زعلَ الحبيب
د.طه حامد الدليمي
زَعَـــلَ الـحـبـيبُ فـمـا أجــلَّ وأصـعـبا
ورضـــاهُ أصـعـبُ أن يُـنـالَ إذا أبــى
طــبــعُ الــجـمـالِ إذا تــجــاوزَ حـــدَّهُ
يــطـغـى ، وأسرَى حُبِّهِ أنْ تُستَبى
مَــــا حِـيـلَـتـي والـقـلـبُ أبـــرمَ أمـــرَهُ
(إنْ لـــمْ يــكـنْ إلا الأســنـةُ مَـركـبَـــا)
لــكــنَّ أصــعـبَ مَـــا لـقِـيـتُ تَـعـرُّفِـي
مــاذا يـريـدُ ، فـديـتُهُ ، إنْ ضـهــضبـا
لا الـقُـبـلـةُ الــحـمـراءُ تــعــرفُ خــــدَّهُ
هـــو لا يُـغـاضِـبُ ربَّـــهُ مَـهْـمَا صَـبــا
أو ضـمـةٌ تُـطفي كـمائنَ فِـي الـحَشَـا
حــاشــى لــعَــفٍّ أنْ يــكـونَ مـذبـذَبـا
أو ( جــاهـةٌ ) لـيـسـتْ تُــرَدُ لـقـدرِهــا
جـــاءتْ وفـــي يــدِهـا تُـخـبّـئُ كَـوكَـبَا
والــمــالُ ؟ أبــعــدُ مــــا يــمـرُّ بــرُوعِـهِ
ولـــوِ ابـتـعـثتُ مـــنَ الـجَـواهرِ مَـوكِـبَـا
وعززتُ نفسي قلتُ : أزعلُ ، ما الذي
سـيـكونُ لــو أنِّــي نـبـوتُ كَـمـا نـبـا؟
فــوجــدتُ أبــــوابَ الــرجــاءِ تـغـلّـقـتْ
دونـي ومـا فِـي الـناسِ أصعبُ مَطلبـا
ووجـــدتُــهُ جَـــبــلاً ورُوحـــــي دونَـــــهُ
طـــيـــرٌ يُـــرفـــرفُ لــهــفــةً وتَــقــرُّبَــا
ربّـــاهُ أسـعـفْـني فــقـد عـــزَّ الــرِّضَـا
يــا مَــنْ رضــاهُ إذا عَـفـا مــا أقـربـــا
وكــــأنَّ ربــــي لـــمْ يُـخَـيـبْ دعــوتـي
فـمـضيتُ مِــنْ فَــوري أقــولُ تَـحَـببَـا:
“يــــا أيُّــهــا الــحِــبُّ الــمُــدِلُّ بِــحُـبِّـهِ
يـــا آخــرَ الـرَّجـوى وأولَ مَــنْ حَـبــــا”
“لـمْ يـبقَ مـنْ أحـدٍ يُـشَفَّعُ فِي الوَرى
أنــتَ الـشـفيعُ إلـيكَ فـارْبأ مـن كَـبـا”
فـــــإذا مـغـالـيـقُ الــسـمـاءِ تـفـتَّـحَـتْ
وإذا حُـــزونُ الــحِـبِّ تـغـدو سَـبـسَبَـا
وتـفـيـضُ بـالـبـشرِ الـسـعـيدِ خـــدودُهُ
وشــفـاهُ تـنـطـفُ كِـلـمـةً مــا أعــجـبَا:
يـــا أيُّــهـا الأســتـاذُ قـــدْ عـلـمـتَني
درســاً يـتـيهُ عـلـى الـزمانِ وإنْ ربــا
عـلـمـتَـنـي أدبَ الـشـفـاعـةِ لِــلـرِّضَـا
فــاسـمـعْ دعــائــي لــلإلــهِ تــأدُّبـــا:
“ربــــاهُ إنــــي قـــدْ أتـيـتُـكَ مُـفـلـساً
لا شــيءَ عـندي كـي أُجـابَ وأُعـتَبـا”
“بِـرضـاكَ مِــنْ سـخـطٍ ألــوذُ وإنَّـنـي
بــكَ مِـنكَ عُـذتُ الـيومَ فـارحمْ مُـذنِبـا”
“وارحــــمْ حـبـيـبـاً كــلَّـمـا خـاصـمـتُهُ
أيــقــنـتُ أن عِــتــابَـهُ مـــــا أعــذَبَـــا”
ولأنـــتَ فِــي الـحـالينِ أجـمـلُ طـلـعةً
شـكـراً حـبـيبي قــد وعـيـتُ الـمَــطلبَا
عندما يكون الشعر باللغة العربية الفصحى ترسم لقارئها موسيقى حياة مليئة بالألوان وتزهزو بها الروح لجواهر معانيها
أنا لا أكتب إلا لغة في فؤادي سكنت منذ الصغرْ لغة الضاد وما أجملها سأغنيها إلى أن أندثرْ سوف أسري في رباها عاشقاً أنحتُ الصخر وحرفي يزدهرْ .
#شمعة_مضيئة 🕯
قصيدة لها مكانها وثمرتها
في مسيرة التصحيح بين الهدم والبناء
والشعور بين الإيمان والقضية
ثقافة مجتمع بمفهوم رباني
وهذا حب الله ومعرفة مراد الله في بيانها الحقيقي التي لاتغادر حياتك