التيار السني والرقية الفكرية وتجربتي مع الجن
معتصم عبد الله السامرائي/ التيار السني في العراق/ المنظومة السياسية
أذكر عندما كنت صغيراً أنني شاهدت شقيقتي الكبرى والوحيدة تقف لتصلي فحدثت نفسي ان اسالها عن الصلاة. ثم تماديت كثيرا فقررت أن اصلي معها وقد فعلت. قالت: قف الى جانبي وردد بعدي ما أقول. وما إن بدأتْ بقراءة سورة الفاتحة حتى قاطعتها وقلت لها وبكل ثقة: أعرفها. لكن المفاجأة ان شقيقي الكبير ارتدى عباءة أمّي وارتقى السرير الذي امامنا ووقف موقف الامام في الصلاة وطفق يأتي بحركاتها هزلية. انتابني الغضب ونظرت الى شقيقتي من طرف خفي لعلها تشاركني الأمر نفسه فوجدتها تبتسم, ما زاد في غضبي. لا تذهبوا بعيداً. لم يكن غضبي لأني كنت الأورع والأتقى, بل لأني شعرت أن سهام تلك السخرية كانت موجهة إلي!
أذكر هذا الموقف الذي ذكرت به ربي في عمر اللهو, ولم اذكر ربي بعدها الا حينما افعل فعلا أكون به قاب قوسين من صفعة أو ركلة مهداة من أبي فأضطر هنا أن أذكر الله فأقسم كاذباً مكذباً.
عندما كبرت بدأت أحسن التصرف, وبذلك أتجنب عقوبة أبي دون اللجوء الى ذكر الله, لكن الله اللطيف الودود هداني اليه برفقة من الإخوان الطيبين, كنت كثير الملازمة لأحدهم رحمه الله, الذي فاجأني يوما وهو يحدثني حديثا أغرب من الخيال.
حدثني عن جلسة لرقية شرعية على فتاة نطق على لسانها الجان, واسترسل في حديثه الشائق وأنا لا أكاد أصدق ما أسمع, فالموضوع جديد على مسمعي وفيه من الخيال ما فيه, وكل بضعة أيام يحدثني عن قصة جديدة, وأخبرني بعناوين لكتب تتحدث في هذا الجانب فقرأت بعضها ودخلت مضمار الممارسة للرقية حتى برعت فيها, ومرّت بي مئات القصص.
تجربتي مع الجانّ
أول تجربة لي كانت مع الجنّية مرجانة, تلك التي تلبست بفتاة فأتعبتني واتعبتها, وبعد عدة جولات على مدى عدة أشهر, قضي الأمر وتشافت الفتاة بحمد الله وأكملت دراستها, ثم تعاقبت الأحداث والقصص فمنهم من يحترق أو يهرب, ومنهم من يعلن إسلامه.
اخواني السنة الكرام: رغم تجربتي الطويلة والمكثفة في ميدان الرقية ورغم شفاء معظم من رقيتهم بفضل الله تعالى, إلا أني لا أستطيع أن أجزم بكون الجن يتلبس جسم الإنسان أو إن الذين كلمتهم هم جانّ فعلا, فلعلها خيالات من أنسان مصاب بحالة نفسية, أو أي تفسير آخر لا أعلمه.
ليس هذا أساس موضوعي, ولكن أحببت أن أتفسح قليلا مع القارئ, وللمقدمة صلة بالموضوع.
كيف نخرج التشيع المتلبس بجسد التسنن .. وهذه إحدى مهام ( التيار السني )
شاب من شباب التيار السني, كان كافرا فهداه الله للإسلام وترك التشيع, ترك الدراسة بعد مرحلة الرابع الابتدائي. لكنه اليوم – وبعد حين من الدهر – هو الاستاذ المتمرس إذا تحدث عن قضيته السنية, تلك القضية التي يعيشها في كل لحظة, فإذا صمت فهو يفكر بها وإذا تكلم لا يتجاوزها, غرّد ذات يوم فقال: (أصبح التشيع واضحاً لدى الجميع, ولكن كيف نخرج التشيع من التسنن)؟!
تلك التغريدة التي تنبئ عن وعي عميق وتصور واضح لواقع الحال, ترسم صورة من تلبس الشيطان الشيعي بالجسم السني تشبه تلك الصور التي يتلبس بها الجان جسم الإنسان, وإن كنت لا استطيع الجزم بالأخرى, فإنّي أجزم يقينا بوقوع الأولى, لكنه ختم تغريدته بقوله: (وهذه إحدى مهام المشروع السني), شخّص العلّة وحدد موضع العلاج وهو من بين أبرز من يمارس التطبيب في مشفى التيار.
السنة وضرورات الرقية
لا أحنث إن أقسمت, ولا أكذب إن ادعيت أن التيار السني هو أول من حمل القضية السنية ونظّر لها وجاهد من أجلها في العصر الراهن, وهو أعرف الناس بخصائص الشيطان الشيعي وأساليبه ونقاط ضعفه وطرق اجتثاثه, وإذا جمع بعض العلماء الآيات المؤثرة التي تعين الراقي على الجانّ, فقد استوحى الدكتور الدليمي من آيات الله ومن سيرة رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله أصحابه وأتباعه من الفكر المبدع ما يصلح لرقية الجسم السني وتنقيته مما علق به من درن التشيع, وهي أدران كثيرة, بعضها دخلت وتسللت من كتب الحديث وأخرى من سطور التاريخ, ومن هذي ومن تلك ضرب الشيطان الشيعي بقرونه في الجسم السني ومد عروقه.
بهذا التلبس بقي الجسم السني اسيرا لإيحاءات الشيطان الشيعي, فصور له أن عليا وأهل بيته هم الجامع المشترك بين الطرفين, بل أن هناك تقصيراً من الطرف السني تجاههم, وأنهم من القداسة إلى درجة أن لا ينبغي للسني أن يفكر أو يناقش في مسيرة أحداثهم, وهم فوق النقد والتدقيق, وعليه أن يتقبل الشيطان في جسمه , بل يراه أخا, ألا يشهد الشهادتين معه ويصلي الى قبلته؟
الواقع أن الجسم السني ابتلع كل تلك الإيحاءات وتقبلها وتحولت عنده الى ثقافة بل مسلمات, وهذا سر بقاء الشيطان وتمدد نفوذه. ولكن، حان وقت الرقية الفكرية وعلى يد طلائع التيار السني, رجالا ونساء إن شاء الله, متسلحين بما أبدعه الدكتور الدليمي من فكر رائد تشخيصا وعلاجا.
قد تبدو بعض العلاجات صادمة وتسبب نفرة, لكن لا بأس بذلك, فالعلاج بالصدمة نوع من أنواع العلاج, بل إن عموم ما جاء به المصلحون من الأنبياء شكل صدمة لقومهم بادئ الأمر, ولنا أن نتخيل الصورة في قوله تعالى: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ), صورة تكشف عن الصدمة والاستغراب, وهم بعد ذلك صنفان: (فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا), فلنحمل تلك الرقية فإن الشيطان ضعيف ولنمضِ على الطريق وعيوننا الى السماء, ربنا لن نبرح حتى نلقاك. هذا ما نعلمه من نياتنا؛ فأعنا على شيطان الجان وأبالسة إيران.
كلام راق من استاذ مبدع يتبع تيار مبدع لمؤسس مبدع.
أحسنت شيخي الفاضل على هذه المقالة الرائعة
ذكرتني يا استاذ بقول الشاعر عبدالرزاق عبدالواخد وهو يقول
إذا تــلاها تــلاها غــير ناقصةٍ حــرفا وإذ ذاك يبدو وجـهك الجذلُ
وكانه يعني جيل التيار السني الذي قرا القران رواية يطبقها على الارض بمرجعية قرانية تحمل بين جنبيها وحي السماء بين الاستدلال والخطاب والحركة والمسار والمشروع والقضية بعلم وفهم تصحبه حركة تمور بها المشاعر والافكار وتتطوع لها المراة والرجل والصغير والكبير تنطلق من ارض الواقع وتتسلح بالصبر على لؤاء تعنت اهلنا حتى نعذر امام ربنا او يكونوا من المتقين الذين يستحقون الهداية .
فكرة جميلة، والتفاتة أجمل لتحريك العقول وتوجيهها للانتباه إلى الأهم، فنحن بأمس الحاجة لرقية فكرية تنقي الفكر السُنّي مما علق به من أدران شياطين التشيع.
أحسنت أستاذ مقالة جميلة من حركة الهداية وهي تسير من ظلمات التلبس الشعوبي الى نور القرآن بهداية فكرية عملية.
السلام عليكم
جزى الله خيرا جميع الاخوة الذين ابدوا تعليقاتهم على المقالة وثناءهم وتشجيعهم واسال الله ان يجعلنا جميعا من العاملين الفاعلين في التيار السني ومن حملة القضية الكبرى
نعم التشيع اصبح مشخصاً
لكن كيف نخرج التشيع
من التسنن؟
وهذا ماعليه أنصار التيار السني