ديوان القادسيةلهيب القوافيمقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

ريْحَانةُ الجُرْف

د.طه حامد الدليمي

يا كوكباً  ..
حارَ فِي لألائهِ البصَرُ
وحازَ آلاءَهُ
(التيارُ) والشجَرُ

وراحَ يدنو
معَ الأسحارِ فِي أُفُقي
طبعُ الكواكبِ .. كمْ يحلو بها السحَرُ

إليكَ كفّي
فكنْ فِي الراحِ لؤلؤةً
أو ماسةً ..فوقَ تاجِ الدهرِ تزدهرُ

وفِي  عيوني  ..
مجراتٍ مسافرةً

حطَّتْ لديَّ
وقدْ أهوى بها السفرُ

وعندَ صدري ..
يُقيمُ الليلُ صومعةً
رهبانُها ..
الفرعُ .. والكَفّانِ .. و(القمَرُ ) (١)
وفوقَ نخلتِنا  ..
هَدَلَتْ مطوقةٌ
أعرَتْ مسامعَنا والبوحُ يستترُ

ناديتُ  ..
(ريحانةَ) الجرفِ السعيدِ
وقدْ مادتْ
وكادتْ معَ الأمواجِ تنتثرُ

هلْ يعلمُ المرجُ
والأطيارُ صادحةً
سرَّ الأريجِ
الذي فِي الأفقِ ينتشرُ ؟

ودمعةٍ ..
سفحتْها عينُ ساهرةٍ
تُسدي الحياةَ لمنْ أضوى بِهِ الوَضَرُ(٢) ؟

وقلتُ ..
والألمُ الشرقيُّ فِي لغتي
طيرٌ ذبيحٌ
عليهِ ينحبُ الشجَرُ

كُلُّ النساءِ إناثٌ
غيرَ ماجدةٍ
باتتْ تقلِّبُ طرفاً زانَهُ الشزَرُ
أضنى العيونَ
التي باتتْ مسهَّدَةً
مصيرُ أُمتِها
تنأى وتنحدرُ

عاثَ الدَّعِيُّ بها
فِي كلِّ ناحيةٍ
كأنَّ أهلَ الحِجى فِي أمسِها قُبِروا

صاحتْ  ..
وإنْ نكِرَ الأغرارُ صيحتَها :
هذا العراقَ
على السُّفُّودِ قد نحروا

وشدّتِ العزمَ بالرحمنِ
وانطلقتْ
للقابضينَ على الأشواكِ تنتصرُ

لم تنتظرْ بارقاً
تأتمُّ طلعتَهُ
( شمسٌ ) .. يرودُ على أَفلاكِها( قَمرُ )

إلا فتىً ..
من سما (النَّهرينِ ) مطلعُهُ
ما زالَ فِي فلَكِ الآمالِ ينتظرُ

ولم تقلْ: ما غَنائي وسطَ داهيةٍ
طالَ العَناءُ بها
وانثَلَّتِ الجُدُرُ

بل أقدمتْ
ومضَتْ تسعى
وشاهدُها قولُ النبيِّ الذي فِي نهجِهِ الظَّفَرُ

” لا تحقرَنَّ منَ المعروفِ شيئاً
ولو تلقى أخاكَ طليقَ الوجهِ
تبتشرُ”

بنتَ (الجزيرةِ ) ،يهنيكِ الجهادُ
فقد عرفتِ
فاستمسكي ما أسعفَ القدَرُ

لعلَّ ما بذلتْ يمناكِ ( نورٌ)
على ذاك الصراطِ
وفِي الآثارِ معتبَرُ

وفِي خيالي
تهاويلٌ مجنحةٌ
حطَّتْ على بابِها الأحلامُ والصوَرُ

أراكِ مثلَ الربيعِ فِي حدائقِهِ
وكالورودِ  ..
على الأغصانِ تنتشرُ
وقد أرى ( الواحةَ ) الفيحاءَ باسمةً
عندَ الهجيرِ
وقد أقبلْتِ والسَّكَرُ

يا سعدَ جذعٍ
بِهِ هزَّتْ إلى جهتي
تلكَ ( التي والتي )
واسّاقطَ الثمرُ

وسعدَ مَنْ نالَ مِنْ تلكَ الثمارِ
ومَنْ أمسى، وموعدُهُ الإصباحُ، يُحتضَرُ

( بغدادُ ) موعدُنا
والنصرُ ثالثُنا
والمستضيءُ بنورِ اللهِ منتصرُ

 

________________________

[1]. الفرع: الشعر التام. وامرأة فارعة: طويلة الشعر.

[2]. أضوى: أصابه الضوى أي: الهزال.

اظهر المزيد

‫7 تعليقات

  1. جزاك الله خيراً // د. طه حامد الدليمي

    ريْحَانةُ الجُرْف
    شعر جميل جدا جدا ويال جمال الريحانة التي وصفت في هذه الابيات الشعرية، سلمت يمينك ✍🏻 .

    #شمعة_مضيئة🕯

  2. قصيدة جميلة تحمل في طياتها معاني الألم والأمل والعمل وتبشر بالنصر الموعود ننتصر أو ننتصر

  3. جزيت خيرا يادكتور ..أبيات عذبه تتراقص عليها معاني الامل تقول ان النصر قريب…سلمت يمناك 🌸🌸

  4. سلمت طه فذا منهاجكم عطر
    وليس يُعفى كما يُعفى هنا الأثر
    فقد رأيت صروح العز شامخة
    من بعد صيحتكم يجلى بها النظر
    ما قيمة العيش أن جاملتُ باطلهم
    ورحتُ امدح عجميا وافتخر
    نهجي من الله في القرآن اوضحة
    نهج النبيين في التنزيل مستطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى