مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

يحاكمون أفرادنا كطائفة .. ونحاكم طائفتهم كأفراد !

د.طه حامد الدليمي

 

يسيطر التفكير الميثولوجي على الشخصية الجمعية للشيعة في كل مكان. والميثولوجيا تعني علم الأساطير والخرافات وما تعلق بهما من طقوس وفلكلور.

إن هذا التفكير المنحرف جعل المجتمع الشيعي بيئة خصبة ومباءة لنمو الأوهام وعشعشة الأساطير، ونشوء قواعد وثوابت وقيم متخلفة شكلت إطاراً حاكماً لتفكيرهم، نتجت عنه تصرفات وأنماط نكوصية للأخلاق والسلوك، انحدرت بهم إلى دركات يترفع عنها الأسوياء من البشر، بَلْهَ أصحاب الحضارة والتمدن والذوق الرفيع!

لقد أسس الشيعة فكرهم الديني وبنوا وجودهم الاجتماعي وأقاموا كيانهم السياسي طبقاً لذلك التفكير الميثولوجي بكل ما نتج عنه من مخلفات خارجة عن نطاق المألوف والمنطق المعروف لدى بني آدم!

تميل الشخصية الشيعية بصفة متميزة إلى الخرافات والأساطير المفعمة بالحزن والانكسار، فترويها بغرام مثير للانتباه، وتعتقد بحدوثها فعلاً على أرض الواقع فتتفاعل معها إلى حد البكاء بما فيه من لطم وجلد للذات بكل ما تتخيله من أشكال، وما فيه من تصرفات ماسوشية. الخطير في الأمر أن الشيعة تبني علاقتها بالآخر على أساس هذا الجنون فتصدق ما ترويه بشأنه من أساطير، وتستورد الماضي فتحاسبه عليه كأنه حدث معاصر لم يغادر قط لحظة الواقع الحاضر إلى دائرة التاريخ الغابر.

ولك أن تتأمل في جميع تصرفات الشيعي: فرداً أو جماعة مع ربطها بالإطار الميثولوجي للتفكير لتجد أن العلاقة لا تكاد تنفك بينهما  إلا – ربما – في مناسبات محدودة ومحددة خرجت عن الإطار لسبب طارئ مثل الخوف، وهو أقوى المؤثرات المثبطة لظهور أثر الميثولوجيا في تلك المناسبة.

يحاكمون أفرادنا كطائفة ونحاكم طائفتهم كأفراد !

أحد نواتج التفكير الميثولوجي الشيعي أنهم يحاكمون أفرادنا كطائفة تتحمل وزر الفعل وإن كان صادراً من مفرد لا يمثل المجموع، ومع إنكار المجموع للفعل وتبرؤِهم منه. ويزداد الأمر سوءاً حين يكون الفعل قد وقع في زمان مضى وانقضى. وأسوأ منه أن لا يكون له وجود إلا في ذهن صاحبه!

إن حدثاً مختلقاً يستوردونه من التاريخ المزور المحمل بكل ما يضاعف الأثر ويشحن النفس بالحقد ويدفعها للانتقام.. يكفي لجعل السنة بمجموعهم مجرمين يستحقون العقاب الأبدي كلما سنحت فرصة لذلك! والضحية أشخاص لا يهم من هم؟ ولا أنهم لم يشهدوا الحدث المفترض فضلاً عن أن يكونوا قد ارتكبوا ما جرى فيه!

يقابله هذا كله لدى السنة تفكير مضاد تماماً، فاقد للتوازن الذي يستخلص الحق من قبضة الباطل، وينفي الباطل عما في الثنايا من حق. وهو أحد أسباب خسارة الأجيال السنية السابقة وتقهقرها أمام الزحف الشيعي.

خذ مثلاً حادثة من آلاف مؤلفة من حوادث مثلها. طافت شوارع مدينة الأعظمية السنية في بغداد أثناء الليل شرذمة شيعية ترافقها الشرطة كحماية، تهتف بسب الصحابة وشتم أم المؤمنين وتحمل لافتات متخلفة المحتوى!

لم تعتذر جهة شيعية لا حكومية ولا دينية ولا عشائرية عما جرى من فعل مقيت. والسكوت هنا دليل الرضى. أتدري من قام عنهم بواجب الاعتذار؟!

لقد بادر (الحزب الإسلامي) و(هيئة علماء المسلمين) – كما هي العادة المألوفة – ورموز سياسية وعشائرية ومجتمعية سنية، إلى القول بأن هذا العمل قام به أفراد لا يمثلون الطائفة الشيعية! مع أن كل عاقل يعلم أن الاعتداء إذا صدر من جهة فإن الجهة الصادر عنها الاعتداء هي التي تبادر إلى الإنكار، وليس العكس! فإذا ثبت، أو كان ثابتاً من الأصل، أعلنت عن استنكاره والبحث عن شماعة تعلق عليها مسؤولية العمل، وكبش فداء بدلاً عن المجموع.

أما أن يحصل العكس فيتولى المعتدى عليه الدور عوضاً عن المعتدي فهذا يشير إلى عدة احتمالات: متفرقة أو مجتمعة: الخوف، العمالة، الجهل بقوانين الاجتماع في التغيير، وأصول السلوك الاجتماعي في التعبير.

في إحدى المرات الألفية: في حي أبو دشير في الدورة ببغداد، قامت قوة تابعة لوزارة الداخلية باعتقال 11 شاباً من أهل السنة. وفي صباح اليوم التالي – وبعد مضي 8 ساعات فقط – عثر على جثث أربعة منهم وقد أذاقوهم صنوف التنكيل والعذاب، ومثلوا بهم تمثيلاً بشعاً. ثقبت وجوههم ورؤوسهم بالدريل، وقلعت عين واحد منهم، وآثار الضرب المبرح على أجسادهم، وقد تم كيّ جلود بعضهم بالمكواة الكهربائية، واستخدمت الحبال لتعليقهم وشنقهم.

وأنهوا هذا المشهد (الترفيهي) بإطلاق الرصاص على رؤوسهم. وألقوا بجثثهم في مكان ليس بعيداً عن دورهم، بالقرب من المقر الذي تتخذه تلك المليشيات وكراً لها، وتركوا عليها كلمات تنضح بالتشفي والشهوة المحمومة للانتقام: (هذا مصير كل سني قذر)!

وشنت مليشيا هجوماً على العمارات السكنية السنية المجاورة للحي، رغم وجود حظر رسمي للتجوال، استمر حتى مطلع الفجر تحت نظر الشرطة، وهي تهدد العائلات بالقتل إن لم يرحلوا. وكتبوا على جدران المنازل والمحال التجارية باللون الأحمر شعارات بعضها يحدد الجهة الفاعلة مثل: (عاش جيش الإمام المهدي) و(الموت للوهابية) و(فلان مطلوب لجيش المهدي) و… غيرها. وكانوا في أثناء ذلك يطلقون الأعيرة النارية من خلال أسلحة القنص على دور المدنيين، ويرددون هتافات معادية لأهل السنة. هذا، ومقتدى الصدر قائد جيش المهدي صديق لكل الجهات السنية الطافية على السطح!

مع ذلك وضعت تلك الجهات هذه الجريمة النكراء بكل حيثياتها الجمعية في إطار فردي بحت. وتضمن بيان هيئة علماء المسلمين – مثلاً –  أن (إخواننا) الشيعة بريئون من تبعة الجريمة، وألقوا بمسؤوليتها على وزير الداخلية ورئيس الوزراء!

هذا مثال واحد لخط ثابت يشكل إطاراً حاكماً للتفكير المتدني لدى السنة، ويغذي التفكير الميثولوجي البشع لدى الشيعة!

هل لي أن أسأل في نهاية اللقاء: في رأيكم ما العلاج؟ وكيف يمكن لإنسان أن يعيش في بلد واحد مع هذا الصنف من البشر؟

 

8 تشرين الثاني 2020

اظهر المزيد

‫13 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا // د. طه حامد الدليمي

    التشيع دين امراض وعلل وهو لايؤثر على طائفتة وحسب وانما على المحيط والبيئة الموجود فيها كل الامرض التي اكتشفها العلماء والاطباء لا تساوي هذا المرض فهو مرض يعطل ويشوه ويميت كل ما هو حي و الوطنجية والترضويين هم البيئة التي تجعل هذا المرض ينتشر اكثر ، اما أهل السُنة والقضية السُنية فهي الاهم في هذا العصر لان ما حدث لهم ليس بالهين ولا يهون والمشروع السُني في العراق هو الحل الوحيد لكل سُني/سُنية يريد نصر القضية السُنية ورفع الهوية السُنية .

    #شمعة_مضيئة

  2. مقالة واقعية وعنوان واضح
    التشيع لايفترض ان يكون ضمن نطاق الاسلام او من يكون شيعي لا يعني انه مسلم لو نعقلها قليلا التشيع يفترض ان يكون من ضمن الامراض الخبيثة فكيف يصح ان يكون دين كذبو فصدقهم الناس لو ان المجتمع بكامل عقله وواعي لما صدق بجرثومة تدعى التشيع
    وهذا سبب اساس كل ما يحدث في الواقع
    الحل يكون بحاضنة سُنية تنهض بجيل جديد .

    شكرا جزيلا شيخنا الفاضل 🌷

  3. لا يمكن التعايش مع هؤلاء المرضى والحل بالعزل.
    بكل صنوف العزل حتى لو وصل الأمر الى التقسيم فتقسيم الأرض خير من تقسيم الدين و الأمن بكل تفاصليه.
    جزاك الله خير دكتور مقال رائع جداً.

  4. وصف العلاج المناسب للحالة المرضية من حق الطبيب الحذق الذي شخص المرض بشكل دقيق …
    ودون تشخيص سيكون العلاج بلا فائدة! وهذا هو سر فشل جميع المشاريع السابقة “الترضوية” التي عالجت المشكلة دون تشخيص للشخصية الشيعية المعبأة بالعقد والعلل المزمنة!!

  5. وقد رأينا في أكثر من مناسبة قادة الشيعة البارزين كيف يطلقون تصريحاتهم، التي تستورد الماضي المُحرَّف، فهذا نوري المالكي الذي كان رئيسا للوزراء حينها، في تصريح صحفي يقول فيه: “الذين قتلوا الحسين لم ينتهوا بعد.. والمعركة ما زالت مستمرة بين أنصار الحسين وأنصار يزيد”

    وهذا المجرم الإرهابي قيس الخزعلي يقول: “ولي دم الإمام الحسين هو الحشد الشعبي، بهذه العقيدة نقاتل، بهذه العقيدة انتصرنا في الفلوجة وتكريت وديالى، وبهذه العقيدة سنقاتل في الموصل قتلة الحسين، يقول: القوم هم القوم، وهؤلاء أحفاد أولئك”

    ومثل هذه التصريحات الميثيولوحية أُطلقت من مجرمين آخرين!

    نعم شيخنا، فبناءً على هذه الدعاوى الكيدية يحاكموننا ويحلقون الضرر بنا.

    فهم الجرباء.. ولا خلاص من الجرباء بغير عزلها.

  6. العلاج الطبيعي لهذه المشكلة
    هو الاقليم وعزل اهل السنة
    عنهم وليس الاقليم فقط
    التحصين للفرد السني وتكوينه بهوية سنية
    ومشروع سني ليتصدى لهذا المشروع الشيعي الفارسي
    الذي غزا تاريخنا وثقافتنا وجغرفيتنا وكل ما يملك
    اهل السنة وقد اساءالى الاسلام والمسلمين.

  7. بما لا يقبل الشك لايمكن التعايش مع الشيعة بأي شكل من الأشكال.
    الشيعة ناس يعانون من مرض نفسي يستحيل علاجه وسوف نهلك معهم إذا بقينا سوياً خاصة بما عندنا من عقول ترضوية خانعة ضعيفة.
    الشيعة يجيدون التعامل مع الأحداث ويستغلونها أفضل استغلال أسقطوا نظام صدام بالكذب
    عكس أهل السنة الذين يملكون قضية تعيد بناء أمة لكن لايحسنون استغلالها.

  8. التشيع دين أجتثاثي لايقبل التعايش مع الآخر عقيدته معقدة بالحالة النفسية مثلاً الأمامة من أصول دين الشيعة عند فتاوي مراجع الشيعة من لايؤمن بها كافر حلال الدم والمال والعرض
    أهل السنة متهمون بها مصيرهم القتل والتهجير
    وهذا ما حصل لهم منذه ١٧عام من البصرة إلى الموصل فكيف تتعامل مع مجرم حاقد يمسك الأرض
    والدولة والمؤسسات وهو في عقيدته يبيح قتلك ومالك وعرضك أيها السني باسم الدين،
    لايوجد حل إلا الأقليم أو التقسيم إنقاذ نفسك من هذا السرطان القاتل.

  9. تُوصف القصيدة المتفردة بالعصماء..
    ولعلي أصف هذي المقالة بالعصماء!
    وأقول لعموم أهل السُنة والجماعة – مردفاً -: نحن نعيش بأفكار عظيمة.. ولكن أين أنتم من عظماءها؟!

  10. هذه العلل لابد أن تصحح ولا يمكن أن يكون الحمل على فرد، ليتحمل كل هذه النتائج التي وقعت علينا من زمن الصحابة الكرام (رض) وإلى يومنا هذا،أخوتي اخواتي أهل الغيرة ،لاتنظر إلى غيرك وتقول فلان يكفي….
    وأُبشرك،
    لم يوضع حلاًجذرياً
    لتلك المسرحيّة الهوجاء
    إلا التيار السني

  11. لا يمكن التعايش مع الشيعة بأي حال من الأحوال. هذا مااثبتته الأيام خاصة في العراق. والعجيب أن أهل والجماعة لايزال الكثير منهم لا يُدرك للخطر الشيعي الذي يتهدد. بل ويعتقدون أن هنآك فرق بين الشيعة العرب والشيعة الفرس من حيث الإجرام. دون للنظر الواقع والأخذ يعين الإعتبار ما فعلته المليشيات الشيعية بأهل السنة في العراق منذ سقوط النظام السني في العراق والى يومنا هذا. وعلى رأسها…فيلق بدر العميل وجيش الهتلي وعصائب أهل الباطل وغيرها وهم عرب ومن صلب عرب إقحاح كما يسميهم الكثير من السنة المغيبون عن الواقع ناهيك عنما فعله الحوثيون في اليمن وحزب الات في لبنان وحزب البعث الشيعي في سوريا. فمتى يعي السني المسكين انه( لافرق بين شيعي واخر إلا بالتقية والإجرام)

  12. آه يالقهر
    ثم آه يالقهر .
    اين الرجال اين النخوة اين الغيرة على الدين
    هؤلاء اقصد الشيعة جبناء فقط شد عليهم وسوف يتسحبون مثل الكلاب .

  13. منذ وقت الخلفاء الراشدين لم يهنأ العراق بالامن بسبب الدين الشيعي فهو دين توسعي اجرامي لايؤمن بالحوار ولا يؤمن باالتعايش السنة ينبغي لهم ان يصحو ويطالبو بالاقليم حالهم حال الشعب الكردي الذي طالب منذ زمن بعيد وقاتل من اجل الاستقلال والاقليم اما مشكلة السنة فهي عقيمة جميع من اتحدث معه يقول لانريد الاقليم من اين نعيش من اين لنا النفط من اين ناكل وكان الشيعة هم من رتب امور البلاد والعباد الاقليم هو الحل

اترك رداً على ابو نادر إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى