أ. صالح السهيل
من أكثر الحجج التي يلجأ إليها المضيّقون على تعليم المرأة وعملها: أحاديث تفضيل صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد، فيقولون: إذا كان أفضل مكان لإقامة الصلاة في حق المرأة هو البيت لا المسجد، فما بالك بغير هذا من أعمال الدنيا؟
وقد سمعت مرة أحد النواب يصيح على نائبة زميلة له، ويستدل بمثل تلك الأحاديث على أن المرأة لا مكان لها في المجلس!
والحقيقة أن تلك الأحاديث فيها نظر كبير يمنع من الاستدلال بها.
فأشهر هذه الأحاديث ما رواه ابو داود (567) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن).
فهذا الحديث في أصله صحيح، لكن زيادة (وبيوتهن خير لهن) شاذة، فقد تفرد بها حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر، وقد روى نافع ومجاهد الحديث دون هذه الزيادة، وهما أوثق من حبيب وأكثر عددا.
فكيف وحبيب أصلاً مدلس، وقد روى الحديث بالعنعنة؟
فثبت أن هذه الزيادة وهم من حبيب.
ثم إن هذا الحديث رواه أبو هريرة وعائشة وزيد بن خالد أيضا، دون هذه الزيادة.
ومن هذه الأحاديث ما رواه ابو داود (570) من حديث ابن مسعود قال: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها)!
ولا يصح، فإن فيه قتادة، وهو مدلس وقد عنعن، والتساهل في قبول عنعنته مخالف للقواعد، وأثر بأخذ البخاري ومسلم بها، على أن المحققين ذكروا أن الشيخين انتقوا من عنعنات قتادة، ولم يأخذوا بها بإطلاق.
ومنه ما رواه احمد (27090) عن أم حميد الساعدية مرفوعا: (صلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي) قال: فأمرت فبُني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله.
وفي اسناده عبد الله بن سويد الأنصاري، وهو مجهول، وحاشا للصلاة أن تكون عاراً حتى يُستسرّ بها في الظلمات.
نعم، هناك من صحح هذه الأحاديث، لكن ذلك التصحيح تبعٌ لقواعد حديثية مرجوحة ولينة وغاية في الرخاوة، فلا تناسب التحرز والتثبت في كل ما يعزى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والنظر الشرعي يؤيد عدم الأخذ بهذه الأحاديث، فإن في خروج المرأة الى المسجد عملاً وجهداً ومشيا، فكيف لا يحتسبه الله في حسناتها ويجعلها كمن صلت في بيتها وهو لا يظلم مثقال ذرة؟
وكيف تكون صلاة المرأة في بيتها خيراً من صلاتها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره من المساجد المفضلة؟
ولله در ابن حزم! فقد جعل تلك الأحاديث على تقدير صحتها من المنسوخ، حيث خفيت عليه علتها، وقال في المحلى 3/132: (لو كانت صلاتهن في بيوتهن أفضل لما تركهن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعنّين بتعب لا يجدي عليهن زيادة فضل، أو يحطهن من الفضل، فهذا ليس نصحا).
وعليه، فإنني أقول للوعاظ وطلاب الفقه: تثبتوا قبل أن تنسبوا حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يكون من شأنه تنفير الناس عن الدين الحق، والحال أن ذلك الحديث لا يثبت عند النقد العلمي، حتى لو اغتر بعض العلماء السابقين به، فإن واقعنا الحالي غير واقعهم في التحديات والمتطلبات.
لِما للمرأه من دور هام من الناحية الدينية و الاجتماعية سعى الفرس لِأضاعف هذا الدور عن طريق دس الحاديث التي لاصحة لها على لسان رسول الله (ﷺ) مستخدمين طريقة العنعنه،
ومثل هذهِ الافعال لاعجب منها اذا صدرت من اقوام همجيه فارسيه
لكن العجب في الامر ان العرب قد صدقوا هذه الاحاديث الباطلة!
ففي احد الايام كنت والاخوات قد ذهبنا لصلاة الجمعه في احد المساجد فـ بعد الصلاة كان هناك لقاء للشيخ مع النساء فطرحت إحداهُن سؤالاً قائلةً: “أيهما افضل صلاة المرأه في بيتها ام في المسجد؟”
أجابها: “صلاة المرأه في بيتها اكثر اجرا من صلاتها في المسجد”
في صلاة الجمعه التالية لم يأتي من النساء إلا القليل كان ذلك امراً محزناً…
صاحبه غضباً شديداً لجهل العرب وتصديقهم.
_________________
بوركت أُستاذ صالح لبيان هذه الحقيقة ونحن بدورنا سنسعى لنشرها بأذن الله????
*الأحاديث
القران الكريم لم يحدد المواضع التي يجب على المراة الصلاة فيها ولم يستثني المراة من الرجل
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّـهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّـهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ). [سورة الحج، آية: 78]
وأما ما يقوله بعض العامة أن صلاة المرأة تبطل بمجرد رؤية الرجال لها : فلا أصل لهذا الكلام في الشرع البتة ، وقد كانت النساء يصلين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد واحد ولم يحكم صلى الله عليه وسلم ببطلان صلاة النساء .
موضوع مهم في بيان هذا الحديث وبطلانه
عندما نعرض هذا الحديث على القرآن الكريم
نجده غير موافق لكلام الله عن دور المرآة مثل الرجل .
وهذه الآية وغيرها من المحكمات خير الدليل على أن المرآة
تساوي الرجل من صلاة الى جميع أمور الحياة (((إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾ [ الأحزاب: 35])) كل حديث يخالف كلام الله من
وضعته المؤسسة الشعوبية لتضعيف دور المرآة وتجميدها
شكرا أستاذ صالح السهيل لهذا الطرح القيم
لما فيه من علم نافع
حديث يخالف الشرع والفطره عن دور المرأة في المجتمع هذه من الدسائس التي حاكاها الشعوبية لتفريق وتجميد نصف المجتمع عن النصف الثاني للرجل ولايمكن أن يحصل التكامل مالم يكُن
المرأة والرجل في خندق واحد داخل المجتمع .
القرآن الكريم ذكر أحد الحالات التي تمارسها المرأة دخل المجتمع
سورة القصص قال تعالى:
٢٢-(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ )
٢٣-(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ )
٢٤-(فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)
٢٥-(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
٢٦-(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ )
٢٧-(قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ )
٢٨-(قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ )
٢٩-(فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ )
العنوان لافت جدا .. لكن حينما قرأت المقال أتاني إحباط. يا سهيل أنت بحاجة للكثير الكثير الكثير..
لكي تكتب مقال !
تحياتي
ازالة الغبار عن فهم الروايات التي تتكلم عن عمل ودور المرأه في المجتمع مهم جدا لانه يعزز ثقة المرأه بنفسها وبالدور الذي تؤديه مع الرجل في قيادة المجتمع
موضوع جدا مهم شكرا لكم لاازاحه هذا المفهوم
الذي بات في الاذهان نصوص قاطعه
جزاك الله خيرا أستاذ صالح…
القرآن الكريم لم يفرق بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، بل أعطى لكل منهم دوره في هذه الحياة.
وهذه السيرة النبوية حافلة من صور بطولات النساء ومشاركتهن في الجهاد من إعداد الطعام وتداوي الجرحى وغيرها.
احسنت اخي الكريم، رؤية التيار السني رؤيا شرعية في اشراك المرأة في ميادين الحياة فهي اصل وفصل في التغيير المجتمعي.
المؤسسة العميقة ثعبان الرمال التي تتخفى ولايراها إلا من كانت له بصيرة،
نعم المقصود من ذالك ابعاد المرأة عن الميدان
اجر الجماعة عظيم لايستهان به فالقرآن لم يميز بين الرجال والنساء حينما حث على الصلاة في المسجد لكن الأحاديث ميزت وتناقضت فبعضها يشجع المرأة وأن الصحابيات كن يصلين في المسجد وهناك نهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن منع النساء من صلاة المسجد وهذا دليل كاف على أن الأجر في المسجد أعلى وأفضل .. وهناك أحاديث أخرى تمنعها و تأمرها بالصلاة في البيت .. وهذا يحرمها أجر الجماعة يدل هذا على تناقض الروايات!
قلَ ما نرى من يلتفت لاهمية تواجد المرأه في بيوت الله كونها تعد حسب (فهم البعض وماىينسبون من احاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) باعتبارها العنصر الاثقل والاصعب من ناحيه رؤيه الرجال لها وأن بقائها في البيت افضل وأكثر اجرا من تواجدها في المساجد …الخ من قواويل المخابيل..
هنا نقف ونقول لم يرد ماتنسبوه من قواويل صحت لجعل مجيء المرأة الى المسجد وتأدية الصلاة بالأمر الثقيل
والأقل اجر ، بوركت استاذ صالح على هذه الالتفاته (كفيت ووفيت ????) ???? لل
الله يجزيك الخير يا دكتور .. على تصحيح كثير من مفاهيمنا المغلوطة .
المرأة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تواجدت في الغزوات حتى! وكان لها أثر عظيم في كثير من المواضع لعلّي أذكر أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، فقد أخذها الرسول معه في عدد من الغزوات كما وأخذ برأيها في يوم حديبية و هنا تتجلى حكمتها وفطنتها ! ، فما المانع من صلاتها في المسجد؟ ، هل هناك أحب من بيت الله لكي تتواجد به المرأة وتؤدي فريضة الصلاة ، ما الذي ينقصها لكي يكون أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله “رجل تعلق قلبه في المساجد” ولا يمكن للمرأة أن تكون كذلك؟ لما أغلب الأعمال التي لها درجات عالية تحتكر على الرجل فقط! والعكس صحيح!!
من المؤسف أن يصدّق ذلك خيرة الأمم ويجعلوه حديثًا لرسولهم حاشاه.
بوركت جهودكم أستاذ صالح السهيل ، وجزاك الله خيرًا يا دكتور طه الدليمي ، على كل خطوة
ثمة مغالطات تراكمت في أهمية المرأة ومالها من دور فعال بناء المجتمع وصنع الحضارة.. وبدأ الإهمال من المؤرخين الذين أهتموا في تراجم الكتاب والرجال القادة، ولم يعطوا تلك الأهمية للنساء..
وكانت أمنا عائشة -رضي الله عنها- رائدة في الثقافة والفكر والفتوى والنقد وكان لها مجلسها، ويذهب لها كثير من الصحابة والتابعين لتعلم أمور دينهم
وفي مقال على موقع الجزيرة يقول فيه كاتبه:
لقد شهدت حياة أمنا عائشة -رضي الله عنها- نشاطا حافلا بالعلم والعمل وخدمة الأمة، وخلّفت لأبنائها المسلمين تركة غنية من مناهج النظر في مصادر التشريع وصياغة الفتوى والتعامل مع النصوص، ومارست قبل 1400 عام ما بات دعاة التجديد اليوم يدعون إليه نظريا من “نقد المتون”، والخروج مما يسمِّيه بعضهم “الوصاية الذكورية” في قراءة النصوص التشريعية، وتغليب النظرة المقاصدية في صناعة الفتوى؛ ولكن انصرافهم عن النظر في تراثهم المراد تجديده حجبهم عن معرفة فضائله!!
الصلاة ليست عيب او منقصة وهي ركن من أركان الإسلام الأخرى فلما هذا التأكيد على افضليتها في البيت مع انه مباح للمرأة الخروج من البيت للعمل او لقضاء حاجة .
من خلال هذه الإضافة للحديث وعلى شاكلته كثير من الأحاديث نستطيع أن نفهم كيف تدس الأفكار وبمرور الوقت تصبح ثوابت!
بوركت استاذ صالح السهيل بتوضيح هكذا مفاهيم أطبقت على اسلافنا قرون وعلينا عقود
والتي يرفضها المنطق والواقع
وحاشا ديننا ورسولنا من تحجيم دور المرءه لهذا الحد
جزاك الله خير
احسنت وأجدت أستاذ صالح السهيل في هذا المقال الذي سلط الضوء على أمر مهم فيه غبن كبير للمرأة.