مقالاتمقالات أخرى

ضرورة المشروع السُنّي

الأستاذ حسنين عبدالله الأموي/ التيار السُنّي في العراق

       كل مراقب للأحداث ومجرياتها وكل متابع للأخبار وتوابعها يرى ظلام يملأ النفق دون أن يرى أدنى نور في نهايته، وهذا بلا شك نتيجة طبيعية، فلا نور دون مصدر له، ولا زوال للظلمة دون لعنها، فمن قال: بدل أن تلعن الظلام اشعل شمعة، نقول له: نشعل الشمعة ونلعن الظلمة وكما قال تعالى: ((فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها …))البقرة-156.

فحال أهل السُنّة كان ومازال لا يسر الصديق ويُشمت العدو، فهم يتخبطون في تصرفاتهم ويكررون أخطاءهم مرة بعد مرة، دون أن سألوا أنفسهم إلا متى سيستمر هذا التخبط؟ ومتى ينتهي هذا العبث؟

الحياة مدرسة

 منذ الصغر ونحن نسمع هذه الكلمة وصرنا نرددها في الكبر، ولكن السؤال الأهم ماذا تعلمنا من تجارب هذه المدرسة؟ ولماذا يدور الزمن دورته علينا؟ وتعاود تجاربه الكرة تلو الكرة؟

دون أي حصيلة أو نتيجة من هذه التجارب!

لقد آن لأهل السنة أن يفهموا أنهم يعيشون في تجارب الماضي التي عفى عليها الزمن وأن عليهم مغادرتها فقد صاروا شيوخاً بعقول الأطفال وأن التجارب لم تزدهم إلا وبالاً وخبالاً، وإلا كيف لطفل اكتوى بالنار أن يمد يده إليها مراراً وتكراراً دون أن يرعوي مما حدث له في مرات ومرات سابقة وحالية وتالية..  

 إن لم تعرف ما ينفعك

فانظر لما يضر عدوك فكل مايضره هو نفع لكل – ولا ريب –  وهذا أقل ما على المرء معرفته.

منذ سنين خلت وأهل السنة في كل مرة يدخلون مع الأطراف الشيعة بمواثيق وعهود فيأخذ الشيعة ما يفيدهم طبقاً لهذه الاتفاقات ثم لا ينتفع منها أهل السنة إلا على قدر لعاعة من الدنيا، ثم يبدأون بالشكوى من الشيعة وأنهم لم يحترموا الاتفاقات ولم يلتزموا بالعهود!

ونحن نقول متى وفّى الشيعة في الماضي ليوفوا حاضراً أو مستقبلاً؟

هي حلقات ضمن مسلسل يعرف الشيعة في أدوارهم ويتقنوها وفق قاعدة: تعدد أدوار ووحدة هدف ضمن المشروع والمسار- الذي اختطته لهم أمهم إيران – والذي يسيرون عليه دون تجاوزه بعيداً، وفي المقابل فأهل السنة لا مشروع ولا مسار ولا بوصلة بل هم كالتائه في ليلة حالكة الظلمة يمشي مع التائهين.

المشروع السُنّي لماذا؟

وأنا أراقب ما يجري وأحلل الأحداث أتيقن مرة بعد مرة أن لا خلاص إلا بالمشروع السني، وهذا جوابي لكل من يسألني في خضم الأحداث ماذا نفعل؟ وكيف الخلاص؟ وأين نذهب؟

فأجيب بكل بساطة: اعملوا في مشروع سُنّي بهوية وأهداف واضحة ضمن خطة مرسومة لا لبس فيها ولا خداع فهذا زمن المشاريع الواضحة وهذا زمن التمايز بالهويات، ألا ترون إلى إيران والشيعة كيف يصرحون بالعلن بمشروعهم وهويتهم دون أدنى تردد؟!

فلماذا لا ترفعوا السُنّية شعاراً وهويةً ومشروعاً؟ كي تتساوى طرفا المعادلة ولا تبقى مختلة، ويستقيم الميزان فلا تطغى كفة على أخرى، ولكي تتوحد الجهود وتقع الثمار في سلة واحدة نسجها أبناءها ابناء المشروع السُنّي.

فالواجب على كل سُنّي أن يبذل ما في وسعه فيما يُحسنُه ليكون لبنة ضمن هذا البناء السُنّي وكما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ((اعملوا، فكل ميسر لما خلق له)) رواه البخاري ومسلم.     

Show More

23 Comments

  1. جزاك الله خير الجزاء على هذا المقال الذي تحث اهل السنه على مشروعنا من حيث الدقه والعمل.

  2. جزيتم على هذا المقال،
    من باب ذكر ان نفعت الذكرى
    نحتاج الصبر والاصرار والتكرار،
    بعد ماتكشف الباطل وتعرى امام الملأ….
    فلابد من إبطال الباطال وإضهار الحق

  3. المشروع السني هو جبل النار الذي يعصم أهل السُّنة من عدونا الأزلي والإجرامي رفيق الخراب والدمار وعدو الحضارة، وجار السوء، فعلى أهل السُّنة إذا ما أرادوا النجاة والعودة للتمكين أن يتبنَّوا هذا المشروع وهذه الاستراتيجية ويفعِّلونها، فهي السور الملتهب الذي لا يمكن لأعدائنا تجاوزه.

  4. بلا مشروع تعني الكثير لا وطن لا اعمار لا امان لا تقدم لاستقرار لا حضارة لا بناء لا تطور والواقع يثبت هذه الحقيقة هكذا يعيشون أهل السنة تحت المشروع الإيراني الفارسي الشيعي اليوم في المشرق العربي
    لأنهم رفضوا كل الحلول التي تنجيهم من هذا العدو الخبيث

  5. ومثل ما بقول الدكتور من لم يكن له مشروع كانزضحية لمشاريع الآخرين… لاننا لم نعي اهمية العمل داخل مشروع ابتلع المشروع الفارسي المنطقه وجلسنا نحن كما قال الدكتور في قصيدته وجلسنا مثل اي شئ… اي شئ.. فوق احجار الررصيف.. نندب حظنا..
    مقال مهم جدا

  6. صاحب المشروع هو صاحب التميز فلا شروع بلا مشروع ولولا الشراع ما سارت القوارب ، أهل السنة ساروا بقارب لا شراع له فتقاذفتهم امواج المشاريع الآنية الوهمية بكل حدب وصوب ومشروعنا الرباني السني هو البوصلة الحقيقية لكي يعود السنة إلى مسارهم الحقيقي الذي سار عليه الرعيل الاول .

  7. لااجد مااقول افضل مما قال الشيخ طه الدليمي حفظه الله المشروع السُني هو الفريضه الغائبه منذ مئة سنه من حياة الامه ولاخلاص لها دونه من كماشة المشاريع القابضه محليه وعالميه حزبيه وغير حزبيه . وأزيد ان في الاقليم حفظ لكرامتنا التي أمعن الشيعه في اهدارها تحت مسمى الاخوّه الوطنيه واهدار لدمائنا التي سالت حد الرخص وفي الاقليم حفظ لديننا وعرقنا واعراضنا وتاريخنا ودنيانا وآخرتنا .

  8. جزيت وبارك الله فيك استاذ مقال مذكر نسأل الله أن تنفع الذكرى وإيانا …وان لا نكون ضحايا لمشاريع الآخرين, فتُحطِمنا أصنام في زماننا كان ابراهيم قد حطمها آنذاك (من لم يكن لديه مشروع كان ضحيه لمشاريع الآخرين)

  9. جزاك الله خيرا أستاذ حسين .

    تحت مفهوم أن الحياة مدرسة علينا أن نتميز على بيقية الشعب لأننا وبكل بساطة وعزم نعمل ضمن الايطار الذي يميزنا عن البقية و تمسكنا بهذه المدرسة الربانية التي تغير النفس والأهل والمجتمع.

    (الحياة مدرسة ‏منهجها القرآن)

  10. مقال جميل ورائع يعلمنا أن نأخذ العبرة والدروس من أصغر الكائنات .
    فالمهم هو السير في الطريق الصحيح.ولو كلفنا هذا بعض التراجع والتأخير فبالتالي المهم هو الوصول للهدف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button