عندما يكون التاريخ هو القضية (1) فضل المؤسسين على البناة
د. طه حامد الدليمي
الحياة بلا قضية، قضية بلا حياة..! وحين نحذف الكميات المتساوية من طرفي المعادلة نخرج بنتيجة خطيرة هي أن الحياة بلا قضية تساوي الموت!
موضوعي هذه المرة له خصوصية على جانب كبير من الخطورة إذن! ولكنه رغم ذلك يغيب عن أذهان الأكثرية الكاثرة من أهل الحق، بل من حملة القضية! وقد قيل: ما رأينا حقاً أشبه بباطل كالموت! وذلك أن جمهور البشر يستنفد طاقتهم النظر في اللحظة الحاضرة ويغيب فيها عما وراءها، ويستهويهم العاجل في مقابل الآجل. فيخسرون تاريخهم المستقبل والذكر القادم الحسن. وإذا لم يبق من القضية سوى التاريخ، فهذا يعني أن تفريط الأمة بتاريخها معناه موتها، فيا لها من خسارة!
تأملوا الفرق بين الحالتين من خلال هذا البيت:
أماويَّ إن المال غادٍ ورائح ……….. وما يبقى من المالِ سوى الذكرِ
لا بد أن حواراً دار بين حاتم وزوجه ماوية جعله يخاطبها بقوله هذا. لقد كان نظرها متوجهاً إلى اللحظة الحاضرة، مغموراً بمستحقاتها، ومقيداً بقيودها الثقيلة، بينما نظره هو يتمرد على استبدادية اللحظة، وينطلق فوق العوائق، ليمتد مع الزمن ويكتب له التاريخ سطراً متألقاً بين سطوره الحسنة الجميلة. ولقد ذهب المال وذهب حاتم، وماوية أيضاً، ولكن بقي الذكر الحسن، بقي…. التاريخ.. التاريخ لمن لم يقبل المساومة عليه.
ما أشبه حال الكثيرين منا بحال ماوية! ولكنني أبحث عن حاتم فلا أكاد أراه!
وحين همّ أحمد بن الحسين أن يتجنب مواجهة الموقف الحاسم ويطلق ساق فرسه للريح إذا بأحدهم يصيح في أذنيه: ألست القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني ……… والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ
فقال له: قتلتني والله، ثم لوى عنانها وقاتل حتى قتل هو وابنه، ليحجز له في سفر التاريخ مكاناً إلى جانب الذين صدقوا أقوالهم بفعالهم.
وخير من ذلك كله شاهداً قول أبينا إبراهيم الخليل عليه السلام يناجي ربه جل وعلا: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ) (الشعراء:84).
إنه التاريخ..! هذا الرقيب الذي لا يعلو عليه عند الأحرار المؤمنين سوى رقابة رب العالمين..!
إن أكثر الأنبياء عليهم السلام والعظماء لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم التي نصبوا لها جهودهم في حياتهم الدنيا، ولم يجدوا لها في ميدانها المزدحم مساحة يقيمونها عليها، ثم ذهبوا.. لكن بقي لهم الكثير وإن لم يربحوا قضيتهم على أرض الواقع…..
لقد ربحوا التاريخ.
البعد الزماني والمكاني للقضية
القضية إذن لها بعدان: بعد في المكان، وآخر في الزمان. أما أحدهما فليس لك أن تتحكم فيه دائماً، وأما الثاني فزمامه في يدك أبداً. فإن فاتك الأول – كما فات الكثير من الأنبياء والعظماء – فإن العجز كل العجز والحمق كل الحمق أن تترك الآخر يفلت منك لتخرج من الميدان صفر اليدين، مهما كان الربح الذي تحصده على مستوى الواقع واللحظة الحاضرة: مالاً أم منصباً أم غير ذلك. هل ثمة أغلى من الحياة؟ فحتى الحياة عند الأحرار ليست أغلى من القضية! والله تعالى قد ذم أولئك الذين يريدون التمسك بالحياة على أية حال فقال: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ) (البقرة:96).
شاهد عظيم من سيرة نبي الله موسى عليه السلام
قضى نبي الله موسى عليه السلام حياته يجاهد في سبيل خلاص قومه وإقامة دولة لهم في الأرض المقدسة، لكنه – في نهاية المطاف – لم يصل إلى هدفه النهائي من ذلك وهو إقامة الدولة. وأدركته الوفاة فمات وترك قومه تائهين في الصحراء! ليتحقق الهدف من بعده على يد نبي آخر، لم يذكر القرآن لنا اسمه. بل حين سجل الله سبحانه قصة ذلك النصر ذكر فيها موسى الذي لم يشهد ساحتها، بينما لم يسم لنا ذلك النبي الذي كتب على يده ذلك النصر العظيم! وهي مفارقة تلفت النظر: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (البقرة:246)! هكذا.. (نبي لهم)! من هو؟ لم يذكره لنا. أما موسى عليه السلام فقد كان حاضراً في القصة ذكراً وإن كان غاب عنها حدثاً؛ لأنه هو الذي مهد الطريق، ودق الأساس لمن بعده كي يعلي البناء.
إنه التاريخ الذي لولاه لما كان لمن بعده جغرافية يتحرك عليها.
فضل المؤسسين على البناة
وهكذا ينقسم العظماء بين مؤسس وبانٍ.. بين من ربح التاريخ فقط، ومن تمكن من ربح الواقع إضافة إليه. وقد لا يكون من جمع بين الحسنتين أفضل ممن لم تسعفه الظروف أن يربح سوى إحداهما التي لا يصح التفريط بها. فموسى عليه السلام هو أحد خمسة من أولي العزم من الأنبياء عليهم السلام، بينما خليفته المنتصر (الذي جمع بين الظفر بالواقع والفوز بالتاريخ) ليس من هذه الخلاصة القليلة!
تقول لنا هذه القصة أيضاً: إن أحد البعدين – وهو التاريخ أو البعد الزماني للقضية – شرط أو ركن لا يقوم الوجود الإنساني الرفيع إلا به، بينما الآخر – وهو الواقع أو البعد المكاني – ليس أكثر من شيء مكمل. البعد الأول يصنع قضية وإن تخلف الثاني. بينما العكس غير صحيح؛ إذ لا بد من أساس أو تاريخ مجيد لحاضر مشرق.
أرأيت كيف يكون التاريخ هو القضية؟! القضية التي لا يعذر أحد بالتفريط فيها مهما كانت المسوغات والأعذار، ومهما كان مقابلها من المكاسب والأرباح.
ملاحظة/ كتبت هذه المقالة قبل (10) سنين. تحديداً في 2009/2/12
قد تكون مكافأة الهية تلك الذكرى الحسنة والتاريخ المجيد لصناع القضايا ومؤسسيها .. نعم ولم لا .. ومهمتهم من اصعب المهام ودورهم من اهم الادوار .. انها مهنة الانبياء .. وديدن المصلحين ..والشغل الشاغل للمجددين الربانيين .. حتى وان لم يسعوا هم الى ذلك
الم يضرب الله المثل بالمؤسس الذي يؤسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان ! ويقارنه بالذي وضع بنيانه على شفا جرف هار .. فتتجلى المفارقة بين الفريقين .
لقد وافقت قانونا اخر من قوانين الكون شيخنا العزيز .. ففضل المؤسسين على البناة في عالم التاريخ كفضل الاساس على البناء في عالم الهندسة ..
آه هذا المقال يكشف عن داء الامة في سؤالها الى متى ؟! وأين الحلول ؟! وأينكم ؟!
وهي لا تسال كيف الخروج ؟! ومع من تتعامل ؟!
مع ركب الانبياء
جيل من الانبياء ذهب الى ربه من غير نتائج مرئية على الارض ولم يبق الا الذكر الكريم عند الله .
اما المستعجلون فهم ما بين من يورد قومه دار البوار فلا ذكر يبقي ولا خير زرع كالخوارج واخواتها
ومنهم من يبتلعه حوت الرهبانية فيكون منن يلعن على لسان داوود وعيسى ابن مريم لانه لم يتمعر وجه لله .
ومنهم من تضيق به الدنيا ويعلو على دماغه دوي الثقافات المستوردة من غير ربانية القران فيعيش ما بين الانسلاخ من الدين وما بين الحيرة لا يرى الهداية ولا يسمعها .
وكتابات التيار السني ضوء فجر جميل يعيش كعاشق يخاطب حبيبيه فيقول
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ، وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ
إذا صَحَّ منك الودّ فالكُلُّ هَيِّنٌ وكُلُّ الذي فَوقَ التُّرابِ تُرابِ
نفحة نعيش بها مع الله وفي مشروع سوي تجعلك ممن قال الرسول فيهم (( ففي الصحيحين عن عليٍّ – رضي الله عنه – قال في قصة حاطب بن أبي بَلْتَعَة لما خاطَب أهل مكة، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك؟ لعل الله أن يكون قد اطَّلَع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم»؛
آلله تعالى ذكر كل صاحب قضية ومن ينقذ قومه وأسس الانقاذهم
في كتابه الكريم
من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام
مثل نبينا نوح عليه السلام وصبره على قومه رغم مدة الزمن الطويله لأنه واثق من صحة مساره وطريق الحق الذي عليه إلى أن جاءه النصر إلهي
وحتى النساء مثل بلقيس ملكة سبأ بحكمتها كيف انقذة قومها
ومن الحيوانات مثل الهدهد والنمل كيف يحمل هم قومه رغم صغر حجمه لكن حمله للقضية أثبت دوره وذكره في القرآن الكريم
فهنيئا لمن حمل القضية وعمل عليها فهذا طريق رباني عظيم
6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)
جزاكم الله خيرا مقال جميل
نحمد الله تعالى أولا أن جعلنا من حملة القضية ونسأل الله الثبات حتى الممات !
وندعوا الله أن يجعلنا من المؤسسين لجيل سني رباني !
القضية لها الدور الكبير في تغيير المجتمع والمرتكز الأساسي في الدولة من يكون له قضية فهو يمسك بزمام الأمور للسيطرة على مفاصل الحرك في أي دولة يعمل بها ..الشيعة قضية بلا عبادة ليس لهم خلاق ولاميثاق مشركين منحرفين طغات عصات لا دين لهم تعلموا كلمات من أسيادهم لقنوهم بها الأمامة والزيارة والمظلومية و يالثارات الحسين والطقوس المستمرة على مدار السنة هذه قضيتهم أصرو عليها ولم يتركوها ولو لحض واحدة كلمات سطروها ماأنزل الله بها من سلطان أكذب أكذب حتى يصدقك الناس هذه هي قضية الشيعة أهل باطل وليوم هم يحكمون العراق ولبنان وسوريا وعاصمة اليمن في كل بلاد العرب موجودين لأنهم أصرو على قضيتهم هذة حقيقة ملموسة هذا كلامنا ليس من جهت اليائسين والمُحبطيِن نحن كلامنا واقعي نحن نوبين الى أهل السنة قيمة القضية ودورها في المجتمع ومن يعمل من أجل قضيتة يمكنه الله في الأرض هذة سنن الله. إن الله ذكره في كتابة العزيز أهل العمل والقضية والمواقف .قال تعالى( اٌعمَلُو آلَ دَاوُدَ شُكراً وُقَليِلٌ مِِّن عِبَادِيَ اٌلشَّكُورُ) عندما أهل الحق يتركون القضية لي أجلَ العبادة فقط يمكن ألله غيرهم لأنهم تركو قضيتهم والقضية النصرة والنصرة تعني الجهاد والجهاد يعني مشروع رباني الإنقاذ أهل السنة من التشيع .ولاقضية بلا مشروع. وفقكم الله وسدد خطاكم مقالة عظيمة