إلى عبد الله من الجزائر .. مع التحية
في سجل زوار الموقع على موقع (القادسية) شارك عبد الله (من الجزائر) بالمشاركة أدناه وقد ردت عليه إدارة الموقع في وقتها مباشرة، ولكن رأيت من المناسب أن أجيبه بالجواب التالي لتعم الفائدة:
1. مشاركة عبد الله (نصاً كما كتبها هناك):
(الى الشيخ الدليمي انما الحياة الدنيا لعب ولهو والدنيا ايام معدودات ارجو منك قرائة كتب الشيعه بدون تعصب والبحث بالادله التي يذكرونها واترك النفس الرافضه للحق فهنالك حساب عسير يوم لا ينفع مال ولا بنون الامن اتى الله بقلب سليم ابحث عن الفرقه الناجيه الا تقرا في كتب السنه الاعتداء على نبي الرحمه محمد (ص) انا ادعوك للبحث عن التشيع بصدق لا النقد فقط وان التفرقه بين المسلمين لا تجوز الشيعه يلعنون من لعنه رسول الله (ص) لا اله الا الله محمد رسول الله ارجو لرسالتي ان تنشر لكي اتابع المراسله).
2. وهذا جوابي :
(إلى الأخ عبد الله من الجزائر..
شكراً على ما أسديت لي من نصيحة. وأوصيك أن لا تنقطع عنا. فليست تزعجنا نصيحة ناصح نشم منها رائحة الصدق، ولو من بعيد. وأنت قريب إن شاء الله تعالى. ولي أن أقول: صدقت (إنما الدنيا لعب ولهو)، و “أيام معدودات”. جعلني الله وإياك ممن يعتبر بهذه الحقيقة العظيمة. لقد قرأت أمهات كتب الشيعة، وغيرها، وبحثت في الأدلة بصورة موضوعية. وعاشرت الشيعة في حينا الذي أسكن فيه، وفي بلدي العراق. وما توصلت إلى ما توصلت إليه إلا بالأدلة الملموسة القاطعة. وليس بالنفس الرافضة للحق. وقد كتبت رسالة (القواعد السديدة) وكتاب (المنهج القرآني..) في تحديد (الفرقة الناجية) التي تبني أصولها على آيات القرآن الكريم المحكمة، التي هي قطعية الدلالة صريحة المعنى، يرجع إليها في بيان المتشابه من الآيات والروايات، ولا ترجع هي إلى شيء من ذلك. وأصول أهل السنة حائزة على هذه الشروط. أما الشيعة فأصولهم بنوها على متشابه الآيات، ومخترع الروايات. وسفاسف الآراء التي يسمونها بالعقليات. التي تكفر الصحابة وتلعن خيرة الأمة، وتستبيح دمي ومالي وأرضي وعرضي. وما يجري في العراق اليوم، والأحواز بالأمس – واليوم – أيضاً شاهد يصرخ على ما نحن فيه. ألا ترى؟! ألا تسمع؟! فأين الحق الذي معهم؟ كذبني ولو بآية محكمة واحدة!
تقول: “ألا تقرأ في كتب السنة الاعتداء على نبي الرحمة”. وأقول: أين أجد هذا دلني عليه. العكس هو الموجود. فما عظم النبي صلى الله عليه وسلم مثل أهل السنة! أما الشيعة فيطعنون في كتابه الذي أنزل عليه، وفي سنته التي تركها لنا، وفي أصحابه وأزواجه. و.. و.. . فماذا تسمي هذا؟ أجبني.
أما التفرقة التي تحدثت عنها فالشيعة هم مثيرو فتنتها، ونافخو كيرها. يسبون أخيارنا، ويقتلون شبابنا، ويهدمون مساجدنا، و.. ماذا أقول بعد؟! الأمر أفظع مما يكتب! ثم تأتي الآن لتتحدث باسم الشيعة عن حرمة التفرقة؟ هذا هو الذي لا يجوز. لو غير الشيعة تكلم بهذا لربما عذرتهم. الشيعة ليس لهم إلا الاعتراف ثم الاعتذار. أما لباس المتواعظين، وجبة المتزهدين فلا يمكن أن تتوافق وأشكالهم.
ثم أنت تتحدث عن حرمة التفرقة، وتقول بعدها: “الشيعة يلعنون من لعنه رسول الله” يا أخي! هل تعي ما تقول؟! أنت ساقط في الفتنة، وغارق في التفرقة إلى أذنيك! ألا تدري؟! أم إنك خدعت بأفراد من الشيعة في بلدك يسمعونك معسول الكلام عن المظلومية التي يدّعونها، ومحرومية أهل البيت، وفضلهم ومنزلتهم. وغير ذلك مما يتخذونه قنطرة إلى مقاصدهم؟ ألا تعلم أن الشيعة يلعنون الصديق والفاروق وذا النورين، والحواريَّين (طلحة والزبير)، والسعدين، وابن عوف وأمين الأمة وسيف الله، وابن العاص فاتح مصر وفلسطين، والعباس وابن عباس، وبقية الصحابة، وأمهات المؤمنين، وأجيال الأمة جميعاً إلى يوم الدين؟!!! أكل هؤلاء لعنهم الله. ألا لعنة الله على من لعن أحداً من هؤلاء. فأي تفرقة وكفر أكبر من هذا؟! وأين الحق في هذا؟! أفي دعوى تحريف القرآن؟ أم في رد السنة التي رواها خيرة البشر بعد الأنبياء عليهم السلام؟ أم في بدعة (الإمامة والعصمة والرجعة والمتعة وأكل أموال الناس بالباطل باسم الخمس)؟ أم في مساجد ضرار التي تنطلق منها مليشيات الموت يسمونها “الحسينيات” التي فرقوا بها المسلمين وجعلوهم طوائف؟ أم في كتاب (الكافي)؟ أم في (بحار الأنوار)؟ أم ماذا؟ وماذا بقي بعدها من (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؟!
أما نصيحتي – أيها الأخ! التي أود أن أوجهها لحضرتك كما نصحتني مشكوراً – فأقول: “انما الحياة الدنيا لعب ولهو، والدنيا أيام معدودات. أرجو منك قراءة كتب الشيعة بدون تعصب لهم ولغيرهم، والبحث في (الأدلة) التي يذكرونها. واترك النفس الرافضة للحق؛ فهنالك حساب عسير، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وأول سلامة القلب سلامته من الغل لمن قال الله تعالى فيهم: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10). ابحث عن الفرقة الناجية في محكمات آيات القرآن، لا متشابهاتها. وإياك ودين الشيعة، دين المتشابهات ومخترع الروايات، والآراء والجهليات؛ فإن نهايته الهلاك في الآخرة، والخسارة والفرقة في الدنيا. والتعرض للعنة الله ورسوله والمؤمنين. أنجانا الله وإياك منها”.
أخيراً.. لا تقطع عنا رسائلك. والسلام. )) انتهى.
ملاحظة: طلب المرسل (عبد الله) أن تنشر رسالته من أجل أن يتابع المراسلة. ونشرنا رسالته، ولكنه من يومها – وكعادة أمثاله – لم نر له أثراً.. ولم نسمع له خبراً..!