مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

الطوّاسة .. خسروا السنة ولم يربحوا الشيعة

د.طه حامد الدليمي

بعد صلاة الصبح من هذا اليوم الخريفي الملامح. وبينما أنا مشغول بمراجعة وتنسيق أحد كتبي القديمة رن هاتفي برسالة. “يا فتاح يا رزاق!” رابط إلكتروني على موقع (الفيسبوك). لهوت عن كتابي قليلاً “لعلها أخبار عن مقتل المزيد من قادة الحرس الثوري الإيراني بسوريا”، فإذا هو أحد الشيوخ يتكلم عن أحد الأحاديث المصنوعة في مناقب علي رضي الله عنه! يلقيه مع منكهات ومطيبات يريد بها تشويق المشاهد وتهيئته داخلياً لتلقي الحديث، مع أننا لسنا في حاجة إلى ذلك؛ فأهل السنة متفقون على فضل علي. وأما الشيعة فلديهم من هذه الأحاديث ما يغطي حاجة الأرض وتصدير ما بقي إلى المجرة. هذا وناشر المقطع شيعي يهزأ بالشيخ (الناصبي) ويشمت به. قلت: طوّاس ورب الكعبة!

عذراً..! دعونا الآن من شأن الطواس، حتى نفرغ من شأن الحديث ثم نعود إليه.

الحديث 

أما الحديث فهو ما رواه مسلم في (الصحيح) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، وأبو معاوية، عن الأعمش، ح وحدثنا يحيى بن يحيى، واللفظ له، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر، قال: قال علي: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم الأمي إلي: (أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق). ورواه النسائي والترمذي وابن ماجة، وأحمد في (المسند)، كلهم من طريق الأعمش أيضاً، عن عدي، عن زر، قال: قال علي. ورواه أحمد وغيره عن طريق مساور الحميري، عن أمه، قالت: سمعت أم سلمة. وقد حكم الذهبي (ميزان الاعتدال:4/95، 4/615) بجهالته هو وأمه. وقال الإرنؤوط (في تعليقه على المسند:44/117) عند ذكر الحديث: وهذا إسناد ضعيف، لجهالة مساور الحميري وأمه.

والحديث مثقل بالضعف سنداً ومتناً. وإليكم البيان:

متن الحديث

إن جعل رجل – علي أم غيره – فرقاناً بين أهل الإيمان وأهل النفاق، لا يتفق ومنهج الإسلام. والأدلة على ذلك متوافرة، منها: 

  1. إن القرآن العظيم يعلق المفاهيم بأسبابها الموضوعية لا قرائنها الشخصية.
  2. لم نجد في القرآن أحداً له هذه الخصيصة (أن يكون بشخصه فرقاناً) غير النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) (النساء:61). 
  3. لم يجعل الله عزو وجل  – أحداً غير النبي صلى الله عليه وسلم – فرقاناً بين الإيمان والنفاق إلا أن يكون مجموع الصحابة، كما في قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ – إلى قوله – لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (الفتح:29). وقوله: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (التوبة:100). حتى أبو بكر الصديق رضي الله عنه لم تكن له هذه المزية!
  4. قد يبغض بعض أفراد الصحابة أفراداً منهم. وهذه من طبيعة البشر، فلا يُدخل ذلك أحداً منهم في نفاق ولا كفر. إلا إذا توجه البغض لجمهور الصحابة.
  5. إن بغض أحد من الصحابة رضي الله عنهم قد يكون بجهل، والجهل ليس شرطأ أن يستلزم النفاق، إنما ذلك للغل مع العلم. وقد أبغض الخوارج عثمان وعلياً ومعاوية، وجمهور أهل العلم على أنهم مسلمون. وروى عنهم الحديث كبار المحدثين منهم الإمام البخاري.
  6. إن تخصيص علي وبعض الأشخاص الذين يخصونه بكونهم فرقاناً بين الحق والباطل، هذا ديدن الشيعة. فصنعوا من الأحاديث فيه وفي عمار وفاطمة وآخرين ما صنعوا، وجعلوا الشخص نفسه هو الفرقان. وهذا مخالف لـما أنزل في القرآن الذي هو عين الفرقان!
  7. والمتأمل في النص يجد الصناعة عليه بادية؛ انظر إلى عبارة (ولا يبغضك إلا منافق)، ألا يخطر في بالك أن هذا صنّع خصيصاً للطعن في معاوية والحكم عليه بالنفاق؟ ثم لماذا يقال عن علي مثل هذا دون غيره؟ هل كان بغض الناس لعلي شائعاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الدرجة بحيث أحوجته إلى التحذير من بغضه؟!

وقد شكك علماء كبار في حديث مسلم، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول في (منهاج السنة:7/147): في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)، وقال: (لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر). فكان معرفة المنافقين في لحنهم ببغض الأنصار أولى، فإن هذه الأحاديث أصح مما يروى عن علي أنه قال: لَعهد النبي الأمي إلي: أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. فإن هذا من أفراد مسلم، وهو من رواية عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي. والبخاري أعرض عن هذا الحديث بخلاف أحاديث الأنصار، فإنها مما اتفق عليه أهل الصحيح كلهم: البخاري وغيره، وأهل العلم يعلمون يقيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، وحديث علي قد شك فيه بعضهم.إ.هـ. 

وجعل الذهبي (سير أعلام النبلاء:17/169) هذا الحديث من المشكلات قائلاً بعد ذكره حديث (الطير) المكذوب، وحديث (من كنت مولاه) الذي لعب فيه الرواة ما لعبوا: وهذا أشكل الثلاثة، فقد أحبه قوم لا خلاق لهم، وأبغضه بجهل قوم من النواصب، فالله أعلم. ولكنه مع ذلك حاول تأويله فقال (السير:12/510): إن حب علي من الإيمان وبغضه من النفاق؛ فالإيمان ذو شعب، وكذلك النفاق يتشعب، فلا يقول عاقل: إن مجرد حبه يصير الرجل به مؤمناً مطلقاً، ولا بمجرد بغضه يصير به الموحد منافقاً خالصاً.

وما قاله الذهبي تكلف لا حاجة فيه. ولو كان الحديث يصح سنداً لعذرنا من تكلفه. ولكنه ضعيف من الأصل. ومتنه لا يقبل دون تكلف، وشكك فيه علماء كبار سبق ذكر بعضهم.

سند الحديث

  1. الحديث أخرجه مسلم في الشواهد لا في الأصول. وليس في ضعف سنده من عجب؛ إذ اتفق المحدثون أنهم إنما يتشددون في الأحكام (الحلال والحرام)، فإذا رووا في غيرها كالمناقب والتفسير والمغازي والملاحم تساهلوا في السند. يقول ابن حجر عن المغازي والتفسير والملاحم والفضائل أي المناقب (لسان الميزان:1/13): هذه أودية الأحاديث الضعيفة والموضوعة؛ إذ كانت العمدة في المغازي على مثل الواقدي، وفي التفسير على مثل مقاتل والكلبي، وفي الملاحم على الاسرائيليات. وأما الفضائل فلا تحصى كم وضع الرافضة في فضل أهل البيت، وعارضهم جهلة أهل السنة بفضائل معاوية وبفضائل الشيخين وقد أغناهما الله وأعلى مرتبتهما عنها. والحديث في المناقب.
  2. أول علل الحديث تدليس الأعمش، وقد رواه بالعنعنة ولم يصرح بالتحديث. وفي الأعمش كلام أسوأ من التدليس.
  3. ومن علله عدي بن ثابت. وإليه الإشارة من كلام شيخ الإسلام آنفاً. قال ابن حجر في (تهذيب التهذيب:7/165-167): قال أبو حاتم: صدوق وكان إمام مسجد الشيعة وقاصهم. قال الطبري: عدي بن ثابت ممن يجب التثبت في نقله، وقال ابن معين: شيعي مفْرِط. وقال الجوزجاني: مائل عن القصد. وقال عفان: قال شعبة: كان من الرفاعين (أي يرفع الموقوفات). وقال ابن أبي داود: حديث عدي بن ثابت عن أبيه عن جده معلول. وقال السلمي: قلت للدارقطني: فعدي بن ثابت؟ قال: ثقة إلا أنه كان غالياً، يعني في التشيع. وقال ابن شاهين في (الثقات): قال أحمد: ثقة إلا أنه كان يتشيع. وقال ابن حجر أيضاً (التهذيب:2/19): قال البخاري في (التاريخ الأوسط) حديثه، يعني عدي بن ثابت، عن أبيه عن جده وعن علي لا يصح”. وحكم عليه تلميذ البخاري، أبو جعفر العقيلي بالضعف (الضعفاء الكبير:3/372). وذكر عنه قول شعبة: عدي بن ثابت من الرفاعين. وقول المسعودي: ما رأيت أحداً أقْوَل بقول الشيعة من عدي بن ثابت. وقول يحيى وقد سئل عنه: كان يفرط في التشيع. وانتقد الدارقطني في (الإلزامات والتتبع: ص289) مسلماً لإخراجه هذا الحديث فقال: وأخرج مسلم حديث عدي بن ثابت: (والذي فلق الحبة)، ولم يخرجه البخاري. 

وبعض ما سبق من جَرْح يبطل الرواية سنداً. وقول الدارقطني وأحمد ويحيى وغيرهم يستلزم طرح هذه الرواية وأمثالها؛ لأن من رواتها شيعي غالٍ يروي في وفاق بدعته.

ومع كل هذه الطامات في المتن والسند يصحح الألباني رواية النسائي والترمذي, وقال الإرنؤوط عن رواية ابن ماجة: (رجاله ثقات)!

الطواسة

الطواسة بتشديد الواو: جمع طواس، وهو عامل البناء الموكل بجلب بعض مواد البناء كالجص والإسمنت في إناء يسمى (طاسة). وقد نقلنا هذا المصطلح إلى ما يفعله كثير من أهل السنة من وعاظهم وفقهائهم ومحدثيهم وكهانهم وسياسييهم وإعلامييهم وكتابهم و و و من تكلف مدح علي وأهل بيته، فشاركوا الشيعة في بناء صرح التشيع، ولكن كطواسة. فكان دور الفرس بمنزلة المقاولين والبنائين، ودور هؤلاء السنة بمنزلة العمال والطواسين!

إن فضائل علي معلومة لدينا، والتزيد منها – لا سيما بمعانٍ تجنح إلى الغلو – يكرس التشيع، ولن يرضي الشيعة بل يزيدهم انتفاخاً وشماتة، ويحملهم على الابتعاد أكثر. لكن ما هو أخطر أنه يضعف مناعة السنة فيكون جسراً لانتقال جراثيم الشيعة إلى داخلنا. فنخسر السنة ولا نربح الشيعة. وما نربحه – مما يتصوره البعض ربحاً – لا يساوي شيئاً في مقابل تلك الخسارة! ولا يفعل مثل هذا إلا من يعاني جهلاً، أو ضعفاً في شخصيته يحمله على مداهنة الشيعة. 

والعالم من حقق ودقق ثم نطق، وامتلك إرادة لا يتهيب معها من مواجهة الجهل بالعلم. وليس العالم من وجد سواداً في بياض فحمله على ظهره دون أن يدري عن حقيقة ما يحمل شيئاً. أو كان ضعيفاً فحمله ضعفه على المداهنة أو المجاملة على حساب دينه ومناعة مجتمعه، لا سيما ونحن في زمان أحوج ما نكون فيه إلى تمتين صف السنة ورفع منسوب مناعتهم؛ لنجعل بينا وبين المفسدين في الأرض سداً كسد يأجوج ومأجوج لا يصلون إلينا ولا نصل إليهم ريثما نسترد أنفاسنا، وعندها يكون لكل حادث حديث.

3/9/2020

 

اظهر المزيد

‫14 تعليقات

  1. مشكلة ان اكثر علماء اهل السنة في العراق والعالم العربي هم من الطواسة ووالله ما زادو عوام السنة الا اصغاء لخرافات الشيعة

  2. الله ايطول ابعمرك. د. على هذا التصحيح والمفاهيم، التي تزرع الثقة عند السني وتنمي من يتقبلها، بل وتجعل المناعة عند السني مقابل الشيعي، متينه غير قابله لللاختراق،
    مهما تلون التشيع يبقى صنيعةالغلات الحاقدين…..!!
    تسلم الأيادي التي كتبت والاقلام التبي صطرت (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)

  3. هذه ثقافة الفردالمشبعة بالتشيع والافكار المعقدة تجعله يخسر السني ولايربح الشيعي لانه متلبس به وباافكاره

  4. قال تعالى (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) وقال تعالى ( يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ۖ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَىٰ عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) المنهج الترضوي مذموم في كل الاحوال تقديم التنازلات لكسب الآخرين على حساب الدين هذه خساره كبيره وضلالة لأنه خرج عن منهج القرآن ومسار الأنبياء عليهم السلام

  5. المشكلة ليس في الطواسة المتأخرين، فهؤلاء كثيرا ما سخر من فعلهم العقلاء .. البلاء كل البلاء في المتقدمين الذين جمعوا لنا -تساهلا- هذه المناقب التي لا حاجة للأمة بها!!!

  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اسأل الله ان يطيل بصحتكم جميعاً و أن يحفظ هذه الأمة من شر المتفرسنين واشياعهم ، وتعليقي على مقال د. طه الدليمي فهو واقع لاجدال فيه ولمسته شخصياً ، رأيت في احد المقاطع شيعي يمدح اهل السنة بألقاء الاشعار ويمر من باب نبذ الطائفية والتعايش السلمي ولكن الذي جعلني اقف قليلاً هو ان الشيعي يكيل المدح لأهل السنة مستعيراً عبارات الوطن الواحد والوحدة الوطنية ، وبالمقابل يرد عليه السني ايضاً بألقاء الشعر يمتدح فيها الشيعة بطريقة تعجب الذائقة الشيعية وهو التمجيد بالأضرحة الدينية الشيعية وطقوسهم ، فالشيعة دائماً يستدرجون اهل السنه بشعارات الوحدة الوطنية الرنانة وهذه شبكة الصيد لاينتبه لها الكثير من اهل السنة وهذا هو احد مرابط الفرس التي يعتمدها الشيعة بأستدراج اهل السنة

    1. حفظك الله شيخنا
      سيدنا علي رضي الله عنه لا يحتاج مثل هذه الأحاديث كونه مزكى من عند الله فهو من المهاجرين ويكفي.
      أما هؤلاء الطواسة خذلوا قومهم وستظرطهم الشيعة حاشاكم.
      فالشيعي لا يحترم الضعيف المتملق ونحن لا نحتاج أن نبرر لمنزلة سيدنا علي رضي الله عنه ولا نعطيه أكثر من منزلته…

  7. جزاك الله خيراً. وجعلها علماً ينتفع به .
    في تصوري المتواضع هذه الأحاديث والأحداث التي خصصت بتقديس وتبجيل علي رضي الله عنه ماهي إلا محادثات ودجل للحط من مكانة الصحابة وبالخصوص معاوية رضي الله عنهم أجمعين لما حصل بينه وبين علي من الخصومة أيام استخلافة ولما حققه معاوية من إنجازات قل نظيرها قابله تقهقر وتأخر واقتتال داخلي أتى حصاده قتل علي وطعن الحسن وقتل الحسين في أفشل تجربة للحكم مرت على تاريخ الأمة..
    وقد حاول طواسة الفشل من النطيحة والمتردية وماأكل الضبع أن يرقعوا هذا الهدم العلوي وإعادة البناء بروايات وحكايات كهنوت التقديس..
    فبدل وضع الإصبع على الداء والخلل والاستفادة من التجربة وعلاج فشلها ذهبوا للخرافة وانحرفوا عن جادة الصواب وصوبوا سهامهم للدولة الأموية عل ذلك يسعف العلويين ويغطي عور هدمهم.

  8. لو تتبعنا الجذور لنشأة حملة التيه الروائي الذي أبعدنا عن القران هو تلامذة صغار الصحابة من الموالي الذين اكتسبوا التوثيق من الصحابة واشتغلوا على جيل التابعين ومن بعدهم ثم أسسوا لانفسهم منظومات ثقافية محاطة بهيبة وتقديس اضافة الى العمل غلى ابعاد عن القران وعرض الرواية عليه متنا وحيلة توثيق السندوتقديمه على المتن بل وتفسيق من يناقشه وكأننا نعايش عزرا الكاهن في صناعة تلمودا بظاهر توراتي ومضمون فارسي والاتعس انهم نجحوا في انشاء جيل يقدس الخرافة بحجة السند ورجال السند.

  9. لله درك يا دكتور..
    هذا المقال هو حجر جديد تضعة في جدار المناعة المجتمعية للصف السني … المقال اكثر من جميل..
    لكن ما شد انتباهي نقطتان هما :

    1- سؤالك حفظك الله: هل كان بغض الناس لعلي شائعاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الدرجة بحيث أحوجته إلى التحذير من بغضه؟!
    الله سؤال رائع يحرر العقل المبرمج ويصدمه…

    3- وقولك :”والعالم من حقق ودقق ثم نطق، وامتلك إرادة لا يتهيب معها من مواجهة الجهل بالعلم..”
    ثم تضع قاعدة للتحصين المجتمعي للصف السني
    تكتب بماء الذهب وهي :
    “ليس العالم من وجد سواداً في بياض فحمله على ظهره دون أن يدري عن حقيقة ما يحمل شيئاً. أو كان ضعيفاً فحمله ضعفه على المداهنة أو المجاملة على حساب دينه ومناعة مجتمعه، لا سيما ونحن في زمان أحوج ما نكون فيه إلى تمتين صف السنة ورفع منسوب مناعتهم؛ لنجعل بينا وبين المفسدين في الأرض سداً كسد يأجوج ومأجوج لا يصلون إلينا ولا نصل إليهم ريثما نسترد أنفاسنا، وعندها يكون لكل حادث حديث.”

    المصيبة ان هولاء الطواسين اصبحوا مقدسين لدى جمهور المجتمع المتدين من السنة.

  10. بوركت شيخنا الفاضل على هذه المقالة التي حملت في ثناياها الكثير من تصحيح المفاهيم التي أبتلي بها أهل السنة بسبب الطواسة وانتقال الجراثيم الشيعية داخل النسيج السني.
    أدامك الله تعالى ومتعك بعمرك وأطاله ونفعنا بعلمك ونفعك.

  11. جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل
    نعم يجب تصحيح مسار الفرد السني
    وتنقيه فكره من هؤلاء.
    لانهم زرعو ثقافة سائدة المجتمع السني اده الى هلاكه واجتثاثه.

اترك رداً على ابو هشام الدليمي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى