تحويل الذم من الكوفة خاصة إلى العراق عامة..من مكائد (المؤسسة العميقة)
د. طه حامد الدليمي
ابحث عن المستفيد. يا لها من مقولة تتحدى العوائق لتغوص إلى الأعماق!
إن ذم العراق هكذا بالمجان، وكأنه الوحيد من بين بلدان المجموعة الشمسية الذي فيه خصومات وفتن.. لا يرضاه أهل العراق. حالهم حال موقف أي شعب في الكون فه تجاه من يذم بلده وأهله. هذا أمر طبيعي فطري. على أن البادئ يتحمل أمام الله جل جلاله مسؤولية شحن النفوس بالغضب والحقد بين الإخوان. وربما يتدهور الحال إلى رمي الآخرين بما ليس فيهم؛ فتكون الفرقة والخصومة الجاهلية.
الفارسي يستفيد من الخصومة فائدتين
هذه النتيجة البائسة يستفيد منها الفارسي مرتين:
المرة الأولى: من حيث إن الخصومة والفرقة نتيجتها إضعاف المتخاصمين.
والمرة الثانية: أشد من الأولى؛ لخطورتها الذاتية، ولأنها لا يكاد يُنتبه إليها. وحتى تكون الصورة واضحة لا بد من مقدمة تمهيدية لها قبل الإفصاح عنها.
مشكلة العراق أنه البلد الوحيد من بين بلدان المشرق العربي مفتوح كلياً على إيران دون عوائق، بينما يحجز بين البلدان المشرقية الأُخرى وبلاد فارس بحر كبير هو الخليج العربي. ولولا البحر ما تجشمت إيران أن يكون الطريق إلى هدفها (مكة المكرمة) عبر العراق فسوريا فالأردن ثم السعودية. ولا أظن سعودياً لم ير المقبور أبو مهدي المهندس وهو يقف على مشارف الأردن بعد أن انتهى من السيطرة على سوريا فيسأله واحد ممن حوله: ما الخطوة القادمة؟ فينبز آخر من المغفلين ليجيب: أغير فلسطين! ويرد عليه المقبور: ليس لنا شأن بفلسطين. الرياض هي الهدف القادم!
لولا منة الله جل وعلا على تلك الدول الشقيقة بذلك البحر لكان مآلهم وحالهم مآل العراق وحاله في الفتن والشرور الفارسية. انظر كيف تجاوز الفرس ذلك الحاجز العظيم رغم كل شيء وتسللوا بشرورهم إلى هذه الدول المسالمة من الكويت حتى عمان واليمن. مروراً بالمملكة العربية السعودية والبحرين فقطر فالإمارات العربية المتحدة. والهدف البعيد مكة. فإن لم يصلوها من الشرق عبر البحر، فليكن الوصول من الشمال عبر الهلال المتكور والمتكون من العراق فسوريا فالأردن… ثم البوابة تبوك!
انظروا إلى المنطقة الشرقية في السعودية كيف اخترقوها رغم ذلك البحر! بل ثمت بؤر في المدن الداخلية غزاها الفرس بالتشيع منها مدينة الرسول! ووجدناهم قد نجحوا فتدسسوا بأسماء أئمتهم الموهومين حتى قرأناها على جدران المسجد النبوي!
وإن في النفس لشيئاً من ذلك اللون الأخضر النشاز الذي يطوق قبة المسجد؛ فإن اللون الأخضر شعار المجوس!
هل تطاولت اليد الفارسية فبلغت بمكرها هذا الحد؟! ينبغي البحث في الأمر والنظر في التوقيت التاريخي لظهور هذا اللون على القبة، ومن اقترحه؟ وفي عهد من؟ فإن اليد النظيفة والقلوب السليمة لا تنتبه إلى مكر ذوي الأيدي والقلوب الملوثة؛ فيعبر عليها المكر دون أن يخطر في بالها ما يرمي إليه الملوثون. لكنني كعراقي مبتلى بأنواع البلاء من الفرس وشيعتهم أكثر بكثير من غيري أنتبه وأدرك غور الظواهر التي تبدو – عند من لم يصبه البلاء بالقدر المؤثر – شيئاً عادياً لا قصد فيه. من حقي أن أشك في نية من لوَّن القبة بذلك اللون حتى يثبت العكس؛ فمن تمكنت يده من وضع تلك الأسماء على جدران المسجد يمكن أن تمتد فتلون القبة بذلك اللون الأخضر.
ولمن لا يعلم أقول: إن اللون الأخضر هو شعار الفرس القومي، يرمزون به إلى النار في أصفى حالاتها. وعادة ما يقرنون بينه وبين اللون الأصفر رمزاً للشمس. وانظروا إلى أعلام حزب الشيطان في لبنان، والحشد الشيعي في العراق! والمبتلى أعلم عافاكم الله. أقول هذا وأنا أعلم أيضاً أن الكثيرين من المعافَين سيقولون: فما قولك في لون العلم السعودي، أهذا أيضاً وضعه الفرس؟ والجواب سهل. اللون الأخضر لون جميل محبوب وهو من ألوان ثياب أهل الجنة، نتعامل معه كثيراً في حياتنا: المسلم والكافر. فالسعودي اختار اللون الأخضر لبيرقه أو عَلَمه بهذا القصد الأبيض. والفارسي اختار اللون الأخضر شعاراً قومياً له بهذا القصد الأسود.
لهذا الموقع الخطير للعراق كان هذا البلد المبتلى جدار الصد على مر التاريخ أمام خطر بلاد فارس. فإن الفرس – الذين ما فتئوا يغزون أرض العرب منذ آلاف السنين – كلما أرادوا التمدد غرباً كان العراق أول بلد يواجههم، فإذا غلبهم نكصوا على أعقابهم فسلم ما وراءه من بلدان. وإذا غلبوه صار الوصول إلى ما وراءه ممكناً، ولكن بعد دفع الثمن. إذن لا بد من إضعاف العراق تقليلاً للخسائر، وتمكناً من الوصول إلى الهدف الأبعد.
وكان من الأسباب التي اتبعها الفرس لإضعاف العراق صرف العرب عن الوقوف معه عن طريق تشويه صورته وتبشيعها في أنظارهم. وعندما بدأت مرحلة الفتوحات الإسلامية وجدوا في (الحديث) ضالتهم، لا في تغيير الدين وتبديله فحسب، بل في خدمتهم سياسياً أيضاً. فما تركوا من آية يمكنهم ليّ معانيها، أو حديث يصنعونه فيخدمهم في تحصيل مآربهم، ولا كلمة يخترعونها فينسبونها إلى شخصية شهيرة تصب في المجال الذي يريدونه إلا و(آتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا).
بين ذم العراق ومدح الشام
إمعاناً في صرف الأنظار عن العراق، والتهاون في التفريط به، كان تضخيم شأن الشام فوضعوا في فضلها عشرات الأحاديث. لاحظنا هذا كعراقيين عند احتلال العراق سنة 2003. ثم لمسناه ورأيناه بعد الثورة السورية التي اشتعلت من بعد ثماني سنين ( 2011) من كارثة العراق. نعم حزن أهلنا خارج العراق لمُصابنا، وتفاعلوا معه وكان ثمت دعم لن ننساه، على مستوى الأفراد لا الحكومات، وتفاعل خجول في وسائل الإعلام. لكن ما وجدناه من تفاعل تجاه أهلنا في سوريا شيء آخر.. آخر تماماً قياساً بالموقف تجاه العراقيين!
ثماني سنين، لا سبعٌ، عجافٍ وقفنا فيها سداً منيعاً أمام طوفان الغزو الأمريكي المعلَن والإيراني المبطن، لم تتمكن فيها إيران من الانسياح خارج السد. حتى إذا نفد الزاد ونضبت الطاقة وانحسر المعين فخارت القُوى.. عند ذاك تفرعنت إيران واسترجلت مخانيثها. فعبروا إلى سوريا وتمكنوا من لبنان، واستعلن متسولو غزة، وطمعوا في الكنانة وما وراءها، وكشف الحوثي عن سوأته في رابعة النهار حتى طالت صواريخهم بيت الله الحرام!
وكنت أقول لكل مسؤول عربي ألتقيه، وكل شخص أستشف منه عقلاً يفكر وفعلاً يؤثر، ما خلاصته: العدو الأكبر والتحدي الأخطر في معادلة الأمن العربي هو إيران، والعراق هو الدرع. فإذا تمزق الدرع كان الوصول إلى الجسد أهون ما يكون. والعراق منبع التشيع ومنطلقه، كما أنه منتهاه ومقبرته، منه يبدأ ويستعلن، وفيه يذوي ويموت. فإذا أردنا أن نستجمع قوانا ونقتصد في نفقاتنا – وهي دم يراق ومال يحرق – فعلينا بتدعيم سد العراق وجداره. هنا السر.. سر النصر، كما أنه هنا السر.. سر الهزيمة.
هذه هي الفائدة الثانية التي يحصدها الفرس من وراء تبشيع صورة العراق لدى العرب. هل كنت وفياً لما قلته قبل قليل من أنها أشد وأخطر من الفائدة الأولى، مع ذلك لا يكاد يُنتبه إليها؟ بل ترددها منابر المغفلين ومنصاتهم صباح مساء!
أيعقل أن الفارسي سليل الهمجية والتخلف يدرك السر من حيث استغلق على العربي سليل الحضارة والتمدن؛ فعجز عن إدراك ما لا ينبغي أن لا يدرك في حال من الأحوال؟!
عودا حميدا ومرحبا بعودتك دكتور
الشعوبية لم تكتفِ بوصم العرب بالنفاق وبغيرها من الصفات السلبية.
بل لعبت على وتر الفتن والتفرقة بين الشعوب وقسمة الأقطار
حتى الأنساب لم تسلم منهم فمرة يطعنون بها ومرة يدسون ابناءهم بين القبائل ومرة ينكرونها.
والعراق إذا كان بوابة جغرافية فهو بالتبعية لذلك بوابة أمنية وثقافية وحضارية.فمن يعي!
تختلط مشاعر الحزن لما وصلت اليه الامه وانا اقرء سطورك بمشاعر الفرح بعودتك شيخي الغالي.للإسف شيخي لولا العرب وطيبتهم او سذاجتهم لما استطاع الفرس الى بلادنا سبيلا.هم شنوا ويشنون حرباً لم تهدء على جميع الاتجاهات سالكين كل الطرق التي تؤدي الى هدفهم من فتن وخبث ودهاء معتمدين على (العرب)انفسهم للوصول لغاياتهم بأقل الخسائر ان لم تكن (مرابح)وكل مافعله العرب هو التوقيع وختم مكائدهم بختم (القبول)والحديث خير دليل على ذلك فلولا تحريف الدين عن طريقه وسحبه الى بيت علي ليحيطه بجدران القداسه التي كلما حاول احد ممن أنعم الله عليهم بنعمة(الفهم)تهديم تلك الجدران اتهمه العرب قبل غيرهم بشتى التهم واولها( النصب).استطاعوا ان يحولونا الى اقطار ينبز بعضها بعضاً إلا من رحم ربي والمُتتبع للأحداث عن طريق وسائل التواصل التي استغلها الفرس وجعلوها جندياً من جنودهم يلمس هذا الواقع المرير.نحتاج لثوره وصحوه دينيه عروبيه تقتلع مازرعوا فتجعله كالهشيم .لن ننتصر مادامت تحركاتنا عشوائيه فوضويه بلا بوصله اما تحركاتهم المدروسه وادوارهم الموّزعه سلفاً على جميع الاصعده .الثوره تبدء بنزع تلك القدسيه التي صنعوها لما يسمى بآل البيت نحتاج لطالوت وداوود كي يقضوا على جالوت وجنوده.
وكان من الأسباب التي اتبعها الفرس لإضعاف العراق صرف العرب عن الوقوف معه عن طريق تشويه صورته وتبشيعها في أنظارهم. وعندما بدأت مرحلة الفتوحات الإسلامية وجدوا في (الحديث) ضالتهم، لا في تغيير الدين وتبديله فحسب، بل في خدمتهم سياسياً أيضاً. فما تركوا من آية يمكنهم ليّ معانيها، أو حديث يصنعونه فيخدمهم في تحصيل مآربهم، ولا كلمة يخترعونها فينسبونها إلى شخصية شهيرة تصب في المجال الذي يريدونه إلا و(آتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا).
كنت ومازلت الطبيب الخبير…ثاقب الرؤية سابق الحدث سباق في البيان ومن تكلم بعدك من المتأخرين فاغلبهم كان له نصيب من علمك وفكرك ووعيك يادكتور
جزاك الله خيرا واراك ثمرة جهدك في الدنيا قبل الآخرة
مقال رائع اختصر معاناة العراق وبيّن سبب ذم العرب للعراق وكيف تحول من ذم الجوارج والمنافقين في الكوفة الى ذم العراق جمجمة العرب وسدهم المنيع
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله الدكتور الدليمي خير الجزاء
المقال يبين جانب مهم من جوانب العداء والمكر الفارسي وليس الجانب الوحيد،
كنت صغيرا اذ نشبت معركة القادسية الثانية بين العراق وبلاد الفرس، وكنت دائما اسمع توصيف العراق على انه حارس البوابة الشرقية للوطن العربي، لصغر سني لم اكن ادرك عمق هذه المقولة، حتى إذا كبرت وجاء الغزو الامريكي للعراق ثم تغلغل الاحتلال الايراني، ادركت عمق معنى وحقيقة تلك المقولة وصدقها، فعلى العالم العربي السني بشكل خاص ان يدرك اهمية استعادة ذلك الحارس لقواه، وتكمن قواه في الجمهور العربي العراقي السني دون سواه، واذا طال الزمان فات الاوان
الفرس عملوا فكريا وثقافياً
ثم غزونا جغرافيا لم يتوقفوا
يوما واحد في نشر الفرقة
والفتن بين العرب لكي يصلوا الئ
ما وصلوا اليه اليوم من سلطة وتمكين
بوركت جهودك شيخنا الجليل مقال رائد
بارك الله فيك دكتور وجزاك الله الجنة
بارك الله فيك دكتور وجزاك الله كل خير
الأمة مضروبة برأسها وغارقة ولا تعي ما يدور حولها من مؤامرات، فالعرب دائما يأخذون الاحداث على المحمل الحسن وليس على محمل التشكيك، والتشكيك هو الفلتر الذي يفلتر الأحداث التي تمر بالأمة فحينما تعمل الأمة سوف تصدم، وقد لا تعي الأمة ما يدور حولها إلا حينما يأتي شخص ينتشلها من مأزقها كما حدث زمن معاوية رضي الله عنه وزمن عبدالملك والحجاج رحمهم الله، وفي هذا الزمن نرى في الدكتور طه الدليمي طبيب هذه المرحلة، وعلينا أن نركب في ركب الحق ونكون عونا للحق… واقول خاتما بقول الحق سبحانه وتعالى : (لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ)
منذ زمن والفارسي يعمل وراء الظل لكن عندما يتمكن يظهر المرض في نفسيته لا في قضيته فالفارسي لا يهمه أي شيء سوا العمل على قضيته و رأينا هذا الأمر.
لكن هل صنعوا العرب صد منيع لهذه الخطر ؟
لا يمكن الانتصار على هذه الخطر إلا بتحليل عمله وشخصيته ما بين الماضي والحاضر لتكون السيطرة عليه مستقبلاً.
جزاك الله خيرا دكتور مقال قيم