سياسةمقالاتمقالات أخرى

أيها المتاجرون.. الدين والقضية والمبادئ لا تباع بالمال

أ. العنود الهلالي

ما يجري في غزة اليوم من قصف وحشي يطال كل شيء، وتجويع للسكان واستهداف للمستشفيات والمدارس وتدمير كامل للبنية التحتية وهدم للمنازل على رؤوس ساكنيها ليس إلا حرب إبادة يسعى من خلالها المحتل الإسرائيلي إلى وضع الشعب الغزاوي أمام خيارين: إما الإبادة الجماعية والقتل أو النزوح إلى الأراضي المصرية وترك غزة للمحتل في تعريض واضح بإسقاط حق العودة من حساباته!!

وفي خضم هذا الواقع المأساوي يعاود تجار القضية الظهور وملء الشاشات بالتصريحات العنترية والخطابات المضللة؛ فها هو خالد مشعل في مقابلة له مع إحدى القنوات يصرح بكل وقاحة أن عملية طوفان الأقصى والهجوم على إسرائيل كان “مغامرة مدروسة” ويضيف: نعرف جيدا تبعات عمليتنا يوم 7 أكتوبر. وأن العملية ضد إسرائيل كانت قراراً لحماس.

حرب تكاد تلتهم الأرض بمن فيها خلفت الاف الشهداء والجرحى يسميها تاجر القضية “مغامرة”!! بمن كان يغامر يا ترى؟؟ وهو الآمن المطمئن في منزله خارج الوطن!

حرب الظل بين إيران وإسرائيل

فهم خلفية الصراع والدعم يمكن أن يساعدنا في توسيع منظور الرؤية. إيران ترى أن دعمها لحماس يمكن أن يعزز نفوذها الإقليمي، وفي الوقت نفسه سيوجد لسياساتها التوسعية في المنطقة مبررا، لذا اتخذت من حماس حليفا سنيا تلمّع بدعمه صورتها الملوثة بدماء سنة العراق وسوريا والاحواز ولبنان، ويضمن لها موضع قدم – وهذا أكثر ما يهمها – في القضية الفلسطينية لما تحمله من أهمية سياسية تكمن في القدرة على مناكفة أمريكا واسرائيل. ولا يمكن تجاهل أيضا الاهمية الأمنية لهذا الدعم في نظر طهران لقضية فلسطين، إذ أن خلق ذراع لها داخل الأراضي الفلسطينية يعفي إيران من خوض حروب مباشرة مع إسرائيل.

وبالعودة لعملية طوفان الأقصى والتصعيد الفلسطيني الإسرائيلي نجد أن إسرائيل اتهمت إيران بالتورط في الهجمات وأن مسؤولين إيرانيين ساعدوا في التخطيط لهجوم حماس المفاجئ على إسرائيل، وأن اللمسات الأخيرة بشأن الهجوم قد تم التخطيط لها في اجتماع عُقد في بيروت خلال الشهر الجاري، بحضور ضباط كبار في الحرس الثوري الإيراني ومسؤولين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله اللبناني. بينما نجد أن التصريحات الإيرانية تنفي صحة تلك المزاعم، إذ صرّح خامنئي، في أول ظهور متلفز له بعد التصعيد في غزة، بأن الإسرائيليين نشروا إشاعات بما في ذلك أن إيران تقف وراء هذه العملية، مُؤكدًا أنهم «على خطأ». وقد أعلن مندوب إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني صراحة انه “إذا لم تهاجم إسرائيل طهران ومصالحها فلن تتدخل ايران في الصراع في غزة”. وفي المقابل كشف ممثل (حماس) في لبنان أحمد عبد الهادي في رده على سؤال لمجلة (نيوزويك): أن الحركة كانت تقوم بتنسيق نشط مع إيران: “نسقنا مع حزب الله ومع إيران قبل وأثناء وبعد هذه المعركة على أعلى المستويات؛ لكن تعرضنا على ما يبدو إلى خيانة واضحة ووعود كاذبة من إيران”.

الدين والقضية والمبادئ لا تباع بالمال

رغم ان إيران نفت مشاركتها في عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر إلا أن المتابع للمشهد يرى أنها حصلت على مبتغاها.. وزيادة، فقد انطلقت أصوات من هنا وهناك تبارك دعم إيران للقضية الفلسطينية وتشيد بجهودها في نصرة الأقصى ورجاله المرابطين هناك؛ لترفع من أسهم ايران في المنطقة، حتى قال قائلهم: (يكفي #طوفان_الأقصى فخرا إنه وحّد السنة والشيعة). هكذا يدوس تجار القضية الفلسطينية بكل جرأة ووقاحة على قضايانا السنية في المشرق العربي متجاهلين أن لكل قطر قضيته المركزية، فيصطفون مع عدونا الأول (إيران) ويلمّعون صورته أمام الجماهير المأخوذة بعاطفتها تجاه “فلسطين” بل ويتجاوزون ذلك بأن يطالبونا بالتوحد مع من يقتلنا في العراق وسوريا والاحواز ولبنان واليمن حتى وصلت صواريخه للحدود السعودية …!

إذن وطبقا لمنطق المتاجرين: أيها السني أينما كنت في المشرق العربي.. أهمل قضيتك السنية في سبيل نصرة القضية الفلسطينية. هذا المنطق ليس إلا نتيجة “لتضخم خطير أصاب شخصية الفلسطيني حتى ما عاد يرى في الميدان غير نفسه، بل صار الفلسطيني يرى كل صاحب قضية غير قضيته منافساً خطيراً له، وعليه أن (يحترم) نفسه ويلملم قضيته وينسحب، وإلا اتهمه بشتى التهم”[1].

ما تقوم به اسرائيل من مجازر وحشية يندى لها الجبين هو ابادة جماعية لأهلنا في فلسطين … فهل قدّر المتاجرون هذا الأمر في مغامرتهم المدروسة؟!

صدق والله الدكتور طه الدليمي حين قال: “لقد سقطت حماس في جب إيران، وما يحصل اليوم لغزة وغيرها هو الثمن الذي تقبضه إيران مقابل الأموال والدعم الذي تقدمه لحماس ولغيرها. والنتيجة أن فئات معينة تستفيد، وشعباً بكامله يدفع فاتورة الحساب![2]“.

2023/10/24


[1] د. طه حامد الدليمي. مقال قمة وارسو .. وغيبوبة فلسطين.

[2] https://sunni-iraqi.net/2010/05/29/2417/

Show More

13 Comments

  1. متاجرين بالقضيه يتابعون الاحداث من قناة الجزيره عندما كانو في تركيا آمنين مطمأنين ويصلون صلاة شكر امام الكاميرات يؤمهم اسماعيل هنيه ويبدء الصلاة بالتكبير وكأنه لايعلم احكام صلاة الشكر والفيديوا منتشر يخادعون الناس واهل غزه يبادون اطفالهم ونساءهم ورجالهم بعد مارمتهم حماس في النار .

  2. يتوحد السنة والشيعة من اجل فلسطين على حساب دماء اهل السنة وتهجيرهم وتغييبهم!
    يا لها من نكتة سخيفة!

    يا اهل السنة توحدوا مع الشيعة ودعوا قضيتكم جانباً قليلاً لان فلسطين وغزة اهم منكم! يعني هكذا يجب علينا ان نفهم!

    حسبنا الله ونعم الوكيل

  3. خالد مشعل في الدوحة وهنية في تركيا .. وغزة تحت قصف ووحشية اليهود الملاعين .. ولخاطر عيون ايران واذنابها يموت الناس هناك وتتوقف الحياة!!
    حسبنا الله في المتاجرين الذين باعوا القدس وشعب فلسطين بثمن بخس

  4. هناك من سيصيح الان عند رؤية هذا العنوان ويقول ايها المتخاذلون تثبطون المجاهدين وتقفون مع العدو !!!!
    عمى البصر يهون كثيرا امام عمو البصيرة ووهم القضية المركزية اعمى عيون الجمهور فصفقوا للمتاجرين وبكوا الغزاويين .. ولا تعلم كيف يجتمع هذا التناقض

  5. غزة تموت لتحيا الحزبية وتمتلئ جيوب التجار ويلمّع وجه ايران ويتوحد السنة والشيعة..
    حسبي الله في ايران واذنابها وعبيدها في المنطقة

  6. داعش وماعش صناعة إيرانية دمرت بها أهل السنة في العراق و احتلت مناطقها وسيطرت على بغداد والفلوجة والموصل وديالى والمحمودية واليوسفية واللطفية والرضوانية وصلاح الدين و الرمادي
    وحماس صناعة إيرانية دمرت بها غزة على يد إسرائيل هكذا تعبث إيران بالمشرق العربي ، إيران الخطر الأول و الاكبر على سنة العرب عقائدياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً .

  7. لاوحده تجمعنا معهم مهما طال الزمن أو قصر
    نحن منفصلون عنهم زمن الوحدة انتهى ولم يعد
    أما قضية فلسطين بدأت بالسقوط فقد اصبحت
    مسخرة ولعبة معروف ابطالها وغايتهم الخبيثة
    توحدنا القضية السُنية ومنها نعرف كيف نخدم
    مصلحة شعوبنا السُنية العربية
    لا نصرة لمن يقف مع عدوي إيران وشيعتها الارهابية

  8. الشعب الفلسطيني لا يستحق كل ما يحدث له من متاجرة في دمه وماله، فهو شعب له قضية عادلة لا بدَّ لها من قادة يخافون الله فيما يفعلون، أما إذا ما بقيت هذه الطبقة الإرتزاقية التي تتعاون مع إيران تتحكم في قضيتهم فستفلت الزمام من أيديهم، وسيندمون كثيرا، هذا فضلا عن التبعية والتحول الديني الذي من الممكن أن يضرب نسيج المجتمع الفلسطيني، بل وضرب فعلا بتشيُّع كثير من الفلسطينيين في الآونة الأخيرة بسبب علاقة “الأبن البار حماس بالأب الروحي له الخميني” ألم يقل خالد مشعل ذات مرة في إحدى زياراته لإيران: “إن حماس هي الإبن الروحي للإمام الخميني”؟
    فليس من مصلحة الشعب الفلسطيني توزيع ولائاته، لدول ومشاريع فكرية أصبحت غير مرحب بها في المجتمع العربي.
    يدهم بيد إيران ويريدون من أهل العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز ودول الخليج العربي أن يقفوا معهم، ويعدون أي قضية غير قضيتهم إنما هي توهم!
    ألم يخجلوا من ملايين القتلى والمهجرين والمعتقلين، الذين كانت إيران خلف قتلهم وتهجيرهم واعتقالهم؟

  9. أحسنتي أستاذة الهلالية وبارك الله عقلك الواعي .
    القضية الفلسطينية كما غيرها من قضايا جوعية الجيب والعقل والبطن ذائبة في المشروع الإيراني وهي لا تعدو إلا وسيلة رخيصة لتنفيذ التمدد الشيعي يقودها سفهاء حماس مستخفة بعقول مجموعة السذج الذين لايحسنون سوى الصراخات الجوفاء.
    خرقاء العقول وفاقدي الوعي لايصلحون إلا ذيولا ذليلة.
    لايشخصون بإصبع الحل يصرخون بعاطفة الاطفال.ولا ينظرون من أوردهم دار البوار.
    قال تعالى (فاسخف قومه فاطاعوه)
    ويقول تعالى (ولاتأتو السفاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما)

  10. من أجل مصلحة ايران قتل الابرياء من أهل السنة و السيطرة الايرانية على ما تبقى من المنطقة .

    اما من مصلحة اسرائيل هي المساحة التي تسعى الى تمليكها من الاراضي الفلسطينية يعني المصلحة الكبر ى هي لايران ونفوذها في المنطقة والصغرى الى اسرائيل

    القضية المركزية تختلف من منطقه الى اخرى
    فكيف تكون القضية موحدة بين الدول ؟

  11. في ضل المعارك التويتريه بخصوص حماس وتوجهاتها التي يشوبها الشك خاصه بعد تصريحات قاداتها بولائهم لإيران وإعتبارهم الهالك سليماني بشهيد الاقصى كما صرح هنيه بذلك دون حياء وكما صرح مشعل معلناً من على شاشات الجزيره ان حماس الإبنه الروحيه للخميني ولايخفى على عاقل من تكون الإبنه الاخرى للخميني اخت حماس لكنها المدلله والبكر وهي حركة حزب الشيطان التي يقف الشيطان نفسه متحيراً من جرائمها في أهل السُنه في العراق وسوريا إجرام بإسم الجهاد الحسناوي والحمساوي وهنا يحق لنا ان نتساءل اذا كان الجهاد شُّرِع من اجل الدفاع عن العقيده اذن العقيده هي الغايه والجهاد هو الوسيله فلماذا أقامت حماس الوسيله في مقام الهدف ! ثم أنه لو حدث اي اضطراب في غزه سنجد الخلايا الشيعيه النائمه جاهزه ومُسلحه مما يسهل على ايران اختراق المجتمع السني الغزاوي اذا لم نقل الفلسطيني ككل لِتَضُم ايران بكل جداره فلسطين لقائمة الدول العربيه المُحتله ونحن نائمون كالعاده نتقاتل ان كانت حماس تستحق الدعم العربي او كيف تخلى عنها العرب فأضطرت حماس ان ترتمي بأحضان الفرس .وحركات التشيع تصول وتجول مجتهده في غزه ورفح فضحها الشيخ
    مجدي المغربي الذي سجنته حماس بسبب تقطيعه لصور الهالك سليماني التي علقتها وليس هذا فحسب بل يقوم الشيعه بالصعود على منابر المسلمين في غزه ويسبوا الصحابه على مرأى ومسمع من حماس ويدعون للتشيع وعلى سبيل المثال لا الحصر المتشيع مثقال السالمي الذي صعد المنبر وسب الصحابه ولعنهم علناً امام الناس فقام احد رجال الامن السُنه برميه بالرصاص فأرداه قتيلاً فحكمت عليه حماس بالاعدام ومثال آخر المتشيع معين العاصي الذي لايزال يعتلي المنبر داخل غزه ويدعوا للتشيع تحت سمع اجهزة حماس بالاضافه الى وجود حركة الصابرين الشيعيه التي اسسها المتشيع هشام سالم المنشق عن حركة الجهاد في غزه والتي لها جمعيات خيريه في غزه تحت اسم جمعية امدادات الخميني والتي تنشر من خلالها التشيع في غزه في الوقت الذي لاتسمح به حماس للسلفيين بحمل السلاح ضد اليهود او ممارسة اي نشاط ومااحداث مسجد ابن تيميه عنكم ببعيدالذي قتلت فيه حماس قرابة ٢٨ سلفي داخل المسجد واستهدفت المسجد بقذائف الهاون وقامت بتصفية الجرحى داخل الاسعاف كل المعلومات موجوده صوت وصوره على اليوتوب وقد تصدى لهم الشيخ مجدي المغربي المعتقل بتهمة تمزيق صورة الهالك سليماني فحكمت عليه حماس بالسجن .
    ان مايجري داخل غزه هو صراع بين الحركات التي تسمي نفسها حركات إسلاميه أيهم يقدم الولاء والطاعه لإيران كي يفوز بالفُتات من الثروات التي تسرقها ايران من خمس دول عربيه مُحتله أولها الاحواز التي هدمت ايران مساجدها السُنيه مع ان ايران يُعبد فيها الشيطان نهاراً جهاراً ولااحد يتعرض لعبدة الشيطان كما قال السيد كمال الحيدري في احدى محاضراته قبل ان تعتقله السلطات الايرانيه بعد تصريحاته الاخيره التي هدم فيها أركان الدين الشيعي الذي أسس له المفيد في نهايات القرن الرابع الهجري على حد قول الحيدري .
    خلاصة الموضوع اننا نحن صنعنا حماس وعظمناها حباً بفلسطين والأقصى لدرجة أن حماس اعطت نفسها كل الحق ان تدوس على دمائنا في سوريا والعراق وتصطف الى جانب قاتلنا دون خجل من الله اولاً ومنا ومن اهل غزه الشرفاء الذين رمتهم حماس داخل محرفه يهوديه دون ان تهئ لهم المستشفيات والملاجئ والغذاء والدواء جعلت منهم حماس تِرساً ليحموا المقاومه ورجال المقاومه بدل ان يكونوا في الخطوط الاولى مدافعين عن الاعراض والدماء فحرمة المؤمن اعظم عند الله من حرمة الكعبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button