محمود الملاح حضور الوعي وغياب المشروع (1)
التقريب بين المذاهب ودعوة الوحدة الإسلامية
أ.العنود الهلالي
يقول الدكتور طه الدليمي: “غيبوبة الوعي ثم غياب المشروع هما مشكلة المشاكل لدى أهل السنة”.
هذه النظرة الشاملة في تشخيص العلة التي يعاني منها الفكر السائد تنم عن إدراك عميق لمشكلات الحاضر واتخاذها كمنطلق للبحث والتفكير لإيجاد حلول لهذه المشكلات التي ينوء بحملها الواقع السني بكل فئاته ومكوناته الاجتماعية. لذا نجده يذكر هذا المعنى بدقة في مقدمة كتابه (منهاجنا) تحت فقرة الفكرة والمنهج حيث يقول: (إن الفكرة النابعة من المعاناة التي يشهدها الواقع، وما يترتب عليها من منهج علمي وبرنامج عملي.. هي أساس وعماد كل مشروع.)[1].
وهذا التشخيص الدقيق لا ينبغي أن يغيب عن كل من يعمل في هذا الميدان فالفكرة لا بد أن تكون نابعة من الواقع وضمن مشروع ومؤسسة حاضنة تحمي الجهود وتعمل على ديمومة الأفكار واستمراريتها!
شاهد من ذاكرة التاريخ القريب
في ذاكرة التاريخ القريب جدا شاهد حي على صواب هذا التشخيص، ففي خمسينيات وستينيات القرن الماضي – وربما قبل ذلك – تصدى لغيبوبة الوعي التي طالت المجتمع السني في المشرق العربي عامة وفي العراق على وجه الخصوص مفكر كبير وعلامة نحرير لم ينخدع بالدعوات الشائعة في ذلك الوقت حول الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب كما يزعم الناعقون بها.. إنه المفكر والأديب الموصلي محمود الملاح رحمه الله، الذي لم يكتب لفكره الإصلاحي الاستمرار لفقدان المشروع الناظم لكل تلك الجهود التي بذلها في سبيل توعية المجتمع السني! بل لقد طال انتاجه الفكري والادبي الكثير من الإهمال والتجاهل حتى قال أحد الباحثين في شعر الملاح: “أسجل هنا بكل أسف أنَّ الشاعر (الملاح)، لم يُمنح القيمة اللازمة له في عصره، وما زال شبابنا لا يعرفه..”[2].
عن هذا الإهمال، بل ومحاولات الطمس والتغييب لهذا المفكر يقول الشيخ عمرو عبدالمنعم سليم في مقدمته لمجموعة “رسائل ومؤلفات الأستاذ محمود الملاح” التي قام بجمعها وإصدارها في ثلاثة مجلدات: (تتبع أخي الدكتور خالد الزهراني مؤلفات الملاح في كثير من مكتبات العالم، وللأسف مع أن فضيلته كان يجدها مثبته في فهارس تلك المكتبات، إلا أنه لا يجد لها أثراً عند طلب تصويرها، أو الاطلاع عليها، فهي إما مفقودة، أو (غير موجودة)، أو قد وضع بدلا منها كتاباً آخر بنفس الاسم ولمؤلف آخر)!
وقبل أن نفصل في الحديث عن هذا المفكر الكبير سنتوقف قليلا لدراسة عصره وماهية هذه الدعوات التي تصدى لها بحزم، وأسباب اغترار بعض النخب في الصف السني بها.
الوحدة الإسلامية وفكرة التقريب بين المذاهب
شاع في العراق – بعد تأسيس الدولة الوطنية الحديثة في(1921) الدعوة إلى الوحدة الإسلامية فظهرت أصوات تدعو إلى التقريب بين المذاهب من داخل الوسط الشيعي، زاعمةً أنها ترغب بالوحدة والتسامح مع الآخر، والتحاور وفق أرضية مشتركة للوصول إلى حلول بنّاءة ومُثمرة. لقيت هذه الدعوة قبولا في الوسط السني فقد كان هناك أصوات سنية تدعو أيضا للتقريب والوحدة بين المذاهب وهي فكرة ورثوها من جمال الدين الأفغاني صاحب فكرة “الجامعة الإسلامية” للتقريب بين السنة والشيعة وعن طريق العلاقة السلالية الفكرية كما يقول الدكتور طه الدليمي “انتقلت فكرة (الجامعة الإسلامية) من الأفغاني إلى البنا عبر محمد عبدة ورشيد رضا”.
“يمكن تقسيم محاولات التقريب هذه إلى: محاولات فردية ومحاولات جماعية كان من نتائجها: دار الإنصاف وأيضا دار التقريب بين المذاهب الإسلامية”[3].
وقد دعمت هذه المساعي التقريبية من خلال الزيارات التّي قام بها علماء الشيعة من إيران لمصر منها: زيارات عبد الحسين شرف الدين الذّي بادر بالحوار مع شيخ الأزهر آنذاك سليم البشري (سنة 1910)، وتناقش معه في بعض القضايا الخلافية. ثم زيارة محمد حسين آل كاشف الغطاء (سنة 1911) الذي سافر إلى مصر وتحاور مع علماء الأزهر. وزيارة عبد الكريم الزنجاني (سنة 1936) الذّي تناقش في زيارته مع شيخ الأزهر مصطفى المراغي حول تحسين العلاقات بين المسلمين. وأيضا زيارات الشيخ محمد جواد مُغنية ومُرتضى عسكري ومحمد واعظ زادة وهادي خسروشاهي وغيرهم من الذّين ساهموا في دفع عجلة التقريب إلى الأمام[4].
ونتج عن هذه الزيارات “دار التقريب بين المذاهب الإسلاميّة” التي يقول فيها الشيخ ناصر القفاري في كتابه مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة: “هذه المحاولة دعا إليها شيخ رافضي من قم “بإيران” ويدعى محمد تقي القمي في عام ١٣٦٤هـ تقريباً، واستجابت لدعوته ثلة من علماء مصر، ومن زيدية اليمن، وقد اتخذ لها مقراً في القاهرة باسم «دار التقريب بين المذاهب الإسلامية» ، ثم قامت الجماعة بإصدار مجلة باسم «رسالة الإسلام» لخدمة أغراضها.
وقد حملت إلينا مجلة الأزهر “وثيقة هامة” لأحد كبار أعضاء جماعة التقريب وأحد المشاركين في نشأة “الجماعة” وهو الشيخ عبد اللطيف محمد السبكي عضو جماعة كبار العلماء، يصف لنا نشأة الجماعة وخط سيرها، والهدف الذي تسعى لتحقيقه. يقول: (.. جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية، نشط في تكوين هذه الجماعة شيخ شيعي.. يقيم في مصر لعهد قريب أو بعيد، وقد استجاب لدعوته ثلة كريمة من رجالات مصر، ولم يكن يسع مسلماً أن يتخلف عن تلبية الدعوة لتجديد وحدة المسلمين التي هتف بها القرآن أول ما هتف: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ).
جذبتني هذه الدعوة، فشرفت بالعضوية المتواضعة بين أولئك الأمجاد، فماذا أجدت جماعتنا وقد مضى عليها أربع سنوات تقريباً؟ نشطت في صدر عهدها إلى تعاقب الاجتماعات، فمرة: للتعارف واختيار الرئيس والوكيل والسكرتير إلخ. ومرة ثانية: لاستقبال ضيف شرقي مسلم سيزور دارنا، دار التقريب، وثالثة: لسماع رسائل وردت من جهات إسلامية، ومن بينها رسالة من النجف – مركز الشيعة – يطلب مرسلوها كلمة تلقى هناك في الذكرى الموسمية للإمام الحسين بن علي رضي الله عنها، ثم يقترح علينا في هذه الجلسة أن تطلب الجماعة إلى الأزهر تدريس الفقه الشيعي إلى جانب مذاهب أهل السنة، ويتوارى الاقتراح في سرعة لأنه قبل أوانه كما همس بذلك من همس. وبعد ذلك توقفت الاجتماعات، وانحصرت الجهود في مجلة تصدرها دار التقريب هذه وتسميها رسالة الإسلام”.
إن المتأمل في هذه الشهادة التي يدلي بها الشيخ السبكي يدرك أن حقيقة الوحدة التي يدعو إليها القوم والتقريب الذي ينادون به ليس إلا وسيلة لنشر التشيع في الوسط السني وتلميع صورته عند جمهور السنة. وقد استهدفوا في دعوتهم هذه الازهر وعلماءه لما للأزهر من مكانة وتأثير في العالم الإسلامي. لكن “وعلى الرغم من قيام الشيعة بتأسيس دار التقريب ومجلتها وجماعتها واستجابة بعض علماء الأزهر لفكرتهم لم نر لدعوة التقريب أي أثر بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما، فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير الكاذب لما كان بين الصحابة من خلاف”[5].
انبرى لهذه الدعوى المريبة رجل قلَّ أمثاله في العراق، هو الأستاذ (محمود الملاح) وكان لدعاتها بالمرصاد، خاصة دعاة الوحدة هناك، وعلى رأسهم الشيخ محمد مهدي الخالصي الذي تولى كبر هذه الدعوة الفاسدة في محاولة منه لاختراق الصف السني داخل العراق والترويج للعقيدة الشيعية في المجتمعات السنية بحجة الوحدة والتقارب. لم يقتصر الملاح على بلده، بل وجّه صوت النذير وسهام التحذير إلى الأقطار الأخرى التي تسللت إليها هذه الدعوة المزيفة، لا سيما جمهورية مصر قائلاً في إحدى مقالاته: (إن مستقبل شقيقتنا الكبرى غير مأمون ما دام لدار “التخريب” هناك شؤون وشجون. وقد زحف الخط إلى الشام لما نسي قول الشاعر: أأيقاظ أمية أم نيام؟!).
لقد كانت دعوات الوحدة ومحاولات التقريب من جانب الشيعة مجرد ستار لنشر التشيع في الأوساط السنية، بينما محاولات التقريب من الجانب السني في تلك الفترة باءت جميعها بالفشل نتيجة للتعنت الشيعي الذي لا يرى طريقا للتقريب إلا أن يوافقهم أهل السنّة في اعتقادهم في الصحابة ويغضوا الطرف عن كل تلك الطوام التي تزخر بها كتبهم.
فبقيت الدعوات السنية بلا ثمرة ترجى بينما جنى الشيعة من تلك المحاولات التقريبية العديد من الثمار فقد أفادوا من هذه الدعوات في نشر كتبهم وبث دعايتهم والترويج لـ “مذهبهم الخامس” كما يزعمون في ديار أهل السنة!
وما نشأت هذه المفارقة إلا لأن السنة كما قال الدكتور طه الدليمي: “يجهلون التكوينة العقلية والتركيبة النفسية للفارسي. وحين تجهل المنطلقات الفكرية لخصمك ودوافعه النفسية الخفية، فلا تعجب إن تخلفت عنه بسنة ضوئية بحساب الكارثة التي حاقت بك..”.
[1] د. طه حامد الدليمي: منهاجنا، ج1 ، ص: 5 .
[2] محسن الحبيب التونسي: الملاح الشاعر
[3] ناصر القفاري: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة
[4] زكي الميلاد: http://kalema.net/home/article/view/1373
[5] ناصر القفاري: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة
كم غُيّب عمداً ذكروه امثال الملاح رحمه الله، والتغييب للاسف من الجهات السنية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزا الله الأستاذة والمبدعة أختنا العنود الهلالي على هذا المقال للعالم محمود الملاح رحمه الله
التي دفنت شخصيته وعمله بقصد او بدون قصد
نحن لا نعرف قادتنا إلى الآن
وسياط القدر مستمرة
وفقكم الله وسدد خطاكم
جزاكم الله خيرا في بيان الحق واهله ونشر ماهو مغيب عمدا
وأنا أقرأ هذه المقالة تدور في بالي الكثير من الأفكار، فمرة أقول لماذا لا نعرف قيمة رجالنا إلا بعد أن يغادرونا ومرة ثانية اقول: كيف استطاعت – أو كادت- الدولة العميقة أن تمحو ذكر هذا الرجل الملاح الذي أبحر بسفينة الوعي لينقذ أهله الذين يبتلعهم الطوفان الشيعي!
وثالثة اقول: هل من المعقول أن الشيعة متيقظين لباطلهم اكثر من يقظة أهل السُنّة لحقهم؟!
ورابعة أقول: أيعقل ان يكون علماء السنة بهذه السذاجة بحيث ينشر الشيعة باطلهم في بلداننا بدل أن ننشر حقنا في بلدانهم؟!
وخامسة أقول: ألا يكفينا التاريخ والجغرافية لنعلم كذب وباطل ودجل الشيعة فنوقفهم عند حدهم؟!
وسادسة أقول وسابعة ووو.. الخ
لقد أبرزت الكاتبة نوراً سطع في ليل العراق الحالك وكاد ان يخفت لولا أن الله تعالى يظهر الحق مهما حاول الباطل وأهله ((لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ)).
صدقت أخي ..
يتألم المرء حينما يغوص في تفاصيل هذا التقارب ويتساءل كيف استطاع الاوغاد خداع السنة بهذا التلون وكيف لم يتبين حالهم إلا قلة نادرة كالملاح وامثاله …!
خدعة تقارب المذاهب طريق فتح باب للشيعة لنشر ثقافتهم روج للمذهب الخامس كثيراً وكنا نظن ان التشيع خلاف مذهبي فقط حتى فضحهم الواقع… صراحة لا اجد احد تكلم وفصل بالتشيع كما وصفها الدكتور طه ولم افهم خطورته الا من خلال محاضراته.
في دعواهم للتقارب يخادعون السنة بالحديث عن الخلافات الفقهية متجنبين الخلاف الاساسي الذي يهدم اي تقارب بين العقيدتين..
الاختلاف في الاصول هو المحك .. والواقع أن كثير من السنة خدعوا من خلال هذا الباب.. حتى قال قائلهم: نتعاون على ما نتفق عليه، ويعذر بعضنا بعضا في ما نختلف فيه)
بعد بناء دار التخريب
تهدم البيت السُني
ودخلت اليه الريح
الصفراء الفارسية
ونشرت فيه الدمار
والجهل والتخريب
وقام الاستاذ محمود الملاح
لاصلاح هذا البيت وتكوينه
للحفاظ على اهله وما جائهم
من التخريب لكن لم يستطع
لان اهل هذا البيت فاقدين
الوعي وللخطر المحيط بهم
لكن هذا الرجل ادى ما عليه
وتقبل الله سعيه وجهده
واليوم بفضل الله وجهود
مؤسسة التيار السُني وجهود
عامليها وقائدها الدكتور طه الدليمي
تعيد ذكرى الملاح وما قدم من جهود للوقوف بوجه هذه الريح الصفراء وحاول انقاذ اهله من الهلاك والدمار
وتسعى لبناء البيت السُني وتنشر الوعي بين اهل السنة
وتحافظ على فكرهم وثقافتهم ودينهم من هذا التخريب القريب !!
بوركتي استاذة عنود
وسعيك الدائم في تصحيح
تاريخ اهل السنة وبيان الحق والحقيقة
ماذا اقول لك ياشيخ الاسلام طه الدليمي والله ان العمر لو يهدا لهديتك عمري ماهذا العلم ياشبخ فعلا انت مؤسسه فكرية مستمرين حتى النصر ومشغولين بنشر علمك بين اهلنا واتحدث بلسانك بكل مجلس وينبهروبحديثي والله مشغول بنشر علمك كلنا شيخ طه الدليمي
وفقك الله يا ولدي يا ابن العراق.
شكراً لمشاعرك.. مرحى لهمتك.
وسنلتقي بإذن الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله الاستاذة العنود خير الجزاء
عجبا لعلماء السنة
كيف نقرب بين مشرك وموحد؟! أنوحد الله عاما ونشرك به عاما؟!
كيف نقرب بين لاعن للصحابة وموقر لهم ؟! أنلعنهم عاما ونوقرهم عاما؟!
كيف اقرب من لا هم له الا قتلي ؟! أأمنه عاما واخشاه عاما؟!
كيف اقرب من دينه التقية ؟! أأصدقه عاما واكذبه عاما؟!
ان كان غيرنا ساذجا فلسنا كذلك بفضل الله تعالى
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ( ٣٥) فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ (٣٦) فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ (٣٧) قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (٣٨) وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ )..
حذر الله عز وجل آدم أن يقترب من الشجرة ولكن آدم أغواه الشيطان وأوقعه بالمعصية وتاب الله عليه ثم هدى
وهذا درس بليغ نأخذ منه العبرة والحذر من يؤمن بالتقريب بين الأديان سواء بسواء دون النظر لشرع الله ومنهجه القرآني ونوره المبين الذي يفرق بين الحق والباطل
وهذا ماكان عليه د. محمود الملاح من أدراك ووعي تام لهذا الفكر التقريبي ( التخريبي) والتصدي لهُ في زمن غياب المنظومة السُنية.
في كل زمن رجال يحملون هم القضية السنية
أحسَنت للبحث السني حين تناولت الكاتبة هذا الموضوع في مقالها
فعلا كان للتقريب دوره في نشر ثقافة التشيع بين أوساط المجتمع السني، وقد رأيت بأم عيني كتبا شيعية تتناول مقتل الحسين ومعركة صفين فضلا عن بعض تخاريف الشيعة.. رأيتها في مكتبات عواصم سنية عربية منها القاهرة التي كانت مركزا للتقريب والخرطوم الوجه الآخر للقاهرة..
أما الملّاح -رحمه الله- فهو منتصر في نهاية المطاف.. وقد دقت خوافقنا لما دق له خافقه.
يغيب بطريقة متعمده دور رجل كبير وعلم من اعلام اهل السنة في العراق معروف بتصديه للتشيع.
أو تشوه سيرة اي شخصية إسلامية تتميز بتصديها للفرس فتخفى محاسنها وتنسب لها أعمال وصفات ليست فيها.
الغاية واحدة المستفيد واحد فمن يقف وراء مثل هذه الأعمال؟ إنه عمل المؤسسة العميقة التي اجادت التعامل مع المجتمعات البسيطة وكيفية اختراقها
لكن كيف عبرت هذه الأكاذيب على العلماء وعلى مفكرين كبار؟
هذا وان دل فإنما يدل على سطحية العقلية السنية والعقلية الابوية التي يتميز بها العرب!
فاستغلت هذه النقطة من أعدائنا للوصول إلى أهدافهم الخبيثة.
رحم الله الملاح ورضي الله عن الدكتور طه الدليمي