قضيتنا شرقية لا غربية
د.طه حامد الدليمي
عقدة شرقية قديمة
الخوف من الشرق هاجس قديم، تعاقبت عليه الدهور ورسخته الحوادث حتى وصل إلى حد العقدة المرضية الكامنة في اللاشعور أو العقل الباطن للإنسان العربي قبل مجيء الإسلام.
إن قسوة الفرس، وعنجهيتهم، وتكبرهم، وإصرارهم الذي لا مثيل له على الانتقام الذي لا تحده حدود، وغزوهم المتكرر المستديم للعراق وأرض العرب، وشدة تنكيلهم بخصومهم، وتمرسهم بأساليب المكر والغدر، واشتهارهم باعتماد الاغتيال في تصفية الخصوم. هذا وغيره مع طول فترة استعمارهم الوحشي وشدة وطأته إذ بلغ آخر استعمار لهم لأرض العراق قرابة اثني عشر قرنا (من 539ق. م-636م) وقد ذاق فيه العراقيون صنوف العذاب والمآسي طيلة هذه الأحقاب المتطاولة والمتراكمة دون بارقة أمل بالخلاص.
كل هذا سبب (رُهاباً)، وولد يأساً قاتلاً انتزع الأمل من النفوس في إمكانية طردهم فضلاً عن القضاء عليهم. ولقد جرب العرب مرارا وتكرارا أن يحررواً أنفسهم منهم فلم يحصلوا إلا على التنكيل والقتل الذريع والانتقام الذي طال حتى الآبار في الصحراء وكان من صوره ربط أيدي العربي بين فرسين وخلع أكتافه بهذه الطريقة الرعيبة الرهيبةوالتي استعملها الخميني مع الأسرى العراقيين! وشيئاً فشيئاً تولدت عند العرب عقدة خوف (رُهاب phobia) استقرت في أعماق نفوسهم وصاروا يتناقلونها جيلاً بعد جيل!
وقد يفسر هذا لماذا ظل الخليفة عمر بن الخطاب t يخطب في الناس ثلاثة أيام يدعوهم للتوجه إلى القتال في جبهة العراق فلم يستجب منهم أحد فغضب غضباً شديداً وصار يعيرهم ويثير نخوتهم فكان أول مجيب أبا عبيد الثقفي فصرخ قائلاً: (أنا لها أنا لها) فقال عمر: قد وليتك. مع أنهم لم يكونوا يترددون في الذهاب إلى أي وجه آخر غير هذا الوجه. وهذا لا يتناقض مع شجاعة العربي وإقدامه، لأن العقدة مرض – وليس طبيعة متأصلة – محله العقل الباطن أو اللاشعور. فحين يستحضر المصاب بها في وعيه أو عقله الواعي قواه ويحفزها بالاتجاه المعين يقاتل بضراوة رغم ما يشعر به من معاناة وكراهة مترسبة في ذلك المحل. لذلك كان العرب يقاتلون الفرس ويأبون التذلل لهم وفي والوقت نفسه يجدون في أنفسهم كراهة شديدة وعزوفاً عن هذا القتال لا يجدونه حين يقاتلون غيرهم كالروم مثلاً. إن إباءهم ورفضهم المقام على الذل وقتالهم لهم تفرضه عليهم طبيعتهم الشجاعة عندما تطفو لوازمها إلى مستوى الوعي وإن كراهتهم لقتالهم تفرضه عليهم العقدة المستقرة في اللاوعي.
وظل العرب بعد الإسلام يعانون من عداوة الفرس وغدرهم وعنجهيتهم وانتقامهم وأساليبهم الملتوية في تصفية الخصوم والى اليوم مما رسخ عقدة المرض هذه في نفوسهم أكثر فأكثر.
وتستطيع اليوم أن تلمس هذه العقدة المرضية في نفوس الكثيرين. إن الواحد منهم يرتعب حين يطلب منه العمل في مناطق يعتقد أن للذيول الفارسية وجوداً فيها! بل إن هذه العقدة تلازمهم في عقر دارهم فلا تدعهم يشعرون بالأمان أو الاطمئنان ما لم يجاملوا ويداهنوا ويمزقوا ويرقعوا!
الغزو الشرقي والغزو الغربي
من الظواهر المنتشرة والتي تؤيد ما نقول: إن هؤلاء المعقدين فارسياً إذا تحدث أحدهم عن الغرب (الروم بالمصطلح القديم) والغزو الغربي والماسونية والصليبية والعولمة والعلمانية وأمريكا وأوربا واليهود ينطلق لسانه فصيحاً عالياً مدوياً يشتم ويلعن ويشخص بالأسماء ناسياً (هدوءه) و(حكمته)، وتغادر ذاكرته كل آيات اللين وأحاديث الرفق ووصايا (الحكمة) وتنقلب دعوته بقدرة قادر- من دعوة هادئة وادعة لينة (حكيمة) إلى دعوة هادرة ثائرة!!
شرقية لا غربية
هذا مع أن مشكلتنا نحن العراقيين شرقية أكثر منها غربية.
ومن درس التاريخ أو قرأه، وعاش الواقع عيشة معاناة ورصد وتحليل وربط بينه وبين الماضي أدرك هذه الحقيقة، وعجب كيف يغفل عنها أصحاب (القضية)!
إن نظرة فاحصة للتاريخ تنبئك أنه ما من حضارة قامت في بلاد الرافدين إلا وكانت نهايتها على يد الغزاة القادمين من الشرق، وتحدث عند الناظر اعتقاداً راسخاً بأن عداوة إيران للعراق عداوة أبدية، لم ينفع معها -ولن ينفع- إلا القوة قوة السلاح وقوة الفكر. وأن إيران حين اجتاحها الإسلام استطاعت أن تصنعه لصالحها ولقد ظلت تقاوم الدين الحق وتثور وتغتال وتتآمر على السلطة العربية المسلمة بغض النظر عن أدوارها ورموزها حتى إنها ثارت على علي نفسه ثلاث مرات رغم قصر مدة سلطته ولم يستطع أن يضبطها إلا بعد أن استعمل زياد بن أبيه والياً على خراسان.
لقد حرفت إيران الدين وصنعت لها منه ديناً آخر يختلف عن دين العرب في أصوله وفروعه ومصادره ورموزه، دينا يحقق أغراضها، ثم صدرته إلينا فصار لها اتباع بالملايين يعيشون في بغداد والقادسية وذي قار وقلوبهم معلقة بقم ومشهد وطهران، ومعبأة بالحقد والنوايا السيئة ضد أرضها وشعبها.
إن الغزو الشرقي يغزو الدين نفسه يحرفه ويخربه من الداخل. أما الغزو الغربي فيدور ولا يدخل فيه. إنه يدعو إلى ترك الدين تارة بالتشكيك وتارة بالترغيب أو الترهيب. لكنه لم يصنع لنا دينا بديلاً كما فعل قادة الشرق أو الشر. لقد اكتفى بتجربته القديمة مع النصرانية حين حولها إلى صليبية وترك التجربة الأخرى لقرينه الشرقي فقام بها أتم قيام!
إن الغزو الغربي ينشر الملاهي والمسارح الداعرة وحانات الخمور والمواخير وصالونات الرقص. ويصدر الأفلام الجنسية وأسباب الرذيلة وكل ما يدخل في جنس (المعصية). أما الغزو الشرقي فما يفعله يدخل في جنس (البدعة) المغلظة المكفرة متسترين بحرب الخمور والسفور والتشدد في الحجاب ونشر المراقد والمساجد المزورة وقد ابتدعوا مئات البدع الاعتقادية والعبادية المعجونة بالحقد والمجوسية المقنعة، والمدهونة بالإباحية المبرقعة. والبدعة في شرعنا شر وأحب إلى إبليس من المعصية. وقد بدأ النبي r بحرب البدع الدينية قبل المعاصي الدنيوية.
قبل ان اقرء المقال وددت ان ابلغك شيخي مدى سعادتي عند قراءتي لأسمك فقد اشتقنا لك كثيراً واشتقنا لمحاضراتك القيّمه حفظك الله سبحانه والداً واخاً وقائداً
صدقت شيخي بالامس اثبت لنا التاريخ حقدهم وأساليبهم الوحشيه في التعذيب التي لاتطرء على عقل انسان يسوي يحمل صفات الآدميه فضلاً عن حمله لرسالة الرحمه (الاسلام)واليوم نحن نكتب التاريخ ونشهده بعد ان ملئت وحشيتهم وقذارتهم اجلكم الله ورفع قدركم في الدارين شاشات التلفاز واليوتوب وكل وسائل التواصل الاجتماعي.طرقهم في تعذيب خصومهم من العرب عامه والعراقيون خاصه تحمل حقدهم وخبثهم ومكرهم وقهرهم ممن داس على امبراطوريتهم حتى جعلها خاويه على عروشها ترفرف فوقها راية الاسلام رغما عن كسرى واحفاده ومن والاه من عجم العرب.نسأل الله سبحانه ان يكحل عينيك شيخي الغالي بذلك الاقليم الذي طالما سهرت وعملت وضحيت من اجله حفظا لديننا وثوابتنا وكرامتنا حقد الفرس وشيعتهم ادعوا ربي دوما ان يَمُنَّ عليك بالسير في ربوع عراقنا السُني الآمن الصافي من لوثات التشيع الذي افنيت عمراً محارباً لها بارك الله في سعيك فأنت مثال القائد المسلم الذي تعلم وعمل وأنشأ جبلاً مؤمناً برسالته عارفاً بفقه هويته حفظك الله لنا ذخراً وسنداً بعد الله سبحانه وجمعنا بك في جناتِ خُلدٍ عند مليك مقتدر
اشتقنا لوجودك شيخي الغالب بيننا عافاك الله وسلمك من كل مكروه .
نعم دكتورنا ..عداوة ايران ابدية ومتجذرة ، لايمكن التصدي لها ومواجهتها بدون عاملين اساسيين: قوة الفكر وقوة السلاح
وماعداهما لاجدوى منه
جزاك الله خيرا
ايران العدو الاول للعرب…تماما مثل ابليس العدو الاول للانسان..
المشروع الفارسي لايقابل الا بمشروع وهويةسنية تعمل واقعيا بأنتزاع كل عوامل الاحتلال الفكري اولا ثم الاحتلال الجغرافي ثانيآ فلن نستطيع ان نقضي على مشروعهم الا اذا صنعنا جيلا بفكر جديد وتجديد الموروث القديم الذي عاث بفكرنا وكتبنا فسادا فصنع لنا ثقافة شيعية داخل الجسد السني المريض من هذا السرطان المتوغل فكريآ في امهات الكتب
الغزو الشرقي (الفكري) مبني على عقد نفسيه ثائرة لها وكانت لهم تجربة قبل الإسلام ما يقارب ألف سنة من زرع أفكارهم التطرفية ضد المملكة البابلية وهذا مافعلوه الفرس في عهد الدولة الإسلامية بعد ما تمكنوا في زرع ثقافتهم الدينية في ظل الثقافة الإسلامية وأقاموا ثكنات فكرية وسياسية على غرار الدولة الأخمينية التي أسقطت المملكة البابلية.
“عدونا شرقي لا غربي” قاعده كان لابد لها أن تطبق في زمن وبلد أمسى واقعه منخور فارسيا وعقله مغيب غربيا، بسب عقدة الرهبه phobia كما ذكر الدكتور ، والتي استحوذت على عقل العرب وخدرته في قضيه مواجهه الفرس سابقا وحتى الآن وكانت نسبة ضياع سنه العراق
كوجود كياني وكهويه اقرب للييقين .لكن لابد من هدم هذه العقده بإبراز هويه التعريف وهويه الوجود الهويه السنيه لمواجهه هذا العدوا بانطلاقه منهجيه ربانيه سنيه تكوينيه وان شاء الله نحقق التمكينيه جزيت دكتور واطال الله بعمرك وافرحتنا عودتك بوركت الانامل .
صدقت شيخنا الكرم العداوه الشرقيه هيه اشد خطر علينا من العداوه الغربيه ونسميها العداوه الابديه
جزاك الله الدكتور خيرا
العدو الشرقي اخطر من العدو الغربي بكثير
عداوتنا مع العدو الشرقي أبدية والى يومنا هذا
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله الدكتور الدليمي خير الجزاء
نعم.. قضيتنا شرقية لا غربية، وهذا لا يعني تبرئة الغرب، ولكن العدو الشرقي له الأولوية من حيث الترتيب، وإن شئتم فاسالوا الاحواز العربية والعراق وسوريا ولبنان واليمن.
من مكر العدو الشرقي(الفارسي) انه يحاول صرف انضارنا نحو العدو الغربي ليخفي نفسه القبيحة ورائحته النتنة، كمن يحاول تغطية الشمس بالغربال، ولكن أنا له هذا؟ الا عند من عمي بصره وزكم انفه
جزاك الله خيرا
فرق كبير بين الغزوا الشرقي الفكري والذي يختبئ
خلف ظلمات بدعه وحيله الخبيثة
والغزو الغربي الظاهر امام اعيننا واضح الغاية والهدف من غزوه للعرب وهنا يجب المواجهة الفكرية في التحصين الشرق الأوسط من خطر
الغزوا الشرقي الفارسي والمحيط بنا من كل جانب
بوركت شيخنا الفاضل لهذا الطرح القيم
فرق كبير بين الغزوا الشرقي الفكري والذي يختبئ
خلف ظلمات بدعه وحيله الخبيثة
والغزو الغربي الظاهر امام اعيننا واضح الغاية والهدف من غزوه للعرب وهنا يجب المواجهة الفكرية في التحصين الشرق الأوسط من خطر
الغزوا الشرقي الفارسي والمحيط بنا من كل جانب
بوركت شيخنا الفاضل لهذا الطرح القيم