  7. عندما قرأت المقال قلت: لماذا انت لا تعبر عليك مثل هذه الأمور؟!… اي اقصد تمسكن الشيعي، ولباسه لثوب الوطنية كما يلبس الثعلب ثوب الواعظــــين ليخدع العالم.
    ..
    فوجدت الجواب في بداية المقال ونهاية..
    وهو: انت عرفت نفسية الشيعي.. وعقله.. وعقده. وتفكيره. … فعندما يدس السم في الدسم تستحضر ذلك المكر التاريخي، وتستحضر الواقع القريب .
    أما الاغلبية من السنة وللأسف مصاب بذاكرة مخروقة. ومتحجرة … كلما لبس الثعلب ثوب الواعظــــين
    صفقوا له مهللين… وهل للثعلب دين؟!
    (مخطئ من ظـــن يومـــاً أن للثــــعلب دينا ).

  8. لقد فضح الشيعة أنفسهم بأنفسهم فالعقد التي يعانون منها طفت على سطح نفوسهم الخربة لتخرب ما ومن حولها ولتحيل البناء إلى خراب خاصة وأنهم معروفون بالهدم لا بالبناء، فيأتي حسن وأمثاله ليرقع للشيعة ثوبهم المتسخ بالرذائل والجرائمهم ليستر عوراتهم البائنة لكل ذي عينين، ولكن هيهات لحسن وأمثاله أن يكف عن الشيعة ما ينتظرهم وإنَّ غداً لناظره لقريب.

اترك رداً على د. طه حامد الدليمي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى