ديوان القادسيةلهيب القوافيمقالات

ما عدتُ أسألُ

د. طه حامد الدليمي

ما عدتُ أسألُ

عنْ سجايا بلبلي ..

بالأمسِ ما كانتْ ؟

وماذا سوفَ تُصبحُ في غدي

المُتَهلِّلِ ؟

هل أضحكَ الليلَ العبوسَ بلحنِهِ ؟

أم ناحَ في وجهِ الصباحِ المُقبلِ ؟

فتدللي .. سيدتي

ما شئتِ أن تتدللي

وعلى دلالِكِ عَوِّدي

قلباً تجدّدَ بالهوى المتدلِّلِ

وتعودي

أنا قد رضيتُ

بأن تكوني مثلَما ترضينَ

غايةُ لذتي أن تُسعدي

لكِ ما يريدُ الليلُ من آهاتِهِ

والصبحُ من غفَلاتِهِ

وهواكِ أنْ تَتوددي

فتأوهي .. وتغافلي 

الودُّ ألمحُ ظلَّهُ

في لحظِكِ المتوسّلِ

في خدِّكِ المتوردِ

وتخايلي .. وتطاولي

وتمددي

وقفي على هامِ النجومِ

ومِنْ هناكَ فأشعلي

أو أوقدي

ودعي الكواكبَ

في لظاها تغتلي

وتنقّلي

وعلى الوجودِ تمايلي

وتبغددي

طوفي على الأفقِ الجميلِ

ومن هناك فغردي

أو أرعدي

مُرِّي بأطرافِ الحريرِ

على الثريّا وانزلي

أو فاصعدي

امشي كما تهوَينَ

لينةَ الخُطى

وترنَّحي .. وتأودي

أو عجِّلي

طوراً .. ولا تتقيدي

وتغنَّجي في خطوِكِ الساجي

وميلي

أعرضي .. أو أَقبِلي

ما عادَ شيءٌ في يدي

ارمي على جهتي الورودَ

وإنْ غضبتِ

فأوْعديني أو عِدي

كوني كموجِ البحرِ

في طغيانِهِ

كلُهابةِ البركانِ في ثورانِهِ

أو شئتِ أرغي .. أزبدي

ثوري سياطاً من حميمٍ

بين جمرِ الموقدِ

وتطرفي في كلِّ حالٍ كنتِها

وتشدّدي

كوني كما شئتِ

ولا تترددي

لا بدَّ تأتي ساعةٌ

فيها تكونينَ معي

أنعمَ من سمسمةٍ

بينَ أصابيعِ يدي

وأحنَّ من قمريةٍ

نامتْ على أفراخِها

بينَ رواقِ المعبدِ

ولَأنفُكِ المغرورُ

مهما أوغلتْ أرنبُهُ

لا بدَّ أن أُروِّضَهْ

ألهو بِهِ .. أضربُهُ

أسعدُهُ .. أغضبُهُ

حتى ينامَ هادئاً

كأرنبٍ مفضضةْ

وينحني تحتَ يدي

لا بدَّ أن يمنحَني

مهما تمادى سيدي

كالعبدِ في طاعتِهِ

أشهى ثمارِ البلدِ

أغلى كنوزٍ خُبِّئتْ

بينَ ثنايا روحِهِ والجسدِ

                                             17/2/2009

                                            دمشق– عين ترما

اظهر المزيد

‫4 تعليقات

  1. “في عالم الكلمات الساحر.. تتألق قصيدة مدهشة..
    تسحر القلوب وتثير العواطف..
    إنها تحفة فنية تفوح برائحة الجمال والإلهام!
    قصيدة تعزف على أوتار الروح..
    تنساب بأنغامها الرقيقة وتلامس أعماق الوجدان..
    تعبيراتها الرائعة..
    تصوغ عوالم من الأحاسيس والأفكار، وتنقلنا إلى عوالم خيالية لا حدود لها.

  2. صح لسانك وعاشت الأنامل التي كتبت ونوره الله العقل الذي أخرج هذه الكلمات التي تعبر أن الذي أخرجها فنان ومبدع ربي يحفظك

  3. طوفي على الأفقِ الجميلِ

    ومن هناك فغردي

    أو أرعدي

    مُرِّي بأطرافِ الحريرِ

    على الثريّا وانزلي

    أو فاصعدي
    ????????????????????

  4. تدفق الجمال من الادب العربي و الشعر بالاخص له رونقٌ متجدد مهما طال عليه الزمان فهو لا يتأثر بل يؤثر و يُشعر به تلتمس كلماته شغاف القلب 3>

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى