د. طه حامد الدليمي
يوم السبت 2000/6/10 تعنيت إليه أبشره.
وكانت ليلة ابتسمت نجومها لنا بالأمل. سهرنا معاً حتى الهزيع الأخير من الليل. ثم انصرفت إلى بيت نسيب لي (هناك). وعدت إليه ضحى. أجلس عنده قليلاً ثم أودعه. آه لو كنت أدري أنه الوداع الأخير! وأنه المجلس الأخير!
كان مجلساً يختلف عن جميع المجالس التي جمعتنا من قبل. هدوء.. حديث دافئ.. وصايا عليها سمة المودعين. آه لو انتبهت إلى سرها في تلك اللحظات! حديث صريح عن الموت، كرره على سمعي مرات! ختمه فقال:
– أنا أتوقع القتل في كل لحظة؛ فأوصيك بأمرين: أن ترعى تلاميذي من بعدي حتى يبلغوا أشدهم ويصل المشروع غايته.. وأن تحفظ كتبي فلا يستولي عليها الطامعون.
– سعيد! ما الذي دهاك؟
– كل شيء متوقع.
– أطال الله في عمرك حتى تقر عينك برؤية المشروع بستاناً فيه من كل فاكهة زوجان.
ضحك وقال:
– أنا راضٍ بزوج واحد.
وضحكت وقلت:
– لا يكون الزوج زوجاً إلا بزوج آخر. هما زوجان على كل حال.
كانت له مكتبة كبيرة جلب معظم كتبها من مكة في أول حجة له، فقد كانت دائرة الأوقاف تمنح المرشدين الرسميين ألف دولار، صرفها لآخر سنْت على شراء أمهات الكتب مخاطراً بذلك المبلغ الكبير في ذلك الوقت مع حاجته الماسة إليه؛ فالكتب عرضة للمصادرة عند الحدود! ومن طريف ما أخبرني به أنه في تلك الحجة اشتدت به الحاجة فلم يكن يملك شيئاً، ومنحة الأوقاف لا يسلمونها إلا عند نهاية الموسم؛ فماذا يفعل؟
كان ذا عقل يتمتع بسيولة فكرية قل نظيرها، لا يعدم حلاً، ولو غريباً، لما يعترضه من مآزق ومشكلات. ولا يدع الحل حتى يقوم بتنفيذه فعلاً. يقول: فكرت وفكرت فانقدحت في رأسي فكرة. بحثت عن عصا.. علقت برأسها خرقة بيضاء، وعملت من نفسي (مطوفاً). بعد دقائق تجمع حولي مجموعة غير قليلة من الحجاج الآسيويين، أخذت من كل واحد منهم عشرة ريالات وطفقت أطوف بهم المناسك وأتلو أذكار الطواف وهم من ورائي يرددون.
***
حين جئته ضحى ذلك اليوم كنت أنوي السلام ولا غير، ثم أمضي في طريقي عائداً إلى البيت. لا أدري ما الذي جعلني أتأخر ساعات؟ كلما أردت الخروج أحس كأن مغناطيساً يجذبني فأقعد! ورحنا في حديث هادئ طويل كأن الأرض فيه خلت من الحركات، والبال فرغ من المشاكل والمنغصات، فليس إلا حديث الروح للروح، وهجيس الفؤاد إلى الفؤاد.
كان آخر ما تكلم به أن ابتسم، بعد حديثه عن الموت والمكتبة والتلاميذ، وقال: “أنا لا يهمني من القتل سوى شيء واحد.. رؤيتي المهاجمين لحظة هجومهم عليّ؛ إنها لحظة مرعبة لا أدري كيف أواجهها. هذا كل ما يشغل بالي، وإلا فالقتل في سبيل الله شهادة غالية”.
وافترقنا على أمل أن يأتي إلي يومَ الثلاثاء القادم. لكن مرت الثلاثاء وثلاثاء أخرى ولم يأت سعيد. لم يخطر في بالي أنه لن يأتي، وإلى الأبد!
وجاء يوم الجمعة الذي بعد ثاني ثلاثاء..
***
سيارة تاكسي قديمة مرّ على علاقتها بالشارع ما ينوف على خمس عشرة سنة. تعود لأحد المصلين، في كل جمعة يأتي بها إلى سيد سعيد ليأخذه إلى صلاة الجمعة. كان معه هذه المرة أبو نصر مؤذن الحسينية التي يؤم فيها وابنه الطفل الصغير نصر. في الطريق قريباً من الحسينية التي يخطب فيها منعطف حاد بزاوية قائمة. عند ذلك المنعطف، الذي كانت مهمته في العملية المنتظرة إجبار السائق على تخفيف السرعة إلى حدودها القصوى، كان أبو لؤلؤة يتربص وفي يده الخنجر نفسه الذي قتل به ابن الخطّاب لكن على شكل بندقية كلاشنكوف هذه المرة!
الركب السعيد يقترب، وأبو لؤلؤة يتحفز!
سيد سعيد في المقدمة، إلى يمين السائق أبي حيدر، وفي المقعد الخلفي المؤذن أبو نصر. أما الطفل فكان واقفاً على قدميه في الفجوة بين الكرسي الذي يجلس عليه سيد سعيد وكرسي السائق، يمسك به أبوه من الخلف. وسيد سعيد يلاعب الطفل قائلاً:
– ها نصر كيف حال الأرجوحة التي عملتها لك؟ هل أعجبتك؟
ويضحك بانشراح والمصحف في يمينه مستقراً على صدره من جهة اليسار عند القلب تماماً، وأبو نصر يبتسم. ها هو المنعطف قد اقترب. خفف أبو حيدر من سرعة السيارة حتى لكأنه يريد أن يتوقف، ثار العجاج وانحرف يميناً. عند هذه اللحظة، وبينما سيد سعيد مشغول بنصر منحنٍ تجاهه يحدثه ويضحك إليه لا يعلم من أمر الشارع ولا كمين أبي لؤلؤة المجوسي شيئاً.. جاءته الرصاصة الموعودة في رأسه مخترقة أذنه اليمنى. مال برأسه وأسلم الروح دون أن تند عنه ولو نأمة خافتة أو حركة صغيرة واحدة! يقول أبو نصر:
– ونظرت إليه فكأنه يغط منذ ساعات في نوم عميق. الدم يثعب من جرحه، وهو هادئ مطمئن كأن لم يحصل من شيء، والابتسامة مطبوعة على وجهه! وأبو حيدر يتلبط بدمه ويئن. اصطدمت السيارة بالرصيف وتوقفت.
لقد مات سعيد وهو سعيد. مات وهو يضحك، لا يعلم – كما تمنى من قبل! – من شأن القتلة ولا القتل شيئاً
هل تأملتم آخر مشهد ختم به القدر حياته؟ يا له من مشهد جليل جميل!
دائماً في خُطَبه يحمل المصحف بيده وهو على المنبر، في مشهد رباعي لا يتجزأ.. هو والمنبر، ويده والمصحف! وعلى هذه الحال.. على هذه الصورة وهو يدنو من المسجد في طريقه إلى المنبر كان الركب السعيد يدنو من السماء!
كان المصحف في يده لحظة زُفت روحه على جناح رصاصة! عجباً لحقائق الوجود! رصاصة لا تدري هل هي النقطة الفاصلة بين أدنى الأرض وأعلى السماء؟ أم هي الواصلة بينهما؟
ومات سيد سعيد ممسكاً بالمصحف في يده ، ويده على صدره من عند قلبه، وقلبه… عند ربه. ظل ممسكاً بالمصحف – كما روى لي المؤذن أبو نصر – إلى أن وصلوا به المستشفى ووضعوه على الحمالة.. هناك افترقا.. ليلتقيا… هناك. لقد انتهت صحبة الأرض فأهلاً بصحبة السماء!
الله!
هل هناك أروع من هذا المشهد!
ولم يأت يوم الثلاثاء.. بقي مشبوحاً على روزنامة الأبد.
وبقيت عيوني مشبوحة على الطريق.. ليس الطريق الذي يصل بيني وبينه على الأرض، إنما ذلك الطريق الذي يلتقي في نهايته الأحبة لقاء لا فراق بعده..
لقاء الأبد.
***
وتذكرت رحلة الطائف.
لقد رفضته أعتاب الأرض، ففتحت له أفلاك السماء أبوابها.
إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منهاً.
أوَهكذا في أَوْجِ قصتِنا
لم تُبقِ من ( أوراقِها ) شيَّا
لا ( أسطرٌ ) أرنو لها شغَفاً
وتُضيءُ نجواها ليالِيَّا
اليوم قد ( قلّبتُ ) من ضجري
ديوانَ شعرٍ كانَ منسيَّا
ألفيتُ فيهِ وردةً ذبُلت
وتضوَّعتْ عطراً خريفيَّا
أهديتَها لي ذاتَ أمسيةٍ
( وحياتُنا كانتْ أماسيَّا )
جوريةً كانت .. أتذْكُرُها ؟
كمْ كنتَ تهوى الوردَ جوريَّا
قبلتُها في شوقِ والهةٍ
وضممتُها ما بينَ كفيَّا
دفنَ الشتاءُ زهورَ موسمِنا
ورحلتَ .. لا لم تُبقِ لي شَيَّا
لم تُبقِ الا وردةً ذبُلتْ
وغمامةً تهمي بعينيَّا
كانت كهوف الكون في تلك الساعة تردد من حولي أنغام وتر حزين، تداعبه أنامل اليأس في ليل بهيم، تتساقط فيه الثلوج وتعوي في جنباته الخالية رياح الراحلين إلى المجهول.
الأربعاء 28 حزيران 2000
هذه أول مرة أزور فيها تلك المدينة الموحشة بعد رحيل سيد سعيد. كم كان صعباً أن أدخلها ولا أجده فيها! لقد جفّ النهر، وسكنت الريح، وصمت العندليب! وكنت أفكر بذلك طول الطريق..
مع أذان المغرب كان الوصول إلى (هناك). دخلت المسجد فإذا الحلْقة القرآنية نفسها التي كان سيد سعيد يعقدها. نظرت إلى مكانه الخالي منه ورفعت رأسي إلى فوق. كان أحد الشباب يتلو متمهلاً سورة (الواقعة)، وآخر إلى جانبه ينتظر أن ينتهي صاحبه من تلاوته ليتحدث بما يفتح الله عليه من خواطر ومعان. تماماً كما تركهم عليه السيد سعيد. وترحمت عليه.
هذه الحلقة ليس لها مثيل في جميع مدن الجنوب.. ليس من قرآن يتلى في حلقة تعقد لا في النجف ولا القادسية ولا ميسان ولا بابل ولا أي مدينة أو قرية أو حي (هناك) قط! خلا بعض مساجد لأهل السنة هي (هناك) كالنقطة البيضاء في جلد ثور أسود. ثم تحلقنا بعد العشاء حلْقة أخرى مع بعض الشباب في بيت سيد سعيد، ونظرت إلى المكان الخالي. يا لَلّه! ولكن أي مكان أقصد، وكلّ شبر ألتفت إليه مكان؟
الحزن والظلام يطوقانني ويكادان يخنقانني.
لمن أبث شكواي وهمومي بعدك يا أبا الحسن؟ من يشاركني حَمل عبئي الثقيل؟ كنا نتشارك قسمة الحِمل بيننا، ثم تخففتَ عنه ومضيت. أهذا هو الجزاء؟ أم هذه هي النهاية؟ تمضي وتخليني فريداً أنوء به وحدي؟ من للهموم بعدك؟ من للمشكلات؟ مَن للمعضلات؟ من للصعاب؟ والناس كالإبل المئة لا تكاد تجد فيها راحلة؟! ونحن لا نبلغ مئة ولا ربعها! آهٍ آه؛ لقد فقدنا الراحلة ونحن في بداية الطريق!!
في كل مكان من هذه الأرض وعلى امتداد طريقها الطويل ذكرى.. من هنا مررنا.. وهنا نزلنا نشرب الشاي.. هنا أدركتنا الصلاة فصلينا.. هنا جلسنا.. هنا تحدثنا وضحكنا وغضبنا وحزنّا.. من هنا كنا نمر صامتين نفكر في مشكلة عويصة.. هنا وقفنا وتواعدنا.. هنا وهنا… هنا كانت آخر جلسة، وآخر وعد.. آه وعد لم يتم الوفاء به. كيف لقلبي أن يحتمل كل هذا؟! ولكنني – كي أستمر – قررت أن أضع هذه الهواجس في صندوق وأقفل عليها ثم أدفنه في مكان بعيد الغور من قلبي، وأواريه ثمت.
لقد عزمت قبل السفر.. وقررت أن أصمد.. أتغافل.. أتناسى.. وأن أتحدى، كي أستمر. ولأول مرة أدرك كيف أن على المرء أحياناً أن يدوس على جثث الأحبة كي يواصل المسير. ومررت بمواطن كثيرة للدمع وللذكرى. ولكن كنت قد اتخذت قراراً بالاستمرار مهما كلف الأمر.
اعذرني يا سيد سعيد لا بد من الدوس على جثث الأحبة كي أواصل المسير.
إنه الطريق الوحيد، الموصل إليهم.. وإليك!
عجباً.. ثم عجباً لأمر هذه الأقدار!
وويحاً.. ثم ويحاً لمن لا يدرك ما فيها من أسرار!
23 حزيران 2020
………………………………………………………………………
1. الفصل (56) من رواية (هكذا تكلم جنوبشت). والأحداث حقيقية، سوى أنني رونقتها بطلاء الأدب.
2. القصيدة ليست لي، إنما هي للمذيعة العراقية (لمى سعيد) رحمها الله. وضعت تعديلات عليها بين (قوسين) لتتناسب مع الموضوع.
فعلا انه عام الحزن أعانك الله شيخنا العزيز على ما مررت به من صعوبة الذكرى الحزينة للسيد سعيد رحمه الله فعلا انه سعيد حين كانت خاتمته وبيده المصحف الكريم وانه كان قريبا من قلبة والأبتسامة في وجه مرسومه عند ما توفى رحمه الله ،، هذه من صعوبات الطريق كم نفقد من الأحبه وذكراهم في قلوبنا لاتفارقنا كم نذكرهم ونحزن عندما لانجدهم بجانبنا لكن الجميل انه شجعك على الأستمرار حين التقيتم وحضرتك عندما كنت تذكره في مواقفة الجميلة وجلوسة و وقوفه ،، الاستمرار في الطريق هذا بحد ذاته عظيم ،،هذه المقالة الهمتني رغم الالم الذي اجده فيها وهو الاستمرار رغم الصعوبات
عظيم،جميل،رائع
ویست مەحاڵ دروست دەکات
الإرادة تصنع المستحيل .
………………………………………..
🌱الحمد الله رب العالمين 🌱
مؤلمة فعلا
لم أستطع تحملها وهي تروى
كيف تحملتها واقع ياشيخنا!
هنا اثبت انك القائد الذي يكون قدوة لاتباعه ولا تهزه النوازل.
رحم الله الشيخ سعيد
وندعوا الله ان يقر عينه بنا ونحن نحقق ولو جزأ مما طمح إليه.
💔
موجعة…. موجعة… قلبت اوراق العراق، أهي اقدار الله ان يكتب على أهل السنة فيه هكذا مصير وأقدار منذ 40 عاما مضت، والقادم في ضمير الغيب! أم هو العقل الجمعي ، يغط في سبات، يبحر في بحر لجي، مالح مظلم! يتبع مفاهيم مقلوبة! تسحقه الايام سحقا حتى العظام، فينسب الاسباب الى غير مسبباتها! وينسب الجريمة الى غير مرتكبيها، تنصب عليه الفواجع من مشرق الشمس، فيتهم مغربها!!!
ماذا دهاكم يا اهل العراق! جائحة تسود الكون، فتتوقف الحياة في كل مكان، وتجتافون اقوال قادمة من الشرق تغطي عين الشمس بغربال، فيسحقكم الوباء! …
لقد اعدتني يا شيخ الى اجواء روايتك الفريدة … وانا اقرأها فصلا فصلا قبل 3 سنوات تقريبا ..وادون في كل فصل دروسه وعبره ومغزاه..
الوصف يفوق الوصف .. وفراقك لصاحبك الذي توجست منه خلال لقائك الاول الذي جمعك به عندما رأيت هيئته التي تدل على انتمائه ثم اصبح فيما بعد صاحبك الذي تقاسمه هم القضية والمشروع لهو امر فيه من التربية لسالكي هذا الطريق الشيء الكثير ..
عندما وضعت هواجسك الحزينة في صندوق واقفلت عليها .. وقفت اتأمل ..يا الهي .. كيف لك ان تفعل ذلك .. وكيف لك ان تتحمل هذا الاحساس المغمس بطعم الحزن و بكل الوان المرارة .. وايقنت باننا ينقصنا الكثير في مواجهة المواقف الصعبة وشعرت بالقدرة الجبارة التي تتمتع بها في تحملك لهذا الكم من الوجع الاضافي وانت تكمل المسيرة كي لا يتوقف زمنك عند سعيد ..
المقالة وجدانية بحتة .. ولكنها مع ذلك .. تغني عن الف خطبة عن الصبر .. والف كتاب عن الارادة .. والف ورشة في مهارة تجاوز الازمات .. والف دورة في فن التغلب على الالم والانطلاق نحو المسقبل الذي قد فتح ذراعيه لمن شمر وعزم وداس على جراحاته كلها ..انه الطريق الى الله .. وعنده يهون كل شيء في سبيل الوصول الى محطته الاخيرة وقد نجحنا في الاختبار ..
بوركت شيخنا الفاضل ..ودامت اقلامك الرشيقة تمدنا بالعزيمة و تلهمنا الصبر .. وتبشرنا بالخير ..
تعليق رائع ! ما شاء الله تبارك الله !
لقد امتعني الحد الذي جعلني أقرأه مرتين !
الله يبارك فيكم !
بارك الله في الجميع.. شكرا اختي الفاضلة على هذه الكلمات ..
الله عليك ياشيخ( فصبراً جميل وآلله المستعان ….
(وبشر الصابرين….)رحمه الله سيد سعيد …
..أول مره رأيتهُ كان معاك في المسجد ،
وفي وقت العشاء وكان معي صديق شيعي اصطحبته إلى المسجد فتعجبنا لما رأينا تلك العمامه السوداء،، وكان انذاك من وصايا الشيخ أن نأتي بالشيعي إلى المسجد الذي نرجو فيه خير او المكتبة من أجل الدعوة وعلمنا الشيخ ألا نجامل على طول الخط فالتصريح مقدم على المجاملة….اااالله… وبدأنا نسأل ذالك السيد الطيب عن التشيع حينما ذهب الشيخ لإعداد الضيافه لصاحبهِ وأخيهِ السيد سعيد…
ويجيبنا بعد كل سؤال بإختصار وكانت ابتسامتهُ الجميله تسبق الاجابة، ااالله… فتشوقتُ أن أسمع خطبة الجمعه من فمهِ، فساقتنا الأقدار إلى ذالك المكان بعد مدة . وتحققت الامنية !…اااالله على ذاك المنبر وتلك الجلسة البسيطه المتواضعة…طيب الله ثراك سيد و طيب الله خاطرك شيخنا الفاضل ورحم الله صاحبك …
يالها من لقطة تربوية تعلمنا الرجولة وتضع لنا بذر الصبر لكي تنمو بعده زروع الخيرية هذه اللقطة التي تنير لنا الطريق وليس ليس الا ان انسخها واكتبها كما هي ( لقد عزمت قبل السفر.. وقررت أن أصمد.. أتغافل.. أتناسى.. وأن أتحدى، كي أستمر. ولأول مرة أدرك كيف أن على المرء أحياناً أن يدوس على جثث الأحبة كي يواصل المسير. ومررت بمواطن كثيرة للدمع وللذكرى. ولكن كنت قد اتخذت قراراً بالاستمرار مهما كلف الأمر.
اعذرني يا سيد سعيد لا بد من الدوس على جثث الأحبة كي أواصل المسير.)
و كأن هذا المقال يجسد قول كعب بن زهير وهو يصف اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم :
لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ يوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا
أعانك الله شيخنا الفاضل بفقدان الأحبه والأصدقاء المخلصين لدينهم وقضيتهم
ورحم الله السيد سعيد الشهيد واسكنه لله فسيح جناته نذر نفسه وماله وحياته لله رب العالمين لقد كان شهيد في أرض الجهاد وهو يخوض المعركة الفكرية مع عدو ماكر خبيث حاقد معقد منافق التشيع الفارسي وياله من صبر وصمود وشجاعة وعزم ، وذات يوم حظرنا له خطبه الجمعة وكان كلامة على القرآن الكريم وهو يذكر أهل السنة ويمدح صغارهم على قرأة القرآن وحفظه وفي نفس الوقت كان ينتقد مراجع الشيعة ويصفهم بأشد لهجات التخلف
والأنحراف في عقر دارهم ووالله هذا هو أصل الجهاد وهو طريق الأنبياء والرسل ومن سار على منهجهم إلى يوم الدين ، .
حفظك الله شيخنا الفاضل من كيد المجوس وأبي لؤلؤة الذي يتربص الطريق٠٠
وأنا اقرأ المقال تكاد عينا تتدفق بالدموع وبالكاد يسيطر على نفسي التي سرحت مع روح سعيد التي لامست السماء وأظن فتحت لها أبواب السماء وطافت بها الملائكة يصلون عليها ويدعون لصاحبها وهم يقولون روح من هذه الطيبة ‘ نعم إنها روح الرجل الصالح سعيد رحمه الله٠٠٠٠
رحم الله السيد سعيد وجمعنا وإياكم به في مستقر رحمته٠٠٠٠
اقرأ المقالة وأتذكر،، روايات جنوبشت ،،وذكرك لسيد سعيد رحمه
وفكره الحر ولبسه للعمامةالسودا ومراوغه الشيعة وكسب المجتمع من حوله إلى القرآن الكريم لهدايتهم وتبصره طريقهم ونجاتهم من ظلمات
التشيع الفارسي لكن ذوي العقول الجاهلة المتجمدة قطعو طريقه بفكرهم الخطأ وأذكر كلامك شيخنا الجليل عندما قلت ((آه لو معي عشرة من الرجال…من هذا الطراز!
آه وألف آه …!
اعانك آلله في فقدان احبتك ممن سارو معك وفهمو غايتك
رحم الله الشهيد سعيد ورزقه الفردوس الأعلى