ديوان القادسيةقصص وخواطر

العباس فوق القبة (1)

د. طه حامد الدليمي

عباس 2

في سوق (الحصوة) بين الحلة وبغداد، وفي مطعم مشويات مجاور للحسينية الوحيدة هناك كان للعباس حديث آخر.

استأذن أحد العمال صاحب المطعم أبا وقاص في الذهاب إلى كربلاء، وأذن له. في المطعم عامل آخر هو ابن أخت العامل الأول. بعد قرابةِ ساعة من ذهاب خاله استأذن أيضاً في السفر إلى كربلاء. وقبيل مغيب الشمس من ذلك اليوم المشهود عاد الخال مذهولاً وهو يطوّح بيديه:

– آه لو تدرون ما رأيت! شيئاً لا تصدقونه!

نظر الجميع إليه باستغراب، وتبرع أحدنا عن الباقين فسأله:

– وماذا رأيت؟!

– رأيت العباس!

– العباس؟! لا يكوننّ العباس العباس؟ أم مجنون أنت؟

– ماذا دهاكم؟ هل غير العباس أخو الحسين في كربلاء؟

– العباس بن علي ما غيره؟!

– نعم العباس أبو فاضل، هو بلحمه وشحمه فوق القبة على حصانه الأبيض، وعينه مغروس فيها سهم، وهي تشخب دماً أحمر، والناس.. الناس كلهم شاهدوه!!

بعد أن ذهبتْ لحظات الدهشة، وأسئلتها، وسجالاتها انصرف إلى عمله، وتفرق الباقون عنه وهم يضحكون. لا شك أنه انكسف مما واجهناه به؛ فقد كان يتوقع منا أن نقابله بالتهليل والتكبير!

لم تمر غير ساعة حتى رجع ابن أخت العامل الأول بالوجه نفسه الذي رجع به خاله قبل قليل، يردد ما قاله عن العباس وظهوره فوق القبة!

وتحلق عمال المطعم مرة أُخرى حوله وهو يتحدث.. لقد قوي سند الحكاية فصار بدل الراوي راويان، وفوق الواحد اثنان. نظرت إلى خاله، كان يبتسم ابتسامة النصر وقد اجتاحته نشوة لا تخفى؛ ها هو شاهد لا يكذّب يؤيد ما يقول، ويدمغ (النواصب) الذين فقدوا اليقين بمعجزات أهل البيت باللعنة إلى يوم الدين.

ما إن انتهى من كلامه، وقبل أن أدعه يأخذ نفساً، أو يتكلم أحد بما يفسد المشهد، حتى قلت له:

– كان العباس على فرسه فوق القبة…

– أكيد أنا رأيته بعينيّ هاتين!

– وعينه قد اعورت؛ انغرس فيها سهم، وهي تثغب دماً؟

أحَس كأنني أستهزئ به؛ كنت أتكتم جاهداً على ضحكة نمت قسماتي كلها عن أنها على وشك الانفجار، فإذا هو يقول بصوت ملئ انفعالاً وغضباً وصار يطوّح بيديه في الهواء:

– زانية أخت من أخبرك بهذا! عيناه والله كحيلتان، سليمتان لا شيء فيهما، واسعتان هكذا..

وأشار بالسبابة والإبهام وقد فتحهما عن آخرهما!

وضج الحاضرون بالضحك حتى كادوا يُصرعون.

لم يكن صاحبنا يدري أن الشخص الذي توّجَهُ بهذا السباب (المحترم) هو خاله! وأن (الأخت) التي دمغها بالزنا هي أُمه..

“أمه ما غيرها”!

15 كانون الثاني 2020

………………………………….

مقطع من قصة ( العباس فوق القبة ) في مجموعة ( شيعة علي بابا ).

تجدون المجموعة في المكتبة الالكترونية للدكتور طه الدليمي على الرابط :

https://payhip.com/drtahadulaimi

اظهر المزيد

‫3 تعليقات

  1. من أجمل القصص الواقعية التي تشرح الحالة الاجتماعية في الشخصية الشيعية وخرافتها وتسقيطها ولو كانت امه

  2. نعم دين الشيعة قصص وحكايات وخرفات كل شخصية من أئمة الشيعة جعلوا لهاجانب واسع من الخروقات التي صنعوها مراجعهم و مشايخهم ليشعتهم
    ليجعلوهم تبعاً لهم في كل شيئ قصص من الكذب لاتحصى ولاتعد كنا نعيشها في هذه الظلمات و الحمد الله الذي من الله علينا بالهداية

  3. هكذا تأسس دين الشيعه على الرويات الكاذبة
    والخرافات التي تنتسب إلى أهل البيت
    منذ سنين لكسب كثير من الناس لدين التشيع الفارسي
    واليوم مهمة التيار السني لفضح هذا الدين المزيف وسحقه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى