مقالاتمقالات أخرى

تفريس بغداد.. عبر القانون (3)

 

الحقوقي: معاوية الميلب/ التيار السني في العراق

 

يلحظ المتتبع للشأن السياسي العراقي أن هناك صراعا شيعيا شيعيا محتدما على حقيبة وزارة الداخلية في حكومات ما بعد 2003, ومن المعلوم أن وزارة الداخلية العراقية أصبحت من حصة المليشيات الإيرانية “منظمة بدر وحزب الدعوة”

وفي حكومة عادل عبد المهدي لاحظنا بوضوح حجم هذا الصراع، فكتلة سائرون التابعة لمقتدى الصدر رفضت توزير مرشح كتلة الفتح (فالح الفياض) وهذا الرفض ليس لسبب وطني؛ لحفظ الأمن الداخلي العراقي مثلا, بل لضربه في الصميم، لأسباب تتعلق بمصالحهم الطائفية -ولست بصدد سردها- في حين تمسكت إيران ممثلة بـ (كتلة الفتح – فيلق بدر) بمشرحها هذا، فإصرار إيران على (فالح الفياض) القيادي في الحرس الثوري الإيراني هو لتسهيل تفريس العراق.. وتسهيل تجنيس الإيرانيين وهذا العمل يخص وزارة الداخلية بالذات، حيث أن معاملات الجنسية تدور في دوائر وزارة الداخلية بعد توقيع الوزير عليها، لهذا أعطت إيران أهمية كبرى لهذا الوزارة منذ سيطرتها على الشأن العراقي ولا زالت تعطيها، فضلاً عن دور وزارة الداخلية في الأمن العراقي الداخلي، وكما هو معروف أن الفياض هو من الأيدي الطوال الخادمة لمشروع ولاية الفقيه في العراق والوطن العربي.

عودة إلى قانون الجنسية ومخاطره

كما أسلفت في الجزء الأولى من هذا المقال: يُعَد (قانون الجنسية العراقية لسنة ٢٠٠٦) من أخطر القوانين التي غيّرت نسيج المجتمع العراقي وتركيبته السُكانية، فكثير من مواد هذا القانون شُرعت لتنفيذ غايات شيعية إيرانية فارسية داخل العراق.

والتوضيح الذي أصدرته مديرية الأحوال المدنية والجوازات والإقامة في وزارة الداخلية، في 14 آذار، 2019، بشأن بعض الفقرات القانونية الخاصة بمنح الجنسية العراقية يقر بهذه الفضيحة التجنيسية والخيانة العظمى, وذكرت المديرية في توضيحها أن: “تم إضافة استثناء للمهجرين (المسفرين) قسرا إبّان النظام البائد ولديهم معاملات في مديرية الجنسية لم تنجز حينها بسبب تسفيرهم وعدد كبير منهم كان مسجلا ضمن سجلات عام ١٩٥٧ وبعد عام ٢٠٠٣ صدر قرار مجلس الوزراء برفع إشارة الترقين والتجميد عن قيودهم وحصلوا على هويات الأحوال المدنية ولم يتمكنوا من الحصول على شهادة الجنسية العراقية لعدم وجود إقامة حديثة لديهم لمدة عشر سنوات”، مردفة “ولغرض إنصاف هذه الشريحة المحدودة تم وضع هذا الإستثناء لهؤلاء على أن يكون لديهم إقامة لا تقل عن السنة “.

وعلى ضوء هذا القانون تم تجنيس الملايين من الإيرانيين، ومنحهم الجنسية العراقية وجميع الأوراق والمستندات الثبوتية الرسمية الممنوحة للمواطنين العراقيين.

شهادة من مصدر من دائرة الجنسية والأحوال المدنية العامة

يقول المصدر بالنص: “لدي صديق ضابط يعمل في دائرة (الأحوال المدنية العامة) يقول: يوميًا يأتي صندوق مُغلف من حزب معين, في هذا الصندوق ظروف بأسماء وصور وعناوين كاملة، أنا واجبي أن أستلمها من مدير الجنسية وأعمل في قسمي لهذه الأسماء والصور والعناوين (الجنسية العراقية) دون أن أرى أحدًا من أصحاب هذه الصور موجود شخصيًا، وحين إكمال البطاقات أرسلها إلى العميد وهو بدوره يُعيدها إلى الصندوق، ثم تُرسل مع معقِّب تابعٍ إلى القسم المجاور في الدائرة ليجري نفس العمل على بطاقة شهادة الجنسية وبعدها تُحول إلى مراكز الشرطة لإخراج بطاقة السكن والتموينية، وحين سألت سيادة العميد: كيف يجوز أن نُكمل هذا الكم الهائل يوميًا دون حضور أحد منهم؟ كان الرد بنقلي إلى جوازات الصليخ فوراً)[1].

وقد تم منح ما يقارب الثلاثة ملايين ونصف المليون إيراني وأفغاني وباكستاني من (الشيعة) الجنسية العراقية[2].

ومما يلفت نظر كل المراقبين خلال الأعوام التي تلت الإحتلالين، أنه لم يتم عقد التعداد العام للسكان للأعوام ٢٠٠٧-٢017 وذلك لطمس التركيبة السكانية الأصلية العراقية على ضوء مصادر الأصول للشعب العراقي وهي الجنسية العثمانية.

لم يَعُد مشروع تفريس العراق يقتصر على جانب معين من جوانب الحياة فحسب، بل هو خطة ومشروع شامل لا يبقي مجال إلا واندس فيه.

فمشروع التفريس هذا لا بّد من ضربه ورده، فقد بات يتسارع في جسد المناطق السُّنية بعد الحرب التي شهدتها في الفترة الأخيرة، وليس كما كان يسير حبوًا قبل ذلك، فتنفيذ هذا المشروع جارٍ على قدمٍ وساق وبإشراف (الولي الفقيه) نفسه.

والأمر اللافت والأشد خطرًا أن هذا المشروع يمرر ويدار كذلك بأيد تدّعي السُّنية وتدّعي تمثيلها لهم – فضلاً عن الأدوات الشيعية المعروفة بتبعيتها لإيران – منها تيارات وأحزاب سياسية معروفة وعلى رأسهم (الحزب الاسلامي وتفرعاته، وميليشيا الحشد العشائري، وجماعة الرباط المحمدي) فضلاً عن شخوص بدت سوءتها نتيجة جهودها الكبيرة الخادمة للمشروع الفارسي، كـ (خالد الملا، وعبداللطيف الهميم، ومهدي الصميدعي، ومحمد نوري، وعبد القادر الألوسي) وغيرهم كثير من ربائب الفرس.

فكل هؤلاء أصبحوا أبواقًا لإيران ينعقون لها على أنها دولة جارة أنقذت العراق من تنظيم داعش، وأنها دولة مسلمة!

وكما أن لكل داءٍ دواء فإن فضح هذه الأفكار الدخيلة وهذا المشروع الخطير الهادف لتشكيل إمبراطورية فارسية كبرى، والعمل على صدّه بتوعية أهل السُّنة بهذا السرطان الخبيث هو نوع من العلاج وهو الذي سيسمح بإجتثاثه مستقبلاً، وهذه التوعية من واجبات الوقت، بل لا بدّ أن تكون مرعية من قبل مؤسسات مختصة بهذا الداء، فضلاً عن منظمات المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية الدولية، وکذلك لا بدّ من تقييد وتوثيق وتثبيت قاعدة معلومات عن جميع تحركات هذا المشروع وتطبيقاته والعاملين فيه.

 

2021/4/13

………………………………………………….

[1]. مقال منشور في (المركز الوطني العراقي للمعلومات).

[2]. المصدر نفسه.

 

اظهر المزيد

‫6 تعليقات

  1. طبعا هذه الحقوق التي تعطى الى اشخاص مجوس عجم حاقدين على الدم العربي كاكل والسني بالخصوص لان ايران اللعينة قد استولت على رقعة جغرافية لها اهمية كبيرة من جميع النواحي وقبلها الاحواز العربية التي ستولى عليها الخنازير الايرانيون وهذا واقع نقرأه .

  2. أحسنت القول والمقال أستاذ معاوية،
    لم يجد الشيعة كهاذه الفرصة السانحة في غياب المكون السني، ليضعو مايضعو من تغير وتزوير،
    غاب ألقط ألعب يافار

  3. طبعا هذه الحقوق التي تعطى الى اشخاص مجوس عجم حاقدين على الدم العربي كاكل والسني بالخصوص لان ايران اللعينة قد استولت على رقعة جغرافية لها اهمية كبيرة من جميع النواحي وقبلها الاحواز العربية التي ستولى عليها الخنازير الايرانيون وهذا واقع نقرأه .

    اموية

  4. جزاك الله خيرا على هذا المجهود
    والسعي في تحذير سنة العراق
    وتحصينهم من خطر الفرس ومكرهم
    وفضح مشروعهم وتفريسهم للعراق
    وفق الله أنصار التيار السني في خدمة دينهم
    وقضيتهم السنية والأمة السنية العربية
    في مواجهة إيران وشيعتها ومشاريعها التخريبية

  5. جزاك الله اخي معاوية كل خير .. والله ان القلب لينزف الما ويتقطع اربا من هول هذه المظالم والجرائم .. والعجيب ان لا احد من المنظمات الحقوقة فضلا عن الدول التي صدعت رؤوسنا بحقوق الانسان وتغيير المناهج والقوانين تثير هذه المواضيع .. صراخنا ليس له صدى في هذا العالم .. ولكن حسبك ان ادليت بشهادتك واديت هذا الفرض والواجب.
    والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

  6. من يفضح هؤلاء المجانين والحشاشين الشيعة ، الذين استولو على البلاد والعباد غير أصحاب القضية الذين عاشوا هذه المأساة في داخل البلاد التي طالت البنى التحتية والحياة الأجتماعية ومناطقنا السُنية وقطعت اوصالنا ،،
    بارك الله في جهود العاملين والمخلصين لدينهم وقضيتهم وهويتهم السُنية
    الفكر والقلم سلاحنا في التغيير ضد المشروع الشيعي الفارسي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى