الأستاذ حسنين عبدالله الأموي/التيار السُنّي في العراق-المنظومة السياسية
جاء المشروع السُنّي لحاجة يستدعيها الواقع، منطلقاً من فكرٍ أمثل؛ ليصحح المسار ويعيد الأمور إلى نصابها.
بعد أن كانت إيران تتحكم بالشيعة كالخاتم في إصبعها، صارت تتحكم بمصير السُنّة في العراق، وصار أغلب الزعامات السُنّية – من سياسيين وشيوخ دين وشيوخ قبائل- يقصدون إيران لكسب ودها والرجوع منها بوعود بتسنم أو البقاء في مناصب زائلة، أو لقبض حفنة من تومانات هابطة حتى قال أحدهم: إن الشيعة كلهم مع إيران، وأن (85%) من قيادات الصف الأول من السُنّة مع إيران والباقي منهم في الطريق إلى طهران![1]
وقبل عدة أيام كنت مع أحد الإخوان فقال لي بصريح العبارة: من أراد أن يعمل في بغداد فعليه بتصحيح العلاقة مع إيران!
فأجبته: لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها.
فلئن يجلس المرء في داره طول الزمان خيرٌ له من أن يجلس مع شياطين إيران.
وهذا يقودنا إلى حقيقة لا تخطئها العين.. تلك أننا بحاجة إلى وقت طويل؛ لتصحيح ما علق في الذهن ورسخ في النفس، سواء على مستوى الفرد أم المجتمع. ولهذا فإن البداية ينبغي أن تكون من عتبة الشباب، ففي ذلك الضمان.
أين الخلل ؟ وماهو الحل؟
ولنا أن نسأل أين الخلل الذي وقع فيه أصحاب الفكر من قبلنا؟ وكيف لنا أن نتجنبه؟
والجواب على هذا السؤال يكمن في الحل الذي جاء الفكر السُنّي لوضعه بعد تحديد مشكلته.
فالفكر السُنّي شخص الداء قبل أن يصف الدواء، وشخص المشكلة قبل أن يفكر بالحل، فنبه على غياب المشروع المدني الذي يُعد الخطوة الأساسية الصحيحة لأي مشروع ناجح متبعاً بذلك خطى المشروع المدني في عصر النبوة[2].
وهو بذلك قد اختصر على نفسه وأتباعه التخبط والضياع والسير في ركاب الآخرين أو أن يكون ضحية لمشاريعهم، ولن يسير في ركب المشروع السُنّي إلا الربانيون[3] الذين ينشدون السير في رحاب الإيمان ويبتغون رضا الرحمن وإن طال بهم الزمان[4].
السير على هدى القرآن ثم سنة رسول الله (ﷺ)
إن لم يكن المشروع منبثقاً من القرآن وسيرة المصطفى(ﷺ) فليبشر أتباعه بالخيبة والخسران، ومعهما الذل والهوان.
فالربانية[5] أصلٌ في المشروع السُنّي تُربي السُنّي وتجعل تعلقه بالله تعالى ويتلمس آثار رسوله. (الربانية) في منهجنا.. تزكية وقضية، إيمان ونصرة، زاد وجهاد[6]. لا ينفصل أحدهما عن الآخر. وهذا ما ينبغي أن يبدأ به من أراد أن يُصلح مجتمعاً خربته الأفكار، وحرفته عن المسار فضيعته، وشوشت عليه وجهته حتى إذا صار في الميدان وتكالبت عليه فتن الزمان تركته حيران.
المشروع السُني يُذكِّر أتباعه أن يرجعوا إلى أول الطريق إن تاه عليهم آخره؛ لأنهم سائرون إلى الآخرة من خلال الدنيا فلا يشغلهم عن الآخرة شاغل ولا يصرفهم عنها صارف؛ لأنهم يعرفون أن العمل ضمن مشروع إنما هو مسيرة جهاد والجهاد يحتاج إلى صبر طويل ومصابرة ومرابطة وتقوى الله: ((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)).
………………………………
- تصريح رئيس مجلس النواب العراقي السابق محمود المشهداني بتاريخ 23 ديسمبر 2018 http://aliraqnews.com/ ↑
- راجع فقرة المشروع المدني كاملة؛ لأنه من أروع ما أنتجه الفكر-الرابع- السُنّي https://sunni-iraqi.net/ ↑
- نحن قبل كل شيء مؤسسة ذات مشروع رباني. والربانية تقتضي منا ضبط البدايات: فكرة وإيماناً وعملاً. ولا يقبل العمل من المسلم إلا إذا كان حائزاً على شرطين: أن يكون خالصاً، وأن يكون صائباً. ولا يكون إنقاذ المجتمع خالصاً ما لم يكن القصد منه وجه الله قبل كل شيء. كما لا يكون صائباً تمام الصواب ما لم يكن طبقاً لمشروع إنقاذ عام. للاستزادة راجع فقرة الإحاطة في المشروع السُنّي كاملة https://sunni-iraqi.net/ ↑
- شاهد حلقة (الزمن والزمنيون في المشروع السني) في قناة إعلام التيار السني على اليوتيوب من خلال الرابط الآتي:
- راجع فقرة الإيمان والتنمية الإيمانية تحت عنوان (دعوة ربانية قبل أن تكون قضية سياسية) https://sunni-iraqi.net/ ↑
- راجع فقرة الإيمان والتنمية الإيمانية تحت عنوان الربانية والقضية https://sunni-iraqi.net/
أو كتاب الإيمان والتنمية الإيمانية/الدكتور طه حامد الدليمي https://payhip.com/b/yF9I ↑