الموقف الحقيقي للسيدة عائشة رضي الله عنها من إرضاع الكبير: (الكشف عن علل الروايات الواردة في ذلك لأول مرة)
أ.صالح السهيل
هذه المسألة من أشنع المسائل التي نسبت ظلماً وعدواناً إلى عائشة رضي الله عنها، بل زعم بعض الرواة أن عائشة كانت تتوسع فيها، فتأمر أختها أو بنات أخيها بأن يرضعوا من شاءت أن يدخل عليها من الرجال، حتى يصيروا محارم لها ويجوز أن تتكشف امامهم!
وصارت هذه المسألة تنسب إلى عائشة وكأنها مسلمة من المسلمات! حمل على ذلك الكسل العلمي، والخوف من النكير، والحرص على الأرزاق التي يحرم منها كل من شكك في أحاديث صحيح مسلم؟
ولا بد أن يشكر هنا للبخاري عدم روايته الحديث كاملا، بل اقتصر على أوله.
والذي استقر عليه العمل عند علماء الإسلام أن الرضاعة المحرمة هي ما كانت في الحولين، أما ما بعدها فلا يحرم، وكان عمر رضي الله عنه يعزر من زعم أن رضاع الكبير محرم، فلماذا سكت عن عائشة لو كانت تفعل ذلك؟
بل الأعظم من ذلك: أنه ثبت عن عائشة رضي الله عنها بالإسناد الصحيح الذي كالشمس أنها كانت لا تعتد برضاع الكبير، وهو ما يجهله أكثر من خاض في هذه المسألة بتسرع ومجازفة!
روى مالك في الموطأ عن نافع، أن سالم بن عبد الله بن عمر، أخبره أن عائشة أم المؤمنين أرسلت به، وهو يرضع إلى أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، فقالت: «أرضعيه عشر رضعات حتى يدخل علي»، قال سالم فأرضعتني أم كلثوم ثلاث رضعات، ثم مرضت، فلم ترضعني غير ثلاث رضعات، فلم أكن أدخل على عائشة من أجل أن أم كلثوم لم تتم لي عشر رضعات.
وهذه إسناد غاية في الصحة، لا تصل الى نصف قوته أسانيد الروايات المناقضة له.
فهذه عائشة رضي الله عنها لا تدخل سالماً عليها، لأنه لم يرضع الرضاعة المعتد بها في صغره، فلماذا لم تأمر أختها أن ترضعه كبيراً وتدخله عليها إذا كان مذهبها تحريم رضاع الكبير؟ هذا السؤال الذي لم يجب عليه المخالفون!
واعلم أنني لا أناقش هنا صحة حديث إرضاع سهلة بنت سهل لسالم مولى أبي حذيفة، لأنه لا تلازم بين مسألتنا وبين هذا الحديث، فهذا الحديث ثابت جاء من غير طريق ووجه، ولا شك أن للنبي صلى الله عليه وسلم تخصيص من شاء بأحكام لا تتعدى إلى غيره، وعلى ذلك حمل الحديث عامة علماء الإسلام.
فمحل النقاش إذن هو ما نسب إلى عائشة رضي الله عنها من حمل هذا الحديث على العموم، بل تطبيقها له عملياً من إخلال أمرها اختها وبنات أخيها بإرضاع من شاءت من الرجال ليدخلوا عليها!
فاعلم أن هذا لا يثبت عن عائشة رضي الله عنها، بل هو تشويه لفقهها وعلمها، لا يجوز أن ينسب إليها بعد هذا البيان، وإليك الدليل:
جاء في الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي: أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب، وسئل عن رضاعة الكبير؟ فقال: أخبرني عروة بن الزبير، أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بدرا، وكان تبنى سالما الذي يقال له: مولى أبي حذيفة، كما كان تبنى رسول الله زيد بن حارثة، فأنكح أبو حذيفة سالما وهو يرى أنه ابنه أنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهي من المهاجرات الأول وهي يومئذ من أفضل أيامى قريش، فلما أنزل الله تعالى في زيد ما أنزل: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} [الأحزاب: ٥] رد كل ⦗٢١٢⦘ أحد تبني إلى أبيه، فإن لم يكن يعلم أبوه رد إلى مواليه، فجاءت سهلة بنت سهيل امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لؤي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا، فقالت: كنا نرى سالما ولدا، وكان يدخل علي وأنا فضل وليس لنا إلا بيت واحد، فما ترى في شأنه؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا: «أرضعيه خمس رضعات، فيحرم بلبنك، أو بلبنها» ، وكانت تراه ابنا من الرضاعة، فأخذت بذلك عائشة فيمن تحب أن يدخل عليها من الرجال، فكانت تأمر أم كلثوم، وبنات أخيها يرضعن من أحببن أن يدخل عليها، وأبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليهم بتلك الرضاعة أحد من الناس، وقلن لعائشة: والله ما نرى الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلة بنت سهيل إلا رخصة لها في رضاعة سالم وحده من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد، فعلى هذا كان رأي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في رضاعة الكبير.
هذه الرواية هي عمدة من نسب ذلك المذهب الباطل الى عائشة رضي الله عنها، وصرح هنا عروة بن الزبير بأنه روى الحديث مرسلاً، وجاء في رواية أخرى تصريح عروة برواية الحديث عن عائشة مسندا، ورجح الدارقطني الرواية المسندة!
لكن الذي يرجح كفة الإرسال، وغفل عنه عامة أو كل من احتج بهذه الرواية، أن عروة نفسه، في رواية أبي مصعب الزهري ومحمد بن الحسن وعبد الرحمن بن قاسم وسويد بن سعيد الحدثاني لموطإ مالك، وكذلك في مصنف عبد الرزاق ، قال في أثناء الحديث: (قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيما بلغنا): «أرضعيه خمس رضعات، فيحرم بلبنك، أو بلبنها» ، وكانت تراه ابنا من الرضاعة، فأخذت بذلك عائشة فيمن تحب أن يدخل عليها من الرجال).
فقول عروة هنا (فيما بلغنا) قاضٍ على أي شك وريب في أنه يروي الحديث بلاغاً وإرسالاً عن مجاهيل، لا عن عائشة رضي الله عنها، فإنه لا يمكن أن تكون عائشة هي القائلة هنا (فيما بلغنا)!
والإرسال والبلاغ كما هو معلوم ليسا بحجة، وبهذا تقوم الحجة القاضية على كل من نسب هذا المذهب الباطل إلى عائشة رضي الله عنها.
وقد روى القاسم بن محمد عن عمته عائشة قصة ارضاع سالم، ولم يذكر ما ذكره عروة، فتكون رواية عروة منكرة مع إرسالها.
وروى مسلم والنسائي من حديث زينب بنت أبي سلمة؛ أن أمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول: أبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن أحدا بتلك الرضاعة. وقلن لعائشة: والله! مانرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة. فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة. ولا رائينا.
قلت: زينب بنت أبي سلمة من صغيرات الصحابة، ولم يصرح بتوثيقها أحد قبل العجلي، وهذا لا يكفي للقول بتمام ضبطها، فيرد ما يستنكر من حديثها ويخالف ما رواه الأوثق منها مثل هذه الرواية، لا سيما مع ظنينة انتصارها لأمها لأنها ضرة عائشة، رضي الله عنهما.
كما أنها تفردت بهذه الرواية عن أم سلمة، ولم يروها عنها سواها.
وقد ذكرها العجلي في ثقات التابعين، ولم يعدها في الصحابة، قال ابن حجر: كأنه كان يشترط للصحبة البلوغ.
لطالما وقفت حائره منذ صغري لماذا يحاول علمائنا جاهدين على تبرير وترقيع وتمرير وتهوين وتسهيل روايه كهذه حين انهم يستطيعون بكل بساطه ان يطعنوا بمن نقل او على الاقل يلتمسوا له الاعذار ان الروايه قد تكون دُسَت بكتبه كائناً من يكون الى ان استمعت لشيخي طه الدليمي جزاه الله عنا خيراً وانا اتابعه منذ اكثر من ١٣ وهو يثبت انه لاكتاب خالي من الدس والتحريف والتشيع سوى كتاب الله وحده .
احسن استاذ صالح .. بارك الله جهدك وسددك
بينت بالمنهج العلمي عوار التخليط الذي وقع فيه كثير من العلماء
ممتاز
هكذا يكون البيان الشافي لكذب وكسل من روجوا لهذه الكذبة السمجة
بارك الله في جهودكم وكتاباتكم الهادفة
وشكرا لهذا الموقع المميز وتوعيته للجيل الجديد..
وبذلك نستطيع أن نقول إن في كل وصفة منقول تتبيله عقده شيعيه ..أما عن طهاره عائشه رضي الله عنها فقد طهرها الله واصطفاها مع نساء النبي في كتابه المحكم منذ الآبدين ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)) الايه التي اتبعوا فيها المتشابه شيعة علي بابا جماعه التدسيس..
وكذلك في قوله تعالى :(( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ …)) اي في الفضل والشرف
اذا لايجوز إعطاء صفة التعصيم لاي كتاب غير كتاب الله عز وجل في مثل هذه المسائل وغيرها ..
بوركت استاذ صالح التفاته راقيه والله ..
ونحن نسأل ؛لماذا أم المؤمنين عائشة الصقت بها هذه الفرية! لاحظوا كيف تطعن الرواية بامنا عائشة دون سواها من بقية امهاتنا الذين وبحسب الرواية المزعومة
رفضن ارضاع الكبير وأنكرن فعل عائشة رضي الله عنهن جميعا!؟
ماارى الأ ان هذا الافتراء لهو استكمالا لمسيرة المنافقين الاول المشاركين والمعنيين بترسيخ حادثة الإفك
ويل للمنافقين ورضي الله عن سيدة الطهر والعفاف زوجة خير خلق الله اجمعين
بارك الله فيكم …
احسنتم
الله يبارك بجهودكم، فالحديث فيه الغام كثيرة يجب رفعها.
جزاك الله خير الجزاء على هذا الجهد المبذول في مسألة لطالما كانت مطعنا في الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما.
جزاك الله خير أستاذ على هذا المقال القيم هذا موضوع في غاية الأهمية وكيف نتدارسها
نتمنى من حضراتكم الكريمة ان يرد هذا الحديث إلى القران الكريم هل له أصل ولماذ هذا الحديث تقوم به أم المؤمنين رضي الله عنها وكيف نبرئها من هذه التهمة الملصقه بها ومن فعلها من نساء العرب!!
ويقول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلك كان عند الله عظيما ).
بوركت واحسنت استاذ صالح السهيل
في كتابت هذا المقال والتحقيق في
هذه التهمة لأمنا عائشة رضي الله عنها
وكيف اتهموها بهذه التهمة الكيدية
لماذا هي دون غيرها من بين زوجات
النبي صلى الله عليه وسلم لأن
غايتهم كبيرة لطعن وتشويه في أحب
نساء النبي الكريم وابنة الخليفة الأول للمسلمين
وهكذا يسممون افكارنا وثقافتنا بطريقة غير مباشرة
الغاية من هذه الروايات والأحاديث المزورة التي صنعتها وصاغتها وكلاء الفرس المجوس الموالي لتشوية صورة ام المؤمنين عائشه الفقهية العفيفة
التي طهرها الله وزكها في كتابه المبين وهذا من فيض حقد الفرس لكل من يتقدم الصفوف ويصبح قائد مثالي يخدم وينصر دين الإسلام يقع عليه التشوية
من هذه المؤسسة الخبيثة الفارسية