ديوان القادسيةلهيب القوافيمقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

متى يَا شِراعِي ؟

من ديوان ( المزمور الأخير )

 

د.طه حامد الدليمي

 

أرِقــــتُ وصــــوتٌ لا يَــــريــــــمُ بِــداخلــــــــي:

مَتى يا ( شِراعي ) سوفَ تَرسُـو بِساحلـــي؟

 

أنــــــامُ وأَصحُــــــو لا أُتِــــــمُّ ســــويعـــــــــــةً

أحالــــتْ طُيــــوفُ النَّــــومِ كــــلَّ حوائلـــــــي

 

وإنِّـــي لأصحـــو ، مَا غَفـــوتُ ، فَأرتجـــــــــي

لِقـــــاكِ بِـــــلا رَجـــــوَى فأحــــدُو أناملـــــــي

 

وأُســـــرجُ أحــلامـــــي وأعلُــــو طِـــــوالَهـــــا

لأغــــزو بحـــارَ الوهـــمِ مِــــنْ دونِ طائــــــــلِ

 

( وإنِّــــي لَتَعْرُونِـــــي لِـــــذِكْــــراكِ هِـــــــزةٌ )

يطيــــــشُ لهـــــا لبـــي وتصحـــو بلابلــــــي

 

رأيتُـــــكِ فانجابَــــــتْ هُــمومـــــي وإنَّهــــــــا

بقلبـــــــي جبــــــالٌ لا تُــجــــابُ  بــمِـعْـــــوَلِ

 

سقَـــــاكِ دِهــــــــاقَ الــــــودِّ ربٌّ عَطــــــــاؤهُ

سَخَـــاءٌ رخــــاءٌ ثــــمَّ ثَنّــــى فــثـــالَ لِــــــــي

 

ألا يـــا ( شِــراعِـــي ) ، قــــدْ أطلْــتِ وإنَّنــــي

هنــــاكَ مُقيـــــمٌ ، لا أَريـــمُ ، بِســـاحـلــــــي

 

أحبُّـــــــكِ حــــبَّ الــطفـــلِ شــــبَّ مـــدلـــــلاً

ومــا قـلـتُ : ( مـــهلـاً بعــضَ هـــذا التدلُــلِ )

 

فـأنــتِ خـيــاري واخـتيـــــاري وخـــيـــرتـــــــي

وصفــــوةُ أيـــامـــي وأصفــى منـــاهلــــــــي

 

وأنــــتِ عــزائــــي والــهُمُــــومُ نَــواهِـــــــــلٌ

مِنِّــي وأنـــتِ الــــروحُ تَســري بِكــــاهلـــــي

 

وأنـــــتِ حيـاتــــــي لحظـــــةً بعـــدَ لحظـــــةٍ

وأنـــتِ شُمـــوعُ العمــــرِ تُـحيـــــي مَنازلــــي

 

وعَقلـــي وفِكــري واخْــتـــلاجُ مَــشاعـــــــري

وخَفقـــــةُ أَنسَامــــــي وضِحْكــــةُ جَدولـــــي

 

ورَوحــــي ورَيـحــانــي وراحـــــي وراحَتــــــي

ونبضـــةُ شــريانـــي وشــهقــــةُ مِـرجلــــــي

 

تَمكَّنـــتِ مــن قلبـــي وروحــي ومُــهْجَتـــــي

فأصبحـــتِ ( هَمِّـي فِـي الحَيــاةِ وشاغِلــي )

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

‫3 تعليقات

  1. قصيدة جميلة جدا
    وزاد من جمالها روعة معانيها
    وما تحمله من مشاعر حقيقة تلامس القلب.

  2. ربيعية الدمع عالية بموجها معتقة تستحضر آهات الماضي وتزرع بذور للامل وعين باصرة للنجوم وللمعالي فهي والليل صحب ورفقة ووالله لن يخزيك الله ابدا ولن يضيع لك جهدا فانت على درب المجددين ولقد واسى الله ابونا ابراهيم عليه السلام فقالتَعَالَىٰ: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ النحل (120). فكانت عزاءه ورفع ه الله بقوله سُبْحَانَهُ: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ الزخرف (28). فيا له من شراع تهوى له القلوب وترسل ربيعها العيون و تنثر له حبوب الامل وفيه عشق فيه احتراق وذوبان فكيف لا يرفعه الله وقد عهد على نفسه فقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ و تَعَالَىٰ: ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾ الأعراف (170).

  3. الله.. الله..
    لله درك… صح لسانك قد اوتيت مزمارا من مزامير الشعر.. فتصيغ الحرف كيفما تريد … وتطرز الكلمة بخيوط القضية الذهبية فتعطي له روحا مضافة..
    الحب والوفاء صفتان ممزوجتان في حرفك وهي من صفاة الانبياء،
    والحــب لحن القـلب الخالد مادام في هذا القـلب نبض ..
    والحب يهذب النفس ويسمو بها انفعاليًا وسلوكياً. حتى صار احد علامات الايمان.
    وأما الوفاء فهذا بحر نترك الخوض به .. ونختصره بوصفه تعالى لنبيه ابراهيم ابو الانياء حين قال سبحانه (وإبراهيم الذي وفى)
    ..
    سترسوا شراعك بساحلك قريبا بإذن الله… وتنجاب همومك… و يحقق الله لك ما تحلم به وتصبو إليه. 💜

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى