ابن سبأ يهودي الديانة .. نعم ، لكنه فارسي العرق !
د.طه حامد الدليمي
مما قرأت منذ وقت مبكر (في عشرينيات العمر) أن ابن سبأ فارسي الأصل. لا أذكر في أي كتاب، لكن أذكر أنه في كتب القوميين. أما (الإسلاميون) فبعيدون عن الالتفات إلى هذا الأمر. أليس الفرس مسلمين؟ بلى؛ إذن على الرحب والسعة، افتح ما عندك من أبواب ومنافذ وقل: هَيت لكم!
ولما بدأت أستشعر أن للفرس خامة أخرى لا تشبه قامات الآخرين، أخذت أبحث عن مصدر المعلومة، وبحثت حتى استيأست فتركت البحث. ومرت سنين، وبينما أنا أتقلب على الحاسوب بين صفحات (المكتبة الشاملة) إذ عثرت صدفة على مصدر تاريخي قديم لهذه المعلومة ففرحت بها، وقيدت المعلومة موثقة بمصدرها. لا تنس أن التلاقي كان بعد طويل غياب!
هل سمعت بكتاب (المحبَّر) لمحمد بن حبيب البغدادي (ت: 245هـ)؟ ذكر رحمه الله فيه “عبد الله بن سبأ صاحب السبئية” ضمن (أبناء الحبشيات)([1]). وإذا ذكر الأبناء في اليمن فهم أبناء الفرس، كما قال محـمد بن حبيب نفسه: “والأبناء هم أبناء الفرس الذين فتحوا اليمن مع وهرز، وقتلوا الحبشة”([2]). وجاء تعريفهم في أكثر من مصدر بما حاصله: الأبناء: هم أبناء فارس الذين أرسلهم كسرى لنجدة سيف بن ذي يزن الحميري، وقد اختلفوا في سبب تسميتهم بالأبناء على أقوال أوجهها أن كسرى لما جهز الجيش المذكور، قال له المرازبة: أمده بمن في سجونك، فإن ضفروا فأبناؤك، وأن قُتلوا فأعداؤك. فأمده بهم ووهبهم له([3]). وابن سبأ أمه حبشية لهذا قيل له: ابن السوداء.
بهذا يكون أمر تأسيس التشيع محسوماً لصالح الفرس. لكن هذا لا يعفينا من السؤال الذي يطرح نفسه في كل مرة: لماذا الإغضاء عن دور الفرس، وتعليق الأمر بسواهم لأدنى سبب؟ لماذا يخفى دور الفرس في المؤامرة، ويبرز دور غيرهم؟
بل لنا أن نسأل: هل ابن سبأ يهودي فعلاً؟ وإن كان سؤالي ليس نفياً وإنما تشكيكاً في أصل القول. إذ لم أجد دليلاً على يهوديته سوى أقوال تاريخية تلقى على عواهنها ليست أسانيدها صحيحة طبقاً لشروط الحديث، وإن كانت ترد ضمن روايات يؤخذ بعمومها لا بتفاصيلها؛ وذلك طبقاً لشروط التاريخ. وليست هي فوق النقد والتشكيك عند التحقيق التفصيلي في المسائل الشائكة، ولا يمكن إثباتها لمن شكك فيها بحجة ترقى فوق الظن المتردد. ولا هي أقوى من قول ابن حبيب السابق في الإشارة إلى فارسية ابن سبأ.
تركيز نظر الجمهور على ( الإسرائيليات ) من الروايات دون ( الفارسيات )
مما يشير إلى غفلة عميقة تغط فيها الأمة أن المحدثين ركزوا على مرويات اليهود ووضعوا لها مصطلحاً هو (الإسرائيليات)، وحذروا منها كثيراً. في المقابل لم يكن اعتناؤهم بالتحذير من مرويات الفرس بالمستوى نفسه، حتى إن هذه المرويات لم تستحق منهم وضع مصطلح تستحقه، مع أن (الفارسيات) أكثر عدداً، وأكبر حجماً، وأشد خطراً وأثراً.
بين عبد الله بن سبأ والمغيرة بن سعيد البجلي
لندع مئات الرجال الفرس الذين صنعوا التشيع. وندع أصحاب المصادر الأربعة الأولى التي قام عليها دين التشيع، وهم فرس. ولنأخذ رجلاً واحداً فقط ممن ذكرنا من الفرس هو المغيرة بن سعيد البجلي، ونقارن بينه وبين عبد الله بن سبأ من حيث العقائد والأقوال التي تركاها مما يخدم التشيع، لنرى ما الذي زاد به ابن سبأ عن ابن سعيد ليفوز بهذا الاهتمام الذي بذ به الجميع؟ وما الذي نقص به عنه الثاني ليخمل ذكره إلى هذه الدرجة؟
1. المغيرة بن سعيد البجلي/ أو الكوفي
ظهر من بين الفرس الذين أسكنهم سعد بن أبي وقاص t في الكوفة رجل يُدعى المغيرة بن سعيد الكوفي. مما اشتهر به أنه كان يقول:
– الأوصياء (أي الأئمة) كالأنبياء؛ فما يجري على الأنبياء يجري على الأوصياء. وذكر أبو جعفر العقيلي العديد من مخاريق المغيرة، منها أنه كان:
– ساحراً وكذاباً.
– ويقول بالرجعة.
– وأن علياً يحيي الموتى.
– وروى بسنده عن الشعبي أنه قال للمغيرة بن سعيد: ما فعل حب علي؟ قال: في العظم واللحم والعصب والعروق. فقال له الشعبي: اجمعه فَبُلْ عليه”.
– وروى العقيلي عن الأعمش أنه قال: “أول من سمعت يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما المغيرة بن سعيد”. وأنه لعنه الله كان يلعنهما([4]).
– وكان يفضل علياً على الأنبياء([5]).
وقد أفاض ابن حجر العسقلاني الحديث عنه في (لسان الميزان) فقال:
– المغيرة بن سعيد البجلي أبو عبد الله الكوفي الرافضي الكذاب. وذكر من تحذير العلماء منه، وطعنهم فيه لكذبه وغلوه، وأنه كان كذاباً ساحراً مموهاً مشعبذاً حتى أجابه خلق.
– وأنه قُتل على ادعاء النبوة. وأقواله الباطلة مثل: (إن الله يأمر بالعدل): علي. (والإحسان): فاطمة. (وإيتاء ذي القربى): الحسن والحسين. (وينهى عن الفحشاء والمنكر) قال: فلان أفحش الناس. والمنكر فلان. (أي: أبا بكر وعمر رضي الله عنهما).
– وكان يدعي أن علياً يحيى الموتى. ويقسم على أن لو شاء أحيى عاداً وثمود.
– ويكذب على رجال أهل بيت علي، ويدعي أنه أتى بعض أهل البيت فسقاه شربة من ماء فما بقي شيء إلا وقد علمه. وعن إبراهيم بن الحسن قال: دخلت على المغيرة بن سعيد وأنا شاب وكنت أشَبَّهُ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر من قرابتي وشبهي وأملِه فيّ. ثم ذكر أبا بكر وعمر فلعنهما. فقلت: يا عدو الله عندي؟! فخنقته خنقاً حتى أدلع لسانه.
– وقال أبو معاوية: أول من سمعته ينتقص أبا بكر وعمر: المغيرة المصلوب.
– وكان يشيع بين الناس أن علياً أفضل من الأنبياء. ويقول: كان علي بالبصرة فأتاه أعمى فمسح على عينيه فأبصر، ثم قال له: أتحب أن ترى الكوفة؟ قال: نعم. فحُملتِ الكوفة إليه حتى نظر إليها. ثم قال لها: ارجعي فرجعت.
– قال ابن عدي: لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعيد في ما يروى عنه من الزور عن علي، وهو دائم الكذب على أهل البيت. ولا أعرف له حديثاً مسنداً.
– وقال ابن حزم: قالت فرقة غاوية بنبوة المغيرة بن سعيد مولى بجيلة. وكان لعنه الله يقول: إن معبوده صورة رجل على رأسه تاج، وإن أعضاءه على عدد حروف الهجاء. وإنه لما أراد ان يخلق تكلم باسمه فطار فوقع على تاجه ثم كتب بأصبعه أعمال العباد، فلما رأى المعاصي ارفضّ عرقاً، فاجتمع من عرقه بحران ملح وعذب. وخلق الكفار من البحر الملح. تعالى الله عما يقول.
– ومن مخاريقه ادعاؤه علم الغيب. قتله خالد بن عبد الله القسري مع أصحابه في حدود العشرين ومائة([6]).
2. عبد الله بن سبأ
ذكر المؤرخون عن ابن سبأ أمرين:
الأول: أنه أثار الأمة على أمير المؤمنين عثمان بن عفان. وهذا ليس له تعلق مباشر بتأسيس التشيع.
الثاني: دوره في تأسيس التشيع. فلنأت على حقيقة هذا الدور مقارنة بالمغيرة بن سعيد. لنجد المغيرة بن سعيد تفوق في ذلك على ابن سبأ تفوقاً يجعل المقارنة بينهما فيه مخجلة. وإليكم البيان:
ذكر ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) من عقائد ابن سبأ ما يلي: زعم أن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند علي. يكذب على الله وعلى رسوله. وكان يقع في أبي بكر وعمر. وكان يفضل علي عليهما. وله أتباع يقال لهم السبئية يعتقدون إلهية علي بن أبي طالب وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته. وقال الذهبي: “عبد الله بن سبا من غلاة الزنادقة ضال مضل أحسب أن عليا حرقه بالنار”. وفي موضع آخر قال: “نفاه علي بعدما هم به”. وضعف ما جاء بشأنه من طريق سيف بن عمر التميمي في (تاريخ ابن عساكر) وقال: “أخرج من طريق سيف بن عمر التميمي في الفتوح له قصة طويلة لا يصح إسنادها”([7]).
قارن ما تركه المغيرة بن سعيد الفارسي بما تركه عبد الله بن سبأ اليهودي، واسأل نفسك: لماذا أبرز ذكر اليهودي وأهمل ذكر الفارسي؟
إن عامة العقائد التي سلفت أمست من المسلمات عند الشيعة اليوم. وهو مما يدل على أن تأسيس التشيع كان على يد الفرس لا على يد اليهودي ابن سبأ، الذي غاية أمره أن يكون واحداً ممن شاركوا فيه. وقد شارك بعض العرب في بناء التشيع مثل الشريف المرتضى وأخيه الرضي، لكن التأسيس لم يكن لهم. أما أن يكون ابن سبأ هو المؤسس فهذه شائعة أكثر منها حقيقة قائمة على مستند علمي. والبحث المعمق يشير إلى أن هذا من مكر الفرس حتى لا يعلم دورهم في ذلك، على قاعدة (يقتل القتيل ويمشي في جنازته).
هذا على فرض أن ابن سبأ يهودي لا يمت للفرس بصلة. أعني أن السؤال: لماذا أبرزوا ذكر اليهودي وأهمل ذكر الفارسي؟) يبقى دون جواب! وإذ ثبت أن الرجل فارسي أيضاً فإن السؤال الثاني (لماذا أبرزوا دين الرجل اليهودي وأخفوا أصله الفارسي؟) يبقى كذلك دون جواب!!
[1]– المحبر، ص306، محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي، بالولاء، أبو جعفر البغدادي، تحقيق إيلزة ليختن شتيتر، دار الآفاق الجديدة، بيروت.
[2] – المصدر السابق، ص266.
[3]– مجلة دراسات تاريخية، جامعة دمشق، عبد المحسن المدعج، 1990م. انظر موقع صيد الفوائد:
http://www.saaid.net/bahoth/43.htm
[4]– الضعفاء الكبير، 4/177-179، أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي (ت 322هـ)، تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي، دار المكتبة العلمية – بيروت، الطبعة الأولى، 1404هـ – 1984م.
[5]– الكامل في ضعفاء الرجال، 8/72، أبو أحمد بن عدي الجرجاني (ت 365هـ)، الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1418ه – 1997م.
[6]– لسان الميزان، 6/75-78، ابن حجر العسقلاني.
[7] – لسان الميزان، 3/289، ابن حجر العسقلاني.
ابراهيم عليه السلام كان أُمه وان كان السلف حذروا من الاسرائيليات وركزوا عليها فحمل الدين منوط بنا وبهم ونحن نحسبك شيخي والله حسيبك بأمه كامله لما قدمت وتقدم من جهد ومشقه لنصرة الدين فإضرب بيدٍ من حديد تلك الاقفال التي وضعوها حول ابن سبأ وأكسر عنه قفل اليهوديه التي غلفوه بها وأفضح فارسيتهُ المقيته بارك الله بك وبسعيك ونحن اخوانك وتلامذتك وعلى دربك سائرون واملنا بك بعد الله شيخي ان تفضح ماستروه فالدين ديننا وليس دين السلف وحدهم مع عدم انكارنا فضلهم ولكن فضلهم لايعني ان نقف بحدود تفكيرهم واجتهادهم ونضع عقولنا بسجن كبير يحرسه السلف فمرجعنا الى الله سبحانه فرادى كما خلقنا اول مره ولن يغفر الله لنا ان اخطأ السلف فكلنا محاسبون .
طمنا عنك شيخي فقد أطلت الغيبه علينا .
ندعوا الله سبحانه لك بالصحه والعافيه وان ينير بصرك وبصيرتك بنوره الذي لاينطفئ.
جزاك الله خير دكتور لم تبق لهم شيئا الا وفضحته
بنيانهم بمئات السنين تهدمه بلحظات لله درك
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته . يا دكتور ما هو السبب أن خطباء أهل السنة والجماعة لم يذكروا حديث الصلاة على ازواج النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري عن أبي حميد الساعدي: أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما ص على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وفي رواية لمسلم عن أبي حميد الساعدي أيضا: أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى أزواجه، وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك ……. وبالمقابل يذكرون أن الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنه ويقولون على فاطمة سيدة نساء العالمين!!!! ممكن رد على هذا الموضوع
جزاك الله خير دكتور مقال قيم ويلامس واقعنا
س/لماذا يخفى دور الفرس في المؤامرة، ويبرز دور غيرهم؟
ج/ لان الفرس تعدد ادوار ووحده هدف إلى يومنا هذا
صدق الدكتور طه الدليمي
شاعت سيرة أبن سبأ وتأسيسه لتشيع
تاريخيا وثقافياً وأن اليهود هم عدونا الأبدي
لكن بفضل بحثك الدائم وكشف الحقيقة المخفية
وجدنا ان هذه كذبة قام الفرس بتفعيلها ودسها بين
كتبنا وثقافتنا وهم من أسس التشيع واخفوه تحت عبائة الإسلام هكذا الفرس ودورهم المخفي لبعد الأنظار عنهم وحماية ومؤسساتهم الخبيثة
والفضل لله ثم لك وما قرأنا من مقالات وكتب
علمتنا الكثير عن الفرس وادوارهم الخبيثة
جزاك الله خير شيخنا الجليل وبارك جهدك
الفرس أهل مكر وغدر وفكر وجه أنظار المسلمون إلى عبد الله ابن سبأ اليهودي كما يزعمون وصنعوه بايديهم وصاغوا كل الأقوال والروايات بأنه هو الذي صنع التشيع وجاؤا بمشروع فارسي مجوسي بأطار إسلامي وشخصية يهودية مصطنعة بثوها في شرايين الدولة الإسلامية
مع الأسف
نجحت خططهم فكريا وتاريخيا وخترقت كثير من أهل التاريخ وعلماء ومحدثين من أهل السنة على أن الذي صنع التشيع هو عبدالله بن سبأ اليهودي كما يقولون
بارك الله فيك شيخنا
أن كشف التاريخ أهم من قراءة التاريخ نفسه
فأننا لو كشفنا تاريخ الفرس ونخرهم للسلام لعرفنا كيف نتعامل معهم أن الفرس ذو وجهين رغم الوجه الذي يحملوها الأول هو صدگ ومنعك أن تشك في أي شيء يصنعوه والثاني هو قتلك وتدمير ما تم بنائه وأخذ الخطط والكتب وتدليسها