نور الفرقد في ضعف زيادة (الا الغرقد) في حديث مقاتلة اليهود قبل الساعة
أ. صالح السهيل
روى البخاري (٢٩٢٥) ومسلم (٢٩٢١) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لتقاتلن اليهود، فلتقتلنهم، حتى يقول الحجر: يا مسلم، هذا يهودي، فتعال فاقتله)، واللفظ للبخاري.
ورواه احمد في مسنده (٦١٤٧) بنحوه.
وروى البخاري (٢٩٢٦) من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم هذا بهودي ورائي فاقتله).
ورواه احمد بنحوه (١٠٨٥٧)، دون أي استثناء.
وقد جاءت عند مسلم زيادة (الا الغرقد فإنه من شجر اليهود) رواها سهيل عن ابيه عن ابي هريرة، وهي عند احمد (٩٣٩٨).
وهذه زيادة شاذة، لذلك أخرها مسلم عن سائر روايات الحديث.
وبيان ذلك: ان هذا الحديث رواه عن ابي هريرة ثلاثة:
أبو زرعة عند البخاري.
والاعرج عند احمد (١٠٨٥٧).
وابو صالح ذكوان السمان عند مسلم وأحمد.
وابو زرعة هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، قيل اسمه جرير، وقيل غير ذلك، وهو حفيد الصحابي الجليل جرير بن عبد الله رضي الله عنه.
وكان ابو زرعة منقطعاً الى ابي هريرة، وقد وثقه ابن معين وابن خراش.
أما الاعرج فهو عبد الرحمن بن هرمز، وثقه ابن المديني وابن سعد.
وقد رواها الاثنان دون تلك الزيادة.
أما الزيادة فرواها سهيل بن ابي صالح عن ابيه ابي صالح ذكوان السمان، وسهيل لم يحتج به البخاري، بل روى له مقرونا، وذكر في تاريخه انه كان له اخ فمات، فوجد عليه، فنسي كثيرا من الحديث.
وقال عنه ابن معين في رواية الدوري: ليس حديثه بحجة، وذكر العقيلي عن ابن معين قال: هو صويلح وفيه لين، كما في التهذيب.
أما ما جاء في أحاديث اخرى من تصديق هذه الزيادة، وان ذلك يكون بعد خروج المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام، فلا يثبت.
فهذا الكلام في ميزان الرواية.
أما الدراية، فهذه الزيادة منكرة مخالفة للنقل الصحيح والعقل الصريح، للأمور التالية:
أولا: ان الشجر كله خاضع لله، ساجد له، فليس هناك شجر مؤمن وشجر كافر، قال تعالى (والنجم والشجر يسجدان).
ثانيا: ان الغرقد هو ضرب من شجر العضاه والشوك، وقد كان ينبت كثيراً في مقبرة اهل المدينة، وهي البقيع، لذلك كانت تسمى (بقيع الغرقد)، ولم ينقل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع هذا الشجر او يأمر بقطعه.
ثالثا: ان الدين لم يأت لذم شجر معين او مدح سواه.
رابعا: انه لا معنى لنسبة هذا الشجر الى اليهود، ولم يثبت ان اليهود يتبركون به، لذلك قال محمد تقي العثماني في تكملة فتح الملهم ٦/٢٦٧: (اما نسبة هذه الشجرة الى اليهود فلم اعرف وجهها في شيء من الروايات).
أما ما ينشر على بعض مواقع الانترنت من أن اليهود يزرعون هذه الشجرة تصديقاً بهذا الحديث فمجرد ادعاءات.
خامسا: ان هذا الشجر يسمى العوسج ايضا، ولثمره فوائد لعلاج بعض الأمراض يذكرها بعض المهتمين بالشجر.
سادسا: اننا لو افترضنا ان لهذا الشجر منزلة عند اليهود، فلا يعني ذلك انحياز هذا الشجر بطبيعته لهم، لأن كل ما يُعبد من دون الله يتبرأ من عابديه.
سابعا: ان هذا الاستثناء يمنع حمل الحديث على معنى محتمل، بل لعله الأرجح، وهو المعنى المجازي، فلم يقصد في الحديث ان الحجر والشجر تنطق فعلا، لذلك قال الأُبّي في شرح مسلم ٧/٢٥٧: (لا مانع من حمله على الحقيقة بإدراك يخلقه الله تعالى للحجر، ويحتمل المجاز، وأنه كناية عن كمال استئصال قتلهم).
وفي الختام، فإن هذا الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مشكلة فيه، وإنما عطّل فهمه أمران: الزيادة الشاذة، وتعيين حمله على الحقيقة.
احسنتم استاذ صالح في تفنيد هذه الزيادة .. وبيان خللها .
العجيب أنك ترى اليوم من يردد هذه العبارة ويدندن بها مع كل صورة يلتقطها في فلسطين ويزعم أن اليهود يكثرون من زراعتها..!!
وكأن الدين يحتاج لتصديقه هذه الخرافات التي يقبل بها العقل ولا يوافقها المنطق
أكثر ما يثرثر به بعض عشاق الاساطير والخرافات في الحرب اليوم على غزة هذه الاسطورة السخيفة..
نعم بقيع الغرقد سمي بهذا الاسم نسبة الى الشجرة التي كانت تكثر فيه فكيف تنبت هذه الشجرة الملعونة بزعمهم في مقبرة فيها خيرة الخلق بعد الانبياء!!
أحسنت النشر أستاذ صالح
وهل روى البخاري و مسلم عن اليهود في الصحيحين عن اليهود فقط وتركوا مافعله الفرس في الصحاب (رضوان الله عنهم) والعرب
مع ان اليهود لم يشكلو خطر على السلام مثل الفرس في الماضي والحاظر وصدق الدكتور طه الدليمي حينما قال اليهود صناعة فارسية
أحسنت النشر أستاذ صالح
وهل روى البخاري و مسلم عن اليهود في الصحيحين عن اليهود فقط وتركوا مافعله الفرس في الصحاب (رضوان الله عنهم) والعرب
مع ان اليهود لم يشكلو خطر على السلام مثل الفرس في الماضي والحاظر وصدق الدكتور طه الدليمي حينما قال اليهود صناعة فارسية
هذه الحكايات والروايات والخرافات من تصميم الفرس وهم أهل لهذه الأكاذيب الخارجة عن العقل والمنطق والغاية منها لفت أنظار العرب إلى اليهود
وترك ما يفعله الفرس من تحريف وتنكيل وتغيير الثقافة العامة لأهل السُنة…
بوركت أستاذ صالح
هذي المقالات العلمية التي تسلك مسلك التبسيط والوضوح للرواية الصحيحة والمعلولة تساهم في بناء ثقافة واعية ومحصنة ضد الخرافات والاساطير التي صنعها الموالي في ثقافتنا ..
شكرا للاستاذ السهيل هذه العلمية في الطرح وشكرا للموقع الذي من خلاله نجدد ثقافتنا وفكرنا