سياسةمقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

ماذا تعرف عن حزب ومليشيا( ثأر الله )؟ ومن قائدها ؟ وماذا يعني ؟!

د. طه حامد الدليمي

 


لي مع مليشيا (ثأر الله) تاريخ قديم. يعود إلى سنة 2008/1429.

ففي تلك السنة كتبت عنها مقالين: الأول في (17 تموز) والثاني في (17 أيلول). وتركتها منذ ذلك العهد؛ فمليشيات الشيعة – كمراقدهم – تشبه الذباب في تكاثرها! لكن ما أثارني اليوم لكتابة المقال الثالث هو خبر اقتحام قوة أمنية قبل ثلاثة أيام مقر واجهتها السياسية المسماة (حزب ثأر الله) في البصرة واعتقال أفراده، بتهمة إطلاق النار على المتظاهرين.

ليس هذا هو الأهم في الموضوع، أو الذي استحق مني كتابة هذا المقال.

هل تعرفون من قائدها؟ ابن من هو؟!

 

البداية

في 14/7/2008 قرأت صحيفة (الغد) الأردنية خبراً على لسان الشيخ إسماعيل الوائلي بعنوان (إطلاق سراح رئيس حزب ثأر الله وتهريبه إلى إيران بتدخل حكومي). جاء في بدايته: كشف شقيق محافظ البصرة الشيخ إسماعيل الوائلي النقاب عن هروب رئيس حزب ثأر الله يوسف سناوي الموسوي من سجنه في محافظة البصرة. وقال الوائلي لـ(الغد): إن سيارات رباعية الدفع تحمل أرقاماً حكومية قامت بإطلاق سراح الموسوي وتسهيل نقله إلى إيران. وأن الذين قاموا بإطلاقه كانوا يحملون قراراً بتوقيع رئيس الحكومة نوري المالكي لإطلاق سراحه!

ملاحظة/ يوسف سناوي هو الأمين العام – كما يدعى – للحزب ورئيس المليشيا المرتبطة به، وليس قائده. لكن دعونا نقص عليكم طرفاً من خبر هذا المجرم العتيد.

 

المجرم يوسف سناوي

يشير تاريخ تأسيس الحزب إلى أنه تأسس سنة 1995/1416.

أما أمينه العام – كما يسمى – فهو ليس أكثر من رئيس عصابة من عتاة المجرمين. يقتل بدم بارد لأجل القتل. ذات مرة صعد إلى سطح بناية الحزب المكونة من طابقين، وتقع بجوار محكمة النجف والبناية تشرف على البيوت المخصصة للقضاة الواقعة خلفها. فرأى أكثر من عشرة أشخاص أبرياء يمرون من خلف البناية متوجهين إلى دورهم فقام بقتلهم جميعاً! وكل ما اتخذ في حقه من إجراء تبليغه من قبل المحافظ بإخلاء البناية مع مهلة مدتها أسبوع. لكن سناوي أبى ورد عليه بكلام بذيء قائلاً: أنا مرتبط بمحمد باقر الحكيم ومسؤول عني السيد مظفري. وهو ضابط في الإطلاعات الايرانية، كان مسؤولاً عن حماية محمد باقر الحكيم. فاضطر إلى إخراجه بالقوة. بعد فترة تمت تصفية ضابط الشرطة الذي تولى إخراجه.

الأرقام الموثقة إلى حين 2008 لأعداد الضحايا الذي قام هذا المجرم بتصفيتهم في النجف والأقضية والنواحي التابعه لها (150) ضحية. قسم منهم تمت تصفيتهم في الشارع أو عند أبواب مساكنهم، والقسم الآخر خطفوا من قبل عصابته وقتلوا ودفنوا في مقبرة جماعية خلف مقبرة النجف! وبعد أن انتقل إلى البصرة سيطر على الموانىء وقام بأخذ الأتاوات من المواطنين بالقوة.

تولت عصابته قتل معظم أبناء السنة الذين اغتيلوا في البصرة وضباط الجيش`والبعثيين. وكانت شبكته من أكبر شبكات الاغتيالات في العراق، وخطف النساء والاعتداء جنسياً عليهن وقتلهن بعد أن يقوم هو وعصابته باغتصابهن. وتشير المعلومات التي يتحدث بها أبناء البصرة إلى أن (20) من ضحاياه كن من الشابات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن خمس عشرة سنة. بالاضافة الى الخطف مقابل الفدية، وغيرها من أنواع الجرائم.

في بداية نيسان 2008، وبعد اختلافهم هم وجيش المهدي مع رئيس الحكومة نوري المالكي، قامت قوة عراقية بإسناد من مروحيات بريطانية باعتقال سناوي مع ثلاثة من أشقائه. حكم عليه بالسجن المؤبد في الشهر نفسه بعد اعترافه بارتكاب شتى الجرائم، منها قتل أطباء وأساتذة جامعيين، وعدد كبير من السنة، وحرق عدد من جوامعهم، من بينها جامع (العثمان). واعترف بعض أفراد حمايته بقيامهم بالمئات من عمليات الاغتيال منها اغتيال مقرر مجلس محافظة البصرة حازم العبنجي. ثم قام المالكي، بعد ثلاثة أشهر، بتهريبه إلى إيران! رغم أن جرائمه التي أدين بها بعضها موثق بالصوت والصورة، وضبطت في مقره في إحدى عمليات الدهم أدلة مكتوبة وأقراص مدمجة لجرائم قتل وتحقيق وتعذيب في تشرين الأول 2005، مع قوائم مرشحة للاغتيال([1]).

ونوه الوائلي إلى أن سناوي اعترف خلال اعتقاله بارتكاب نحو (380) جريمة قتل وخطف، وضبط بحوزته أكثر من مليون دولار وعملات أجنبية أخرى.

 

أعضاء العصابة والمتواطئون معهم

طبقاً لاعترافات يوسف سناوي ذكر إسماعيل الوائلي بعضاً من أفراد عصابته، وهم:

  1. رئيس الحكومة آنذاك نوري المالكي! وكان القرار الموقع من قبل المالكي بإطلاق سراح رئيس حزب ثأر الله يوسف سناوي، هو الذي سهّل عملية تهريبه في موكب حكومي من سجنه إلى إيران دون عقبات.
  2. هادي العامري رئيس منظمة بدر.
  3. مجرم براثا جلال الصغير.
  4. عمار الحكيم، وهو غني عن التعريف! وغيرهم وغيرهم.
  5. ذكرت مصادر أخرى أشخاصاً آخرين على علاقة بسناوي مثل وزير الأمن عبد الكريم العنزي. ورئيس الحكومة الانتقالية إبراهيم الجعفري. الذي استهل الجعفري عهده فكان أول قرار اتخذه هو الإفراج عن (400) إيراني معتقل في محافظة بابل!

 

من هو القائد ؟!

هل تعرف من هو الذي يدير شؤون هذه المليشيا المنتظمة بحزب، ويشرف على رعايتها وتوجيه تنظيمها، وتأمين الدعم المالي لأنشطتها، وتجسير علاقتها بإيران؟ وذلك طبقاً لاعترافات المجرم يوسف سناوي. التي تضمنها خبر الشيخ إسماعيل الوائلي.

أنه………. محمد رضا نجل المرجع الشيعي علي السيستاني!

نعم هو نفسه لا غير!

وهذا يعني أن الشيعة مشتركون في سفك دم أهل السنة من كبيرهم إلى صغيرهم!

نقول هذا للآخرين. أما نحن ففي غنى عن معرفة هذه الحقيقة. ونعرف أن أحد مفردات إجرام السيستاني تشريعه لانطلاق سُعار المليشيات بأشد ما أوتيت من قوة وانفلات مقنن بالفتوى الدينية المقدسة، التي أسست لكل مليشيات التوحش والهمجية البشرية، وأبادت خضراء أهل السنة في العراق والشام، هذين الإقليمين المهمين بالغ الأهمية في معادلة الأمن القومي للمنطقة برمتها.

 

هروب القائد إلى بريطانيا .. وإرهاصات وضع جديد

جاء هذا الحدث متزامناً مع هروب قائد هذه المليشيا محمد رضا إلى بريطانيا قبل ثلاثة أسابيع في طيارة خاصة مع أبرز وكلاء أبيه: عبد المهدي الكربلائي وأحمد الصافي (أحدهما خطيب جمعة كربلاء والثاني خطيب جمعة النجف)، مع أموال طائلة معبأة بصناديق كبيرة.

وإذا استحضرت تغريدة خامنئي قبل ثلاثة أو أربعة أيام بأن الحسن بن على تصالح مع يزيد بن معاوية حفظاً لدماء المسلمين. مع تسريبات برسائل سرية بأنه مستعد للتخلي عن جميع مليشياته في المنطقة. هذا مع الضرب القاصم لظهرها في سوريا من قبل إسرائيل وأميركا، وتعدي ذلك إلى مليشيات العراق. وتضارب مصالح روسيا وإيران في سوريا. والخنق الاقتصادي الذي يضيق باضطراد حول عنق إيران. والحكومة الجديدة في العراق، مع علامات موحية بخروج زمامها إلى يد الأمريكان، وتحسب كبرائهم من أن يكون الهدف تصفية مليشيات ماعش… إذا استحضرت هذا وغيره تجد أن انكماش قبضة إيران عن المنطقة تلوح بشائرها في الأفق غير بعيد. (عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ).

 

21 رمضان 1441 – 14 مايس 2020

 

 

 

 

 

 

[1]– بعض هذه المعلومات نشرت على شبكة روداو في 11 مايس 2020 على الرابط التالي:

https://www.rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/110520203

اظهر المزيد

‫7 تعليقات

  1. جزاك الله كل خير وحفظك من كل سوء.
    المعلومات حول هؤلاء المجرمين بهذه الدقة وهذا التفصيل والتأصيل يجهلها الكثير.
    والذي يعلمونها ويحذرون من خطرها قليل ماهم.
    وعلى الباغي تدور الدوائر..
    ولكن المبغى عليه هل يبقى على صمته خائر حائر.؟
    لقد تقطعت بهؤلاء السبل وسلط الله عليهم ماسلطوه على رقاب أهل السنة.
    نسأل الله أن يذيقهم كأس منيتهم الذي صنعوه بأيديهم..

  2. ابدأ من النهاية وهو المقطع للمعمم الصفيق وهو يتقرب بالكذب، ولكن يبدو أنه من كبراء الكحزب المجرم.
    أما التوثيق هذا فاشعر وأنا أقرأه أننا بأمس الحاجة لتثبيت التاريخ.
    ولا ندري ماذا سيطلق المؤرخون – بعدنا – عن هذه الفترة الظالمة المظلمة!
    وما هذه السطور إلا فرض كفاية ينبغي الكتابة ونشرها واستصدارها بكتب.

  3. نعم هذا هو واقعنا المرير الذي غطيناه بالحرير بحجة الحفاظ على الحُمة الوطنية عفوا (اللحمة) التي أكبرناها في مخيلنا ووهمنا فكبرناها حتى جائها المخاض فأنجبت لنا ثأر الله وحزب الله وأسد الله فما أبقت لنا من باقية حتى قلنا يا ليتها كانت القاضية ….

  4. مادام هناك من يحمل الهم لدينه وأمته وحتى لكل مضلوم في العالم ويأخذ بالأسباب، لم ولن تبقى هذه العصابات الإجرامية المنظمة من قبل اعتى دول الخراب إيران وشيعتها….؟اذا أخذنا في كل أسباب الزوال لهؤلاء القتلة. من كشف ونشر فضائحهم وتدويل مثل هذه المعلومات
    أمام المؤسسات العالمية والإنسانية…واليد الواحدة لاتصفق. كما عبر المثل ،
    وفق الله. د.ومن معه

    1. التشيع يعتاش على الغفلة والتهاون من قبل العرب والخيانات المستمرة من قبل الطامعين . دائما يتمدد وينتشر يخرب ويدمر .وعندما ينصدم بقوه ضده سرعان ما تبدء بينهم الانقسامات والتناحرات والانحرافات والخيانات وهذا على مدار تاريخهم الطويل واليوم وبهمة العاملين والمجاهدين لن يدوم هذاالسرطان الخبيث الاجرامي الذي بانت حقيقته أمام العالم ولن يكون له مكاناً في وسط المجتمع السني والتغيير قادم بإذن الله

اترك رداً على ابو عبيدة عامر العبيدي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى