مقالاتمقالات أخرى

نحو وعي سُني خاص .. كلمة سره خمسة أحرف ( م ش ر و ع )

الشيخ جار الله الملا خضر

منظومة الفقيه القائد/ التَّيًّار السُني في العراق

 

من حكمة ديننا أنَّه رتَّب لنا مقاصده وجعلنا ننظر إليها متفحِّصين مرادنا منها في كل زمان ومكان.

فالضروريات لا يمكن أن نتجاوزها لتحقيق الحاجيات والحاجيات تسبق التحسينيات، وهذي الثلاث تتعاضد مع مسيرة التمكين والطريق إليه.

والسُّني الذي لا ينعم بنوم وقد أرَّقه أنَّه أنَّى اتجه إلى السُّنة وجدهم كالطير مقصوصًا جناحاه!

لا بد له من وعي سني، ولكن كيف؟

والجواب: بمنهج ومنهجية، ترعاها مؤسَّسة.

ولعلَّ التَّيَّار السُّني راعى هذه الحيثية، بيد أنَّني هنا أرعى فكرة (المنهجية) وهي تأتي قبل البرنامج، وهو تحويل المادة الورقية إلى مختبر عملي يعطي نتائج ما نغذيِّه من أفكار، فيتحول إلى منهج يمشي على الأرض[1].

الجمود من نواقض الرفعة

لا يغيب عن القاري السُّني الكريم كل المشكلات التي يعايشها أهل السُّنة والجماعة المشارقة باعتبار جغرافية مهدِّدة لهم: ديناً وأرضاً وعرضًا ومالاً ونفساً، وهن الضروريات الخمس التي بدأت مقالي بذكرها إجمالاً.

وما مقصود مشروع التَّيَّار السُّني إلا أن ينفرد فيقوم بتحويل المادة الصلبة إلى مادة سائلة من خلال تبنيه لفكرة المنهج والبرنامج، وحسبي هنا أن أضيف فأقول: لماذا لم يتحرَّك المنهج إلى اليوم؟

لأننا نحتاج المنهجية، المنهجية التوزيعية، والتحميل الجمعي للمنهج، لتصيير التبر أنواعاً من الحُلي.

نعم.. لنجرِّب وهل هناك ما نخسره؟

البيت الشيعي

بعد الاحتلالين عام 2003م تم تشكيل البيت الشيعي، وهذا البيت سكنه أخبث العقول الشيعية، لكنَّ هذا البيت حوَّل المنهج المُعطى لهم إلى برنامج عبر منهجية: تعدد الأدوار ووحدة الهدف.

وهذا الذي أريد أن أنقله كتجربة في مشروعنا، أليست الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق بالتقاطها؟!

وهناك من ليس شغل ولا عمل إلا الاعتراض وسيقول: أين هو البيت الشيعي؟

موجود، ونتائجه على الأرض، تدعوك لتفقد شبابنا في السجارية والصقلاوية والمسحك، موجود بحيث لا يدع ابن جرف الصخر إلا شريداً طريداً، موجود وقد أخلى العراق من المال والعقل، موجود وقد جعلك تحلم أن تنام إلا ومليشياتها متسلطة عليك، موجود وقد أنام النساء والأطفال والشيوخ والعجائز في المخيمات.

حقًا:

ومن لم تكن له عين صحيحة      فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر

أساتذة الغباء

مع فقهنا للواقع نواجه أساتذة الغباء، من فقهاء غير واقعيين يخطئون التنزيل ويجلبون الويل. فعلى كثرتهم وتعدد مجامعهم الفقهية لم يستطيعوا أن يعوا حاجة فقه الواقع لـ: (مشروع التمكين)، فعشعش الذل تحت عمائمهم، ولم يعودوا يصلحون لجعلهم آمَنةً على الواقع الذي لم يفهموه لكي يقودوه.

لذا كنا في المشروع أفقه واقعاً وتنزيلاً.

الرحيل إلى المشروع

إنَّ الرحيل إلى المشروع السُّني هو المشروع، وهو الذي يصدق فيه: {وعجلت إليك ربي لترضى}، لأنَّني أقولها جازماً: لا بد من الوعي الداخلي.

نعم الوعي الداخلي في المشروع، وذلك باعتماد التحويل الجماعي للمنهج إلى برنامج من غير اعتمادٍ فردي أو شخصنة البرنامج بفرد، وسيعلم الذي سيعمل بهذه الآلية أنَّه قد وجد نفسه حقًا في المشروع، وكلٌ على ثغرته.

وستظهر لنا طاقات لم نكن نعلم إمكانياتها لولا (الرحيل إلى المشروع) و(الوعي الداخلي).

بل سيشعر الفرد المحوِّل المنهج إلى برنامج بفقه الحركة المُميع للجمود الذي كان يشعر ثقله ولا يعرف كيف الخلاص منه.

 

2020/12/12

______________________

[1].إشارة لحديث السيدة عائشة – رضي الله عنها -: كان قرآناً يمشي على الأرض.

اظهر المزيد

‫10 تعليقات

  1. ((نعم الوعي الداخلي))
    هو تفجير طاقة كل فرد من أنصار المشروع السنُي في تثقيف اهل السنة وتكوينهم وتمكينهم ..مستعينين بالله
    واخذين بل اسباب ((الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)
    لازالة الأفكار المتجمده السائدة التي ادت الى دمار اهل السنة وهلاكهم.

  2. المشروع السني هو الامل الأخير لسنة العراق للخروج من عنق الزجاجة المتمثلة بالوطن الواحد الذي اضاع دمائنا وشتت شملنا، مشروع بهوية سنية واقليم سني يجمع الطاقات ويوحد الأفكار الانطلاق من جديد نحو التمكين .

  3. حال اغلب شيوخ الدين والنخب السنية هم في واد والواقع في واد اخر بسبب الفكر البالي ليس لهم هم سوى مصالحهم ومناصبهم قوم عفى عليهم الزمن وسبقهم الواقع بسنين ضوئية الا من رحم الله، لم يدركوا مافاتهم ولن يدركوه الابمشروع يتداركوا به البقية الباقية…

  4. CBM Vيارب نسالك من فضلك العظيم ان تبارك لنا في مشروعنا السني
    وتجعل منه صحوة توقض اهل السنة من سباتهم الطويل
    وفكرهم المشوش بافكار الشعوبيه والفارسيه

  5. جزاك الله خيرا شيخي الغالي على هذا المقال
    شخصت فيه العله ووضعت له الدواء
    مشروعنا السني هو عبارة عن هوية وبرامج عمل وهدف
    ونحن لها بإذن الله
    ومن قال أنا لها نالها

  6. احسنتم شيخ بارك الله فيكم وزادكم من فضله وكرمه
    (من لم يكن له مشروع، كان ضحيّة لمشاريع الاخرين)

  7. تعبير يدل على فقه و إدراك الشيخ حفظه الله ، في مفهوم المشروع السني التكويني العملي بعد
    التنظير …
    وفقكم الله وبارك في علمكم
    شيخنا الفاضل.

  8. نفع الله بعلمك وجعلها بميزان حسناتك
    الفكرة وحدها لاتكفي مالم يكن لها من ينظم حركتها على الواقع وفق خريطة عمل توزع معالمها وتنشط فاعليتها..
    وهذا في تصوري هو (الشروع بالمشروع).
    ولذا اجتهد الرسول صلى الله عليه وسلم بإيجاد ذلك ولم يكتف بقبول الفكرة فحسب ماحفز العرب للاستنفار بين مستقطب ومعاد..
    وعند ذلك سوف يتم توزيع المهام وبرمجة مراتب الشريعة وفق حركة الواقع وحاجياته..
    فالدعاة العاملون هم المشخصون للعلل وادوائها ..
    ومهما بنى الشرك وأهله من خرائب ليخرب طريق الحق فلاشك بمصيره المحتوم إلى المزابل والاودية السحيقة. .

  9. مشروعنا رباني ينطلق من الوحي ثم يعود إليه وينظر للواقع ليكشف سر الأحداث في الزمان والمكان لتحصين وتكوين أهل السنة ويجعل السني على اساس متين لاتعتريه الشبهات والاشكالات ويكون على جادة الصواب والمسار الصحيح، وهذه مهمة أهل التيار المؤسسين لتوعية الأجيال القادمة
    (جزية خيرا شيخنا الفاضل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى