سلسلة تصحيح الفكر .. علة الأتباع والسير إلى طهران (2)
الأستاذ حسنين عبدالله الأموي/التيار السُنّي في العراق-المنظومة السياسية
جمود الفكر وتخلفه
إنّ جمود الفكر وتخلفه عن ركب الحياة، وقصوره عن رؤية حاجة الواقع يُحيله إلى مشكلة أخرى تثقل كاهل الواقع.
وإن تخلف الفكر يؤدي بالنتيجة إلى تخلف أتباعه والسير بهم على غير هدى، بل في طريق يناقض تماماً الطريق الذي جاء الفكر لمعالجته لينتهي بهم في سلة الأعداء لا في مواجهتهم.
الفكر القومي العربي ونقص المشروع
لقد جاء الفكر القومي العربي استجابة لتحديات سائدة –آنذاك- وبالتالي حاول أن يضع حلولاً كما يراها ولكن هذه الحلول كانت في جوانب محددة وليست لكل الجوانب، فمثلاً في صراعه مع إيران كان يستحضر العامل القومي دون أن يضيف إليه العامل الديني كما يفعل الطرف المقابل، فكانت حلوله ومعالجاته قاصرة بل بعضها كان كارثياً على أهل السُنّة كما في إدخاله للشيعة تحت مسمى العرب والذي أتاح للشيعة التغلغل في كل مفاصل الدولة والمجتمع.
وبسبب قصور هذا الفكر وعدم امتلاكه لمشروع صحيح جاءت نتائجه مدمرة في الدول التي تواجد فيها، فقد تمكن الشيعة من ركوب موجته والسيطرة على البلد ليعيث فيه الفساد كما حصل في العراق واليمن وما يحصل في سوريا ليس عنا ببعيد.
الفكر الاسلامي وغياب المشروع
لقد انطلق الفكر الاسلامي من حلم جميل-الأمة الاسلامية- لا وجود له إلا في أذهان مفكريه والمؤمنين به؛ لبعده عن الواقع الذي وجد فيه والذي تواجد فيه فيما بعد.
بل إنَّ جناية الفكر الاسلامي علينا –أهل السُنّة- كانت كبيرة يوم أن أدخل إيران ضمن المنظومة الإسلامية فمهد-بذلك- الطريق لها لإخترق البلدان الإسلامية ونشر التشيع الفاسد فيها، وفي ربوعها الدمار والقتل والخراب كما حصل في الأحواز ولبنان والعراق وسوريا واليمن وباقي البلدان.
علة الفكر تنسحب على الأتباع
يظن الكثير من الناس أن الخلل في أتباع الفكر، ونحن نقول: العلة في الفكر وأتباعه، وإلا كيف انتهى أتباع الفكر القومي والاسلامي ميممين شطر طهران يبتغون عندها التومان؟
ولولا جمود الفكر وتخلفه وانحرافه لما انحرف الأتباع عن الهدى والفرقان.
الحاجة إلى المشروع السُنّي
إن كانت الحاجة أم الاختراع، فإن الواقع أحوج ما يكون للمشروع السُني ليصححه ويعدل بوصلة السير والمسار باتجاه إيران فيجعلها إلى بغداد[1] ، ثم يواصل حاثاً الخطى والمسير ولسان حاله ومقاله يردد ويشير: نشرب بطهران شاي.[2]
وللحديث بقية…
___________________________________________________________________________________________
- إشارة للجزء الأول من مشروع التيارالسُنّي في العراق والذي يحمل عنوان: (الطريق إلى بغداد) ↑
- عبارة من قصيدة لفضيلة الشيخ الدكتور طه حامد الدليمي مؤسس التيار السُنّي في العراق، وفيها إشارة للجزء الثاني من مشروع التيار السُنّي في العراق (الطريق إلى قم) ↑
الإسلاميون والقوميون من عشرينات القرن الماضي حتى انتهاء دورهم في هذه السنوات، كانا سحران تظاهرا على الهوية السُّنية، ومع ذهابهم أصبح لزمًا على تبني الهوية الأصيلة المنقذة، بمشروع هو من يستطيع إصدار الهوية السُّنية التي لا تنضبط بغيره.
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله الأستاذ الاموي خيرا
التيار السني هو من تيقض إلى أهمية القضية القومية مقابل الشعوبية الفارسية، وأهمية القضية السنية المسلمة مقابل الشيعية الكافرة
مشكلة القومية العربية أنها مزيفة
فهي قضت على ممالك عربية تقودها عوائل عربية اصلية وسعت للقضاء على ممالك العرب في جزيرة العرب بحجة محاربة الرجعية العربية
فأصبحت الأصالة العربية بالنسبة لهم هي رجعية ونظام الحكم القبلي هو تخلف !!!!!
ولذلك فشلت لأنه اجتمع كل من ليس له نسب عربي ليتولى أمر هذه الأمة بدل عن قبائل وعوائل عربية اشتهرت بالحكم
بل اعتقد انها شعوبية جديدة
والإسلامية ايضاً كبتت كل انتماء عربي قبلي واعتبرت مجرد الإنتماء له هو عنصرية
وحرفت معنى الأعراب إلا أنهم البدو !!! وهذا من العجائب
مع كم كبير من الأفكار الشعوبية تحت عباءة دينية يتم ضخها في عقول الشعوب
قال تعالى( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ) هذه الآية الكريمة تبين لنا أن المشاريع التي لا تقوم على الربانية ولاتقف عند حدود الله فأنها لاتمتلك العدالة والمساواة والحرية بين أهلها . أتخذت السياسة مرتكز لها وعملت بالوحدة الوطنية والأسلامية وخلطت الأوراق بينها وبين الشيعة في قيادة أمور الدولة وعملت بالهوية الوطنية أمامة الهوية الشيعية الطائفية فخترقت من قبل المشروع الشيعي الإيراني فخسرت الأرض والجمهور هذه هي المشاريع العلمانية والقومية والأسلامية البتراء عندما بتعدت عن الربانية ولم تمتلك الهوية السنية والقضية أمام التشيع
وبسبب هذا الفكر الترضوي المنبطح أمام التشيع
ضيعة أجيال من أهل السنة ودمرة بلدانهم
مقال قيم جزآك آلله خير أستاذ
لا بد من تصحيح الفكر والوقوف على عثرات ماسبق والا فنحن من تيه الاى تيه
سلسلة موفقة الاستاذ الفاضل حسنين عبدالله الاموي