ثورة الشوَّاف .. سُنيِّة الثورة وتحريف التاريخ (2)
عبد الغني شيت الموصلي/منظومة الفقيه القائد/ التيار السُّني في العراق
لكن من الذي حاكمهم؟!
شكَّل عبد الكريم قاسم محكمةً أطلق عليه بروغان ثعلبي: محكمة الثورة!
ليرمي الكرة بحضن الشعب[7]، وليدلِّس عليهم أنَّهم هم من حكم على الضبَّاط الأحرار السُّنة!
نعم تتكرَّرُ علامات التعجُّب، لأننا حتى التاريخ الحديث لم نكتبه بأيدينا، ولم نسبر حقائقه التي غُلِّفت وعُميِّت على السُّنة، ومَن تخصص في التاريخ الحديث، يبغبغ ولا يتفحَّص، المُهم أن يتقدم حرف الدال اسمه.
وعودًا إلى المهداوي، فهو العقيد فاضل عباس المهداوي ابن خالة الدَّعي عبد الكريم قاسم.
شيعي شروكي، كان معروفًا بالوسط العسكري بالمُهرِّج، قصاصًا لمقتل الحُسين على مسامع الضباط الصِّغار في الرُّتب، حتى أنه كان يحكي بعضها أثناء المحاكمات!
ويُطلق على نفسه لقب أبي العباس!
وكان أوَّل ما ينطق به محاكماته توزيع الشتائم، فهو تسقيطي[8] وقد شتم المهداويُ ناظمَ الطبقجلي بقوله: يا مأبون[9]!
وتكفي هذه الدلالات أن تكون المُحكمة شيعية حاقدة على ضُبَّاط سُنة عروبيين أحرار.
وقد وصف من كتب عن هذه المحكمة بأنها كانت مهزلة ومرتبكة، واكتسبت سُمعةً سيئةً أضرَّت بسمعة القضاء في العراق[10].
على أنَّ حُكم الإعدام كان جاهزًا.
فضلًا عن كون المحاكمات السياسية غير عادلة الحكم، ولا نزيهةً حُكامًا.
مفارقات واتفاقات بين ثورة العشرين وثورة الشواف.
من الاتفاقات بين الثورتين أنَّ أساسَهما سُني، وليس كما قال الشيعة وحرَّفوا حقيقة تاريخ ثورة العشرين بأنها شيعية، وألصقوا أسماء شيعية وطمسوا أسماء سُّنية[11]، ويقينًا أنَّ الشيعة وقتها هم من أفشلوا الثورة وأوشوا بالشيوخ السُّنة للإنجليز، وما عمالة مرجعهم آنذاك كاظم اليزدي بخافية.
ومن المفارقات أن الشيعة يحتفلون ويُبجِّلون ثورة العشرين، ويزعمون أنهم أهلها[12] كذبًا على التاريخ، وتزويرًا للحقائق.
بينما يُميتون ثورة الشواف التي قام بها أبطالٌ سُّنة، وحَكمهم جلاوزةٌ ظُلَّامٌ شيعةٌ.
فهم يختزلون ويُجيِّرون لهم ما يريدون بكذب تخطُّها أقلامهم، ويقرأها أولادنا، وترددها ألسِّنة سُنيةٌ لا تفهم ولا تعي حقيقة التاريخ والصراع.
أقلامٌ لا تُأتمن
نأسفُ والله على أنَّ السُّنة لا يُخرِجون الخبث والدرن من أواسط مثقفيهم في نواديهم وصروحهم العلمية، فاليوم يكتب شخص عنوانه أُستاذ دكتور في الموصل، تاريخًا يدُّسُّ فيه سُمًا شيعيًا، طبعًا أنا أعرفه جيدًا، فأنا ابن موصلها، وأنا ابن بجدتها[13]، وهذا الشخص بعثي سابقًا، المتسلق بالنفعية، الميَّال مع كل جهة حاكمة، وهو يذكِّرني بامرأةٍ تزوجت ثلاثة رجالٍ، كلَّما طُلِّقت أو ترمَّلت من واحد، قبلت بأي رجل آخر تتزوُّجه، فتثني على من هي تحته بما فيه وما ليس فيه، حتى إذا طلَّقها أو مات، جعلته في أسفل الرِّجال وأرذلهم قدْرًا.
كذلك هو حال هذا ألأستاذ الدكتور خادم الشيعة والتشيُّع.
استطردُ أحيانًا أليس كذلك؟
نعم، فما كتبتُ المقالَ إلا لأقول للسُّني الكريم: نحن من سيكتب التاريخ.
وسنصل إلى قاع جُبِّه الذي حسب من ألقى التاريخ فيه، أنه لن تأتيَ سيَّارة التيار السُّني ليلقوا فيه النظر الفاحص فسيتخرجوه، ويجدوا للأمة ضالتها الأسيفة.
بعدها سنُخرِّج جيلًا يكسِّر كل قلم غير سُنيِّ القضية والهوية.
ويفتح الآفاق ليُريَ الأمَّة (أهل السُّنة والجماعة) حتى يعلموا الحق في أيام الله.
بمشروع لا يصلح فيه إلا كل صبَّار شكور.
نحن من سيكتب التاريخ..
احفظوها: نحن من سيكتب التاريخ..
واحملوها: نحن من سيكتب التاريخَ السُّني، والثقافةَ السُّنيِّة، وسنعيد تشكيل الفكر السُّني، وننظِم عقِدَ الشخصية السُّنية، لتكون معالمُها على بصيرة، ونقول: هذا ما ندينُ لله به.
لماذا أُعدِم الضُبَّاط السُّنة الأحرار؟
ليعلم القارىء السُّنيً الواعي الكريمُ حقائق:
1.كانت النيِّة مُبيَّتة للخلاص من رفعت الحاج سري وعبد الوهاب الشواف بإعدامهما، لأنهما رفضا الانقلاب على المَلَكية، ولمزيد فائدة، فإن المرجع الشيعي كاظم اليزدي هو من أيَّد إسقاط الحُكم الملكي، ورشِّح عبد الكريم قاسم لاستلام الحكم في العراق.
2.رفعت الحاج سري كان في منصب حسَّاس وهو مؤتَمنٌ عليه، ومنصبُه كان سببًا في كشف التآمر الشيوعي الشيعي، فكان لا بد من التخلص منه إعدامًا.
3.رفض الضُباط السُّنة الأحرار تقديم أي التماس لعبد الكريم قاسم بالعفو عنهم، وهناك قصص ثابتة تؤيِّد هذا عنهم، فهم أهل: هيهات من الذلة الحقيقيون
4.أسوأ محاكمتين في تاريخ القضاء العراقي محاكمة محكمة المهداوي الشيعية (أيلول 1959م)، ومحكمة مجلس الحُكم الشيعي(2003م).
على ضفاف دماء الشهداء
كانت الحركة سُنية غيورة لضُبَّاطٍ غيورين في جيل محترم من الصعوبة أن يتكرَّر.
عندهم من الله برهان في حركتهم على كفر طاغية يريد تبديل الدِّين، وغزو العقيدة، وتغيير الموصل السُّنيِّة إلى شيعية فاسدة الدين والخُلق.
فنحن اليوم من يُطالب بدماء شهداء الموقف، وهم من سطَّر الشجاعة والرجولة أمام الطغيان والشَّر القادم من الشَّرق، وأولى بنا أن نطالب بدمائهم
أعدم الشيعة قادتنا السُّنة، وهم اليوم وغدًا وبعدَه مطالبون بدمهم، ونقول لهم: وين يروح المطلوب لنا؟!
بمحاكمات عادلة، وحقائق غير زائفة، وبحكَّام ليسوا كالمهداوي أو جعفر الموسوي.
سيعجبُ القارىء السُّني الكريم ويقول: كيف تغيب عنَّا هذه النتائج والحقائق؟
أقول لك: لأننا بدأنا التفتيش والتنقيب لنكتب بيدينا ونتكلم بفمنا ونعي بعقولنا ونقطع لسان كل ببغاوي بعدُ.
وأُنبِّهُ على أمر يفيدنا، والعاقل من تكفيه أشارةٌ، نعم كانت الحركة سُنيِّة لكن لا أستبعد أن تأخر الإمداد لها كان بفعل فاعلٍ مخترِقٍ، خرج مع الحركة فأوضعَ خلالها، وأوقع الفتنة.. المصيبة، فعندها قصف عبد الكريم قاسم الموصل وهدمَ بيوتها.
قطار السَّلام
أرسل المقبور بعد الدمار عبد الكريم قاسم حفَدَةَ الحشاشين والشروكية ليعيثوا بالموصل فسادًا، فسرقوا الدُّور، وسحلوا الرِّجال الذين يرونهم في الطرقات، وقطَّعوا يدي عروس الموصل (حفصة العمري) ثمَّ علَّقوها على عمود في منطقة باب جديد، وأحرقوا المتاجر بعد سرقتها، وأكَّدوا على سرقة أفخر أنواع السَّجاد، والذي كان أهل الموصل يقتنونه بكثرة، ويتفاخرون به، وقطعوا أكُفَّ النساء وأقدامهم لسرقة مصوغاتهن.
ثم رموا تلك الجرائم برأس الشيوعيين!
ليُحدِثوا فتنةً مستقبلية، وحقيقةً هذا ما وقع وحدث بعد سنة1968م.
نعم الشيوعيون وقفوا مع الطاغية عبد الكريم قاسم، لكنَّ مَهمَّتهم كانت لصد أفراد الحركة واعتقالهم فحسب، فأنا أقولها أمانةً.
لكنَّ الذي شرَّد وقتل وسلب ونهب، هم أحفاد الحشاشين والشروكية الشيعة الذي أرسلهم الطاغية
ختامًا
الساعة الثانية وسبع دقائق ليلًا[14]الآن، ونويت في مقالتي هذه قيامًا لوجه الله تعالى، فمن الطاعة أن يستعملك الله في إحقاق الحق وإبطال الباطل.
ثِق أيها الأخ السُني الكريم أنه قد تقرَّح حلقي، وذاب قلبي كمدًا، وقد تركت رسالتي في الدراسات وكل دروسي هذا اليوم، لأقرأ عن حركة الشواف السُّنية، وأخرج لك بهذا المقال، ولكنَّ الذي جعل الألم يتنامى تترا، أنني لم أجد كاتبًا متخصصًا وقف على الدواعي وخرج بنتائج بمنظار الهوية والقضية!
ومصيبة تتلوها مصيبة، أنَّ تناسيًا وجحودًا متعمَّدان يعملان في نفوس الناس تجاه هذه الحركة العظيمة!
وأخيرًا…. حقًا يا رفعت الحاج سري، ويا عبد الوهاب الشواف، ويا من كنتم معهم يصدق فيكم:
قد مات قومٌ وما ماتت فضائُلهم وقد عاش قومٌ وهم في الناس أموات
وأنتم أنتم الرجال الذين قال فيهم شوقي:
وكن رجلًا إن أتوا بعده يقولون: مرَّ وهذا الأثر
وتعسًا لمن جعل المحراب والمنبر سُلَّمًا اجتماعيًا.
ومن رفع سقف حزبه على سقف هويته.
فهم أضل من حمار أهله، فحتى هؤلآء -ونحن نبني قلعة السُّنة الحصينة- سنحجر عليهم لأن السفيه حقًا، من أتلف دينه ولم يصُن قضيته وفرَّط بهويته، وكان عونًا للشيعة والفرس على أبناء دينه وتربته، فهو أضرُّ وأكبر جُرمًا وجنايةً ممن بذَّر ماله وأتلفه.
___________________________________________________________________________________________
7.كما شكَّل مجلس الحُكم الشيعي المحكمة العراقية العُليا بعد الاحتلال الإيراني الأمريكي 2003! ↑
8.فسَّر هذه الصفة الشيخ الدكتور في لقاء على اليوتيوب: الشيعة والضربة القضية الثالثة، توسُّعٌ في الملذات، تضييق في العبادات. ↑
9.كلمة تدل على الشاذ. ↑
10.أليس حال القضاء والمحاكم في العراقي اليوم امتدادًا لمحكمة المهداوي؟
فالعامل المشترك واحد: الحُكَّام شيعة. ↑
11.أيضًا للشيخ الدكتور طه الدليمي حلقة على اليوتيوب جلَّى فيها حقيقة من كان وراء ثورة العشرين. ↑
12.كحالهم اليوم، وهم يقولون نحن من أخرجنا الأمريكان2010. ↑
13.أقسم بالله: جاءني أولاد عمه سنة 1999يريدون مني الذهاب معهم إلى أحد النسابين ليجد لهم أصلهم، وأين يرجعون، ووجدنا لهم نسبهم، بعد مدة قالوا لي: غيَّرنا نسبنا لأن فلان قال لنا: أنتم على العشيرة الفلانية. ↑
14..بالتوقيت الشرعي، وفجرًا بالتوقيت الوضعي. ↑
في مجالسنا السنية دوما نمجد عبدالكريم قاسم على قرية بنيت لعشيرة الجنابيين ونسسى انه ادخل التسيع في بغداد لكنكم في المشروع السني شرعتم ببيان تاريخ التشيع الفاضح وجرائمهم وهذه سنة قرانية غفل عنها مراكز البحث ولم تشهد النور الا على ايد نظر الله اليها فاجرى على يدها فضح الباطل وهذا توفيق من الله نسال الله ان يتمم عليكم وعلى مؤسس التيار ان تدخلوا دياركم وانتم آمنين مؤمنين للناس ترون تاريخا بعز وانشراح .
تحية لقلمك الذي أزال غشاوة كانت على عيني.
كنت قد قرأت عن الشيوعية في العراق ، و تحدثت لمن أجلس معهم عن تلك الجرائم وأنسبها للشيوعية . ما كنت أعرف هذا التزييف ، وللأسف ما وجدت من كتب التاريخ ونسب الجرائم لأهلها .
أما اليوم ، سأخبر الكل بحقيقة الأمر .
فشكرا لك ، وأتمنى الإستمرار في كشف المستور عن زيف التاريخ.
تحية لك أستاذ ولقلمك لا تتألم على التقصير والتخاذل السني لان منا سينطلق الجيل الذي سيقلب الموازين وسيعود لتاريخ ليصححه بجميع صفحاته.
مقال مميز تناول موضوع غاية في الأهمية
نورت بصيرتنا نور الله قلبك وجعلك من السيوف التي سلطها على الشيعة.
جزاك الله خيراً من مقال وكاتب
حقائق صادمة
بورك فيك أيها الأخ الفاضل على ما قرأت وبحثت، حتى تخرج لنا مقالاً زاخراً يلقي بنوره على سحب الظلام الملبدة في سماء الحقيقة، كي يخترق هذه السحب لتنير العقول والقلوب، ولتذكر بحجم التزوير الذي لحق بتاريخنا الحديث والمعاصر فكيف بتزوير التاريخ القديم ؟!