التجديد والقضية
د. طه حامد الدليمي
بالنظر التجديدي إلى واقع العراق والدول المحيطة به، ذلك النظر العقلاني الذي يرجع إلى الشرع ملتزماً بأوامره ومراعياً حدوده، ويتأثر بالواقع ويتكيف – سعة وعمقاً ودقة – بالعلم: اكتشفنا أهم الأفكار التي تتعلق بـ(القضية) تنظيراً وتطبيقاً. وهذه خطوط عريضة سريعة ومركزة لتلك الأفكار([1])، التي بغيابها غبنا– نحن السنة في العراق – عن الوجود كحقيقة معتبرة وواقع مؤثر، فعاد كياننا هشاً هامشياً لا يملك من أمره شيئاً، يتلاعب بمصيرنا شذاذ الآفاق وأسافل الخلق.. وما عدنا نقود الحياة:
- الدين قسمان: عبادة وقضية
ودليله قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُـرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (آل عمران:81) وغيره من الآيات وهو كثير. لكننا في العراق نعيش مفارقة كبيرة أدت إلى ذلك الغياب عن قيادة الحياة، نبه إليها الشهيد إياد العزي رحمه الله بقوله: (السنة عبادة بلا قضية، والشيعة قضية بلا عبادة).
- الواقع يسبق الوحي ، وليس العكس
الواقع يحدد (القضية)، والوحي يضع أسس الحل. وبذلك يكون الواقع سابقاً لا لاحقاً في علاقته بالوحي. وأسباب النزول تفصح بوضوح عن هذه الحقيقة. والعقل يستفيد من هذا كله في تحديد القضية، وتنزيل أسس الحل على الواقع، والتوسع في تفاصيله بالاستفادة من معطيات العلم، ووضع كل شئ في موضعه مكاناً وزماناً.
- عناصر القضية
تتكون القضية من هدف اجتماعي يحتاج إلى تحقيق. ومعوق يحتاج إلى إزاحة عن الطريق. فالقضية تقوم على ركنين اثنين هما:
هدف أعلى: مأمور كل مسلم بتحقيقه
وواقع أدنى: يتم من خلاله تحقيق ذلك الهدف
أما الهدف الأعلى فثابت لا يتغير بالنسبة للمسلم، ألا وهو إقامة الدين وتحقيق مقتضيات ألوهية الله تعالى وحاكميته في أرضه: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) (الزخرف:84). ونعبر عنه أيضاً فنقول: هو إقامة دولة الإسلام طبقاً لمراد الله وشرعه. وهذا ثابت لا يتغير. وبه تفترق الربانية (التي يسمونها إسلامية) عن العَلمانية. أما الواقع الأدنى فمتغير، وينتظم فيه عنصران اثنان هما:
1-التحدي أو المعوق الذي يعترض طريق الهدف.
2-الاستجابة المطلوبة تجاه التحدي، أو إزالة المعوق عن الطريق.
- الأولوية للمشكلة الواقعية الكبرى
يحتاج المرء وهو يواجه التحديات والمعوقات إلى أمرين اثنين:
- أن يستوي قصده إلى التحدي أو المشكلة الكبرى في المجتمع فيجعلها المحور الذي ينتظم باقي التحديات والمشاكل الأدنى. وهذا هو التشخيص. وهو نصف العلاج. أزمة (الإسلاميين) في العراق اليوم البحث عن علاج لمرض يخطئون في تشخيصه فلا يهتدون إليه.
- أن يستجيب لهذا التحدي الاستجابة الصحيحة المناسبة. وهذا هو العلاج، الذي ينبغي أن يكون بديعاً متطوراً.
وبالتشخيص الدقيق والعلاج السليم، يكون الحل.
- تغير القضية بتغير الواقع
بتغير الواقع يتغير التحدي، فتتغير الاستجابة تبعاً له. وما لم تتغير الاستجابة تبعاً لتغير التحدي، نصاب بالجمود، وننعزل عن الحياة، ويتحول الدين إلى عبادة محضة تشيع فيها البدع والمحدثات.
- (القضية) إذن تتغير بتغير الواقع أو المجتمع. وهذا هو الدين الذي يتجدد. فمن لم تكن عنده قضية فليس على الدين المتجدد القويم. إنما هو على دين جامد سقيم، في حاجة إلى تحريك وتجديد.
[1]– تناولت هذا الموضوع في كتاب (لا بد من لعن الظلام) وغيره. وسأكتفي هنا غالباً بعناوين الموضوعات الموجودة هناك منعاً للتكرار، فيرجع إليها في أصلها.
[2]– أرجو ملاحظة قيد (لنا)، التي تعني الخيرية مقيدة بالميثاق، لا مطلقة.
المنهج الترضوي التي تحدثت عنه فضيلتك في ( لابد من لعن الظلام) نجح في تبني قضيه لكنها ليست القضيه جعل من فلسطين قضيه وراح يدندن حول الاحاديث التي كان لكم الفضل في فضحها وجعل من الفتيه حول بيت المقدس هم قضية الامه واليهود عدوها واصبح العدوا الشرقي داعماً وناصراً. لكن تبقى شعلة الامل التي اشعلتم شراراتها الاولى تضئ الدرب بوجود جيل واعي وعدتَ بإنشائه ووفيت بوعدك هذا الجيل هو من سيعيد الامور الى ترتيبها الصحيح بعونٍ من الله تعالى اولاً وبتوجيهاتكم التي اضحت شوكه في قلوب وعيون من اضلوا الامه لعقود من الزمن وهم يتذللون لسفلة الارض ب والذي فلق الحبه وحسين مني وسلمان منا وفاطمه سيدة نساء العالمين تلك السموم الي لوّثوا بها الاسماع وجعلوا بها خير اُمة انزلت للناس مجرد اُمه تابعه لبيت ابن عم نبيها.
هذا هو مفهوم الدين الذي ينظم الحياة من جميع الاتجاهات والتحديات ويصنع دولة ربانية على ضوء المنهج الصحيح
مقال قيم جز الله الدكتور بكل خير
((قضية متجددة بتحدي هدف غير قابل للتصدي ))
عاشت يمينك شيخنا الفاضل
إن أي إنسان عيش بلا قضية فهو لا يعرف ملذات الحياة لانه القضية تعلق الانسان بخالقه وتحدد مصيرهُ في الحياة وفي وفي احد الكتب لحضرتك الكريمة توجد عبارة قيمة جداً (قضيتي أول …وأنا أول)
يعيش
صدق دكتور طه عندما قال
(دعوة ربانية قبل أن
تكون قضية سياسية
١. الربانية والتزكية
٢. الربانية والقضية)
أحسنتم دكتور بارك الله فيك وحفظك من كل مكروه
القضية عامل فعال لكل فرد ومجتمع
وعندما فقدوا أهل السُنة قضيتهم
فُقدُ واصبحوا بلا هدف امام تحديات العراق
وصراع الواقع الأليم
بوركت شيخنا الفاضل لهذا الطرح القيم
دائماً يتحفنا شيخنا الجليل بأفكاره المنيرة والمحددة والتي تدفع بنا للسير قدماً، فجزاه الله تعالى عنا كل خير.
تحية احترام لك دكتورنا ونسأل الله لك الصحة وتظل تمدنا بالفكر النير
اود ان اشتري رواية هكذا تكلم جنوبشت اذا كان بالإمكان ذلك ارجوا مراسلتي
حزاكم الله خيراً د، على هذه المفاهيم الواضح في مفهوم القضيه والعبادة