مقالاتمقالات أخرى

هل من نعمان آخر يصحو من ذلِّ التبعية؟! -2-

 

 

الحقوقي: معاوية الميلب

 

مطايا إيران
الحكمة تقول: “كل مياه البحر لا تقدر على إغراق السفينة إلا إذا تسلل الماء إلى داخلها”
والحقيقة أنَّ الفرس قد أدركوا معنى هذه الحكمة، وأدركوا أنَّهم لا يقدرون على إغراق سفينة الإسلام -إن صح التعبير- إلا إذا أدخلوا شيئًا غريبًا في داخلها، فأوجدوا الشيعة، فكانت المطية الأولى التي امتطاها الفرس لاحتلال أرض العرب وغزو الدين الإسلامي الذي انبثق من هذه الأرض المباركة، وأسقط امبراطوريتهم المهلهلة.

صُنع في إيران.. صور مُحدَّثة لمطايا التبعية

أدخلت إيران العراق في دوامة ضياع وفوضى عارمة حيت استولت عليه؛ فاستغلت ذلك صانعة لها منه عدة كيانات سنية -بائسة- تابعة لها، فضلاً عن الكيانات الشيعية.

فاتخذت هذه الكيانات أشكالاً تنظيمية متعددة فأسسوا ما يُسمى “مفتي الديار العراقية” وعلى رأسها مهدي الصميدعي، وكذلك “مجلس علماء الرباط المحمدي” الذي سخرته إيران لينفث ثقافة فارسية دخيلة على المجتمع السُنّي، وكذلك تبنَّوا شخصيات وأحزاب أخرى كخالد الملا وعبد اللطيف الهميم والأحزاب الإسلامية، والقائمة تطول.. هذا في الجانب الثقافي.
أما في الجانب العسكري فقد كان “الحشد العشائري” – الخادم للحشد الشيعي والتابع بدوره لفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني- الذي يتكون من شباب العشائر السُّنية التائه دينيًا وثقافيًا، و بطبيعة الحال كان لمجلس الرباط المحمدي وبقية كيانات إيران دور كبير في تهيئة الظروف المناسبة لتشكيل الحشد العشائري.

مجلس علماء الرباط المحمدي

تشكل هذا المجلس في عام ٢٠٠٤ في بغداد وذلك بدعم مالي عالٍ جدا من الحوزة الشيعية في النجف، وكوَّن رئيسه عبد القادر الآلوسي علاقات وطيدة مع إيران ووكلائها في العراق، وأخذ يُثبت قواعد بنيانه الخرب مع الأحزاب والمليشيات الشيعية ويتودد للحكومة الطائفية لتقوية شوكته وبصورة سرية.
لكن الظهور القوي الذي خرج به هذا المجلس التابع لإيران هو ما بعد اعتصامات المناطق السُّنية، واستثمر مرحلة الحرب على المناطق السُّنية ليخرج للعلن وهو في صف الحشد الشيعي، وأصبح ذا حضوة لدى قيادات المليشيات الموالية لإيران.
واليوم يعد أهلُ السُّنة والجماعة مجلسَ “الرباط المحمدي” الوكيلَ الثقافي للولي الصفيق في المناطق السُّنية.

صور مطائية أخرى

لا يخفى على أهل السُنّة بعد أن انكشفت الأوراق وبانت الخفايا أنَّ كثيراً من الجماعات الإسلاموية ما هي إلا أذرع وسواعد إيران في منطقتنا العربية، وكان لها دور في تذليل الصعاب أمام تمدد إيران على أرضنا، وكان للصوفية أيضا دورهم كما كان لغيرهم منذ نشوء الصفوية وإلى يومنا هذا، ودومًا كنت أسمع الشيخ إدريس الرفاعي يقول: الصوفية عكازة الشيعة..
ومن جهة أخرى فإنه بات من الواضح الجلي والذي لا يمكن إخفاءه تخادم حزب الإخوان المسلمين مع الشيعة وإيران، واشتراكهم في المصالح وتلاقيهم في كثير من الأهداف.
فالشيعة والإخوان -مع الفارق- هم امتداد للذيول والتبعية عبر التاريخ؛ فقبلهم كان “زيد بن عدي العبادي” الذي تآمر مع كسرى برويز على ملك الحيرة العربي النعمان بن المنذر. وها هم اليوم يتآمرون مع إيران وتركيا على العرب.
ومن فروع حزب الإخوان حماس التي تواطأت مع إيران علانيةً، وقد ‏اكتُشف ‎في حماس مؤخَّرًا أنَّ أحد العاملين في مكتب القيادي فيها “موسى أبو مرزوق” هو وكيل للمخابرات الإيرانية والذي جنَّده ‎حزب الله.

من أقوال الولائيين

وهنا أنقل كلام كمال الهلباوي الناطق الرسمي باسم حزب الإخوان المسلمين في أوربا عام ٢٠١٢ ما نصه: لقد كان للجمهورية الإسلامية في إيران -بفضل الله تعالى- ثم بفضل قياداتها الإمام الخميني رحمة الله عليه، والسيد القائد الخامنئي حفظه الله وهم نموذج الحقيقة أمام الهيمنة الغربية، ونموذج أمام الأمة الإسلامية لكي تنهض.
كذلك قتال بعض الشباب الإخواني السوري تحت لواء الجيش التركي في ليبيا شاهد على تبعية الإخوان.
ويصدق هنا تنظير الدكتور طه حامد الدليمي الذي يقول: “أكثر الناس يأبى إلا أن يمرَّ بجسده على مبضع التشريح، لذا يعيد التاريخ عليهم نفسه، ومن لا يقرأ التاريخ جيدًا يتولى التاريخ قراءته”
والحقيقة أنَّ هؤلاء الذيول قد تولى التاريخ قراءتهم، لأنهم أبَوا أن يعتبروا به، ليكونوا “منذريين وغسانيين”.
لقد وضع هؤلاء الذيول جانباً القيمَ الإنسانية، والشيم العربية، ووصايا ديننا الحنيف والنبي العربي، فخلطوا الحقيقة بالوهم والحق بالباطل وتطوّعوا بكل جسارة كي يكونوا أدوات تخدم كل من له أطماع في أرضنا، فتفرّقنا وتناحرنا وتقاتلنا وخضنا حروباً بالوكالة على أراضينا، فما نلنا غير الدمار والقتل والتشريد والتنكيل، وأورثنا أنفسنا جراحاً يستعصي شفاؤها!
فمن الصعوبة بمكان التحدث عن صحوة ذيول سلموا دينهم، وقيمهم، بدنياهم.. فكان التخلي عن أرضهم وعرضهم “شقائق النعمان” من توابع تبعيتهم.

واختم فأجيب الشيخ عبد الغني فأقول: لقد أسمعتَ لو ناديت حيًّا لكن لا حياة لمن تنادي.

فنعمان الأمس يعرق جبينه، والعامري اليوم لا حياة له إلا تحت الولي الصفيق.

وأجيبك عنهم يقينًا: لا ليس من نعمان آخر يصحو.

 

25/6/2020

اظهر المزيد

‫6 تعليقات

  1. المشروع السني قادم ولصروح الظلم هادم……
    عاشت يمينك، وقُطِعَت يد الخائنين
    (ذيول الفرس)

  2. أجدت التوظيف للعبارة، وننتظر منك رؤيةً تحليلة لمعركة ذي قار التي أفرزتها قصة النعمان مع ربطها بالواقع

  3. في اضاءة بين سطور المقال يجب الانتباه لها وهي الفرق بين الذيلية التي تفرضها عليك القوة والجبروت والمحاولة على الحفاظ على رأس المال في معركة يراه رمز العرب انها خاسرة لقد دان النعمان بالنصرانية ولم يدن بالمجوسية .
    اما هؤلاء الذيول وأشباههم من شيعة وسنة فان الذيلية الثقافية هي أخطر فمن مقتل عثمان ومسك محمد بن ابي بكر للحية عثمان وغدر محمد بن ابي حذيفة الى المختار بن عبيد الثقفي تسلل السم الثقافي وأنشأ اجيالا مستعجمة تشكل خطر أشد مما يشكله العجمي نفسه ولهذه الاجيال عقدتان هي ( العصمة والامامة ) والثانية هي ذم الملك والجمود على لفظ ( الخلافة )وتقديسها وبين الفكرتين ضاعت لحانا وضاعت عقول تدلنا على الهداية .
    ووما يسر هو ولادة جيل يدق ناقوس الوعي وعودة الامة لللاعتزاز بذاتها وكشف حيل الفرس في شعوبيتهم وعباءتهم المتلبسة بالعروبة والاسلام والوطن .

  4. جزاك الله خيرا أستاذ معاوية ابو هند عرض دقيق وصريح لكل الذيول والعملاء الذين خانوا دينهم ووطنهم وأهلهم وأرضهم وأصبحوا اتباع في كل مبادئ الحياة إلى إيران المجرمة ١٧ عام على القتل والتهجير والتخريب والدمار ياأهل السنة وهم مازالوا على هذا الحال عملاء إيران واليوم شباب أهل السنة تلعنكم في كل مكان نكشفت الأوراق وبان كل شيئ الأحداث والمشاكل تميز الأشياء وتبينها على حقيقتها قال تعالى ((لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )) بارك الله فيكم يانصار المشروع السني

  5. إيران هي نار مؤججه تلتهم كل ما يقابلها أو بالأحرى الفرس يريدون إعادة مبروطوريتهم من خلال اجتثاث كل ما يقابلها وبالأخص السُنة لان الخليفة الأمام عمر الفاروق (رضي الله عنه) هو من خلص العرب من الفرس من خلال تدمير الأمبروطوريه الفارسيه
    العدو واضح والواقع كتاب يُقرأ فيه كل شيئ .

اترك رداً على أنس الاندلسي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى