أيها الشيعة ، بيعوا أسلحتكم كما فعل مقتدى من قبل .. وانجوا بجلودكم
د. طه حامد الدليمي
الشيعة في سكرة من زحام التكالب على مقاعد البرلمان عما يجري حولهم من خطر محدق في سياق أمركة المنطقة على حساب الفرسنة والأشيعة. مشهد كلما تمثلته تذكرت قوم لوط عليه السلام حين جاءوه مستبشرين يريدونه على ضيفه بينما كان العذاب ينتظرهم على مرمى ساعات! كان سيدنا لوط في تلك اللحظة الحرجة بالغة الحراجة يقول: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) (هود:80)، لم يكن يدري أن الكون في تلك اللحظة كان يدوي بقرار القدر: (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) (الحجر:81).
وهكذا كان.
وقال ذو الجلال والإكرام: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) (الحجر:83،82). آمنت بالله (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ)!
جيش المهدي بقيادة مقتدى يبيع أسلحته
في التاسع من نيسان سنة 2004 كانت معركة الفلوجة الأولى تدوي هلاهلها في أرجاء العالم، استغل مقتدى الفرصة ليصفي حساباته مع (الحوزة الصامتة) والحكومة الناطقة ويثأر من اتفاقهما على حرمانه من نصيبه في ثروات المراقد وكراسي السياسة. وكان السبب المباشر الذي فجر فتيل الأزمة إغلاق صحيفة “الحوزة الناطقة” التابعة لمقتدى، واعتقال أحد أنصاره البارزين الشيخ مصطفى اليعقوبي بتهمة الاشتراك في قتل عبد المجيد الخوئي. وانتهى الأمر بمصادمات بين جيش المهدي بقيادة مقتدى وقوات الحكومة المؤقتة بقيادة إياد علاوي، أدت كإجراء طبيعي إلى تدخل جيش الاحتلال إلى جانب الحكومة خشية سقوطها.
في تلك الفترة وبعد مرور سنة كاملة على الاحتلال كان الشيعة يعانون من شعور ممض بالعار نتيجة افتضاح تواطئهم على مسالمة المحتل وعدم إطلاق رصاصة واحدة ضده. كانت فرصة لا تعوض ليصوروا قتال الأمريكان العرَضي لجيش المهدي على أنه تعبير عن المقاومة ضد المحتل، واعتبر مغفلو السنة أن ذلك كان نصرة من الشيعة لهم! وتبنى إشاعة هذه الأسطورة إعلام هيئة علماء المسلمين والإسلاميين والقومييين والليبراليين في داخل العراق وخارجه. وانطلت الخدعة على جماهير السنة متناسين جرائم مقتدى على مدار السنة الفائتة التي جرت على يد جيش المهدي، أحد أذرع (الحرس الثوري الإيراني)، تأسس في حزيران/2003 في زيارة قام بها مقتدى لإيران. والفضيحة معروفة على مستوى وسائل الإعلام. مثلاً نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية، شيئاً من تلك العلاقة الخيانية في عددها المرقم 9264 الصادر في 9/4/2004، 18 صفر 1425 بعنوان بارز: (مصدر إيراني: الحرس الثوري درب 1000 من أنصار مقتدى الصدر على حرب العصابات والتفجيرات).
في آب/2004 تجددت الاشتباكات بين الطرفين، وهزم فيها جيش المهدي هزيمة نكراء وكانت شروط العفو مذلة، منها تخلي جيش المهدي عن سلاحه وتسليمه للحكومة مقابل ثمن مجزٍ! وأُعلن عن ذلك يوم 10/10/2004 على أن يتم ذلك في غضون خمسة أيام إبتداءً من اليوم التالي. وبدأ تسليم الأسلحة بأنواعها، وظهر ذلك على شاشات الفضائيات. كانت الأثمان المدفوعة مرتفعة. فقد كان سعر رشاشة الكلاشنكوف – وهي سلاح خفيف – (200) دولار. فالسلاح المتوسط والثقيل أضعاف ذلك. ولما عجزت الأيام الخمسة عن تسليم ما بحوزتهم من سلاح منحتهم الحكومة خمسة أيام إضافية لإتمام عملية التسليم المذل.
وكانت فضيحة!
بيعوا أسلحتكم وانجوا بجلودكم
الأجواء اليوم ونحن في آخر ربيع 2018 تشبه أجواء أول ربيع 2003.
أمريكا وحلفاؤها يتهيأون للانقضاض على إيران وإنهاء دورها كلاعب إقليمي في المنطقة، والشيعة بأحزابهم ومليشياتهم يتهارجون كالسكارى على نتائج الانتخابات!
لا يهم إن تم ذلك سلماً أو حرباً، المهم النتيجة. والنتيجة شؤم على نظام الملالي وشيعتهم. ولا أستبعد أن يكون انتحارهم بسلاحهم: تقاتلاً فيما بينهم، أو تحامقاً مع الأمريكان.
كان بيع السلاح وسيلة نجاة لمقتدى الصدر وجيش المهدي من السحق.
أيها الشيعة، الدور اليوم قادم عليكم. نصيحتي لكم.. بيعوا أسلحتكم وانجوا بجلودكم!
30 شعبان 1439
16 مارس 2018