مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

الأستاذ الكبير محمود الملاح الموصلي

أحد عمالقة الفكر السني في العراق في القرن العشرين

د. طه حامد الدليمي

أمة لا تعرف رجالها لا تعرف نفسها.

الأستاذ محمود الملاح رحمه الله كان في زمانه أمة وحده في التصدي لخطر التشيع من جهة، ولوباء الثقافة الترضوية التقريبية في الوسط السني من جهة أُخرى. سنة 1995 عثرت صدفة لدى أحد أصدقائي في (جرف الصخر) بكتاب متوسط الحجم قديم جداً أصفر اللون تكاد صفحاته تتكسر ما لم تُقلبها بعناية. يعود الكتاب – كما هو مؤرخ في صفحته الأولى بعد الغلاف – لأحد الشيوخ إبان دراسته في المدرسة الدينية في (الفلوجة) على يد الشيخ عبد العزيز سالم السامرائي رحمه الله. وعلى الكتاب تاريخ يشير إلى الخمسينيات من القرن الماضي. وكان بعنوان (المجيز على الوجيز) أو (الرزية في القصيدة الأزرية).

فوجئت بما في الكتاب من فحولة في الطرح لم أجدها عند غيره، وعمق في الفكرة، ومعرفة دقيقة بالشخصية الشيعية، ولغة عربية أصيلة متقنة السبك متماسكة البناء! إضافة إلى أسلوب ساخر يطلقه بتمكن رصاصة يطلقها هداف ماهر فلا تخطئ هدفها!

في أحد الأيام بعد قرابة ثلاث سنوات أو أكثر طرق عليَّ الباب، ولما خرجت أستطلع الطارق إذا هو أحد أصحابي الغالين! وفي يده كتب قليلة العدد صغيرة ومتوسطة الحجم، قدمها إلي وهو يبتسم مع نظرة يقول لي فيها: “تفضل خذ هذا الكنز”! وتفحصتها فإذا هي عدة مؤلفات للأستاذ الملاح! وجدها صدفة أيضاً لدى مكتب استنساخ قريب من وزارة الأوقاف في بغداد. فرحت كثيراً بهذا الكنز حق الكنز. واتفقنا على أن نستحصل بقية كتبه ونعيد طبعها على الحاسوب. ولعلنا نذهب إلى ورثته في الموصل لنستأذنهم في طبعها. لكن دهمتنا أحداث ومشاغل صرفتنا. ثم قتل صاحبي على يد الشيعة وهو متوجه لإقامة صلاة الجمعة في حزيران من سنة 2000. قبل أن نحقق أملنا ذلك الأمل الواعد الجميل.

الملاح.. ذلك النجيب الذي ضيعه قومه

كنت أتساءل عن الصمت الغريب والإهمال الظالم لذكر هذا العملاق الذي دافع بضراوة عن أهل السنة والجماعة. وأمرٌ كهذا – مع رجل كان حاضراً بقوة في الوسط الإعلامي، سكن بغداد في إحدى فترات حياته، ويكتب في صحيفة معروفة هي (السجل) تصدر في بغداد. شيء غريب حقاً! يسجل علامة لغير صالح علماء السنة آنذاك. بل وكل آنٍ منذ زوال الدولة الأموية وتمكن الشعوبية المجوسية، وإلى اليوم. كما يشير إلى استيلاء ترضوية مقيتة وانهزامية فاضحة على عامة علماء ذلك العهد وما قبله وما بعده من عهود.

لمسنا هذا بأنفسنا وعانينا منه بشدة؛ إذ غلب هذا الصنف من الانهزاميين على الساحة. ساحة يتسيدها سياسياً القوميون والليبراليون، وشعبياً العشائريون، ودينياً الإسلاميون المتحزبون والقبوريون المستشيعون. خرج أسلافهم تواً من حقبة ظلام ديني وجمود فكري وخلط عقائدي وأمية فاشية ودين معطل، دامت سبعة قرون (من سقوط الدولة العباسية سنة 1256 حتى سقوط الدولة العثمانية سنة 1924). أدركنا البقية الباقية من أخلافهم لا تكاد تجد أحداً منهم يقرأ حرفاً ولا يقيم فرضاً! وكأن الله جل وعلا ما قال في مفتتح أول سورة أنزلها على نبيهم صلى الله عليه وسلم: (اقْرَأْ)، ولا في خاتمتها (اسْجُدْ)!

وفجأة يظهر في هذا الوسط الترضوي الانهزامي رجل مثل الأستاذ الملاح! ماذا تتوقع أن يكون موقف المعممين منه؟! معممين كبيرهم وزير الأوقاف السني كان يرسل بأموال الوقف السني طلاب الشيعة في بعثات دراسية إلى الغرب!! ويكتب القصائد في تبجيل (أئمة) الشيعة الاثني عشر واحداً واحداً!

في ظل عهدٍ حكامُهُ، صحيح أنهم في الدين من أهل السنة، لكنهم في النسب ينتمون إلى علي رضي الله عنه. وقع التوافق عليهم لهذه الميزة (سنةٌ ديناً علويون نسباً) كي يتمكنوا من حكم بلد خليط من سنة وشيعة.

هكذا بكل ما في الفكرة من فصام مع الواقع! فلم يطل العهد بهم كثيراً حتى دفع الملوك رحمهم الله – في شخص آخرهم – والنظام ككل الثمن مضاعفاً. فبعد (37) سنة فقط قتل الملك الشاب الوديع البريء فيصل الثاني وهو في أوائل العشرينيات من العمر، في يوم كان يستعد فيه لإتمام زواجه من خطيبته! وسُحل الحكام بالحبال خلف السيارات في شوارع بغداد! ولا حول ولا قوة إلا بالله!

جذور العنف في الشخصية العراقية

قد يعزو الكثيرون هذه القسوة إلى نزوع للعنف القاسي راسخ طبيعة الشخصية العراقية. لكن هذا التفسير الأحادي يفوِّت على الناظر رؤية بقية أجزاء الصورة. وفي رأيي أن هذه القسوة وليدة عدة عوامل أهمها:

  1. أن العراق هو البلد الوحيد من بلدان الوطن العربي مفتوح الحدود دون وجود حاجز طبيعي كالجبال والبحار يفصلها عن مصادر الغزو الواقعة والمتوقعة؛ لذا كان العراق طوال تاريخه مسرحاً لغزوات الشعوب وحروبها. وبلد مهدد كالعراق لا بد أن تحتمي شعوبه بالشدة التي تختلط بالقسوة ثم لا تفرق بينها وبين الشجاعة حتى تكون القسوة صفة محمودة راسخة في طبيعتها.

انظر إلى الخريطة مرة أُخرى ستجد بلدان الخليج العربي محمية بالبحار من جهة الشرق والجنوب والغرب. والسودان بالبحر شرقاً ومصر شمالاً. كذا جيبوتي والصومال. ومصر محمية بالبحر شرقاً وشمالاً. ودول المغرب بالبحر شمالاً وغرباً، وبدول عربية، أو يكثر فيها العنصر العربي، جنوباً. إلا العراق فحدوده مفتوحة من الشرق على إيران بطول (1458 كم) ومن الشمال على تركيا بطول (331 كم). اللهم إلا الأحواز فهي شرقي الخليج العربي لا يفصلها عن إيران شيء، بل هي في وسط حضنها. وكان الفاصل المائي إلى الشرق منها مصدر خطر لها؛ إذ يقوم بعزلها كلياً عن حضنها العربي! فسهلَ على إيران احتلالها سنة 1925 حين سنحت لها الفرصة على يد الإنكليز.

  • إن سكانية (ديموغرافية) العراق تمتاز بالتعدد العرقي والديني. وقد أسهم الإنكليز في تكريسه عمداً لنوايا مبيتة أطلعت رؤوسها بعد الاحتلال الأخير (2003). يأخذ هذا التعدد صفة الحدية والتضاد الكامل والعداوة حد النخاع بين أحد المكونات وهم (الشيعة) والمكونات الأُخرى خصوصاً السنة منهم، لا سيما العرب من السنة! وكل من جهل أو تجاهل هذه الحقيقة فهو واهم، بل هو أحد أسباب إطالة المأساة وتجذرها. وليس الذنب في أصله ذنب الشيعي، إنما هو ذنب دينه وتشيعه الفارسي. وما دام معظم العراقيين يتجاحدون هذه الحقيقة مودةَ بينهم في الحياة الدنيا، ويزعمون أنه لا فرق بين السنة والشيعة فالمأساة مستمرة، والنار الفارسية جاهزة للتأجج في كل حين. على أنني لا أنكر وجوب التساوي في حقوق المواطنة وواجباتها. لكن الدين من أمر الله؛ فليس لأحد أن يزعم فيه ما ليس منه. المشكلة أن هذا التفريق بين حقوق السياسة وحقوق الدين غير معلوم لعامة العراقيين!

شيء طبيعي إذن أن يواجه المعاناة أضعافاً كل من بقي قابضاً على جمرة الحقيقة، وفياً لها وللحق الذي هو حق لله دون سواه. ومنهم أستاذنا محمود الملاح رحمه الله. لقد لاقى هذا الرجل ما لاقى من صنوف التهجم والاتهام بالطائفية والعنصرية من قبل الجهلة والمتلبسين بالوطنية المتفيهقين المتنافخين بدعوى الوطن الواحد و(الدين) الواحد. و(الإمام) و(كرم الله وجهه) و(عليه السلام). وشيء طبيعي أيضاً أن يكون نصيبه إخمال ذكره وإهمال اسمه، ومحاصرته وطمر مؤلفاته بعد موته في قبر كقبره.

على أن الرجل يتحمل جزءاً من مسؤولية غيابه عن الذاكرة الجمعية لأهل السنة. وتسألني: كيف؟ وأقول: كل نجيب في أي عصر لم ينتقل بفكرته من قوقعة الجهد الفردي إلى فضاء المشروع المؤسسي، سيدخل في غيابة النسيان بعد فترة لن تطول من مغادرته ميدان الحياة. فالعمل المؤسسي – وهذه إحدى مزاياه – أنه ينتج عن ثلة من التلاميذ يحملون فكر المؤسس ومن حوله وينشرونه بين الناس في الآفاق. الأمر الذي يفتقر إليه الجهد الفردي. اللهم إلا إذا اعترض هذه المعادلة – لسبب أو آخر – عامل يغير النتيجة الحتمية، ويحرفها عن مسارها المعتاد.

منذ عرفت الملاح وفكرة التنويه به، وإحياء ذكره ونشر أريج أثره يراود ذاكرتي. ثم تغوص الفكرة بين أمواج المشاغل والفتن والمحن في الأعماق، لتعود بعد لأْيٍ فتظهر فوق السطح تنظر إلى عينيَّ بعينين ملونتين بعتاب المحب الذي يطلب حقه من الوفاء، ويخشى أن لا يكونوا أهلاً للوفاء. فأشيح بوجهي عنهما، وأتطلع إلى يوم أثبت للعتاب أنني على قدر العتاب، وأنني أهل للوفاء. ولكن على قدر الوسع؛ ألم يقل ربنا في كتابه المجيد: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (الطلاق:7). فكتبت اليوم على قدر ما آتاني ربي من وسع، متطلعاً إلى أفق يسره بعد عسر أسأله أن لا يطول.

صدفة سعيدة هيأها القدر على يد أ. سعيد السويدي

وكان مما آتاني الله في لحظة سعيدة جاءتي على طبق من أطباق  القدر، أن وقعت قبل سنتين على بحث كنت أتمناه عن حياته كتبه الأستاذ سعيد بن حازم السويدي في مجلة (الراصد) الأردنية، منشور في 12 مايو 2013، تحت عنوان يضم عدة بحوث عن (الإنتاج الفكري العراقي في مواجهة التشيع)([1]). وهذا نصه……..

تجد تفاصيل البحث في تكملة المقال في حقل (الدراسات والبحوث)، على الرابط التالي:

الأستاذ الكبير محمود الملاح الموصلي


[1]– https://www.alrased.net/main/articles.aspx?selected_article_no=6146

اظهر المزيد

‫14 تعليقات

  1. جزاكم الله خيرا شيخي الغالي
    على هذا المقال والتوضيح لهذه الشخصية العملاقة
    لو لا ذكرك له لما عرفنا (رحمه الله) وجعل كل عمله في ميزان حسناته
    جعلنا الله من المؤسسين لفكر سني خالص لمواجهة التشيع البغيض

  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    جزا الله الدكتور الدليمي خير الجزاء
    رحم الله الأستاذ الملاح إذ صدع بالحق ولم يمنعه تخاذل المتخاذلين واعتراض المعترضين، وقد حمل زاده ومضى إلى ربه، وهو عمليا جزء من التيار السني وإن سبقنا زمانا وقولا، ولا بد من الاهتمام بموروثه الفكري، لذلك اقترح ان ينشر الموقع مؤلفاته ولو فصولا بالتدريج، وأن توضع كتبه على مكتبة الموقع كجزء من فكر التيار السني مع الاحتفاظ بحقوق النشر

  3. من لم يتقدم يتقادم من هنا حين اهملت مثل هذه الكنوز الثمينة ابتلانا الله بالتيه الفكري طوال هذه السنين التي استحق فيها اهل السنة العقاب لأنهم لم يخلدوا مؤلفات عظمائهم الذي بذلوا عصارة فكرهم المنبثق من الواقع المرير ليضعوه بين ايدينا على طبق من ذهب ماكان علينا الا ان نتبناه وندعمه حتى لاتكون فتنة وعذاب اليم
    جزا الله محمود ملاح الموصلي على هذه الدرر
    وجزاك عنا كل خير يادكتور

  4. كل زمن يوجد رجال الوعي والإرشاد في وقت التحديات مع أهل الباطل الذين يصدون الناس عن سبيل الله
    هذه المواقف التي يشرف الله بها عباده المتقون
    رحم الله الأستاذ محمود الملاح واسكنه الله فسيح جناته.
    وجزاك الله خيرا شيخنا الفاضل د.طه الدليمي

  5. ربي يرحمه ونسال الله الجنة الدار الحق لمن امن ونصر الحق وامن بالقضية التي تنال بها الرضوان من الله عز وجل

  6. أكثر ما شدني في هذا المقال “لكن الدين من أمر الله، فليس لأحد أن يزعم فيه ما ليس منه”…

    أقول لماذا نعيش هذه الترضوية؟! لماذا لا نجاهر بالحقيقة منذ زمن مبكر حتى نبرز بالحق؟!
    لو فعلنا لما رأينا انتشار للفكر الشيعي في الاوساط السنية ولما انتشر التشيع نفسه.

  7. جزاك الله خير يادكتور
    وانت اهل للوفاء..
    ورحمه الله الملاح وجعل علمه وتصديه للتشيع ونصرته لاهل السنة في زمن تفرد على جميع اقرانه في ميزان حسناته اضعاف مضاعفة

  8. سلمت يمناك وبارك الله فيك.
    رحم الله الأستاذ الملاح فعلا كان أمة زمانه يوم كان الجهل يعم الناس والتخلف والخرف الشيعي تنبح كلابه كل مجلس في حواضر البلاد وبواديها ولا من زاجر لها.
    ومما يدمي القلب أن كلمات هذا البطل النحرير تنحر بيد أهل الغلفة وفاقدي الوعي الذين وؤدوها بجانب قبر قائلها..
    وهذه طامة دأبت عليها قطعان الترضوية ولازالت.
    بارك الله جهودكم وسدد رميكم.

  9. قرأت البحث ساعة نُشر؛ ودهشت كثيرا بهذه الشخصية التي كنت أعرف اسمها وشيئا من سيرتها عن طريق أحد الأصدقاء رحمه الله فقد كان كثيرا ما يتحدث عنه ويستشهد بأقواله ، لكن الذي أدهشني أكثر هو هذا التهميش الكبير لهذه الشخصية العملاقة!! حتى أنك في لحظة ما وأنت غارق في سطور البحث تجد شعورا غريبا يتسلل إليك يهمس في وجدانك بأن هذا التهميش ما كان إلا محاولة إسقاط لتلك الشخصية ومحو لذلك الجهد الذي بُذل في زمانٍ صعب !!
    أرجأت التعليق على هذا البحث الشيق لبعض الوقت؛ فقد راودتني نفسي للقراءة قليلا في تلك الفترة التي عاشها الملاح، والبحث عن كتبه على شبكة الانترنت ..
    أما ما يتعلق بالفترة التاريخية التي عاش فيها الملاح (1891-1969) فقد كانت فترة يتسيد المشهد الثقافي والديني فيها صوت الدعوة الى التقريب بين السنة والشيعة، والوحدة الإسلامية: من إيران شرقا وحتى مصر غربا مرورا بالعراق وسوريا. فما تلبث أن تظهر دعوة حتى تلحقها أخرى، وقد كانت محاولات التقريب ما بين فردية وجماعية وقد تصدى الملاح رحمه الله بقلمه لهذه الدعوات فنجده يكشف ألاعيب الخالصي وأكاذيبه حول الوحدة الإسلامية، وأيضا تصديه لدعوى جماعة الأخوة الإسلامية التي دعت إلى التقريب بين السنة والشيعة واختارت القاهرة مقرا لها قبل أن تعود إلى باكستان وقد كشف الملاح حقيقة محمد الأعظمي الذي يتزعم هذه الجماعة وقال فيه: محمد الأعظمي نسبة إلى ” أعظم كره” في الهند لا أعظمية بغداد وهو يبطن إسماعيليته ويتصنع الدعوة إلى الوحدة الإسلامية…) ويبدو أن هناك من انخدع به من الوسط الديني في العراق وغيره فقد اشار الملاح حول هذا بشيء من التلميح؛ فقال عن دعوة الأعظمي للتقريب (وتورط في دعوته كثير من الفضلاء بحيث أني أخجل من ذكر اسمائهم فيا لضيعة الحقائق) !
    إذن الفترة التي كان يعيش فيها الملاح فترة يعلو فيها صوت المنهج الترضوي ومعلوم وجهة نظر أصحاب هذا المنهج فيمن يصدح بالحق في وجه الشيعة ويقطع الصلة الدينية بين دين الشيعة والسنة.. لذا يبدو أن (الصمت الغريب والإهمال الظالم لذكر هذا العملاق) كان متعمدا.. ولست أعدو الحقيقة إن قلت أن إحياء ذكره ونشر سيرته العطرة يغيظ الشيعة والترضويون على حد سواء .. فقد ظنوا أنهم دفنوا صوته وفكره حين أسقطوا سيرته من صفحة التاريخ الحديث…
    وإنهم في ظنهم واهمون!!
    فأهل الوفاء من أصحاب القضية تأبى أخلاقهم أن يهملوا سيرة من رفع بالحق صوته في الزمان الصعب. فبارك الله قلمكم شيخنا العزيز وسدد قولكم ونصركم وجعل لكم لسان صدق في العالمين..

    1. أمر آخر لفت انتباهي في حكاية الملاح مع الترضويين وأدركت أهميته ألا وهو وجود المشروع والمؤسسة الحاضنة التي تحمي الجهود وتعمل على ديمومة الأفكار واستمراريتها!
      الملاح رحمه الله كان صوتا واحد في مقابل آلتين إعلاميتين ضخمتين إحداهما للشيعة والأخرى للترضويين لذا لا بد أن يهمل ذاك الصوت بمرور الزمن وتعاقب الأجيال اللهم إلا إن وجد من يحمل مشعل الفكرة بعد زمن طويل ..
      كان رجل واحد مقابل مشروع إيديولوجي منظم أنى يجدي ذلك الصوت دون داعم وحاضن ينمي الجهد ويستزرع البذور في تلك البيئة!!وهنا نستذكر ونذكّر بما قاله الدكتور طه الدلمي في فقرة التعريف بالمؤسسة في (المشروع) : لا بد للمشروع.. أي مشروع، من جهة راعية: تؤسسه وتبنيه، وتَربُّهُ وتنميه، وتشرف عليه وتطوره وتغير ما احتاج منه إلى تغيير، بفعل توالي الزمن وتتابع التحديات وتجدد العلم والحوادث والاستجابة المناسبة لشتى المواقف والمتغيرات.) ويقول أيضا: (لا يمكن الوصول إلى أهدافنا إلا من خلال مشروع تضعه وتشرف على تنفيذه وتنميته ورعايته مؤسسة ناظمة بقيادة ناشطة واعية)
      وهنا شاهد ماثل لكل من تفكر ووعى حقيقة الأمر وأهميته.

  10. جزاك الله خير دكتور

    عن هذه المقاله القيمة الواضح وتصحيح المافيم

    رحم الله الاستاذ الكبير محمود الملاح

  11. جزاك الله خير على ذكرك للملاح وبيان نصرته
    في زمن تشابهت فيه المناهج الترضوية الخانعة

اترك رداً على عبدالسّلام بِن مُحَمَّد البَغْدَادي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى