إيران… البداية والنهاية ج1
الحقوقي أ. سامي العبيدي / التَّيار السُّني في العراق
تقِله الطائرة الفرنسية وتنزل به.. بدَجله وعجره. كان هذا في الحادي عشر من فبراير ١٩٧٩. يومها سرق الخمينيون الثورة التي قامت ضد الشاه المتأمرك، لتبدأ اللعبة بين أوربا وأمريكا، فخميني حليف أوربا، والشاه حليف أمريكا.
انقلب الحكم في إيران من ملكي علماني بقيادة الشاه، محمد رضا بهلوي، إلى ديني شيعي متطرف.
تقول مارينا نعمت في روايتها (سجينة طهران): وأمر أتباعه بالتكبير ومن على الأسطح، تمام الساعة: 9 مساءً من كل يوم بـ: الله أكبر، ليعلن الخميني الدَّجال تشكيل نظامه الإجرامي وذلك بعد أن قفز للحكم إثر ثورة عارمة قام بها عامة الشعب الإيراني ونجحت هذه الثورة في الاطاحة بشاه إيران، لكن أتباع الخميني قفزوا على الثورة وجاء الخميني ليركل بقدمه ما كانت تريد الثورة فانقلب عليها وسرقها.
فتشكَّلت ثلاثة أصناف من الناس في إيران:
الأوَّل: الصنف المؤيد، والذين كانت أفكارهم خمينية بامتياز.
الثاني: المعارضون، ولكنَّهم صمتوا هرباً من الأعدامات التي طالت كثيرين بسبب رفض الأفكار الجديدة الآتية مع الخمينية، حتى إنك تجد عبارات الخميني منتشرة على اللافتات مكتوب عليها: إن من يُعدم بسبب رفضه لأفكارنا، فإنما هي رحمة به، حتى لا يبقى يعيش مع أفكاره الكافرة.
الثالث: المنتفعون، وهم ليس لهم أي قناعة بالأفكار الخمينية، ولكنَّهم يريدون أن يستفيدوا من الوضع الجديد.
وقام نظام ولاية الفقيه على مجازر وانتهاكات كبيرة لكل معايير الإنسانية، فأحكم هذا النظام بسرعة كبيرة على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها الحيوية، ثم بدأ بالتصفية الجسدية للانتفاضات الشعبية، ثم دهس القانون بالقدم وراح يشرِّع قوانين عابرة للحدود بعد إقصاء المعارضة بل اعتقالها وتعذيبها وقتلها في أحد ألعن سجون التاريخ وأبشعها وأسوإها سمعةً، ذلك هو سجن “إيفين” الذي لا تقل شهرته عن الباستيل وأبي غريب وغوانتنامو.
وإن أردت أن تعرف ما سجن “إيفين” فلك أن تقرأ رواية (سجينة طهران) تحدثك خبره! وفي رواية (هكذا تكلم جنوبشت) للدكتور طه الدليمي تفاصيل عن معاناة الأسرى العراقيين.. فيه وفي غيره من أقفاص الأسر الرعيبة!
مخالفات خارجية
بدت نوايا نظام ولاية الفقيه التوسعية الإجرامية واضحةً فور استيلائه على الحكم، وراح يشرع من القوانين ما يتيح له التوسع عبر حدوده الدولية. وأقصد بتشريعاته العابرة للحدود: تصدير الثورة، والخطة الخمسينية الخمينية التي تفصح عن هذه الاستراتيجية، حيث إن دستور إيران نفسه مثير للجدل بقيامه على تصدير الثورة إلى الدول العربية؛ أملًا منه باسترجاع الإمبراطورية الفارسية عبر مطية التشيع. هذا الأمر – كما هو معروف – مجرَّم قانونيًا ودُوليًا؛ إذا ليس من حق أي دولة التدخل في شؤون دولة أخرى إلا بحدود معينة، وهذه الدعوة العدائية من الجانب الإيراني هي من الأسباب التي جرّت العراق الى حرب طاحنة لثمان سنوات.
الحقيقة أن إيران لا تعير إذنًا صاغية للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وكانت تنتهكها بكل بشاعة وجشاعة وإجرامية، فقد قامت بالعديد من الإعتداءات على السفارات والبعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية، على أرضها وحتى خارجها. ففي عام 1981استهدف حزب الدعوة الموالي لإيران السفارة العراقية في بيروت، وفي العام 1983 قامت إيران بإستهداف مشاة البحرية الأمريكية في بيروت نجم عنه مقتل 241 وجرح 100 جندي، وفي العام نفسه قام حزب الشيطان وحزب الدعوة التابعين للحرس الثوري الإيراني بتفجير السفارة الأمريكية في الكويت، وفي العام 1996تفجير أبراج سكنية في الخُبر في المملكة السعودية قام به حزب الشيطان مستهدفًا المدنيين بينهم عدد من الأمريكان، وفي عام 2003 تورطت إيران بتفجير الرياض نجم عنه مقتل العديد من المواطنين والمقيمين ومن بينهم أمريكيون، وفي العام 2011 أحبطت الولايات المتحدة محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، وتم توجيه الاتهام في المحكمة الاتحادية في نيويورك ضد ضابطين في الحرس الثوري الإيراني، وغيرها من الإستهدافات والإنتهاكات الكثيرة فالقائمة مفتوحة.
علامة تعجب!
على الرغم من استخدام هذه القوة وبهذا الكمِّ العنيف، وهذا الاختراق للقانون الدولي إلا أنَّ المجتمع الدولي ومجلس الأمن لم يكن ردهما بمستوى الحدث، إذ لم يواجه نظام ولاية الفقيه أي صدّ دولي يساوي الخطر القائم ويخالفه في الاتجاه، بل كان متماهيًا معه!!!
ما هذا الصمت الدولي المطبق، ومن الذي جعل هذا النظام يُعربد ويتخمين على معارضيه في الداخل أولًا، وعلى العالم الخارجي ثانيًا!!!
إنَّها الإرادة التي قررت أن تكون قوة موازية، أو مزعزعة.
فكان لها هذا، بيد أنَّها خرجت عن هذه الإرادة لتكوِّن قوة كبيرة تسعى لهلال شيعي، ومن ثمَّ عودة فارس!
فهل ستسمح القوة الناعمة، أو نظام القطب الواحد بوجود هكذا إمبراطورية، والعالم يتجه لنظام الدويلات والتقسيمات؟!
شيء من حماقة الأمس
بدأت الولايات المتحدة في أزمنة متتالية من رؤسائها السابقين تحاول التفاهم مع النظام الإيراني، ووضع حد له وذلك بعدَّة قرارات، لكنَّ هذه القرارات لم تكن بالمستوى المطلوب، لأن الولايات المتحدة لم تكن جادة في هذا الأمر، بل العكس كان في زمن إدارات جورج بوش وأوباما هناك مزيد من التعاون والتوافق والتواطؤ، وخصوصًا الأخير والذي كان يسيِّره وزير خارجيته جون كيري، إذ كان بينه وبين الإيرانيين مصاهرة، سرعانَ ما انقلبت إلى مصاهرة سياسية!
هكذا تسلم نظام ولاية الفقيه الضوء الأخضر للتوسع والتمدد في المنطقة، وجعلت من العراق لقمة سائغة لابتلاعها.
كانت هذه البداية.
إيران ثمرة أينعت وحان قطافها
آن أوان إيقاف إيران عند حدودها فقد بدأت المرحلة الجديدة منذ وصول إدارة ترامب للحكم وهي جادة في إنهاء محور الشر وكف آذاه عن الآخرين.
لايوجد مجال في عالم القطب الواحد لاي دولة ، او مليشيات مسلحة، او ايديولوجية، او قومية او غير ذلك لعبور الحدود المعترف بها، لاتستطيع دولة لوحدها القضاء عليها كما يجري اليوم في اليمن ضد الحوثيين، لابد من تشكل تحالف دولي كما كان ضد القاعدة، العراق بعد احتلال الكويت، ثم داعش، الحراك السياسي الدبلوماسي الذي يدور على الساحة هو حراك من اجل تكوين تحالف وظيفته محدده موجه لايران فقط. لايسمح النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية بأي جهة لاتقف معه سواء كانت الجهة دولة او غيرها، وكل من يقف ضد اسرائيل سيضع في خانة ايران حتى لو كان يقف مع امريكا لان اسرائيل جزء من هذا التحالف، صفقة القرن جزء مما يجري ضد ايران، والوقوف ضدها يعني الوقوف مع ايران، ومن يقف مع ايران سيحترق معها حتما.
بداية الثورة الإيرانية بدأت بالصيغة الاسلامية أمام تحديات نظام الشاه والانظمة الأخرى بالدولة الإسلامية الحرة بالأمن والأمان بفكرها ومكرها وحقدها وفعلاً نجحت بهذه الحركة وأنخدعة الكثير الكثير من العرب وستغلت إيران بقيادة الخميني الحدث عندما كان العرب المسلمون متوجهين إلى أنظار الغرب غرست إيران الفكر الأسلامي بزعمهم في أوساط المجتمع العربي بسم مقاومة إسرائيل والموت الأمريكا وهذه كانت البداية ولكل بداية نهاية واليوم بداية نهاية إيران عندما توسعت في المنطق وتمادت فخسرة حلفائها واليوم الخنق والعذاب الأليم على إيران