إيران من التمدد إلى السقوط
الأستاذ حسنين عبدالله الأموي/التيّار السُنّي في العراق-المنظومة السياسية
منذ أن رفعت الثورة الخمينية شعار تصدير الثورة وهي تمد أذرعها في الدول العربية والإسلامية مروراً بالعراق فلبنان ثم سوريا واليمن وغيرها، وهذا جاء على حساب الداخل الإيراني الذي كان ولا يزال يعاني من مشاكل وأزمات داخلية في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة وكانت ردود الأفعال على هذه المشاكل والأزمات مظاهرات عديدة كان آخرها عام 2017.
إيران دولة مصطنعة
إن الحقيقة التي تغيب عن الكثير أنّ إيران دولة مصطنعة وأن الفرس هم الأقلية الحاكمة والمتحكمة في بقية القوميات الإيرانية من عرب وكرد وبلوش وأذريين وتركمان وغيرهم، وأن الظلم والاضطهاد وسلب الحقوق منهم هو ما يجعل إيران كالبركان الذي يغلي من الداخل، وهذا البركان يخرج حممه بين الفينة والأخرى وبدل أن يرمي حممه للداخل يقوم النظام الإيراني برمي هذه الحمم للخارج من خلال تصدير الأزمات للخارج واشعال المنطقة كي يبقي الداخل الإيراني بعيداً عن ثوران بركانه ولو إلى أجل.
البداية من العراق
العراق بلد عريق وذو حضارة راقية تمتد لآلآف السنين خدم البشرية وقدم لها الاختراعات والمنجزات بعكس إيران التي لم تقدم للعالم سوى الخراب والدمار والحروب واستعباد الشعوب، وهذه السلوكيات سادت العقلية الفارسية في ماضيها وحاضرها، ولكنها اصطدمت بالشخصية العراقية التي يأبى عليها تاريخها وصفاتها الإنسياق التام معها وتقمص شخصيتها؛ كونها عاشت صراعاً حضارياً امتد لآلآف السنين، فلا غرابة أن نجد العراقي يستعصي على الهيمنة الإيرانية ويثور عليها بين فترة وأخرى وأن يسعى للخروج من هذه الهيمنة محتجاً مرة ومتظاهراً أخرى ومحارباً في النهاية.
استطاعت إيران السيطرة على العراق من خلال التحكم بالقرار السياسي واستغلال الشيعة باسم التشيع الذي صنعته قبل مئات السنين والذي سمح لها بالتحكم بالشيعة من خلال عمائم صنعها التشيع تدين بالولاء لإيران وحكومة تعج بالعملاء.[1]
ست عشرة سنة تسلطت فيها إيران على القرار السياسي في العراق آزرهم الشيعة فيها ولم يألوا جهداً في الوقوف معها، ولكن كانت النتيجة فسادٌ مستشرٍ في كل مفاصل الدولة وفقر وجوع وأمراض وبطالة وسوء خدمات وأموال منهوبة بالمليارات.
فجاءت هذه المظاهرات لتعلن الكفر بإيران وبكل ما يمت لها بصلة من عمائم وسياسيين.
ولبنان على خطى العراق
وما أن بدأت المظاهرات في العراق حتى انطلقت في لبنان الذي عانى ومن سنين من الفساد المستشري في البلد ومن سيطرة ميليشيا حزب الله اللبناني والذي يمثل ذراع إيران في المنطقة ويستلم أمواله وتسليحه من إيران ليفرض سيطرته على لبنان وينخرط في نشر مجموعات القتل والتخريب في سوريا ومصر وفلسطين.
لتجد ـــــ لتجد بعد ذلك ـــــ إيران نفسها في موقف لا تحسد عليه، موقف جعلها تقف عاجزة عن معالجته ـــــ كما في الأيام السابقة ـــــ بل تحولت إيران من موقف المهاجم إلى موقف المدافع لتبدأ بذلك بداية مرحلة التقهقر الإيراني والانكماش للداخل.
إيران تحترق
لم يمضِ سوى (45) يوماً على انطلاق المظاهرات في العراق حتى امتدت لإيران لتشهد مرحلة تصدير الثورة ولكن من العراق إلى إيران الأمر الذي عجزت عنه الثورة الخمينية طيلة الأربعين سنة الماضية!!!
هذه المظاهرات تختلف عن المرات السابقة فهي انطلقت مباشرة لتعلن المواجهة مع النظام الحاكم من خلال الشعارات التي رفعها المتظاهرون مثل: (يسقط الديكتاتور في إشارة للخامنئي)، ومن خلال الاعمال التي تمثلت بحرق المصارف ومحطات الوقود ومقرات الباسيج وحتى الحوزات الدينية وصور الخميني والخامنئي وغيرها من المباني الحكومية.
الأمر الذي جعل إيران عاجزة عن مواجهة ثلاثة محاور (العراق ولبنان والداخل) والذي يُنذر ببداية سقوطها وانهيارها.
إيران تتمدد أفقياً وستسقط عمودياً
إيران تتمدد أفقياً وستسقط عمودياً عبارة لطالما سمعتها من شيخنا الدكتور طه حامد الدليمي وفي أكثر من مناسبة[2]. وقد كان يراها البعض كلمات متفائلة جداً وبعيدة عن الواقع لكن الحاضر بدء يفصح عن صحة ماقال، بل قال أيضاً: وسيكون سقوطها مدوياً، وهذه كلمة كبيرة جداً فبسقوط إيران سينهار بناء قديم متهالك يصدر صوتاً مدوياً يتبعه سقوط بنايات كانت تستند على هذا البناء الإيراني وهي صدى لذلك الصوت، وهذه البنايات تتمثل بأحزاب وميليشيات تتبعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها، وسيشهد بزوغ مرحلة جديدة ليس لإيران فيها ناقة ولا دجاجة وليس جمل.
___________________________________________________________________________________________
- أنظر تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والتي نشرت وثائق مسربة تبين مدى امتلاك إيران لعملاء لها في العراق https://www.alarabiya.net/ar/iran/2019/11/18/ ↑
- من مقال للكاتب بعنوان: (الهلال الشيعي من البدر إلى المحاق) بتاريخ 24-4-2019 منشور على موقع التيار السني https://sunni-iraqi.net/ ↑
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيرا الاستاذ الاموي
نعم.. إن شاء الله سيكون سقوطها مدويا لأنها لا تملك عوامل الاستمرار، وما تحقق لها فبغفلة من الأمة ومساعدة عوامل خارجية بدأت تتغير.
المهم أن نكون مستعدين لمرحلة ما بعد السقوط والتقلص للاستفادة من أخطاء الماضي والتحصين للسنة والتفتيت لإيران للقضاء على وهم إلى الأبد إن شاء الله