سياسةمقالاتمقالات أخرى

الصواريخ العابثة بالقارات

أ. أحمد المهدي/ التيار السني في العراق

السياسة إسلوب يعبر عن مسار سلمي لدرء المفاسد وجلب للمصالح.
هي سلاح القوي وإسلوب الداهية في إدارة الأزمات،في الأزمات أو المفاوضات من الحكمة التمسك بالسياسة الى أبعد حد وأقصى مسافة حتى لو طال الزمن بما أن هنالك فسحة للسياسة لابد أن لا يفرط بها.
لان السياسة تحافظ على الثروات أن تهدر وعلى الأرواح أن تزهق.
وعليه ليس من الحكمة إهدار الفرص السياسية و الذهاب الى الحرب لان المستفيد من الحروب هم تجار الحروب شركات الأسلحة والدول القوية التي ستقف بجانب من يدفع لها أكثر فالإنصاف ليس له معيار ولكن المصلحة لها معيار قابل للقياس.
فالحرب ستراودك عن كل ما تملك من ثروات ومن إحتياطي للعملات الصعبة التي سيحاول الجميع سحبها منك لأنها غاية السياسة والحرب.
هذه المقدمة تفسر لك صبر المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات المتحدة على التحرشات الإيرانية التي تحاول من خلالها جرهم الى حرب المنتصر بها خاسر في التفاصيل،لذلك تحافظ هذه الدول و تطالب بحل الأزمة مع إيران سياسياً و لكن بطرق الضغط البارد الذي يوصل الخصم الى أقصى درجات الأنحدار ومن ثم الإستسلام والتفاوض أو يكون القضاء عليه أسهل.

قيمة الشجاعة عند العرب…

الشجاعة هي صفة حميدة ومقياس الرجولة عند العرب ولكن معيار قياسها دائماً هو المعارك والحروب ويحاولون إسقاط هذه الصفة على الدولة أي تحويلها من صفة شخصية فردية الى صفة في الشخصية الجمعية التي تمثلها الدولة ومطالبة الحكام بأداء وجبها بينما الواقع يقول أن صفة الدولة القوية هي الإستقرار و بين ثناياه الإستقرار الأمني والسياسي والإقتصادي،والحرب كفيلة بإنهاء الإستقرار بكافة جوانبه.
فترى العرب يتسألون لماذا لا يخوض العرب حرب مع إيران؟
أيضا لماذا لا تخوض أمريكا الحرب مع إيران؟
الجمهور يعتبر أن هذا مؤامرة او الجبن،لا هي السياسة يا سادة سلاح القوي وصفة رئيسة في شخصية المتمكن،ولو كنت قادر على تدمير خصمك بالحرب الباردة دون تكاليف لماذا تشن حرب تقليدية تكلفك مليارات الدولارات!!!؟

الحرب في صالح إيران…

إيران مستميته لجر العرب لمواجهة مباشرة من خلال محاولات متعددة بالأذرع الشيعية تارة وبالصواريخ العابثة تارة أُخرى.
والعرب يتجاهلون هذه الإستفزازات للمحافظة على مكتسباتهم الإقتصادية و السياسية وهذا هو الأسلوب الأمثل فعدوهم يُستنزف في كل مجالات الحياة و العرب يزدهرون في كافة المجالات.
كذلك طول النفس يكشف عن قدرات إيران فهي تستخدم كل ما لديها من تقنيات عسكرية لضرب المصالح الإقتصادية في الدول العربية وهذا يعطي العرب وأمريكا فرصة للتجول في قدرات إيران و من ثم العمل على نزع هذه القدرات كما يحصل اليوم من محاولات لتحجيم قدرات إيران الصاروخية.
فلولا صبر المملكة العربية السعودية على التحرشات الإيرانية لما وضع هذا البند كشرط عقد إتفاق نووي جديد مع إيران.
السبب هو ان إيران أثبتت للعالم أن سلاحها الوحيد الذي يهدد العالم والمصالح العالمية هو برنامجها الصاروخي والذي بات مصدر إزعاج للدول العربية ومصدر تهديد للمصالح الأجنبية وعليه سيتم تقليم أضافر إيران الصاروخية.
إيران مع صبر العرب تخسر في كل يوم شيء من رصيدها المخبأ للمستقبل.

درس من الواقع…

الشخصية العراقية هي شخصية شفافة واضحة سريعة الغضب لا تصبر على حال واحد متقلبة مزاجية تميل للحسم بالحزم.
الحرب العراقية الإيرانية هي حرب مشروعة للعراق حيث دافع عن هويته ووجوده وتاريخه وخرج منها يزهو بالنصر المبين ولكن بجيوب فارغة تماماً وما أن ألقى من يده السلاح ليحمل الديون التي أرهقت كاهله الذي لم يُنفض عنه غبار الحرب بعد،ليسوقه هذا الوضع للدخول في حروب أخرى أدت بالنتيجة الى تدميره .
فالنصر لا يأتي بالهَيْن والمحافظة على مكتسبات النصر أصعب من النصر نفسه.
ربما المناخ والطبيعة هي من تؤثر في شخصية الإنسان،تنوع الطبيعة في أرض العراق ربما هي السبب في قلة الصبر عند العراقي،فهو لا يصبر على حال واحدو يميل الى التغيير،كذلك الطبيعة الصحراوية لدول الخليج علمتهم الصبر وأن كل شيء يؤخذ في أوانه فهو يصبر في حصوله على الطعام ولا يتحرك إلا بأوقات محددة بسبب طبيعة الصحراء الصعبة.
كذلك الكرم وهوان المال في عيون العربي ربما لفت إنتباهه الى أن المال الذي يفقد في الحروب لا يمكن تعويضه أبداً.

١٨-٥-٢٠٢١

اظهر المزيد

‫4 تعليقات

  1. تعبير ومقال روعة يعبر عن إدراك صاحب المقال وهضم الفكرة بماينطق الواقع الحال، ولهاذا نقول لو ذهبت إسرائيل في هذا الجو المكهرب من البديل؟! ستحل مكانها إيران وشيعونها والنفوس الضعيفة وحينها يعرف المخدوع الفلسطيني من الغدار الاشر،
    ليتهم يتعضون بنا وبماحل في شبابنا……جزاك الله خيراً ياأحمد المهدي🌷🌷🌷

  2. جزاكم الله خيرا… حفظ الله الخليج السني العربي من كيد المجوس والتشيع اللعين ايران تحاول جاهده عرقلة الاوضاع في المشرق العربي لكن دون جدوى من سيئ الى أسوء .

  3. وفقكم الله…السعودية دائما حكيما في موقفها إتجاه الأزمات والأعداء من حولها …ونحمد الله ان القيادة السعودية وشعبها عرفوا خطر أيران وشيعتها ومشاريعها التخريبية في منطقة الشرق الأوسط
    وعند تحديد عدوك تدرك التصرف معه ومواجهته بأسلوب يستحقه ويسحقه …مقالة رائعة في مفهوم السياسة وكيف تتعامل الدول العظمى في الحفاظ على قيادتها وامنها وأرضاها وشعبها .

  4. السعودية تسير على فكرة رائدة وحركة راشدة هادفةوهادئة في مجال سياستها ومصلحتها مع الحلفاء والاصدقاء أمام التحديات التي تواجهها من قبل أعدائها المجانين إيران وعملائها .. .
    مقال يطرح عناوين كبيرة في مسار السعودية ،
    جزاكم الله خيرا…أستاذ أحمد المهدي

اترك رداً على نهاوند محمد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى