مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

مجانين العقلاء وكارثة القيادة

 

د.طه حامد الدليمي

 

أرجو منك أيها القارئ الكريم قبل أن تقرأ المقال أن تسأل نفسك: هل أنت من ذوي العقول التقبلية التي تجتاف الأفكار لأنها مكررة مألوفة، فتقبل ما هو مألوف وترفض ما هو غير مألوف؟ فإن كنت كذلك فأنصحك بعدم قراءته. أم أنت صاحب عقل لا يقبل ولا يرفض إلا بعد تفكر وتدبر؟ فإن كنت كذلك فأنت جدير بقراءته، ثم لا يهمني بعد ذلك موقفك مما قرأت؛ فأنت حر، والحرية حق من حقوقك.

عقلاء المجانين حالة تلاحظها عندما ترى شخصاً غير متوازن في ظاهره وسمته، لكنه هادئ ينطق أحياناً بكلمات عاقلة، قد تبلغ عمقاً لا يبلغه بعض العقلاء بعقولهم! لا أدري إن كان علم النفس قد درس شخصية (عقلاء المجانين)، لكن هناك ما هو أهم وأخطر حري بعلم النفس والاجتماع أن يدرسه دراسة مستفيضة هو شخصية (مجانين العقلاء)!

أما أنا فمن خلال الملاحظة والتأمل أستطيع أن أقول: الناس صنفان: عقلاء ومجانين. والمجانين صنفان:

  1. صنف مجانين في ثوب مجانين. لكن الجنون يأتيهم على شكل نوبات تقصر أو تطول، يعقبها فترة هدوء تطول أو تقصر. في فترة الهدوء تبدر منهم كلمات، يرقى بعضها إلى مستوى الحكمة. يطلق على هؤلاء اسم (عقلاء المجانين). وهؤلاء قلة في المجتمع.
  2. صنف مجانين في ثوب عقلاء، وهؤلاء يمثلون معظم المجتمع! وإليكم الدليل:

 

المجانين أكثر من العقلاء .. هل تعلم !

للجنون في علم النفس تعريفات تتفق مع تعريفات علماء الأصول يلزم منها أن جمهور الناس من صنف (مجانين العقلاء)! فالجنون طبقاً لـ(علم النفس) يدور حول (عدم القدرة على السيطرة على العقل)، بل (هو المفهوم الوحيد للجنون عند مناقشة الأمراض النفسية بشكل عام)([1]). و(الجنون عند الأصوليين اختلال القوة المميزة بين الأمور الحسنة والقبيحة المدركة للعواقب بأن لا يظهر آثارها ويتعطّل أفعالها، إما لنقصان جُبل عليه الدماغ في أصل الخلقة وإمّا لخروج مزاج الدماغ عن الاعتدال بسبب خلط وآفة، وإمّا لاستيلاء الشيطان عليه وإلقاء الخيالات الفاسدة إليه)([2]). ويؤيد هذا ما اشتهر عن ألبرت آينشتاين في تعريف الجنون بقوله: (الجنون هو أن تفعل الشيء مرةً بعد مرةٍ وتتوقع نتيجةً مختلفةً). وهذا ديدن معظم الناس. واستناداً إلى ما سبق يكون معظم المجتمع أو جمهور الناس مجانين في ثياب عقلاء.

وفي القرآن الكريم ما يؤيد ما قلت آنفاً؛ فالله تعالى يقول: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف:179). ليس هؤلاء عقلاء في حقيقة الأمر. وسيعترف بهذه الحقيقة هؤلاء المجانين أنفسهم حيث لا ينفع الاعتراف: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك:12،11). وإذا عرفت أن أهل النار أكثر من أهل الجنة تبين لك ضخامة نسبة المجانين في الناس مقارنة بالعقلاء. على أنني لا أقصد مجانين المجتمعات الكافرة فحسب، إنما أتعداه إلى المسلمين.

المشكلة أن هذا التصنيف ربما يرفضه أكثر القراء؛ لأنه لا أحد يرضى أن يصنف نفسه أو يصنفه غيره ضمن زمرة المجانين حتى وإن وصفوا بالعقلاء. حتى المجنون يرى نفسه يتربع على قمة العقل، ولو وصفته بالجنون لربما هاجمك فقتلك. فالقضية نفسية لا علمية. وهنا مكمن الصعوبة.

 

الحد الفاصل بين مجانين العقلاء وعقلاء المجانين

الحد الفاصل بين (عقلاء المجانين) و(مجانين العقلاء) هو الثوب أو الإطار الذي يغلف كلاً منهما. فـ(عقلاء المجانين) عقلاء في إطار مجانين: واضح من اضطراب هيئتهم وقيافتهم وتصرفهم وكلامهم أنهم يعانون من خلل عقلي، لكن لهم عبارات وأقوالاً مقبولة، وربما تجاوزت القبول إلى الإعجاب. كما روي عن البهلول أنه قيل له: عظنا يابهلول؟ فقال: بم أعظكم؟ هذه قصوركم وهذه قبوركم. أما (مجانين العقلاء) فهم مجانين في إطار عقلاء. هيئتهم، قيافتهم، تصرفهم، كلامهم، كل ذلك وغيره يجري على سَنَن العقل، مؤطر بالمعقول والمقبول والمدلل عليه إن احتاج إلى دليل. ومن هذا الصنف أساتذة جامعات، ورؤساء وملوك وأمراء وشيوخ دين ووجهاء وتجار وغيرهم.  لكن الجنون يكمن في المضمون. عقلاء بمضامين مجنونة، على العكس من الأوائل: مجانين بمضامين معقولة.

 

متى يصبح مجانين العقلاء خطراً على المجتمع ؟

عقلاء المجانين لا يخشى منهم البتة؛ لأنه لا أحد يلتزم بكلامهم، حتى المعقول منه يسمعه الناس وهم يبتسمون، ويروونه وهم يعجبون كيف يصدر مثله من مثلهم! ثم هم قلة ضعيفة لا تمتلك القدرة على التفكير والتخطيط، فضلاً عن القيادة.

إنما الخطر في مجانين العقلاء؛ فهم جمهور المجتمع. ويبدأ الخطر بالتجسد حين يقفز من هذا الجمهور أفراد يتصدرون المشهد الاجتماعي سيما إذا صاروا قادة أو زعماء. هنا تتفجر طاقة الجنون التي كانت متوارية في داخلهم خطباً حماسية تثير النفوس، ومواعظ رقيقة تستدر الدموع، وكلاماً محكماً يقيد العقول، ومشاريع تحشد لها الألوف، ومعارك تجند لها الزحوف. كل ذلك يتم في إطار دعوى الحق والحقيقة. وربما جرى تغليفه بالمصلحة الشرعية والعزة القومية والوحدة الوطنية! والجمهور من ورائهم يهتف ويصفق ويسير.

وإذا تبين للزعيم المجنون خطأُه أصر عليه بسبب موقعه وعنوانه الاجتماعي، في مفارقة قاتلة تدفع الشعوب لها أثماناً باهضة؛ لأن عنوانه يدفعه إلى الاعتزاز بالإثم. عكس الجمهور، فإنه إذا اكتشف الحقيقة المؤذية صرح بذمها وتنصل منها. لهذا عادة ما يتعلم الجمهور بالحدث، لكن الزعيم المجنون لا يتعلم لا قبل الحدث ولا بالحدث ولا بعده. إلا حين يجد الجمهور قد انفض عنه. هنا يبدأ بتبني ما مال إليه الجمهور شيئاً فشيئاً من أجل العودة إلى ركوب ظهره. ولكن بعد فوات الأوان. أرأيت كيف بدأ كثير من (الوطنيين) منذ أواخر عام 2014 ينطقون على استحياء بكلمة (السنة) أو يتكلمون باسمها! وكنا قبل ذلك بسنين نتحداهم، ونتحدى قنوات الوطنية العراقية مثل الرافدين (هيئة علماء المسلمين) وبغداد (إخوان مسلمون) والشرقية (لا دينية)، ومثل قناة (الجزيرة والعربية) أن يظلوا على (وطنيتهم) ثابتين ويصمدوا أمام الظروف فلا يمرروا هذه الكلمة (السنة) على ألسنتهم، حتى لا يصبحوا مثلنا (طائفيين). وقلنا لهم: ستجبركم الأيام على تقيؤِها لأن الاستمرار في مكابرة الحقيقة مخالف للحقيقة. وها هم اليوم يقولونها ولكن تقيؤاً مثيراً للغثيان ومتخلفاً عن الأوان.

من جملة المفارقات القاتلة أن الوقائع إذا وقعت، والحقائق إذا تكشفت وتبين للجمهور حجم الخديعة، لا يحسن الجمهور المسكين غير تبديل زعيم مجنون بزعيم مجنون.

دعوتُ على نوري فماتَ فسرَّنـي
فلما قضى المجنونُ وانثلَّ عرشُهُ
فلما أتى المجنونُ([3]) نحتُ على نوري
بكيتُ علــى المجنــونِ ثمَّ على نـــوري

 

أمثلة لمجانين العقلاء

إن أمثلة كثيرة كنيرون وهانيبعل ونابليون وهتلر وموسوليني وستالين وفيدل كاسترو وشاوشيسكو وكيم إيل سونغ وتوني بلير وجورج بوش، وغيرها من الأمثلة التي أمست في ذمة التاريخ قد لا نختلف فيها كثيراً. لكنني أريد أن أشير بيدي إلى مجانين في واقعنا المر يصعب الإشارة إليهم دون إثارة إشكالات فكرية وفئوية أقلها أن يقال: فماذا أبقيت؟! ولبعضهم حسنات تستغرق نظر البعض فلا يرى غيرها، منهم:

  • عبد الناصر وأبو رقيبة والشاه والخميني وصدام والقذافي وبشار الأسد وعلي عبد الله صالح ونوري المالكي. وكل عقيد قوم يشبه هؤلاء وأولئك الذين يصدق عليهم قوله تعالى: (بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) (إبراهيم:28) من ذوي الأهواء والأدواء والأفكار الخيالية التي بذلوا في سبيل إنباتها في الهواء أنهاراً من الدماء، وحولوا بلدانهم إلى أطلال وأشلاء.
  • الأحزاب الدينية كجماعة الإخوان المسلمين وتفرعاتها، والقاعدة وأخواتها. ومعظم فصائل المقاومة الفاقدة للمشروع، إن لم تكن جميعاً، والأحزاب القومية والليبرالية والعنصرية والإلحادية مثل البعث والشيوعية.
  • كل من يقفز إلى الحل العسكري أو السياسي قبل أن يُحْكِم المشروع المدني. بغض النظر عن أحقيته وغيرته ونخوته. فالجنون لا يلغي الحق ولا الحقوق.
  • جميع فقهاء الفروع، الذين لا يعلمون كثيراً عن فقه النوازل ولا معنى الفقه الشرعي، ولا من هو الفقيه الحقيقي.
  • معظم شيوخ العشائر والوجهاء والأثرياء الذين لا يهمهم سوى وجاهتهم ونفوذهم وأموالهم وشهواتهم.

سنة 2008 جمعني مجلس بشيخ دين([4]) كان يتحدث بحماس عن الأخوة السنية الشيعية، والشيعة العرب ولا فرق بين سني وشيعي، والبلد الواحد، والوشائج والمصاهرات والدين الذي يشد الجميع بحبله المتين. فقلت له: يذكر المؤرخون أن بغداد تعرضت منذ تأسيسها على يد المنصور حتى الآن إلى (16) احتلالاً، أي بمعدل احتلال واحد كل (80) سنة. وإذا كانت معركة الشيعة معنا في الاحتلال الأخير دارت في العاصمة بغداد، ووصلت أطرافها إلى الفلوجة، وطال بعض شرارها الرمادي: فإننا – إذا بقينا على هذا التثقيف – سنصحو على الشيعة عند الاحتلال القادم، أو قبله بعد أقل من خمسين سنة – لا سمح الله – وهم يقاتلوننا في الفلوجة والأنبار.

يبدو أنني يومذاك كنت متفائلاً كثيراً؛ فبعد سبع سنين فقط – لا خمسين – صار قاسم سليماني يتجول في تكريت ويقود المعركة من عقر دار المجنون. ولم يتمكن التكارتة ولا غيرهم حتى من الحفاظ على قبر صدام حسين([5])!

 

 

14/6/2020

 

 

[1]– انظر الرابط التالي (http://ar.wikipedia.org/wiki) على موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة محيلاً إلى: An interview with Dr. Joseph Merlino, David Shankbone, Wikinews, October 5, 2007.

[2]– المصدر نفسه محيلاً إلى: محمد علي التهانوي، كشف اصطلاحات الفنون ص640.

[3]– المجنون لقب أطلقه العراقيون على عبد الكريم قاسم الذي أنهى الحكم الملكي في العراق سنة 1958.

[4]– الشيخ حارث سليمان الضاري، الأمين العام لهيئة علماء المسلمين.

[5]– لا يعني ذلك نفي ما عند بعض هؤلاء من نوايا صالحة، وأفعال خيرة، وإنجازات قيمة. فالرئيس صدام حسين – مثلاً – حارب إيران ثماني سنين. لكنه فعل ذلك بعقلية مجنون. ولو كان عاقلاً ما كانت نهايته ونهايتنا ما تعلمون! وقس على ذلك.

اظهر المزيد

‫14 تعليقات

    1. وإن سأل سائل: إذن، ما الترياق الذي يدفع سم الجنون الانتحاري هذا عن مجتمعنا السُنّي؟

      نقول: إنه المشروع المدني، وهو أروع ما أنتجه الفكر الرابع!
      الفكر الذي قام على أنقاض هؤلاء المجانين.

  1. الله الله….(ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)
    الله يادكتور على هذا المسار والله، وسبحان الله على هذه الصدفة،
    البارحة وأنا في حِرفتي ماسكاً الشاقول الذي يصحح مسار البناء فسألني أحد عمالي وهو في السادس إعدادي عن حركة (هتلر) فقلت لهُ:
    صدام رحمه الله وهتلر مجانين،
    فالقائد الرائد الحكيم هومن يضبط مسار الزوايا بخطه محكمة قبل الحركة ؟ولكن
    كيف يستقيم البناء إذا كان في العقلاء مجانين وهم مجانين العقلاء ، وقد تمسك الناس في أفكارهم الهرمة،وهل سيذهب الناس إلى عقلاء المجانين….اللهم صحح مسارنا وانصر مشروعنا ولِمَ شملنا ووحد صفنا
    وانصرنا على القوم الظالمين .

  2. أصبت!وابدعت! وصدقت! ،واضيف للقائمة التي ذكرتها صنف جديد، انهم المتدينون جميعا مجانين العقلاء، ولكل قاعدة استثناء، والاستثناء هنا فردي، وليس جماعي، يحتاجون الخروج من تدينهم الى دين الله، وادعو لي ان اخرج من التدين الى الدين!

  3. تفعيل الجنون عند الأفراد والمشارب الفكرية كالوطنيين والوطنية تُعد من أخطر أنواع الجنون عند العقلاء، ومنهم يريد أن يسيّد بعد أن أحل البلاد دار البوار، وعليهم يصدق:
    ليس الغبي سيد قومه ولكنّ سيد القوم المتغابي

  4. من المضحكات المبكيات حين تتحدث مع هذا المجتمع رموزا او عامة يصرخ بوجهك حتى تكاد تتهم عقلك لولا تثبيت الوحي وقراءة الواقع .
    أس هذا الجنون على مر التاريخ بدواة تحمل الحمية العصبية يغضب لها ويثأر لها .
    ودنيء خائن رضي لنفسه ان يكون اذنا للعدو عين على اهله هوى من مواعيد ابليسية يقدمها الشرق والغرب وهكذا كان حراس المعبد على اشكال تلونهم واهوائهم وما الاحزاب الاسلاموية الا من ذلك الصنف .
    والاخير هو المجتمع الذي تسوقه الحماسة و يهرب من العقل بل ويودع اهله السحون او يهجرهم . وكل هذا البحر من الجنون بكل امواجه المظلمة التي يركب بعضها بعضا تحتاج منا ان يكون الرد بالصعق والصراخ بوجه هؤلاء المجانين .
    في بداية نقاشاتي كنت اتعب مع هؤلاء اذ كنت احاول ان اناقشهم على انهم عقلاء أصحاء حتى قرأت كتاب (لا بد من لعن الظلام ) للدكتور طه حامد الدليمي فوحدت اسلوب الصقع والسخرية هو الانحع في علاج هذا الجنون رموزا ومجتمعات .

  5. جزاك اللة خير شيخنا الفاضل…على هذا التحليل النفسي في مفهوم الجنون بين العاقل المجنون والمجنون العاقل ،معادله وتحليل روعه وبالادله النقليه والعقليه..

  6. في بداية تديني تجولت بين الدف الصوفي الذي عشت به احمفا تأخذني نغمات الدف من غير تمييز ثم رزقنا الله بنعمة التوحيد على يد شباب يطلقون على انفسهم بالسلفية ولكني وقعنا ضحية صراع مجنةن داخل المساجد بفروع العقيدة بما يطلق عليه علم الكلام ثم رايت شياي الاخوان فعجبني انفتاحهم على المحتمع و عواطفهم التي تثور كأنها براكين وفي 2003 تسنم الاخوان قيادة السنة على مشهد السياسة واذا بهم في كل سنة يخلعون ثوب الاتنماء السني الا بدأوا يطلبون البركة من السيستاني على لسان قائدهم طارق الهاشمي .
    وبقيت مصعوقا كيف الخلاص وكل ما يدور حولي ومن يقود هم مجانيين لكن انعم الله علي بكتاب لابد من لعن الظلام الذي كان مرفوفا على مكتبتي لم أقرأه ولم أكلف نفسي قراءته وانما دعاني لقراءته التيه الذي عشته في امواج تيارات الظلام التي تجتاح بلدي المحتل امريكيا وشيعيا .
    قرات الكتاب فكان كصعقة الكهرباء على العقل وأثار الكتاب في داخلي اسئلة كانت تحتاج لاجوبة وايضاح ؟!
    من أنا ومن عدوي ؟!
    ما العدو الغربي وما العدو الشرقي وما الفرق بينهما ؟!
    خيبات المنهج الترضوي في تغيير المجتمع وانه ضد منهج ركب الانبياء !
    واسئلة كثيرة جعلتني احرق اوراقي القديمو وأولد من جديد كمريض ادخله هذا الكتاب الى مستفى نفسي يعالج به عقدة الوهم والجبن والتيه الى نور اليقين ومنهج الوحي المبين قراءة لايات الكون في التغيير الاجتماعي .

  7. وإن سأل سائل: إذن، ما الترياق الذي يدفع سم الجنون الانتحاري هذا عن مجتمعنا السُنّي؟

    نقول: إنه المشروع المدني، وهو أروع ما أنتجه الفكر الرابع!
    الفكر الذي قام على أنقاض هؤلاء المجانين.

  8. ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
    جاء العقل ليضبط النفس، وجاء الوحي ليضبط العقل، واختلال هذا النظام اختلال الدين والدنيا
    وماتقدمت به شيخنا العزيز هو مفهوم في غاية الأهمية والواقعية وخاصة في مجتمعنا وثقافتنا هناك الأغلبية من هم مجانين بهيئة عقلاء ويطرحون افكار جنونية مسمومة تصيب امثالهم فتجمع افكارهم الجنونية وهكذا تدور عليهم الدائرة ولايجدون حل لما هم تائهون فيه وهذا ينبع مماتصوره هم وأمثالهم ،،
    أما الأفكار الناضجة التي نستطيع ان نقول ان المجنون هو فرد يكون اقلية بين مجتمع يغايره في الرأي والفكر عقلاء المجانين قد يرون الوقائع الحاصلة ويصلون إلى نتيجة عقلانية تجعلهم يطرحون افكار واقعية تصدم من يسمعهم من مجانين العقلاء
    وهكذا اقول ان مجانين العقلاء يتحدوثون بأفكار مسمومة غير واقعية وغير عقلانية
    اما عقلاء المجانين يتحدثون بافكار واضحة و واقعية وعقلانية تناسب الحاصل وتقيم الحد الفاصل
    والحمد لله رب العالمين .
    ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

  9. “عقلاء بمضامين مجنونة”
    وهذا ما يصعب الامر على الجمهور لأنه من السهل كشف ومعرفة المجنون بمضامين معقولة… بينما العاقل بمضامين مجنونة .. وبرتبة قائد/رمز.. سيكون من الصعب على الجمهور كشفه في بداية الأمر لأنه قد يملك الكثير من الكاريزما والجاذبية التي تأخذ بلب الجمهور فلا يدرك مضامينه المجنونة إلا بعد أن يورده المهالك!!

  10. جزاك الله كل خير… لقد وضعت اصبعك على الداء واعطيت الدواء..
    أعجبني الاستشهاد بالاية التي تناسب ذكرها تماما مع التشخيص والتحليل المذكور في المقال.
    .وفي القرآن الكريم ما يؤيد ما قلت آنفاً؛ فالله تعالى يقول: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف:179‪..
    كنت في قاعة الدراسة في مرحلة الدكتوراه وكانت المحاضرة أحياناً يطول وقتها ساعتين.
    لما انتهى الاستاذ من محاضرته اشغل مابقي من وقت الحاضرة بحديث الأخوة مع الشيعة.
    مبتهلا بقصة.. كان يوما يتبضع من الكاظمية وحضرته صلاة فدخل حسينية وكان يؤمهم معمم شيعي فكبر وصلى خلفه ثم قال الأستاذ.
    . ياابنائي لافرق بيننا وبين الشيعة وانااعجب لهؤلاء الذين يفرقون!
    فأخذ الطلبة والطالبات يزمرون جنونا ويذكرون فنونا للتعايش والأخوة والنسب والمصاهرة والوطنية والتاريخ الطويل والجغرافية الممتدة بالمحبة والأخوة.
    حتى لكأنني صرت في حلم بليل جميل يملؤه الهدوء وتحيطه الطمئنينة ويسوده السلام.
    علما كان وقتها القتل والخوف والتهجير والسجن قد نشبت مخالبه بكل أنحاء البلد بين أخوة الدين والتاريخ والوطنية.! ومازالت.. فقلت أنني أحلم…
    والمشهد ولم ينتهي بعد… سألت الأستاذ..
    يادكتور.. هل تجوز الصلاة خلف من لايتم الوضوء.؟ . قال. اكيد. لا.. قلت له يادكتور لااطيل الحديث حتى لا اقطع حبل المودة بين الأحبة التي تكلل غزلها بأجمل الألوان واعذب الألحان حتى صار الذبح والدمار في كل مكان وهذا هو الحب الحقيقي.؛ ومن الحب ماقتل.!
    لكن ياأستاذ هل يغسل الشيعي رجليه عند الوضوء.؟ وأنتم علمتمونا أن من بقي بقدر الدرهم من قدمه لايصله الماء بطل وضوءه.. وهل تصلح صلاة من فسد وضوءه..
    فنظر متعحبا وكأنه سكران فاق من خمر وعاد لبه. وقد الجمه الصمت والتعجب؛!..
    ثم قلت له هؤلاء الطلاب في مرحلة دراسية خطرة يتخرج دكتوراه علوم شرعية والمجتمع ينظر للعناوبن دون الخوض في المضامين فلما يفتي هؤلاء بماذكرت ستصبح ثقافة التشيع واقع حال مستساغة داخل حرمنا الجامعي والمجتمعي
    ثم مابيننا وبين الشيعة ليست مشكلة عشائرية أو إجتماعية إنما مشكلة دينية ثم إنها ليست مذهبية بل دين كامل بدءا بالوضوء وانتهاء بكل تفاصيل الدين فلا يتفقون معناها بشيء ولانتفق معهم والواقع والوقائع شاهدة حد القتل.
    فانتبه أكثر وصار الصمت في قاعة الدرس سيد الموقف بعد ماكانت جنون العقل تملأ زواياه بغوغاء المحبة الساذجة.
    فقال معتذرا بخطأ مافعل وأنه كان يعيش خارج عقله وعلمه في تصرف كهذا.
    وهذا غيض من فيض مجانين العقلاء فهو كما ذكر أستاذنا د. طه الدليمي جزاه الله خيرا..
    فهؤلاء هم داء دوي وجرح غائر وعقل حائر يحتاجون لأولي الألباب الذين يردوهم إلى رشدهم ويمنعوهم من غيهم مااستطاعوا لذلك سبيلاً.. (واللذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

  11. مقالة رائعة فاصلة بين المجنون العاقل الذي يصر على الأخطاء الواضح ويعمل بها دون مراعات الآخرين وهذا منهج إبليس الذي تعالى على الله وأستكبر وكان من الكافرين ١٧ عام من بيان الحقائق أمام أهل السنة وتطبيقها على أرض الواقع من جراثيم بشعة يندا لها الجبين بكل مقاييس الحياة ضد أهل السنة من التشيع الفارسي والمجنون العاقل يصر على منهجية يصنعها بعقلية خيالية وحلام وردية دون النظر إلى واقع الحال ليجلب لنا كل المصائب التي وقعت على رؤس أهل السنة ويزعم انه قيادي يرد أن يقود فيحرق الحرث والنسل من الوطنيين والإخوان المسلمين ومن سار على فكرهم الذي لايسمن ولايغني من جوع ،
    وبين منهجية حكيمة تضع كل الحلول الجذرية بمشروع رباني واضح الخطوات ضد المشروع الإيراني الشيعي الفارسي،
    وجزاك الله خيرا

  12. ماشاء الله يادكتور ..
    والله أنت طبيب فكر تشخص المرض وتصف الدواء حتى لو كان مرّا لا يستسيغه المريض .. المهم أن يستوعب ويدرك الحقيقة ولا تتركه للأوهام وبريق الشفاء دون معالجة ..

اترك رداً على أريج الدليمي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى