بطلان طوفان أتباع ايران، وبيان ان الجهاد يشترط فيه توازن القوى
أ.صالح السهيل
اعلم، رعاك الله يا طالب الحق، ان الجهاد من الشرائع المُعلة المغياة بغاية وحكمة، فليس هو من الشرائع التعبدية التي إقامتها هي الغاية منها، فمتى تأهل الجهاد لتحقيق الغاية منه كان مشروعاً، والا فلا.
والغاية من الجهاد على الصحيح هي الذود عن بيضة الدين، والدفاع عن ديار المسلمين، لقول الله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا).
اما جهاد الطلب والفتوحات فقد تعين في الزمن السابق لحالة طارئة، وهي تعذر ايصال دين الله الى الناس بغير نزع الحوائل التي تحول دون ذلك، اما اليوم فهذا الإيصال متيسر بغير سبب وطريقة.
اما الدليل على ان الجهاد مرتبط بالغاية منه فهو من حيث العموم قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) وقوله (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، ولا شك ان تحقيق الغاية من الجهاد لا يمكن ان يتم الا بالاستطاعة، فمتى انتفت الاستطاعة انتفى الجهاد، ومن زعم ان الجهاد خارج عن هذا الشرط وحده دون سائر التكاليف الشرعية فهو المطالب بالدليل.
اما من حيث الخصوص فقد رخص الله تعالى بسقوط القتال لعدة أعذار تحول دون تحقيق الغاية منه، مثل ان يكون عدد العدو اكثر من ضعف عدد المسلمين، والتحرف لمكان أفضل للقتال، والانحياز الى فئة قوية من المسلمين.
وهذا لا يعني قصر الأعذار على ما سبق، كما اشار الشيخ رشيد رضا، فيضاف اليه اقتضاء إلقاء نفوس المسلمين بالتهلكة، دون تحقيق مصلحة معتبرة، فإذا تضمن الجهاد ذلك لم يكن جهاداً شرعيا .
ولا شك ان الفرق في العدد كان مؤثراً في الماضي، اما اليوم فالقتال يعتمد على التطور التكنولوجي، والرمي عن بعد بالمسيّرات والطائرات والمدفعيات والدبابات، لذلك فهو الأساس اليوم في موازنة القوى لا العدد.
وفي تقرير ذلك الأصل يقول الشيخ عبد الوهاب الطريري في كتابه الجيد (سنام الاسلام) : ( كيف نخوض المعركة بلا سلاح ولا أمتعة، الا سلاحاً نشتريه من بعض اعدائنا بشروطهم؟ انهم ما داموا هم الذين يبيعونك السلاح فلن يبيعوك السلاح الذي يحقق انتصارك، ولكن السلاح الذي يطيل استنزافك).
وذكر الطريري شواهد كثيرة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتاريخ المسلمين على اعتبار توازن القوى في القتال، فارجع اليه، وكفاك به شاهداً من أهلها، وليت جماعته استفادت منه!
وقد تفطن الاقدمون لذلك، وليس هو من مبتكرات الطريري، فذكر امام الحرمين الجويني انه ان كان في ثبوت المسلمين الهلاك المحض من غير نكاية في الكفار فلا يجوز التغرير بالمسلمين.
وجاء عن مالك وابن الماجشون، كما في النوادر والزيادات، ان المعتبر في تحديد القدرة على القتال ان يكون المسلمون على النصف من قوة العدو، لا عددهم فقط.
ولا شك ان المسلمين اليوم لا يصلون الى عشر قوة العدو.
وذكر الشوكاني في السيل الجرار ان المسلمين اذا (علموا بالقرائن القوية ان الكفار غالبون لهم، مستظهرون عليهم، فعليهم ان يتنكبوا عن قتالهم، ويستكثروا من المجاهدين، ويستصرخوا اهل الاسلام).
وذكر ابن عاشور ان المسلمين (اذا رأوا للعدو نجدة او ازدياد قوة نظروا في امرهم، هل يثبتون لقتاله او ينصرفوا بإذن اميرهم؟ فإما ان يأمرهم بالكف عن متابعة ذلك العدو، واما ان يأمرهم بالاستنجاد والعودة الى قتال العدو كما صنع المسلمون في غزوة أفريقية الاولى).
ولا يخدش في ذلك قوله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) لأن في هذا تأكيداً على ان العدد ليس هو الفيصل كما سبق، لكنه ليس نفياً لأهمية الكفاءة القتالية والعدة والعتاد.
كما لا يخدش في ذلك قوله تعالى (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فذكر ان ارهاب العدو يحصل بأية قوة!
فإن هذا فهم شنيع مبناه على خطأ اشنع منه، وهو ان (ترهبون) جواب شرط! ولو كانت كذلك لكانت مجزومة (ترهبوا)، وقد اجمعوا على انها حال، واختلفوا في صاحبه، والأرجح انها الواو، اي أعدوا مرهبين، وعليه فالقوة يجب ان تكون مرهبة، لا أي قوة مستطاعة!
اما استدلال الدكتور رأفت المصري على صحة جهاد الدفع دون اي شرط استدلالاً بدفع الصائل! وقوله صلى الله عليه وسلم (من قتل دون ماله فهو شهيد)! فهو تنظير فاسد، لأن هذا قياس مع الفارق.
فالحديث اولاً يتكلم عن حالة فردية، فمن هاجمه صائل فمن حقه ان يدافع عن نفسه ولو قتل، لكن ليس من حقه ان يجر على مسلمي بلده كلهم حرباً مدمرة لا حول لهم بها ولا قوة! وقد اشار الى هذا الجواب زميل المصري في الجماعة نفسها الشيخ الطريري في كتابه الآنف.
ومما يوضح الفرق ان دفع الصائل على المال عند الشافعية والحنابلة من جنس المباح، فهل يجوز باسم المباح التسبب في قتل ثلاثين الف طفل وامرأة وشاب وشيخ وعجوز! ومائة الف معوق ومصاب ومبتور الأطراف! فضلاً عن المهجرين!
والخلاصة ان المسلمين عامة في حالة ضعف شامل، جرتهم عليها تراكمات من السنين، وتغييب عن مقتضيات الحضارة الحديثة لقرون طوال تحت ظل الحكم العثماني الذي يتباكى عليه المخالفون! ولا خلاص من حالة الضعف هذه الا بعقود من النهوض والإعداد والأخذ بالأسباب، ومن استعجل بالشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه.
فإلى ذلك الحين، على المسلمين السعي للحصول على أعظم ما يوفره القانون الدولي والتوازنات العالمية من المكاسب، والأخذ على يد كل من يريد دفعهم الى هاوية حروب ليسوا مستعدين لها، ومن شأنها أن تضاعف من خسائرهم وتضعف تقدمهم، خصوصاً اذا كان ذلك الدفع من جهة اقوام عُرفوا بأنهم لا يدفعهم لنصرة اهل السنة اي دافع، وانما اتخذوا من قضايا أهل السنة ستاراً ومطايا لتحقيق اهدافهم، مثل ايران وعملائها في المنطقة، والله المستعان.
نعم هذا هو الصواب .. أما رمي الناس في المهالك بحجة الجهاد دون عدة وقوة فهو غباء وحمق
بارك الله في جهودك استاذ صالح وسددك
مقال موفق بورتكم
احسن كاتب المقال في توضيح هذه التفاصيل لتوسيع دائرة الوعي لدى الجمهور حتى لا يختطف من قبل المؤدلجين
نعم .. نعم نحتاج لمثل هذه الاصوات العاقلة التي تنبه الجمهور عل خطورة الفعل الجنوني الذي تقوم به احزاب ايران في المنطقة ..
لا بد من توعية وتذكير ليدرك الناس حقيقة هذه الامور بعيدا عن العواطف
اعان الله اهلنا في فلسطين وفرج همهم
لو ان رجلا كان له دار قديمة يسكنها وله جار يؤذيه
فقرر هذا الرجل ان يهدم داره على من فيها ثم يتهم بقية الجيران انهم لم يقفوا معه وانهم خونة
هل نقول عنه عاقل ام مجنون بفعلته
يستنصرون بعدوا اكبر ضد عدوا اصغر ليدمروا ديار الابرياء ويزهقوا ارواحهم وينتهكوا حرماتهم فيتحولوا من مجاهدين لحماية ضعفاء المسلمين الى مجرمين مغامرين بشعوبهم من أجل مكاسب سياسيه لأنفسهم حتى وإن كان الثمن دمار شامل لايبقي ولايذر هذا هو منطق ال (إخوان) الفرس الشيعه (الشيعه حمير اليهود والإخوان حمير الشيعه الفرس)
منذ بداية الأزمة المفتعلة من ايران وانا أنتظر رد الدكتور المجدد الدليمي فإنه يعبر عن ما في داخلي ولكن بطريقة منظمة وعلمية
لله درك استاذنا الدليمي ودمت سالما
مقال في غاية الأهمية ونحتاج إلى هذا الوعي حتى لانسقط في الهوية 🌹
أحسنت أستاذ صالح مقال رائع .
هذا المقال الذي يعمل على إيقاظ أهل السُنة من فكرة الجهاد الذي أستنزف كامل قوةً أهل السُنة
معركه كان المستفيد الأول إيران وذيولها بقتل ودمار أهل السنة في فلسطين كما كان من قبل قتل الفلسطينيين في العراق والشام من قبل الميليشيات لو خرجت إسرائيل من فلسطين ودخلت إيران بدلاً عنها ماذا تكون النتيجة ؟
بناء الحسينيات سب وطعن أمهات والمؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهم سب الصحابة تحويل سنة فلسطين إلى شيعة
الجهاد بلا قضية ولا هوية ولا مشروع واقعي ودولة
هذا انتحار وليس جهاد ! .
بوركت أناملك استاذ صالح
في تحليل وتفصيل الجهاد
والغاية منه ومتى يقوم به
ومتى تركه للحفاظ على الأبرياء
نعم الأمة العربية اليوم بحاجة
إلى جهاد الكلمة فكري ثقافي
يضئ للأمة السُنية عتمتها وينجيها من التهلكة.
جزاك الله خير دكتور
مقال موفق بوركت شيخنا الحبيب
كلام يلامس الواقع
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله الاستاذ الكاتب خير الجزاء
مقال موفق وإن كان بودي ان يتم التركيز على تبعية حركة حماس في سلوكها لإرادة المشروع الايراني، وخصوصا أن ذلك يمثله الشطر الأول من عنوان المقال، وقد ذكر اسماعيل هنية ما يدل على ذلك عندما ساله مذيع قناة الجزيرة عن سبب مساعدة ايران لهم، فذكر عدة اسباب كلها مردودة إلا سبب واحد وهو اشغال ايران لاسرائيل عن مهاجمتها، واكيد ان الدماء السنية هي الضحية