في الطريق إلى المشروع …. القصيدة والقضية!
جار الله الملا خضر/ منظومة الفقيه القائد/ التَّيَّار السُّني في العراق
أمس نفثت الأملَ في رُوعي، وجلَّت الخوف من رَوعي قصيدةُ شيخنا الدكتور طه الدليمي على قناة (أفياء القُديس)، والتي أنشدها الشيخ قبل عشر سنوات.
لم أكتفِ بسماعها مرةً بل أعدتها أربع مرَّات، وكانت المرة الرابعة درسًا سماعيًا تحليلًا للقصيدة مع أهلي بيتي..
تحليل فني ولغوي وموضوعي.
لقد توسَّعت الأفكار… فأخذتني أمشي على طريق المشروع…
تذكرت حسَّان وابن رواحة وكعبًا.. أدباء الصحابة.
بل تذكرت رجز القائد صلى الله عليه وسلَّم:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
وهكذا نستوعب الفكرة فنعبِّد بها طريق المشروع، إنَّه الأدب شعرً ونثرًا، ولمَ لا؟!
ومن قبل أليس مشاريع المعلقات السبع خلَّدها رواتها، فهي أضخم مشروع إلى اليوم.
ألم يخلِّد التاريخ رواته؟ فرووه بإيامه وحوادثه، فما وصلت أمجاد السالفين إلا بهم.
ولولاهم ما تخلَّدت جهود الشعراء، فهذا الأعشى يروي شعر المسيب بن علس، وطرَفة يروي شعر المتلمس، بل الذي أبقى شعر أوس بن حجر سلسلةٌ من الرواة تقلَّدوا هذه المَهمَّة فنصحوا لها، فأخذه زهير بن أبي سلمى وعنه أخذ ابنه كعب بن زهير والحطيئة وعن الحطيئة أخذ هُدبة بن خشرم حتى رواه جميل بثينة فوصل إلى كُثيِّر عزَّة، فبقي شعر أوس بن حجر حيًّا.
أما الألفاظ والنثر والحوادث فتصدَّى لهذا المشروع حمَّاد الراوية وخلف الأحمر والمفضَّل الضبي.
وهذا ما ساعد لنشوء مدرستي البصرة والكوفة!
أليس هذا مشروعًا تكامل ووضع لبناته متعاشقًا مع لبنات أُخرى، ولكل اختصاصه ومجاله وحقله.
الهمم على ثغرات القضية
صاحب الهمة واقف على ثغرة من ثغرات القضية، وهكذا هي علياء الهمم ترمي حبَّها وتسقيها لتراها مثمرةً جنيَّة.
وها هنا اليوم في الأمة مشروع تفرَّد بفكر وجهد حاملًا قضية.. رافعًا هوية..
فتراهُ ينتج الأفكار ويدنيها ويبسطها. أما أتباعه فتقع على عاتقهم مهمة الرواية والنقل. ليس هذا فحسب، بل التفنن في تحلية الأفكار بنثرها دُررًا، والتزيُّن بها قِلدًا.
أدب اليوم
فاليوم أفياء القُديس: قناة أدبية.
وشقائق النُّعمان، وهكذا تكلَّم جنوبشت: نثرًا.
ثم طبعُ النخيل والوشاح الأحمر والمزمور الأخير… دواوين شعر.
إنَّه الأدب أيُّها السَّادة – أهلَ السُّنة والجماعة – الأدب المقروء شعرًا ونثرًا وسماعًا.
لكن أيَّ أدب؟
إنَّه أدب القضية السُّنية…
أدب المشروع الذي أتاكم على فترة من المشاريع التي أفلتْ مع القضية.
فمن ساق الحرف ليشكِّل لوحة قضيَّته بها شعرًا ونثرًا هو المستحق ليكون على قِمة أهل القضية، فهو لا غيره يستحقُّ الهوية، وهذا ما نشده الجهد الأدبي في سلسلة أفياء القُديس وما تلاها من جهود مسطورة بيد كتابية ذرفت أدمعها لتثبيت مدادها على صدرها قبل ورقها، فكان ما كان من نتاج شيخنا الدكتور طه الدليمي، ولكأنَّها باقة قد تنافس فيها الجوري مع النرجس، وتلاطفت فيها زهيرات السوسن مع الياسمين وتتوسطهن خُضرة الآس تبهج الأنفس.
فأين أنا وأنت منها
فلنتمثَّل أنفسنا فراشات تهيم فوق تيك الباقة تستنشق عطرها وتتلمَّس رحيقها، لتطير بها باعثة في الجو ألقًا…
هكذا يتوجَّب عليَّ وعليك…
ومن قبل فعلها الرواة، ونجحوا في نقل نتاج المبدعين، فخلَّدوها مشاريعَ.
جهودٌ لو وجدت جهودًا
فما كان من هذه الجهود هي عصارة فكر ولسان وقلم، وليل بهيم يسير فيدلج فيه الفكر والخيال لينتج شرابًا سائغًا للشاربين، تشيع فيه ذائبة ذرات الدسم التي تمنحه طاقته ونكهته، وتنتظر منا أن نقتنصها ونضعها على طاولة الحياة كي تمنح طالبيها الطعم اللذيذ، والنكهة المنعشة، والحيوية والنشاط والرونق والجمال؛ فالأزاهير التي تنبت على جانبي الطريق الطويل ضرورة لمواصلة السير حتى النهاية.
قنص الفكرة
أيُّها الحبيب كن كقائدك قنَّاص أفكار، محوَّلًا لبوصلة الأدب إلى قضيته وهويته.
ألم ترَ كيف جعل الشيخ الدكتور من سُنيِّته موضوع أدبه نثرًا وشعرًا؟!
فتحوَّلت المادة الأدبية إلى طرح لمشكلة غيَّبها العقل الجمعي، فأعادها إليه العقل القائد.
واستثمر موضوعًا لم يُفتق في الأذهان سلفًا وخلفًا.
فقل لي: من ذا أتى بهويته السُّنية في أدبه من فحول الأدباء المعاصرين: شعراءَ ونُثَّارًا؟!
فهذه القضية في هذا الموضوع الأدبي لم يفتق فيه الأذهان غير شيخنا الدكتور، وذا لا يتناطح عليه كبشان.
لقد نشأ في الأدب العربي عبر عصوره قضايا عاشاها الأدباء فترجموها وافترعوا لها موضوعات كانت هي قضيتهم.
أمَّا اليوم فقد جاءنا شيخنا بهذه السُّنة، ولكن ليحييَ للسنة قضيتها وهويتها.
فلا حُرمناه … .
24 / كانون2 / 2020
أحسنت استاذنا ومعلمنا جار الملا خضر على هذا المقال الرائع والدقيق
نحن أهلها ولها بأذن الله
لا حرمنا الله من قائدنا الدكتور طه الدليمي
حقيقة المقالة في محلها ومنصفة جدا
فشيخنا قد طرق أبوابا لم تطرق من قبله وهذه سابقه تحسب له
هذا المقال يفتح آفاقا للتأمل في دور “القائد” الخلاق..
عندما ننظر في ما قدمه شيخنا من اسهامات عظيمة وما بذل ويبذل من غالي ونفيس في سبيل القضية التي يحملها ويدعو إليها سنرى أن انتاجه يشبه الترسانة الفكرية الملهمة لكل جهد لاحق في هذا الطريق.. لأنه يدفع إلى التفكير خارج الأطار الذي يكبل اذكى الكفاءات فيوقظ روح التجديد في كل نفس تسلك هذا السبيل ..
بارك الله الجهود وسددها
نعم وهذه مميزات القائد الراشد الواعى الرباني الذي يحمل هم القضية وينظر الى الأحداث بطريقة جديد عندما يرى أن الامة الاسلامية السنية بعيده عن المسار الحقيق الذي لايلامس الواقع والحال والمشكلة وغياب كتاب الله عز وجل عن مواجهة الباطل في ساحة التغيير وتسلط شذوذ العابثين بني شيعون فهنا يكمن دور القائد الذي يأتي بالمستقبل إلى الحاظر ليبلغهم أن الخطر قد اقترب ليرسم لهم مشروع الخلاص الذي لا يغيب عن الربانية والسنية والواقعية وهذه ماجاء به المجدد الراشد الدكتور طه الدليمي حفظه الله، بوركتم أستاذ على روعة المقالة
مقال ذا قيمه أدبية بنكهة سنية وقضية
يميز شيخنا الجليل طه الدليمي
الذي حمل هذا الفكر الحر لينقض الأمة الإسلامية
بقضية وهوية سنية أدبية
وهو يسير على منهاج الربانية
نعم
فلا حُرمناه … .
جزآك آلله خير أستاذ
مقالة متميزة بعباراتها الرشيقة والجميلة، وتوصيفها الجميل لعلاقة الأدب بالقضية، وحث أهل القضية أن يعينوا مكانهم الصحيح ليكونوا رسل لهذه القضية وحملة لمشروع رباني يستحق منا بذل كل غالي ونفيس.
كأن القصيدة رفيف من نسيم أثارت شجون العاطفة ونجم دنا بنوره ليجعل كاتبنا يضع مع شمس القصيد شمس من نثر تلاعب العيون على أورادها المزهرة وتشرق لها الارواح في أضويتها الممتعة ويهب نسيمها فيا لذة العقول فنتمنة ان نحلق حول الشاعر والناثر كصقور تتعالى لترى كل اعمال الكبار صغيرة لاننا نرى ما لا يرون من الجمال ونبصر من الارض ما لا يبصرون آه ما اروعك ايتها القضية كيف حلقت بهذه الارواح فاذهبت عنهم بدانة الثقل الارضي و جلوت عنهم معارج العلا حتى وضع الجمال يسطر بين أصابعم مشاعل نور حتى وقفت مبوهتا لمن اكتب ثنائي للشاعر ام للكاتب ام للمعلقين واكتفيت بلفة درويش يضرب لكم بدفه وهو يقول : الله الله الله يا لروعة الادب والفكر وصدق د.دطه حين قال نحن قوم اذا عشقنا احترقنا .