شيطنة الحاكم الأداة الناجعة للفوضى الخلاقة
أ.العنود الهلالي
“هل تنتظرون أن نفقد الأقصى “؟
هكذا يتساءل خالد مشعل وهو يخاطب الشعوب العربية بعد أن قامت حماس بمغامرتها المدروسة “طوفان الأقصى”؛ ويدعوهم لنجدة غزة مطالباً إياهم بالجهاد الفردي قائلا: (أدعوكم في هذه اللحظة الى النفير للجهاد وهو مسؤولية فردية)!
ثم وبعد فترة قصيرة ظهر الملثم أبو عبيدة المتحدث الرسميِّ الإعلاميِّ لكتائبِ عِزِّ الدِّينِ القَسَّامِ الجناحِ العسكريِّ لحركة المقاومة الإسلامية مناديا الشعوب العربية ويخص بالذكر الشعب الأردني: (ندعو إخواننا في الأردن خاصةً إلى تصعيد كل أشكال العمل الشعبي والمقاوم فأنتم يا أهلنا في الأردن كابوس الاحتلال الذي يخشى تحركه ويتمنى ويعمل لتحييده وعزله عن قضيته.).
هل أصبحت حماس إحدى أدوات الفوضى الخلاقة؟!
يبدو أن المغامرة المدروسة التي قامت بها حماس في عمليتها الموسومة بطوفان الأقصى لها أبعاد أكبر مما نظن، بل المتابع للأحداث يكاد يقتنع أن حماس اليوم منخرطة بكل قوة في تنفيذ مخططات أصحاب “نظرية الفوضى الخلاقة” في الشرق الأوسط؛ فـباسم المقاومة تستبيح ما تريد من حدود الدول وحدود اللياقة وتنادي بالنفير الفردي وكأن رفع شعار المقاومة يسمح لها أن ترتكب كل المحرمات السياسية والاجتماعية! وباسم المقاومة ونصرة الأقصى تقوم بإثارة حنق الشعوب على حكامها بدعوى خذلان فلسطين!
الفوضى الخلاقة.. استراتيجية إيران والغرب في المنطقة العربية
الفوضى الخلافة “هي عبارة عن فجوة وفراغ ينعكس على استقرار المجتمع وتماسكه” من خلال ايجاد حالة من الاضطراب والصراعات التمزيقية لتفكيك وتفتيت البنى الاجتماعية والسياسية والجغرافية لصالح القوى المهيمنة عالميا.
وهذه القوى المهيمنة وجدت أن الفرس هم أساتذة الفوضى الخلاقة لذا اتخذت منهم حليفا لها لينفذوا اجنداتها على قاعدة (الدفاع عن الغرب يبدأ من الشرق)[1].
وكانت شيطنة الحاكم هي أكثر أدوات الفرس فاعلية لتنفيذ مخططاتهم وقد نتج عنها الخراب والدمار والتشريد وتفتيت الدول؛ وما سقوط بغداد في التاسع من نيسان 2003 إلا البداية الأولى لتلك السياسة الخبيثة ليعقبها بعد ثمان سنوات فقط ثورات ما يسمى بـ الربيع العربي الذي اجتاح عددا من البلدان العربية ثم ما لبث أن تحول هذا الربيع إلى خريف تساقطت فيه الدول، والمجتمعات، والمؤسسات، والقيم مثل تساقط أوراق الأشجار!!
يقول الدكتور طه الدليمي عن دور هذه الأداة وأهميتها لدى أصحاب نظرية الفوضى الخلاقة: (يعتمد المحركون للفوضى في عملية تحريك الجمهور قاعدة (شيطنة الحاكم). وتعني التركيز على أخطاء الحاكم وتضخيمها، واختلاق أخطاء لا أصل لها وإشاعتها عن طريق وسائل الإعلام بمختلف أنواعها من أجل شحن الجمهور ضد الحاكم؛ تمهيداً للثورة عليه وإسقاطه مع إقامة حكم صوري ضعيف بدلاً عنه.).
أعود الآن للسؤال الذي طرحته في بداية المقال: هل أصبحت حماس إحدى أدوات الفوضى الخلاقة التي تهندسها إيران؟!
الجواب نجده في طيات الحملة الإعلامية الشعواء لشيطنة حكام السعودية والامارات ومصر والأردن والمغرب ومحاولة تجييش الشعوب ضدهم والدعوة إلى النفير واستثارة عواطف الجمهور تجاه الأقصى وما يحدث في غزة من إبادة وحشية، ثم تلميع محور المقاومة الايراني الذي سارع منذ بدء “الطوفان” إلى نفي علاقته بأحداث 7 أكتوبر ووقف موقف المتفرج ومع ذلك يخرج علينا الملثم أبو عبيدة في خطابٍ حماسي يشكره ويثني على مواقفه!!
2023/12/5
[1] يقول الدكتور طه حامد الدليمي عن هذه القاعدة: كل التحليلات والوقائع: الراهنة والتاريخية، تدل على أن بين الغرب الصليبي والشرق الفارسي حلفاً، الظاهر أنه بدأ منذ تولي الأسرة الصفوية الحكم عام (1501م). يقوم هذا الحلف على قاعدة فكرية، وعلى استراتيجية عملية، وعلى تهيئة ظروف إقليمية خادمة. أما القاعدة الفكرية فهي: إن الدفاع عن الغرب يبدأ من الشرق: أي بدلاً من أن تدافع عن أوربا في داخل أوربا، انقل دفاعك عنها إلى داخل أرض العدو. اصنع له عدواً من داخله؛ فينشغل بنفسه وتسلم أنت، بل تتفرغ له ورأسك خالٍ يرسم الخطط بهدوء وتنفذها مهاجماً لا مدافعاً. وأما الاستراتيجية العملية فهي: تمكين الأقلية الشيعية من الأمة السنية.
جزاكم الله خيرا أختنا الفاضلة العنود الهلالي ع هذا المقال الذي بين الحقيقة لما يجري في الساحة السياسية والدوليه!
وحقيقة التخادم الشيعي الإيراني وبين حماس الخوارج
سياسة إيران مستمره لتغرق ما تبقى
من بلادنا الأمانة والمهمة لديها دولة
الأردن لما فيها من مكانة استراتيجية
في حفظ باقي الدول العربية…
أما حماس نعم أصبحت ادات
بيد إيران تضرب بها الشعب الفلسطيني
وتهيج مشاعر المغفلين بأسم القدس وغزة
وتطلق نداءت استغاثة بلسان الملثم
أبو عبيدة الجبان عميل إيران متى يستفيق
العالم من هذه الكذبة ويعرفوا ان عدونا شرقي
وليس غربي… صدق الدكتور طه الدليمي
إن الدفاع عن الغرب يبدأ من الشرق:
بوركت اناملك بوركت جهودك استاذه عنود
بدأ الوعي يدب في وجدان الامة بفضل الله الذي انعم علينا بالفكر الجديد الفكر السني الذي اعاد لنا الاتجاه الصحيح للبوصلة
يحكى أن عشيقة لويس الرابع عشر، مدام جان أنطوانيت نسبت اليها المقولة المشهورة (انا ومن بعدي الطوفان). ربما كانت تهدف إلى تهدئته أو استخدام جاذبيتها الفائقة للتأثير عليه، حيث كانت تعتبر الانتصار الحقيقي هو الفوز بتفضيلها. تقول القصة أنها قالت هذه الكلمات للإمبراطور بعد هزيمته في احدى المعارك. ويبدو ايضا ان حماس اختارت الطوفان عنوانا مدروسا بدقة فائقة ارضاءً لعشيقها الفارسي الذي اشترى عفتها بحفنة من التومانات والاسلحة وذلك لخلق فوضى تعم المنطقة باكملها .. اسلوب يتكرر باحداث تعكس الأنانية الفائقة والتي قد تؤدي في النهاية إلى تدمير صاحبها ووقوعه في الهلاك..شكرا لكل من كان له الفضل في اخراجنا من صندوق افكارنا وحلق بما في فضاء الاشياء لنراها على حقيقتها دون ان يعبث بها ملثم او تاجر او نصّاب..
شكرا ????القزاز على تعليقه الراقي،
والله ياأخوة الوعي قمة الهدية والدراية في تميز الاشياء التي تدور حول الانسان.وعنون القرآن ذالك الوعي بالإحاطة
احسنتِ الاخت الفاضلة، فعلاً هذا ما نشهده من الفرس على مر التاريخ.
إيران لها الايادي الخبيثة في كل أنحاء العالم وتعمل بالبديل ودائماً فلسطين هي الورقة الرابحة لها تستخدمها لتوجيه نظرت سنة العرب نحوا الغرب وهي تعمل ليلاً و نهاراً داخل المشرق العربي لتحتل ماتبقى من دول عربية .
وهذه المعركة التي فعلتها وحركت عملائها حماس لتدمير وقتل أهل السنة في فلسطين ونشغال الشارع العربي ضد حكام العرب وجهض كل قوة سنية سياسية ضدها داخل بلاد العرب واليوم اغلب خطباء المنابر ساروا خلف المخطط الذي فعلته إيران دون إدراك الحقيقة
الساسية الفارسية لا تتغير على مر التاريخ منذ سقوط الحضارة البابلية الى يومنا هذا ننتصر عليهم بالسيف وينتصرون علينا بالفكر لهذا علينا ك أفراد التيار السني أن نواجه هذه المؤسسة العميقة بفكرنا الواعي لان ايران الآن تسعى الى أعادت مقاليد الحكم لها وتعيد
(انمبراطوريتها الفارسية)وتبسط سيطرتها في الشرق الاوسط
جزاكم الله خير استاذة العنود
مقال مهم
يلامس الماضي والحاظر
وكما قال الدكتور طه الدليمي حفظه الله
(الفرس تعدد أدوار ووحده هدف)
عدونا شرقي لا غربي
تحليل راقي وواقعي /
وهذه القوى المهيمنة وجدت أن الفرس هم أساتذة الفوضى الخلاقة لذا اتخذت منهم حليفا لها لينفذوا اجنداتها على قاعدة (الدفاع عن الغرب يبدأ من الشرق)
لا بد لنا أن لا نكون منشغلين باستثاره وتهييج الشرق لنا، ليكون العدو الشرقي هو المتفضل الذي يصدر شعارات استنهاضيه تستهوي عاطفتنا وتكتفي بتجميد أفكارنا بسياسه الفوضى الخلاقة وشيطنه الحاكم ضانين بأن عدونا غربي لا شرقي والعكس صحيح .
بوركتِ استاذه عنود التفاته توعويه راقيه .